عبد الحميد الثاني: آخر السلاطين الأقوياء في الدولة العثمانية

والسلطان عبد الحميد الثاني يعتبر من أبرز السلاطين في تاريخ الدولة العثمانية. بل ويلقب غالبا بآخر السلاطين الأقوياء. وقد تولى الحكم في فترة حرجة من عمر الدولة. وكانت تعاني من أزمات داخلية وضغوط خارجية متزائدة.إلا أنه استطاع أن يفرض نفوذه. ويعيد هيبة السلطنة لفترة من الزمن.وعرف بذكائه السياسي وحنكته الدبلوماسية وسعيه للحفاظ على وحدة العالم الإسلامي. من خلال مشروع الجامعة الإسلامية. وقد واجه صعوبات جسمية من الدول الأوروبية والحركات القومية داخل الدولة. ولكنه ترك بصمة واضحة في التاريخ العثماني.ولا سيما في مجالات التعليم والسكك الحديدية والاهتمام بالقضية الفلسطينية.
من هو عبد الحميد الثاني باختصار؟
السلطان عبد الحميد الثاني هو أحد أبرز سلاطين الدولة العثمانية. كما ولد في 21سبتمبر عام 1842. وقد تولى عرش الدولة عام 1876.ليصبح السلطان الرابع والثلاثين من سلاطين آل عثمانين. علاوة على ذلك يعد عبد الحميد الثاني من الشخصيات التاريخية المثيرة للجدل. وعاش في فترة كانت الدولة العثمانية تمر فيها بمرحلة شديدة الحساسية والتعقيد. حيث كانت الأزمات الاقتصادية تتوالى والضغوط الأجنبية.تتزايد وبدأت الحركات القومية تهدد وحدة الدولة. وقد يلقب عبد الحميد الثاني بآخر السلاطين الأقوياء إما إنجازات السلطان عبد الحميد الثاني فهي كثيرة قد تظهر حجم الجهود التي بذلها للنهوض بالدولة وتقويتها. وكان من أولوياته تطوير البنية التحتية وقد أنشاء شبكة سكك حديدية واسعة.من أهمها خطط سكة حديد الحجاز الذي ربط إسطنبول بالمدينة المنورة لتسهيل حركة الحجاج وتعزيز الربط بين أقاليم الدولة.واهتم بالتعليم وأسس مئات المدارس في مختلف أنحاء الدولة. وتحسين عملية المناهج الدراسية وتوسيع التعليم الفنين.وسعى عبد الحميد الثاني إلى توظيف الدين كأداة لتقوية وحدة المسلمين. [1]
تعرف أيضاَ على:السلطانة صفية وتأثيرها في الدولة العثمانية

كيف كانت نهاية حكم السلطان عبد الحميد الثاني؟
قد شهدت نهاية حكم السلطان عبد الحميد الثاني. أحداث درامية شكلت نقطة تحول حاسمة في تاريخ الدولة العثمانية. وعلى الرغم من نفوذه وقوته في إدارة شؤون الدولة لأكثر من ثلاثة عقود.إلا أن تصاعد الضغوط الداخلية وتزايد نفوذ الحركات السياسية. وخاصة جمعية الاتحاد والترقي.وأدى في النهاية إلى عزله عن الحكم في عام 1908. وأجبر السلطان عبد الحميد الثاني على إعادة العمل بالدستور الذي سبق أن غلق.وذلك نتيجة لثورة ما يعرف بثورة تركيا الفتاة.وفي عام 1909 وبعد حدوث ما سمي بحادثة 31مارس.وهي إضطرابات عسكرية شهدتها إسطنبول. واستغلت جمعية الاتحاد والترقي الموقف لتوجيه الاتهام إلى السلطان بالتقصير. وتم عزله بشكل رسمي في 27أبريل 1909.ونقل السلطان عبد الحميد الثاني بعد عزله إلى الإقامة الجبرية في قصر في مدينة سلانيك. ثم أعيد إلى إسطنبول لاحقا وعاش في قصر بيلربي.حتى وفاته في 10فبراير عام 1918 عن عمر 76عاما. [2]
تعرف أيضاَ على:أسماء سلاطين الدولة العثمانية عبر الحقب المختلفة
لماذا سمى السلطان عبد الحميد بالسلطان الأحمر؟
السلطان عبد الحميد الثاني الذي يعود نسبه إلى السلالة العثمانية العريقة.وهو ابن السلطان عبد المجيد الأول وينتمي إلى آل عثمان.الذين حكموا الدولة العثمانية لما يزيد عن ستة قرون.وقد تولى الحكم في فترة شديدة التعقيد وحاول خلالها الحفاظ على وحدة الدولة العثمانية بكل الوسائل الممكنة.وهو ما جعل سياساته محل جدل واسع بين المعارضين ولقبه خصومه الأوروبيون وخصومه من الأرمن بلقب.السلطان الأحمر وذلك في إشارة إلى ما اعتبروه مجازر دموية.وارتكبت خلال عهده ضد الأرمن في أواخر القرن التاسع عشر.وتحديدا بين عامي 1894و1896وقد جاءت هذه التسمية في سياق الحملات الغربية التي هدفت إلى تشويه صورته دبلوماسيا.خصوصا مع زياده نفوذه وتأثيره الإسلامي ومحاولاته لكبح التدخل الأجنبي في شؤون الدولة العثمانية.ولكن من وجهة النظر العثمانية وبعض المؤرخين المنصفين.
تعرف أيضاَ على:الدولة العثمانية في التاريخ الحديث: من القوة إلى التفكك
فإن السلطان عبد الحميد الثاني لم يكن مسؤولا بشكل مباشر عن تلك الأحداث.بل كانت نتيجة لثورات مسلحة وتمردات.قامت بها مجموعات آرمنية مدعومة من قوى غربية سعت إلى تقسيم الدولة العثمانية.وإثارة الفوضى وهو ما استغل لاحقا لإلصاق هذه التسمية بالسلطان.ومن الجدير بالذكر أن الكثر من من المؤرخين المسلمين يعتبرون.أن هذه التسمية جاءت بدوافع سياسية.
تعرف أيضاَ على:الدولة العثمانية في القرن 19: إصلاحات وسط الضغوط الأوروبية
من هو أذكى سلطان عثماني؟
عندما يطرح سؤال من هو أذكى سلطان عثماني وإن الإجابة التي تتردد كثيرا على ألسنة المؤرخين والباحثين تكون الإجابة السلطان عبد الحميد خان الثاني بن السلطان عبد المجيد الأول، كما عرف هذا السلطان بحنكته السياسية العالية ودهائه الدبلوماسي وقدرته الإستثنائية على إدارة شؤون الدولة في واحدة من أعقد المراحل التي مرت بها الدولة العثمانية، بالإضافة إلى ذلك قد تولى اسم السلطان عبد الحميد الثاني كامل الحكم في عام 1876في وقت كانت فيه الدولة العثمانية توصف برجل أوروبا المريض، وكانت الأزمات قد تحيط بها من كل جانب والمؤامرات الدولية تعمل على تفكيكها ومع ذلك قد استطاع هذا السلطان أن يصمد أمام الضغوط الأوروبية وأن يراوغ بسياسات ذكية حافظت على وحدة الدولة لسنوات أطول بل وساهم بشكل هائل في نهضة داخلية ملموسة على صعيد التعليم والتحديث الإداري.
تعرف أيضاَ على:ما هي عاصمة الدولة العثمانية قبل إسطنبول؟
تعرف أيضاَ على:آخر سلطان عثماني
وفي الختام. يعتبر السلطان عبد الحميد الثاني بحق آخر السلاطين الأقوياء في الدولة العثمانية قد واجه أعاصير التآمر والتفكك بشجاعة، كما سعى جاهدا للحفاظ على كيان الدولة العثمانية ومكانة الإسلام في وجه المد الاستعماري المتصاعد، وعلى الرغم من النهاية القاسية التي تعرض لها فإن سيرته لا تزال شاهدة على مرحلة مفصلية من التاريخ العثمانين وملهمة لكل من يؤمن بأن القيادة الحقيقية تقاس بالمواقف الصلبة لا بطول مدة الحكم.
المراجع
- britannicaAbdülhamid II (بتصرف)
- dailysabah Legacy of Ottoman Sultan Abdülhamid II on 104th anniversary of his death (بتصرف)
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

عبد القادر الجزائري: قائد الثورة الجزائرية ورمز الصمود...

عبد الله الأول: مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية وباني...

الملك سلمان بن عبد العزيز: قائد الحزم في...

الملكة الفرعونية حتشبسوت: أول امرأة تحكم مصر كفرعون...

القائد سيف الدين قطز: قائد معركة عين جالوت...

من هو سيرجيو ماتاريلا رئيس إيطاليا؟

لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ومسيرته السياسية في...

مختبر دكستر الطفل العبقري صاحب الابتكارات

توم وجيري: الثنائي الأشهر في عالم الكرتون

منصور كرتون

جلالة الملك فاروق وسيرته وأحداث عهده

هارون الرشيد: الخليفة العباسي في أوج مجد الدولة...

أشخاص سياسيون أثّروا في مجريات السياسة العالمية والعربية

المنصور بن أبي عامر: الحاكم القوي الذي بلغ...
