سجود التلاوة: عدد مواضعه وفضيلته

عناصر الموضوع

1- عدد سجدات التلاوة في القرآن ومواضعها

2- كيفية أداء سجود التلاوة وضوابطه

3- دعاء سجود التلاوة والمأثور عن النبي

4- فضل سجدة التلاوة وروحانيتها في زيادة الإيمان

سجود التلاوة هو أحد أنواع السجود الذي يؤديه المسلم عند تلاوة أو سماع آية من آيات السجدة في القرآن الكريم. يعد هذا السجود تعبيرًا عن الخضوع والعبودية لله تعالى، وتكريمًا لكلامه العزيز. في هذا المقال، سنتناول عدد سجدات التلاوة ومواضعها في القرآن الكريم، وكيفية أدائها وضوابطها، بالإضافة إلى الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم في سجود التلاوة، وفضل هذه السجدة وروحانيتها في زيادة الإيمان.

1- عدد سجدات التلاوة في القرآن ومواضعها

يحتوي القرآن الكريم على خمس عشرة سجدة تلاوة، وهي موزعة في سور مختلفة. وهي في الآيات التالية:

• سورة الأعراف : (206)

﴿ إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ﴾.

• سورة الرعد : (15)

﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السموات وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾.

• سورة النحل : (49)

﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السموات وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾.

• سورة الإسراء : (107)

﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا﴾.

• سورة مريم : (58)

﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾.

• سورة الحج : (18)

 ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السموات وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾.

• سورة الفرقان : (60)

﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾.

• سورة النمل : (25)

﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السموات وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾.

• سورة السجدة : (15)

﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾.

• سورة ص : (24)

﴿قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾.

• سورة فصلت : (37)

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾.

• سورة النجم: (62)

﴿فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا﴾.

• سورة الانشقاق : (21)

﴿وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ﴾.

• سورة العلق : (19)

﴿كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب﴾.

• سورة الحج : (77)

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

هذه هي مواضع سجدات التلاوة في القرآن الكريم، ويستحب للمسلم أن يسجد عند تلاوة أو سماع أي من هذه الآيات. [1]

2- كيفية أداء سجود التلاوة وضوابطه

• النية وأهميتها:

النية هي أساس كل عبادة في الإسلام، وهي شرط لصحة العمل. عند أداء سجود التلاوة، يجب أن ينوي المسلم التقرب إلى الله تعالى من خلال هذا السجود. النية تكون في القلب، ولا تحتاج إلى تلفظ، ولكنها تعبر عن إخلاص العبد لربه.

• التكبير عند السجود:

يستحب للمسلم أن يكبر عند الخضوع للسجود، كما يفعل في الصلاة. التكبير هنا يعبر عن تعظيم الله تعالى والاعتراف بعظمته. يقول المسلم: الله أكبر ثم يهوي للسجود.

• وضعية السجود الصحيحة
• الجبهة والأنف: يجب أن تلامس الجبهة والأنف الأرض أو الشيء الطاهر الذي يسجد عليه المسلم.
• الكفان: توضع اليدان على الأرض بجانب الرأس، مع تفريج الأصابع قليلًا.
• الركبتان: تلامس الركبتان الأرض.
• أطراف القدمين: تكون أطراف القدمين ملامسة للأرض، مع توجيه أصابع القدمين نحو القبلة.
• الدعاء في السجود

يستحب أن يدعو المسلم بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أدعية، مثل:

سبحان ربي الأعلى.

سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، فتبارك الله أحسن الخالقين.

اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين.

• الرفع من السجود:

بعد الانتهاء من السجود، يستحب أن يكبر المسلم عند الرفع منه، ثم يجلس قليلًا قبل أن يستأنف التلاوة أو ينصرف. هذا الجلسة القصيرة تعد من السنن المؤكدة.

• الطهارة:

يشترط لسجود التلاوة الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، كما هو الحال في الصلاة. ومع ذلك، ذهب بعض العلماء إلى جواز سجود التلاوة دون طهارة، ولكن الأفضل أن يكون المسلم على طهارة. [2]

 3- دعاء سجود التلاوة والمأثور عن النبي

• أدعية السجود:

– سبحان ربي الأعلى

هذا الذكر من الأذكار المشهورة في السجود، وهو تعبير عن تنزيه الله تعالى عن كل نقص.

– سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، فتبارك الله أحسن الخالقين

هذا الدعاء ورد في بعض الأحاديث، وهو تعبير عن الخضوع لله تعالى والاعتراف بقدرته وعظمته.

– اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين

هذا الدعاء جامع بين الخضوع والاعتراف بالعبودية لله تعالى.

– سبوح قدوس رب الملائكة والروح

هذا الذكر يستحب قوله في السجود، وهو تعبير عن تقديس الله تعالى.

• أهمية الدعاء في السجود:

الدعاء في السجود يعد من أقوى الأدعية التي يستجاب لها، كما ورد في الحديث: أقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد، فأكثروا الدعاء. لذلك، ينبغي للمسلم أن يحرص على الدعاء في سجود التلاوة، سواء كان دعاءً مأثورًا أو دعاءً خاصًا بما يحتاج إليه. [3]

 4- فضل سجدة التلاوة وروحانيتها في زيادة الإيمان

• التقرب إلى الله:

السجود هو أقرب ما يكون العبد من ربه، كما ورد في الحديث: أقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد. لذلك، فإن سجود التلاوة يعد وسيلة للتقرب إلى الله تعالى.

• التذلل والخضوع:

السجود يعبر عن الخضوع والذل لله تعالى، وهو ما يعزز روح العبودية في قلب المسلم. عندما يسجد المسلم، فإنه يعترف بعظمة الله وقدرته، مما يزيد من إيمانه ويقينه.

• تكفير الذنوب:

السجود بوجه عام، بما في ذلك سجود التلاوة، يعد من الأعمال التي تكفر الذنوب، وترفع الدرجات عند الله تعالى. كما ورد في الحديث: إذا سجد العبد سجدة كتب الله له بها حسنة، وحط عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة.

• زيادة الإيمان:

عندما يسجد المسلم عند تلاوة آية السجدة، فإنه يشعر بعظمة الله تعالى وقدرته، مما يعزز إيمانه ويقينه. هذا الشعور بالخضوع والعبودية يعيد ترتيب أولويات المسلم، ويذكره بحقيقة الحياة الدنيا والآخرة.

• الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم:

سجود التلاوة هو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به في ذلك يعد من أعظم القربات. عندما يقتدي المسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه يشعر بالارتباط الوثيق بسنة النبي، ويحصل على الأجر العظيم.

• التأمل في آيات الله:

سجود التلاوة يشجع المسلم على التأمل في آيات الله والتفكر في معانيها، مما يزيد من فهمه للقرآن وإيمانه به. عندما يتأمل المسلم في آيات السجدة، فإنه يدرك عظمة الخالق وقدرته على خلق السموات والأرض. [4]

وختاماً سجود التلاوة هو عبادة عظيمة تعبر عن خضوع المسلم لربه وتقديره لكلامه العزيز. من خلال معرفة مواضع سجدات التلاوة وكيفية أدائها، والدعاء المأثور فيها، يمكن للمسلم أن يستفيد من هذه العبادة روحانيًا وإيمانيًا. ثم إن فضل سجود التلاوة كبير، فهو يعزز الإيمان، ويكفر الذنوب، ويقرب العبد من ربه. لذلك، ينبغي للمسلم أن يحرص على أداء سجود التلاوة عند تلاوة أو سماع آيات السجدة، ليكتسب الأجر والثواب، ويشعر بقرب الله تعالى.

• الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه اللهبيان سجدات القرآن-بتصرف
• إسلام ويبأحكام سجود التلاوة-بتصرف
• طريق الإسلامالكيفية الصحيحة لسجود التلاوة-بتصرف
• نداء الإيمانفضل سجود التلاوة-بتصرف

مشاركة المقال

وسوم