ساموراي من هم؟ وما هي قواعد شرفهم الصارمة؟

ساموراي. طبقة من المحاربين ذوي المهارات العالية، نشأوا في اليابان بعد إصلاحات تايكا عام 646 ميلادي، التي تضمنت إعادة توزيع الأراضي وفرض ضرائب جديدة باهظة لدعم إمبراطورية متقنة على الطراز الصيني، أجبرت هذه الإصلاحات كثيراً من صغار المزارعين على بيع أراضيهم والعمل كمزارعين مستأجرين. مع مرور الوقت، تراكمت لدى بعض كبار ملاك الأراضي السلطة والثروة، مما أدى إلى نشوء نظام إقطاعي مشابه لنظام أوروبا في العصور الوسطى، وللدفاع عن ثرواتهم. استأجر الإقطاعيون اليابانيون أول محاربي البوشي أو ما يعرف باسم ساموراي.

 من هي قبيلة الساموراي؟

خلال العصر الإقطاعي الياباني، كانت عشائر ساموراي. أشبه بالعائلات النبيلة، تتمتع بنفوذ كبير في ساحة المعركة. وفي المشهد السياسي، اشتهرت عشائر مثل تاكيدا وأوسوغي وأودا ببراعتها العسكرية وبراعتها الاستراتيجية ومساهماتها في الفنون والثقافة، غالبًا ما كان يقود هذه العشائر الدايميو، وهم أمراء إقطاعيون سيطروا على أراضٍ شاسعة، وقادوا جيوشًا من محاربي الساموراي، ومن عشائر الساموراي الشهيرة:

تعرف أيضًا على: إياسو توكوغاوا: القائد الذي غيّر مجرى التاريخ الياباني

• عشيرة فوجيوارا

باعتبارها من أعرق العائلات وأكثرها نفوذًا، ركزت عشيرة فوجيوارا بصورة أكبر على سياسات البلاط. بدلًا من التركيز على البراعة العسكرية، وقد تمتع أفرادها بنفوذ كبير على البلاط الإمبراطوري خلال فترة هييان، وعززوا نفوذهم استراتيجيًا من خلال ترتيب زيجات بين بناتهم وأفراد من العائلة الإمبراطورية. كما كانوا رعاة للفنون، وكان لهم تأثير كبير في الإمبراطور من خلال منصب سيسو الوصي على العرش.

• عشيرة تاتشيبانا

اشتهرت قبيلة تاتشيبانا بخبرتها البحرية، ونشطت هذه القبيلة بصورة رئيسة في منطقة كيوشو، ولعبت دورًا حاسمًا في معارك مهمة، بما في ذلك صد الغزوات المغولية، ومن أبرز شخصيات هذه القبيلة تاتشيبانا جينتشيو، وهي ساموراي حققت شهرة واسعة.

• عشيرة ميناموتو

عرفت قبيلة ميناموتو أيضًا باسم جينجي، وكان لها دور محوري في تأسيس شوغونية كاماكورا، أول حكومة عسكرية في اليابان، انتصرت في حرب جينبي ضد التايرا، وتُعدّ من أشهر العشائر في التاريخ الياباني.

• عشيرة تايرا

كان التايرا أو هايكي ألد أعداء ميناموتو، سيطروا في أواخر عصر هييان، لكنهم هزموا على يد ميناموتو في حرب جينبي، تروى قصة سقوطهم في ملحمة هايكي مونوغاتاري.

• عشيرة أودا

انبثقت عشيرة أودا من عشيرة تايرا في القرن الثالث عشر، وكانت في البداية تابعة لعشائر أكثر سيطرة، ومع ذلك، نجحت في ضمان استقلالها من خلال التجارة والزراعة.

بتشييدهم قلاعًا فخمة واستغلال أراضيهم الزراعية، جمعوا ثروة طائلة، مكّنهم هذا الثراء الجديد من إخضاع عشيرتي أزاي وأساكورا لسيطرتهم.

القادة والتنافس: نظرة على أبرز عشائر الساموراي

• عشيرة أوسوجي

كانت عشيرة أويسوغي عائلة ساموراي. قوية. مقرها مقاطعة إيتشيغو، وهي الآن جزء من محافظة نييغاتا الحالية، اكتسبت هذه العائلة مكانة عسكرية مرموقة بقيادة أويسوغي كينشين، المعروف بسلوكه النبيل وبراعته التكتيكية، اشتهر كينشين بإصلاحاته الإدارية، حيث شدد على العدالة ورفاهية الفلاحين في منطقته. وقد خلدت منافسته الأسطورية مع تاكيدا شينغن في معارك كاواناكاجيما.

• عشيرة تاكيدا

نشأت عشيرة تاكيدا في مقاطعة كاي، وهي محافظة ياماناشي حاليًا، واشتهرت بقيادة تاكيدا شينجن. كان شينجن عبقريًا عسكريًا، واشتهر بمهاراته الاستراتيجية وقدرته على جمع نخبة من أمهر محاربي الساموراي في تلك الحقبة، ورغم هزيمتها الكارثية في معركة ناغاشينو، إلا أن إرث العشيرة. ولا سيما تنافسها مع عشيرة أويسوغي. لا يزال فصلًا فارقًا في تاريخ الساموراي.

• عشيرة أشيكاغا

كان الأشيكاغا مسؤولين عن تأسيس شوغونية موروماتشي، وهم من نسل ميناموتو، ووصلوا إلى السلطة بإسقاط شوغونية كاماكورا، تميزت فترة حكمهم بحركة فنية وثقافية مؤثرة عُرفت باسم ثقافة هيغاشياما.

• عشيرة آبي

كانت عشيرة آبي عائلة بارزة في شمال شرق اليابان، ولا سيما خلال فترة هييان، كُلِّفت في البداية بإحلال السلام بين شعب إيميشي، وهم السكان الأصليون للمنطقة، وتمتعت باستقلالية واسعة في المنطقة.

• عشيرة هوجو

بعد أن أسس ميناموتو شوغونية كاماكورا، تولى الهوجو السلطة كأوصياء، وأصبحوا الحكام الفعليين، اشتهروا بإصلاحاتهم الإدارية وقانونهم المعروف باسم غوسايباي شيكيموكو.

إسهامات العشائر في التاريخ الياباني: من القوة العسكرية إلى الحكم

• عشيرة موري

كانت قبيلة موري عشيرة قوية في منطقة تشوغوكو، واشتهرت بقوتها البحرية، نشطت خلال فترة سينغوكو، وكانت في البداية حليفة لأودا قبل أن تنضم إلى تحالفها مع تويوتومي هيدي وشي.

• عشيرة أزاي

بقيادة أزاي ناغاماسا، اشتهرت هذه العشيرة بتحالفها وصراعها لاحقًا مع أودا نوبوناغا، تمركزت في مقاطعة أومي، وهُزمت في النهاية على يد نوبوناغا.

• عشيرة توكوغاوا

أسس توكوغاوا إياسو هذه العشيرة، التي أسست شوغونية إيدو، التي استمرت لأكثر من 250 عامًا، ووحدت اليابان، عزز نموذج حكمهم البنية الطبقية، وأدى إلى فترة سلام طويلة، وإن كانت في ظل قيود اجتماعية واقتصادية صارمة.

كان لكلٍّ من هذه العشائر إسهاماتها الفريدة في التاريخ الياباني، سواءً في المآثر العسكرية أو الحكم أو الثقافة، ولا يزال إرثها يُحتفى به، ويُدرس حتى اليوم. [1]

تعرف أيضًا على: محمد البرادعي: دبلوماسي مصري

 ما معنى كلمة ساموراي؟

يشتق مصطلح ساموراي. من الكلمة اليابانية “سابوراو” (saburau)، التي تعني يخدم، وقد استخدم لأول مرة عام 702 ميلادي لوصف موظفي البلاط من ذيي الرتب المتوسطة والدنيا، ثم لاحقًا الحرس الإمبراطوري المسلّح، كان لقبهم مجازيًا في الغالب، إذ يشير إلى ولائهم للإمبراطور. وبحلول القرن العاشر. عندما بدأ حكام المقاطعات بتقديم مكافآت سخية للخدمة العسكرية، ظهر الساموراي كما نعرفهم اليوم. واكتسب المصطلح في نهاية المطاف دلالات أرستقراطية قوية، ومنح سلالة الساموراي مكانة مرموقة، لدرجة أن المحاربين كانوا يرددون أسماء أسلافهم في ساحة المعركة.

تعرف أيضًا على: مصالي الحاج: زعيم وطني جزائري

 ما هي قصة الساموراي؟

يعود تاريخ ساموراي إلى العصر الإقطاعي، حيث بدوا كحرس إمبراطوري مسلح، ثم اعتُبروا لاحقًا من أرقى الطبقات الاجتماعية في اليابان، وعُرفوا أيضًا باسم “النبلاء المحاربين”، وكانوا جزءًا من الطبقة الحاكمة في اليابان لأكثر من خمسة قرون.

تعرف أيضًا على: إيميليو أغوينالدو: قائد الثورة الفلبينية وأول رئيس للبلاد

لم يكتسب الساموراي نفوذًا واسعًا إلا بعد حرب جينبي 1180-1185، انتهت هذه الحرب، التي كانت بين عشيرتين متخاصمتين. على يد أحد أشهر أبطال الساموراي في التاريخ الياباني، ميناموتو يوشيتسوني، الذي قاد عشيرته إلى النصر، أدى ذلك إلى إنشاء شوغونية كاماكورا. وهي نوع من الديكتاتورية العسكرية الوراثية، حيث انتقلت السلطة السياسية إلى الساموراي.

بعد ذلك، جاءت شوغونية أشيكاغو، التي شهدت صراعًا بين العشائر، استمر هذا حتى حرب أونين 1467-1477، التي أحدثت انقسامًا، مع ضعف سلطة شوغرن أشيكاغو، تدخل اللوردات المحليين وسامورايهم للمساعدة في الحفاظ على القانون والنظام، اقتصر حق ارتداء سيوف الكاتانا على الساموراي عام 1588، ومع أنه كان امتيازًا، إلا أن هذا أدى أيضًا إلى عزل الساموراي عن الطبقات الأخرى.

تحوّل الأدوار: الساموراي في عصر سلام توكوغاوا

توحدت اليابان أخيرًا تحت حكم شوغونية توكوغاوا 1603-1867. وتمتعت البلاد بفترة سلام دامت قرابة 250 عامًا. تكيف كثير من الساموراي مع الوضع. وحكموا بالوسائل المدنية بدلًا من القوة العسكرية، ومع استمرار فترات السلم. وتراجع أهمية القدرة على القتال، أصبح كثير من الساموراي معلمين أو فنانين أو بيروقراطيين. وتراجعت ثروات الساموراي خلال هذه الفترة، إذ كانوا يعتمدون سابقًا على رواتب ثابتة من ملاك الأراضي.

تزامن سقوط ساموراي. مع نهاية الإقطاع في منتصف القرن التاسع عشر. وفضّلت حركة إصلاح ميجي عام ١٨٦٨. بقيادة الإمبراطور ميجي، الجيوشَ العسكريةَ المُجنَّدةَ على النمط الغربي، اندمج الساموراي مع طبقة اجتماعية أخرى، ليصبحوا شيزوكو، وسحِبَ حقهم في حمل السيوف، وهكذا انتهى عصر الساموراي.

تعرف أيضًا على: رودريغو دوتيرتي الرئيس الذي أثار الجدل في الفلبين بسياساته الحازمة

 من هو أشهر ساموراي؟

شهر 6 من محاربي الساموراي

• توكوغاوا إياسو (1543 – 1616): مؤسس شوغونية توكوغاوا

  • بدأ من طفولة مضطربة ليصبح مؤسس حكومة دامت لأكثر من 250 عامًا. ومثالاً للهدوء والبصيرة حتى في الهزيمة.

• أودا نوبوناغا (1534 – 1582): الموحد الرئيسي لليابان

  • أحد أعظم الساموراي وقادة توحيد اليابان، أحدثت تكتيكاته العسكرية ثورة في حروب الساموراي.

• تويوتومي هيديوشي (1537 – 1598): ثاني أعظم موحد لليابان

  • ساموراي يحظى بالاحترام بفضل قيادته وبراعته، ارتقى ليصبح ثاني أعظم موحد لليابان بعد خدمته تحت قيادة أودا نوبوناغا.

• مياموتو موساشي (1584 – 1645): بطل المبارزات الذي لم يُهزم

  • أشهر ساموراي في التاريخ. عرف بمهاراته الفريدة في المبارزة، حيث خاض أكثر من 60 مبارزة وظل بلا هزيمة طوال مسيرته.

• تاكيدا شينجن (1521 – 1573): العبقري العسكري والمنافس الشرس

  • أحد أقوى المحاربين. جعلته عبقريته وذكاؤه الاستراتيجي منافساً قوياً لزعماء الحرب الآخرين مثل أودا نوبوناغا.

• أوسوجي كينشين (1530 – 1578): “إله الحرب” والمقاتل المنتصر

  • ساموراي استثنائي اشتهر ببراعته في ساحات المعارك. وانتصر في معارك كبرى رغم الصعاب الهائلة، وغالبًا ما يُعرف باسم “تنين إيتشيغو”.. [2]

    

    تعرف أيضًا على: رومل ثعلب الصحراء وأسطورة الحرب العالمية الثانية

ختاما، لم يعد محاربو ساموراي. موجودين اليوم، يحظر حمل السيوف والأسلحة في اليابان. مع ذلك، لا يزال الإرث الثقافي للساموراي قائمًا حتى اليوم. ثم إنَّ أحفاد عائلات الساموراي موجودون اليوم أيضًا، في عام ١٨٦٨، تولى الإمبراطور ميجي السلطة، وألغى نظام الساموراي، أوقف دفع رواتب طبقة الساموراي. ومنع حمل السيوف، وصادر أراضيهم وممتلكاتهم، أصبح بعض الساموراي مزارعين، وبعضهم بيروقراطيين.

الأسئلة الشائعة

س. من هم الساموراي؟

ج. الساموراي هم طبقة المحاربين في اليابان الإقطاعية. وكانوا يخدمون أمراء الإقطاع الدايميو، ويتميزون بالانضباط والشرف.

س. ما أبرز أسلحتهم؟

ج. السيف الياباني الطويل المعروف بـ كاتانا (Katana) كان رمز قوتهم وشرفهم. إضافة إلى أقواس ورماح.

س. ما دور الساموراي في المجتمع الياباني؟

ج. كانوا يشكلون الطبقة العسكرية الحاكمة، يحافظون على الأمن، ويقودون الحروب. كما أثروا في الثقافة والفنون والفلسفة.

س. ما هو “بوشيدو” (Bushido)؟

ج. بوشيدو هو طريق المحارب، وهو مدونة أخلاقية للساموراي، تقوم على قيم مثل الشجاعة، الولاء، الانضباط، والكرامة حتى الموت.

س. متى ازدهر دور الساموراي؟

ج. ازدهروا منذ القرن الثاني عشر مع صعود الحكم العسكري (الشوغونية)، واستمر نفوذهم حتى منتصف القرن التاسع عشر.

س. كيف انتهى دور الساموراي؟

ج. مع بداية عصر مييجي (Meiji) في عام 1868، بدأت اليابان التحديث وإلغاء النظام الإقطاعي، ففقد الساموراي مكانتهم وامتيازاتهم.

س. ما تأثيرهم الثقافي حتى اليوم؟

ج. ما زالت روح الساموراي و”بوشيدو” تؤثر في الثقافة اليابانية الحديثة، وتظهر في الأدب، السينما، والفنون القتالية.

• katana.storeSamurai Clans_بتصرف
• swordisJapan’s 13 Greatest Samurais and Swordsmen_بتصرف

مشاركة المقال

وسوم