رشيد رضا: تلميذ محمد عبده

الكاتب : سهام أحمد
02 أكتوبر 2025
عدد المشاهدات : 14
منذ 3 ساعات
رشيد رضا
محمد رشيد رضا تاريخ ومكان الميلاد
التحول نحو الإصلاح لقاء رشيد رضا بمحمد عبده وإطلاق "المنار"
ما هي أقوال العلماء في محمد رشيد رضا؟
الامتداد السلفي الحديث تأثير رشيد رضا على الأجيال اللاحقة والجدل حول فكره
من هو العلامة رشيد رضا؟
فقد كان رشيد رضا شخصية متعددة الجوانب فهو
من هو الشيخ محمد رشيد رضا؟
إرث رشيد رضا المفكر المجدد وريادة "المنار" حتى الوفاة في 1935
الأسئلة الشائعة
س: من هو رشيد رضا وما علاقته بمحمد عبده؟
س: ما هي أهم أعمال رشيد رضا؟
س: ما هو الهدف الأساسي من دعوة رشيد رضا الإصلاحية؟
س: هل كان لرشيد رضا أي تأثير سياسي؟
س: أين توفي رشيد رضا؟

رشيد رضا لم يكن مجرد اسم في سجلات التاريخ بل كان فصل حي من فصول التجديد الفكري والإصلاح الديني في العالم الإسلامي في زمن تتلاطم فيه أمواج التقليد والجمود  فظهر هذا التلميذ النجيب لشيخه محمد عبده حامل على عاتقه رسالة التغيير. لم يكن طريقه سهل بل كان مليئ بالتحديات لكن إيمانه العميق بضرورة إيقاظ الأمة من سباتها كان وقوده الذي لا ينفذ.

محمد رشيد رضا تاريخ ومكان الميلاد

رشيد رضا

لم تكن قصة رشيد رضا لتكتمل دون أن نبدأ من حيث بدأت من قرية القلمون السورية في الرابع والعشرين من ربيع الأول عام 1282 هجري الموافق الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1865 ميلادي. في هذه البيئة الريفية البسيطة نشأ طفل سيغير مجرى التاريخ الفكري لاحقا فنشأته في وسط أسرة متدينة وغنية بالعلم لم تكن محض صدفة بل كانت اللبنة الأولى في صرح تكوينه الفكري.

كان أبوه الشيخ علي رضا عالم محلي واهتم بتعليمه القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية منذ صغره فهذه النشأة المبكرة على أسس إسلامية صلبة شكلت شخصيته ورؤيته للعالم وغرست فيه بذرة حب العلم والشغف بالبحث.

منذ صغره أظهر محمد رشيد رضا ذكاء حاد وفضول لا حدود له فحصل علي  تعليمه الأولي في مدارس القرية ثم انتقل إلى طرابلس الشام لمتابعة دراسته في المدرسة الوطنية التي أسسها الشيخ حسين الجسر وهو عالم ومفكر تأثر به كثيراً في بداية حياته.

تعرف أيضًا على: الشاعر جبران خليل جبران: فيلسوف وشاعر

التحول نحو الإصلاح لقاء رشيد رضا بمحمد عبده وإطلاق “المنار”

في هذه الفترة بدأ يكتشف آفاق أوسع من المعرفة ويتعمق في دراسة العلوم الشرعية واللغوية لكن شغفه الحقيقي كان يتجه نحو الفكر الإصلاحي الذي بدأ ينتشر في تلك الفترة فكانت أفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده تصل إلى مسامعه وتثير فيه حماسة لا توصف.

هذا التأثير المبكر دفع به في النهاية إلى اتخاذ قرار مصيري غير حياته بالكامل. وهو السفر إلى مصر لملاقاة شيخه محمد عبده وكانت رحلته إلى مصر في عام 1897 نقطة تحول حاسمة في حياته. فهناك التقى بشيخه محمد عبده وتتلمذ على يديه ووجد فيه المعلم الذي يشاركه رؤيته في الإصلاح والتجديد.

لم يكن تلميذ عادي بل كان شريك في الفكر والجهاد. فهذه العلاقة القوية والمثمرة بين الأستاذ والتلميذ أثمرت عن مجلة “المنار” التي أصبحت منبر رئيسي للفكر الإصلاحي. ومن خلالها استطاع رشيد رضا أن ينشر أفكاره ورسائله إلى العالم الإسلامي كله. إن تاريخ ومكان ميلاده لم يكونا مجرد معلومات جغرافية. بل كانا البداية الحقيقية لرحلة فكرية طويلة الأمد تركت بصماتها على الفكر الإسلامي الحديث.[1]

تعرف أيضًا على: الأديب نجيب محفوظ: أول عربي يفوز بجائزة نوبل في الأدب

ما هي أقوال العلماء في محمد رشيد رضا؟

رشيد رضا

يعد محمد رشيد رضا شخصية جدلية في تاريخ الفكر الإسلامي الحديث. فقد أثارت آراؤه ومواقفه العديد من النقاشات وتباينت أقوال العلماء والمفكرين فيه بشكل كبير فمن جهة يعتبره الكثيرون من أئمة التجديد والإصلاح الذين سعوا إلى إحياء الفكر الإسلامي ومواجهة التحديات التي فرضها العصر. فأثنى عليه الشيخ محمد عبده الذي كان يراه امتداد لفكره. كما شهد به عدد من المفكرين المعاصرين له واللاحقين له الذين رأوا في مجلته “المنار” منارة حقيقية للوعي والإصلاح.

ومن جهة أخرى كان له منتقدون كثر خاصة من تيارات تقليدية ورجعية. ممن رأوا في أفكاره خروج عن المألوف أو انحراف عن منهج السلف فهذه التباينات في الرؤى تعكس عمق فكره وتأثيره الكبير في عصره و هذا التباين في الآراء ليس أمر غريب فكل مصلح في التاريخ يواجه معارضة من بعض الأطراف ومن أبرز أقوال العلماء التي يمكن أن نذكرها ما قاله الشيخ ابن باز. الذي كان معجب ببعض جوانب فكره وجهده في نشر السنة ومحاربة البدع ولكنه كان يتحفظ على بعض اجتهاداته الأخرى التي يراها مخالفة للنهج السلفي الصريح.

تعرف أيضًا على: عباس محمود العقاد: أدباء العرب

الامتداد السلفي الحديث تأثير رشيد رضا على الأجيال اللاحقة والجدل حول فكره

كما أن محمد رشيد رضا كان صاحب تأثير كبير على عدد من العلماء والمفكرين في شبه الجزيرة العربية والمشرق العربي. الذين استلهموا منه منهج في الإصلاح والتعليم وفي المقابل نجد انتقادات من بعض المفكرين المعاصرين الذين اتهموه بأنه كان متأثر بالغرب أو أنه لم يكن متعمق في بعض المسائل الشرعية. مما أدى إلى بعض الأخطاء في اجتهاداته فعند الحديث عن المدرسة السلفية الحديثة. يظهر مصطلح محمد رشيد رضا ابن باز للتعبير عن الامتداد الفكري من بدايات الإصلاح مع رشيد رضا وصول إلى دور ابن باز في القرن العشرين.

هذه النظرات المختلفة تعكس الثراء الفكري. الذي كان يتمتع به وتؤكد أنه لم يكن شخصية عادية يمكن أن يجمع عليها الجميع. فمن خلال كتاباته المتعددة مثل تفسير القرآن الكريم ومقالاته في مجلة “المنار” استطاع أن يترك بصمة لا يمكن تجاهلها.

لقد كان رجل يسعى إلى إيجاد حلول لمشاكل عصره. واجتهاداته كانت نابعة من إيمانه بأن الإسلام قادر على مواجهة تحديات الحداثة. حتى لو كان هناك من يختلف معه فإن كتب محمد رشيد رضا تظل مصدر غني للبحث والدراسة وتظهر عمق فكره وجهده في خدمة الإسلام.[2]

تعرف أيضًا على: الفيلسوف جيريمي بنثام: سعي نحو أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس

من هو العلامة رشيد رضا؟

رشيد رضا

العلامة رشيد رضا هو أحد أشهر رواد الإصلاح الديني والاجتماعي في العصر الحديث. واسمه الكامل هو محمد رشيد بن علي رضا. ولد في سوريا وعاش الجزء الأكبر من حياته في مصر فهو رجل جمع بين العلم والعمل بين التنظير والتطبيق.

كان له دور محوري في تأسيس الفكر السلفي الحديث الذي يسعى إلى العيش بين أصالة المنهج وبين روح التجديد.  ويعتبر تلميذ الإمام محمد عبده ورفيقه في مسيرة الإصلاح. كما كان له تأثير كبير على الفكر الإسلامي المعاصر خاصة من خلال مجلة “المنار” التي أصدرها وأصبحت من أهم المجلات الفكرية في العالم الإسلامي.

فقد كان رشيد رضا شخصية متعددة الجوانب فهو

رشيد رضا

  • صحفي ومحرر: كان من أهم الصحفيين في عصره وقد استغل قوة الكلمة المكتوبة لنشر أفكار الإصلاح ومحاربة الجهل والتقليد. فمجلته “المنار” لم تكن مجرد مجلة عادية. بل كانت منبر فكري يناقش قضايا الأمة ويستشرف مستقبلها.
  • مؤلف ومفسر: له الكثير من المؤلفات القيمة أشهرها “تفسير القرآن الكريم” المعروف بـ “تفسير المنار”. الذي أكمل فيه تفسير أستاذه محمد عبده   هذا التفسير يعتبر من أهم التفاسير في العصر الحديث. حيث يجمع بين التفسير التقليدي والاجتهاد العقلي ويقدم رؤية متجددة للقرآن الكريم.
  • عالم ومفكر: لم يكن رشيد رضا مجرد ناقل للمعرفة. بل كان عالم مجدد يفكر خارج الصندوق فسعى إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والدفاع عنه في وجه الحملات الاستعمارية والتبشيرية. و كان يرى أن الإسلام هو الحل لكل مشاكل الأمة ولكنه يحتاج إلى إعادة فهم وتطبيق بما يتناسب مع روح العصر.
  • داعية ومصلح: كان دوره الأساسي هو الدعوة إلى الإصلاح في جميع جوانب الحياة الدينية  والاجتماعية والسياسي. و آمن بضرورة عودة المسلمين إلى مصادرهم الأصلية (القرآن والسنة). مع الاستفادة من كل ما هو نافع من علوم العصر الحديث.

إن تأثير محمد رشيد رضا صاحب التأثير لم يقتصر على مجاله الفكري فقط. بل امتد إلى الفضاء السياسي أيضاً فكان له علاقات مع الكثير من الزعماء والسياسيين. وكان صوته مسموع في كثير من القضايا الوطنية والإسلامية و هذا التنوع في أدواره جعله شخصية فريدة من نوعها و ترك بصمة لا تمحى في تاريخ الأمة الإسلامية.

تعرف أيضًا على: غوته الأديب الذي جمع بين الأدب والفلسفة

من هو الشيخ محمد رشيد رضا؟

رشيد رضا

الشيخ محمد رشيد رضا هو العلامة السوري الأصل و المصري الهوى والإقامة. يعتبر أحد أشهر قادة المدرسة الإصلاحية في العالم الإسلامي خلال النصف الأول من القرن العشرين فقد ولد في قرية القلمون بسوريا وتلقى تعليمه الأولي على أيدي شيوخها ثم انتقل إلى طرابلس الشام لمتابعة دراسته في المدرسة الوطنية. كانت هذه الفترة هي بداية تكوينه الفكري حيث تعرف على أفكار الإصلاحيين الأوائل. مثل جمال الدين الأفغاني مما دفعه إلى السفر إلى مصر للقاء الإمام محمد عبده الذي كان له الأثر الأكبر على شخصيته وفكره.

في مصر بدأت أهم محطات حياته الفكرية والعملية. فقد أسس مجلة “المنار” بالاشتراك مع أستاذه والتي تحولت إلى منبر فكري إصلاحي لا مثيل له. و كان محمد رشيد رضا يكتب فيها المقالات التي تعالج قضايا الأمة وتفسير القرآن وتدعو إلى التجديد والاجتهاد.

استمرت المجلة في الصدور لأكثر من 30 عام وكانت مرجع أساسي للمفكرين والعلماء في العالم الإسلامي. فكان يؤمن بأن النهضة الحقيقية تبدأ من الفرد والمجتمع وأن الإصلاح الديني هو الأساس لكل إصلاح آخر.

إرث رشيد رضا المفكر المجدد وريادة “المنار” حتى الوفاة في 1935

لم يكن عمله منحصر على الكتابة فقط. بل كان داعية ومدرس و ألقى الكثير من المحاضرات والدروس في الأزهر الشريف وفي بيته وترك عدد كبير من التلاميذ الذين حملوا رسالته من بعده و كانت حياته مليئة بالجهد والعمل الدؤوب في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين.

ورغم الانتقادات التي وجهت إليه إلا أن محمد رشيد رضا تاريخ ومكان الوفاة. يظلان شاهداً على مسيرة حافلة بالعطاء فقد توفي في مصر عام 1935. بعد حياة مليئة بالجهاد الفكري والإصلاحي تارك وراءه إرث فكري غني لا يزال يثير الجدل والنقاش حتى يومنا هذا. ويشكل منبع أساسي للباحثين والمفكرين في شتى أنحاء العالم.

تعرف أيضًا على: برتراند راسل: فيلسوف الرياضيات والعقلانية الحديثة

في الختام يظل رشيد رضا شخصية فذة في تاريخ الفكر الإسلامي الحديث. فلم يكن مجرد تابع أو مقلد. بل كان مفكر مجدد استطاع أن يجمع بين أصالة التراث وروح العصر وأن يمهد الطريق لجيل كامل من المصلحين. فقد كان له دور كبير في إيقاظ الوعي الإسلامي والدفاع عن الإسلام في وجه التحديات الداخلية والخارجية. فإن إرثه الفكري الذي تجسده مجلة “المنار” ومؤلفاته القيمة لا يزال حي ومؤثر ويستحق الدراسة والبحث. إن رحلة رشيد رضا هي نموذج حقيقي للعطاء والإخلاص في سبيل قضية يؤمن بها ودرس بأن الإصلاح يبدأ من الفكر والكلمة.

الأسئلة الشائعة

س: من هو رشيد رضا وما علاقته بمحمد عبده؟

ج:  رشيد رضا هو عالم ومفكر ومصلح إسلامي سوري كان تلميذ وصديق للإمام محمد عبده و يعتبر امتداد لمدرسة محمد عبده الإصلاحية وقد تعاونا في إصدار مجلة “المنار” لنشر الفكر الإصلاحي.

س: ما هي أهم أعمال رشيد رضا؟

ج: من أبرز أعماله تفسير القرآن الكريم المعروف بـ “تفسير المنار” ومجلة “المنار” التي أسسها وكتاب “المنار والأزهر”.

س: ما هو الهدف الأساسي من دعوة رشيد رضا الإصلاحية؟

ج: كان يهدف إلى إحياء الفكر الإسلامي ومحاربة الجمود والتقليد والعودة إلى مصادر الدين الأصيلة (القرآن والسنة) مع الاستفادة من علوم العصر الحديث.

س: هل كان لرشيد رضا أي تأثير سياسي؟

ج: نعم كان له تأثير سياسي من خلال كتاباته ومواقفه وعلاقته مع بعض الزعماء والسياسيين في عصره.

س: أين توفي رشيد رضا؟

ج:  توفي رشيد رضا في مصر عام 1935.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة