سوبهاش تشاندرا بوس القائد الثوري الذي ألهم حركة الاستقلال الهندية

سوبهاس تشاندرا بوس شخصيةٌ شهيرةٌ في التاريخ الهندي، يُعرف باسم “نيتاجي”، وقد لعب دورًا محوريًا في حركة استقلال الهند، وألهم الملايين بشجاعته وقيادته، وقد جعله تفكيره الاستراتيجي وعزيمته القوية ضد الحكم الاستعماري بطلًا وطنيًا مشهورًا، ترك حبه للهند أثرًا عميقًا في قلوب كثير من الهنود، يُعرف بأنه مؤسس “منظمة آزاد هند فوج”، وشعاره الشهير هو “توم موجهي خون دو، مين تومهي آزادي دونغا”.

من هو سوبهاش تشاندرا بوز؟

سوبهاش تشاندرا بوس، كانت مشاركته في حركة الحرية لافتة للنظر، كان قائدًا شجاعًا ومقدامًا، لا يُمكن نسيان تضحية وكفاح سوبهاش تشاندرا بوس، الذي استلهم بعمق من بهاجافاد غيتا في كفاحه ضد البريطانيين.

تعرف أيضًا على: تيبو سلطان: أمير ميسور المقاوم للبريطانيين ومبتكر الأسلحة في القرن 18

كان الوطن بالنسبة له ذا أهمية قصوى، سُجن مرات كثيرة، اختار طريق تأسيس جيشه الخاص، آزاد هند فوز  لتحرير الوطن من براثن البريطانيين، كما أسس مركز الهند الحرة في برلين، وأطلق إذاعة آزاد هند، كانت نشراتها الإخبارية تُبث باللغات الإنجليزية، والغوجاراتية، والمراثية، والبنغالية، والبشتونية، والتاميلية، والفارسية، والتيلجو، وبالمثل، تشكّل الفيلق الهندي في أوروبا لتسريع وتيرة تحرير الهند، وكانت كتلة “كل الهند للأمام” هي الكيان السياسي التي أنشأه.

أطلق سوبهاش تشاندرا بوس، المعروف شعبيًا باسم نيتاجي، نداءً صارخًا: “امنحني دمك، سأمنحك الحرية”، وهو نداء لا يزال محفورًا في قلوب كل وطني في البلاد، بل يُذكرنا أيضًا بالتزامنا وواجبنا ومسؤوليتنا تجاه الوطن، علينا أن نثابر في مساعينا للحفاظ على حريتنا التي حُصل عليها بتضحيات وجهود جبارة.

كانت صرخته الشهيرة “دلي تشالو” خير دليل على تصميمه الذي حارب به جيش آزاد هند فوج ضد البريطانيين، “كان يرى أنه يجب علينا بناء دفاعنا الوطني على أسس راسخة لا تتزعزع، ولن نفقد حريتنا مرة أخرى في تاريخنا”، إنه لمن دواعي سرورنا أن تبرز الهند كقوة عظمى بقيادة رئيس الوزراء السيد ناريندرا مودي جي.

قال نيتاجي، الذي يحتفل بذكرى ميلاده كل عام بيوم براكرام في الهند: “القومية مستوحاة من أسمى مُثُل البشرية، ساتيام (الحقيقي)، وشيفام (الإله)، وسوندارام (الجميل). لقد أيقظت القومية في الهند القدرات الإبداعية التي ظلت كامنة لقرون في شعبنا”.

كان نيتاجي مثالاً يُحتذى به في قوة الهند وطموحها وإلهامها وروحها الذي لا تُقهر لخدمة الأمة بإيثار، كان الفقر والأمية والأمراض من أكبر مشكلات البلاد بالنسبة له، وقال: “سنتغلب على هذه المشكلات بجعل الهند تعتمد على نفسها”.

تعرف أيضًا على: أورنجزيب: إمبراطور المغول في الهند ومسيرته العسكرية

 من هو سوبهاش تشاندرا بوس السيرة الذاتية؟

وُلِد نيتاجي سوبهاس تشاندرا بوس في 23 يناير 1897، في كوتاك (أوريسا)، لأبوين هما برابهافاتي دوت بوس وجاناكيناث بوس، كان والده محاميًا ناجحًا في كوتاك، وحصل على لقب “راي بهادور”، تلقى تعليمه في المدرسة الأوروبية البروتستانتية (مدرسة ستيوارت الثانوية حاليًا) في كوتاك، تمامًا مثل إخوته، حصل على شهادة البكالوريوس من كِلْيَة الرئاسة، تأثر بتعاليم سوامي فيفيكاناندا وراماكريشنا بعد أن قرأ أعمالهما في سن السادسة عشرة، ثم أرسله والداه إلى جامعة كامبريدج في إنجلترا للتحضير للخدمة المدنية الهندية، في عام 1920، اجتاز امتحان الخدمة المدنية، ولكن في أبريل 1921، بعد أن علم بالاضطرابات القومية في الهند، استقال من ترشيحه وعاد مسرعًا إلى الهند.

تعرف أيضًا على: غوبلز بين الإعلام والسياسة في الرايخ الثالث

سوبهاس تشاندرا بوس والمؤتمر الوطني الهندي.

انضم إلى حركة عدم التعاون الذي أطلقها المهاتما غاندي، الذي جعل من المؤتمر الوطني الهندي منظمةً لاعنفيةً قوية، خلال الحركة، نصحه المهاتما غاندي بالعمل مع تشيتارانجان داس، الذي أصبح معلمه السياسي، بعد ذلك، أصبح مُربيًا للشباب وقائدًا لمتطوعي حزب المؤتمر البنغالي، أسس صحيفة “سواراج”. في عام ١٩٢٧، بعد إطلاق سراحه من السجن، أصبح بوسه الأمين العام لحزب المؤتمر، وعمل مع جواهر لال نهرو من أجل الاستقلال.

في عام ١٩٣٨، انتُخب رئيسًا لحزب المؤتمر الوطني الهندي، وشكّل لجنة تخطيط وطنية، وضعت سياسةً للتصنيع واسع النطاق، إلا أن هذه السياسة لم تنسجم مع الفكر الاقتصادي الغاندي، الذي تشبث بفكرة الصناعات المنزلية والاستفادة من موارد البلاد، وجاءت براءة بوس عام ١٩٣٩، عندما هزم منافسًا له من أتباع غاندي في إعادة انتخابه، ومع ذلك، شعر “الرئيس المتمرد” بأنه مضطرٌّ للاستقالة لعدم حصوله على دعم غاندي.

تعرف أيضًا على: هاينريش هيملر بين السلطة والأيديولوجيا

سوبهاس تشاندرا بوس وتشكيل الكتلة الأمامية.

كانت كتلة “التقدم لعموم الهند” حزبًا سياسيًا وطنيًا يساريًا في الهند، انبثق كفصيل داخل حزب المؤتمر الهندي عام ١٩٣٩، بقيادة سوبهاس تشاندرا بوس، اشتهر بآرائه اليسارية في الحزب، كان الهدف الرئيس لكتلة “التقدم لعموم الهند” جمع كل العناصر الراديكالية في حزب المؤتمر، ليتمكن من نشر معنى الاستقلال التام للهند مع الالتزام بتطبيق مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية.

سوبهاس تشاندرا بوس والجيش الوطني الهندي أو آزاد هند فوز.

كان تشكيل وأنشطة “آزاد هند فوج”، المعروف أيضًا باسم الجيش الوطني الهند، تطورًا هامًا في النضال من أجل الحرية خلال الحرب العالمية الثانية، أسس راش بيهاري بوس، وهو ثوري هندي هرب من الهند وعاش في اليابان لسنوات كثيرة، رابطة الاستقلال الهندية بدعم من الهنود المقيمين في دول جنوب شرق آسيا.

عندما هزمت اليابان الجيوش البريطانية واحتلت معظم دول جنوب شرق آسيا، شكّلت الرابطة الجيش الوطني الهندي من بين أسرى الحرب الهنود لتحرير الهند من الحكم البريطاني، وكان للجنرال موهان سينغ.  الذي كان ضابطًا في الجيش البريطاني الهندي، دورٌ هام في تنظيم هذا الجيش.

في هذه الأثناء، هرب سوبهاس تشاندرا بوس من الهند عام ١٩٤١ وتوجه إلى ألمانيا للعمل من أجل استقلال الهند. وفي عام ١٩٤٣، وصل إلى سنغافورة لقيادة رابطة استقلال الهند وإعادة بناء الجيش الوطني الهندي (آزاد هند فوج) ليكون أداة فعّالة في سبيل تحرير الهند، بلغ عدد جنود آزاد هند فوج نحو ٤٥ ألف جندي. من بينهم أسرى حرب هنود، بالإضافة إلى هنود مستوطنين في مختلف دول جنوب شرق آسيا.

في 21 أكتوبر 1943، أعلن سوبهاس بوس، تشكيل الحكومة المؤقتة للهند المستقلة (آزاد هند) في سنغافورة. توجه نيتاجي إلى بحر أندامان الذي احتله اليابانيون ورفع علم الهند هناك، في أوائل عام 1944. شاركت ثلاث وحدات من آزاد هند فوج في الهجوم على الأجزاء الشمالية الشرقية من الهند لطرد البريطانيين من الهند، ووفقاً لشاه نواز خان، أحد أبرز ضباط آزاد هند فوج، فإن الجنود الذين دخلوا الهند استلقوا على الأرض وقبلوا شغف تراب وطنهم الأم المقدس، ومع ذلك، فشلت محاولة تحرير الهند من قبل آزاد هند فوج.

تعرف أيضًا على: راجيف غاندي الزعيم الشاب الذي غيّر ملامح السياسة الهندية

الحركة القومية الهندية

لم تنظر الحركة القومية الهندية إلى الحكومة اليابانية كصديقة للهند، بل كانت تتعاطف مع شعوب الدول التي وقعت ضحية للعدوان الياباني، إلا أن نيتاجي كان يؤمن بإمكانية إنهاء الحكم البريطاني للهند بمساعدة منظمة آزاد هند فوج، المدعومة من اليابان. وثورة داخل الهند، كانت منظمة آزاد هند فوج، بشعارها “دلهي تشالو” وتحية “جاي هند”، مصدر إلهام للهنود داخل البلاد وخارجها.  وقد حشد نيتاجي قواه مع الهنود من كل الأديان والمناطق، المقيمين في جنوب شرق آسيا، من أجل قضية حرية الهند.

النساء الهنديات

لعبت النساء الهنديات دورًا هامًا في نضالات تحرير الهند، وسمي فوج راني جانسي. وأصبح فوج آزاد هند فوج رمزًا للوحدة والبطولة لدى شعب الهند، وأفادت التقارير بمقتل نيتاجي، أحد أعظم قادة نضال الهند من أجل الحرية، في حادث تحطم طائرة بعد أيام قليلة من استسلام اليابان. [1]

ماذا فعل سوبهاش تشاندرا بوس من أجل النضال من أجل الحرية؟

المساهمات الجوهرية لسوبهاش تشاندرا بوس في نضال الهند من أجل الحرية

• دور ريادي في الحركة الثورية

  كان سوبهاش تشاندرا بوس من أبرز الثوار الهنود في صفوف الحركة الوطنية، بجانب المهاتما غاندي وجواهر لال نهرو. وكانت مساهمته في النضال من أجل الحرية لا تُضاهى.

• السعي للتحالفات الخارجية وتأسيس الجيش الوطني الهندي (INA)

  كان بوس من أوائل القادة الذين سعوا بنشاط لإقامة تحالفات خارجية مع قوى عظمى أخرى. وأسس الجيش الوطني الهندي (INA) لمقاومة القوات البريطانية، وحشد قوى هندوسية وإسلامية موحدة لتحقيق هذا الهدف، بينما كان غاندي يركز على الاحتجاجات السلمية والصيامية.

• المكانة البارزة داخل حزب المؤتمر وتأسيس الكتلة التقدمية

  أكسبه ميله نحو الإصلاحات الاشتراكية شعبية واسعة داخل حزب المؤتمر، وتمتع بمكانة بارزة حتى عام 1939. حين أسس حزبه الخاص (الكتلة التقدمية) بعد استقالته من رئاسة المؤتمر (دورة تريبوري).

• الإلهام والرمزية الوطنية (INA)

  أفعال الجيش الوطني الهندي (INA) والتزام بوس بتحرير الهند بأي ثمن جعلاه وطنياً عظيماً وبطلاً للحركة الوطنية الهندية. وكان هو وجيشه مصدر إلهام للشباب المعاصرين.

• التأثير القيادي والاهتمام الدولي

  تركت مهاراته القيادية وخطاباته التحفيزية أثراً دائماً على عقول الهنود. وحظيت أنشطته باهتمام دوليّ فيما يتعلق بنضال الهند من أجل الحرية.

.

 من أعطى لقب نيتاجي لسوبهاش تشاندرا بوس؟

هناك كثير من الادعاءات التي تشير إلى من أطلق عليه هذا اللقب المدروس باحترام وإعجاب، فبينما تربط بعض النصوص بين رابندراناث طاغور ومخاطبته لـ سوبهاش تشاندرا بوس باسم “نيتاجي”، يعتقد آخرون أن المسؤولين الهنود في المكتب الخاص للهند هم من منحوه هذا اللقب، وقد منح لقب “نيتاجي” لـ سوبهاش تشاندرا بوس. من قِبل مسؤولين ألمان وهنود في المكتب الخاص للهند في برلين، وفقًا لوثيقة حكومية تدوّن سيرته الذاتية.

في غضون ذلك، يشير كثير من الأشخاص، بناءً على معرفتهم بالتاريخ والأحداث العالمية المهمة. إلى أن بوس حصل على اللقب من الزعيم الألماني المستبد، أدولف هتلر، بناءً على ذلك، التقى الزعيمان في منتصف عام ١٩٤٢. وطلب سوبهاش تشاندرا بوس. مساعدة هتلر في تحرير الهند من الحكم البريطاني.

وبما أن تاريخ استقلال الهند يسجل كثير من الاحتجاجات والمسيرات والحملات، بعضها شارك فيها بوس وقواته، فهناك تقارير تشير إلى أن لقب “نتاجي” قد منح للزعيم الملهم من قبل أتباعه في آزاد هند فوج. [2]

تعرف أيضًا على: قطب الدين ايبك مؤسس سلطنة دلهى فى الهند(دولة المماليك فى دلهي)

ختاما، لقد أكسبته كفاحات سوبهاش تشاندرا بوس. في مقاومته للسلطة البريطانية لقب “نايتاجي” في برلين، ومع جهوده الحثيثة ونواياه الطيبة، فإن الإرث العسكري لسوبهاش تشاندرا بوس وجيشه، بالنظر إلى الماضي. يواجَه كثير من الانتقادات المبررة، منها معاداة السامية. ودعم الأيديولوجيات الفاشية، وقوى مثل اليابان وألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى الإخفاقات العسكرية التكتيكية، إلا أن أفكاره وجهوده عدّ بطولية في تاريخ الحرية الهندي.

الأسئلة الشائعة

س. من هو سوبهاش تشاندرا بوس؟

ج. هو قائد وطني هندي ومن أبرز المناضلين ضد الاستعمار البريطاني. عرف بلقب “نتاجي” أي الزعيم المحترم.

س. متى وُلد وأين؟

ج. وُلد سوبهاش تشاندرا بوس في 23 يناير عام 1897 في مدينة كاتاك بولاية أوديشا في الهند.

س. ما خلفيته التعليمية؟

ج. درس في جامعة كلكتا ثم سافر إلى إنجلترا ونجح في امتحان الخدمة المدنية البريطانية. لكنه استقال ليكرّس حياته للنضال من أجل حرية الهند.

س. ما أبرز دوره في حركة الاستقلال الهندية؟

ج. كان زعيمًا في حزب المؤتمر الوطني الهندي، أسس فيما بعد الجيش الوطني الهندي (INA) لمحاربة البريطانيين. دعا إلى التحرر الكامل بالقوة المسلحة وليس بالمفاوضات فقط.

س. ما هو الجيش الوطني الهندي؟

ج. هو جيش شكّله بوس في خلال الحرب العالمية الثانية بمساعدة اليابان. هدفه تحرير الهند من الاستعمار البريطاني بالقوة.

س. ما شعاره الشهير؟

ج. شعاره كان: “أعطني دمك، وسأعطيك الحرية”. ويعد هذا الشعار من أقوى رموز النضال الوطني الهندي.

س. لماذا يُعتبر سوبهاش تشاندرا بوس مختلفًا عن غاندي؟

ج. حين كان غاندي يؤمن بالنضال السلمي (اللاعنف). كان بوس يؤمن أن الحرية لا تنتزع إلا بالقوة المسلحة.

س. كيف انتهت حياته؟

ج. يُقال إنه توفي في حادث تحطم طائرة عام 1945 في تايوان. لكن ظروف موته بقيت غامضة وأثارت الكثير من الجدل في الهند.

س. ما إرثه الوطني؟

ج. عدّ رمزًا للشجاعة والتضحية. وألهم أجيالًا من الهنود لمواصلة الكفاح من أجل الحرية والكرامة الوطنية.

س. كيف يكرَّم اليوم في الهند؟

ج. يحتفل بذكرى ميلاده في 23 يناير من كل عام كـ يوم وطني للأبطال. أقيمت تماثيل ونصب تذكارية تكريمًا له في مدن كثيرة.

• jagranjoshNetaji Subhas Chandra Bose Biography: Birth, Death Anniversary, Achievements, Contributions and More _بتصرف
• freepressjournalDid Adolf Hitler Give Subhas Chandra Bose The 'Netaji' Title? All You Need To Know _بتصرف

مشاركة المقال

وسوم