سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة

24 فبراير 2025
عدد المشاهدات : 22
منذ 7 ساعات
سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة
عناصر الموضوع
1- لماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة
2- الحكمة من حذف البسملة في بداية السورة
التفسير الذي يبرر عدم بدء سورة التوبة بالبسملة
3- الفرق بين افتتاحية سورة التوبة وبقية السور
4- التفسيرات المختلفة لعدم وجود البسملة
5- العلاقة بين سورة الأنفال وسورة التوبة

عناصر الموضوع

1- لماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة؟

2- الحكمة من حذف البسملة في بداية السورة

3- الفرق بين افتتاحية سورة التوبة وبقية السور

4- التفسيرات المختلفة لعدم وجود البسملة

5- العلاقة بين سورة الأنفال وسورة التوبة

سورة التوبة هي السورة التاسعة في ترتيب سور القرآن الكريم. وتصنف ضمن السور المعروفة بـ (المئين). تعتبر هذه السورة مدنية بالإجماع. وتحتوي على مائة وتسع وعشرين آية. تعد من آخر السور المدنية الطويلة التي نزلت. ومن المميز أنها السورة الوحيدة في القرآن التي لم تبدأ بآية البسملة.

1- لماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة

الزواج جائز في شهر رمضان وفي جميع الأوقات. باستثناء الفترة التي يكون فيها الشخص في حالة إحرام للحج أو العمرة. وقد أشار العلماء إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج في رمضان وزوج فيه أيضًا. فقد ذكر ابن كثير في “البداية والنهاية” وابن حبان في “الثقات” أنه تزوج زينب بنت خزيمة في رمضان. كما أشار الذهبي في “سير أعلام النبلاء” إلى زواجه من سودة في نفس الشهر. وروى أبو شيبة في “المصنف” أنه تزوج أم سلمة في رمضان أيضًا. وفي تفسير القرطبي وعون المعبود، ذكر أن عليًا رضي الله عنه تزوج فاطمة في شهر رمضان. ومن يتزوج في رمضان ينبغي عليه تجنب مقدمات الجماع خلال النهار حتى لا يؤثر ذلك على صيامه.

وأشارت إلى أنه “قد لا يكون الأمر محظورًا في رمضان. إلا أن العادة السائدة هي تأجيل حفلات الزفاف من رمضان إلى وقت لاحق. سواء خلال عطلة عيد الفطر أو بعدها. ومن الشائع أيضًا تنظيم حفلات وعشاء قبل وبعد حفل الزفاف.” [1]

2- الحكمة من حذف البسملة في بداية السورة

الحكمة وراء عدم بدء سورة التوبة بالبسملة قد تم تناولها في عدة أقوال، وأشهرها قولان. الأول هو أن الصحابة تركوا البسملة في بداية سورة براءة لأنهم اعتقدوا أنها وسورة الأنفال تشكلان سورة واحدة. وقد روى الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وذكر الضياء المقدسي في المختارة أن إسناده مقبول، عن ابن عباس أنه قال: سألت عثمان -رضي الله عنه-: ما الذي دفعكم إلى دمج سورة الأنفال، وهي من المثاني، مع سورة براءة، وهي من المئين، دون أن تكتبوا بينهما سطر “بسم الله الرحمن الرحيم”، مما جعلها ضمن السبع الطوال؟ ما السبب وراء ذلك؟

لماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة

قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقى الوحي في أوقات مختلفة، حيث كان ينزل عليه سور ذات عدد. وعندما ينزل عليه شيء، كان يستدعي بعض كتّابه ويقول: ضعوا هذا في السورة التي تتعلق بكذا وكذا. وعندما تنزل عليه آيات، كان يقول: ضعوا هذه الآيات في السورة التي تتعلق بكذا وكذا. وإذا نزلت عليه آية، كان يقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي تتعلق بكذا وكذا. وكانت سورة الأنفال من أوائل السور التي نزلت في المدينة، بينما كانت سورة براءة من آخر ما نزل من القرآن. وقد كانت قصة سورة براءة مشابهة لقصة سورة الأنفال، فظننا أنها جزء منها. وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يوضح لنا ما إذا كانت منها أم لا. لذلك، تم الربط بين السورتين، ولم أكتب بينهما سطر “بسم الله الرحمن الرحيم”، ووضعتها ضمن السبع الطوال.

التفسير الذي يبرر عدم بدء سورة التوبة بالبسملة

الرأي الثاني في عدم بدء سورة التوبة بالبسملة هو أنها نزلت في سياق القتال بالسيف. مما يتعارض مع مفهوم البسملة التي تحمل دلالات الرحمة، حيث تتضمن اسمي الله تعالى الرحمن الرحيم. وهما اسمان يعكسان الرحمة.

وقد أشار الشاطبي في كتابه “حرز الأماني” إلى هذا المعنى، حيث قال:

“ومهما تصلها أو بدأت براءة لتنزيلها بالسيف لست مبسملًا.”

كما ذكر القرطبي في تفسيره أن عبد الله بن عباس سأل علي بن أبي طالب عن سبب عدم كتابة “بسم الله الرحمن الرحيم” في سورة التوبة، فأجابه بأن “بسم الله الرحمن الرحيم” تعني الأمان، وهذا لا يتناسب مع سورة براءة التي نزلت بالسيف ولا تحتوي على أمان.

وقد ورد هذا المعنى أيضًا عن المبرد. حيث قال إنه لم يتم الجمع بينهما لأن “بسم الله الرحمن الرحيم” تعبر عن الرحمة. بينما سورة براءة نزلت في سياق السخط. كما أشار سفيان بن عيينة إلى أن عدم كتابة “بسم الله الرحمن الرحيم” في بداية هذه السورة يعود إلى أن التسمية تعني الرحمة. والرحمة تمثل الأمان، بينما هذه السورة نزلت في حق المنافقين وبالسيف، ولا يوجد أمان للمنافقين. [2]

3 الفرق بين افتتاحية سورة التوبة وبقية السور

تعتبر هذه السورة الوحيدة في القرآن التي لا تبدأ بالبسملة، حيث نزلت لفضح المنافقين والبراءة من المشركين. وقد اعتبر بعض العلماء أنها وسورة الأنفال تشكلان سورة واحدة. تصنف السورة ضمن المئين، ويُقال إنها من السبع الطوال وفقًا لرأي من يعتبرها جزءًا من الأنفال. تحتوي على 129 آية، وترتيبها في المصحف هو التاسع، حيث تبدأ من الجزء العاشر وتمتد إلى بداية الجزء الحادي عشر. نزلت بعد سورة المائدة، وتحديدًا في السنة التاسعة للهجرة بعد غزوة تبوك. تبدأ السورة بالبراءة من المشركين، حيث تقول: ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١﴾، ولهذا سميت بسورة براءة. كما أطلق عليها اسم التوبة بسبب توبة الله على الثلاثة الذين تخلفوا، وهم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، حيث جاء في الآية: ﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾. [3]

4- التفسيرات المختلفة لعدم وجود البسملة

اعلم أن العلماء اختلفوا في سبب عدم وجود البسملة في بداية سورة التوبة. وقد تعددت الآراء في ذلك إلى خمسة أقوال:

  • القول الأول: أن العرب كانوا إذا أرادوا نقض عهد مع قوم، كتبوا كتابًا دون ذكر البسملة، وهذا ما جرت عليه عادتهم.
  • القول الثاني: ما ذكره عثمان، وهو أثر حسن أخرجه الترمذي وصححه الحاكم.
  • القول الثالث: قيل إن السورة كانت كالبقرة. ولكن تم نسخ بدايتها بما في ذلك البسملة.
  • القول الرابع: اختلف الصحابة في مسألة ما إذا كانت السورتان منفصلتين أم سورة واحدة. فتركت بينهما فرجة بلا بسملة، وذلك لجمع قول الفريقين.
  • القول الخامس: قال علي بن أبي طالب إن البسملة تمثل الأمان والبراءة. وقد نزلت بالسيف. وليس فيها أمان.

هذا هو ملخص ما ذكره المفسرون مثل القرطبي وابن كثير رحمهما الله. ويعتبر القول الثاني هو الأقرب للصحة والثبوت.

أما بالنسبة لكون “بسم الله” آية في كل سورة، فإن مذهب الحنفية هو أنها ليست آية في بداية أي سورة. كما نقل الجصاص. بينما ذهب الشافعي إلى عكس ذلك، ويوافقه في هذا الرأي كل من مالك والأوزاعي، وهناك رواية عند أحمد كما ورد في المغني.

ولكل من الفريقين أدلة معروفة في مصادرها. وهي مسألة مشهورة تم تأليف كتب مستقلة حولها.

أما ما ذكرته عن الاكتشاف الذري للحديد. فهو أمر يمكن الاستئناس به، لكنه لا يؤثر في الترجيح بين الأقوال المطروحة هنا. [4]

5- العلاقة بين سورة الأنفال وسورة التوبة

تناولت سورة الأنفال غزوة بدر، التي تعتبر بداية الغزوات، بينما تناولت سورة التوبة غزوة تبوك، التي تعتبر نهاية الغزوات. كما أشارت السورة الأولى إلى المنافقين ودورهم في نشر الشائعات، حيث قال الله تعالى: ﴿ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 49]. بينما فضحت سورة التوبة المنافقين وكشفت أسرارهم، ولهذا سمّيت “الفاضحة” و”البَحُوث”. وقد وُجدت آثار تشير إلى ارتباط السورتين بسبب عدم وجود البسملة بينهما. في هذا السياق، ذكر القرطبي: “روى النسائي، قال: حدَّثَنا أحمد، حدثنا محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد.، قال: حدثنا عوف، قال: حدثنا يزيد الفارس، قال: قال لنا ابن عباس: سألت عثمان: ما الذي دفعكم إلى جمع الأنفال. وهي من المثاني، مع براءة، وهي من المئين. دون كتابة (بسم الله الرحمن الرحيم) بينهما، ووضعها في السبع الطوال؟ فأجاب عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه شيء. يدعو بعض من يكتب عنده ويقول: ((ضعوا هذه في السورة التي فيها كذا وكذا))، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل. [5]

وفي نهاية المقال أرجو أن أكون قد ساهمت في إيضاح معلوماته وشرحها بالشكل المطلوب لمن يريد الاستعانة به وبمعلوماتة المدونة فيما سبق.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة