عبد الله العروي وحديث الحداثة فكرٌ يعيد تشكيل الأسئلة

يعد عبد الله العروي من أبرز المفكرين العرب المعاصرين، وقد تميز بمشروع فكري عميق يسعى إلى تحديث العقل العربي من خلال اعتماد منهج تاريخي نقدي. ولد سنة 1933 بمدينة أزمور في المغرب، وتلقى تعليمه العالي في فرنسا حيث تخصص في التاريخ والفكر السياسي. جمع العروي بين التأليف الأكاديمي والاهتمام بالقضايا الفكرية الكبرى كالإيديولوجيا، الحداثة، الهوية، والتاريخ، وكان من أوائل من دعا إلى “التاريخانية” كمنهج لفهم التحولات المجتمعية والثقافية في العالم العربي. ومن خلال مؤلفاته المتعددة، مثل “الإيديولوجيا العربية المعاصرة” و”مفهوم التاريخ”، استطاع أن يفتح نقاشًا فكريًا واسعًا حول سبل النهوض الحضاري للعرب.

من هو الدكتور عبد الله العروي؟

عبد الله العروي هو مفكر ومؤرخ وروائي مغربي ولد سنة 1933 بمدينة أزمور في المغرب. وسط أسرة محافظة فقد والدته وهو طفل صغير، فربّته جدته، وعاش في بيئة متدينة وتقليدية أثّرت على وعيه المبكر.  وبالنسبة لحياته العلمية فقد أتم دراسته الثانوية في الرباط. وحصل على البكالوريا سنة 1953 ثم سافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته العليا فحصل على دبلوم معهد الدراسات السياسية بباريس ثم نال شهادة التبريز في الدراسات الإسلامية سنة 1963 وواصل دراسته في السوربون، حيث حصل على دكتوراه الدولة سنة 1976، عن أطروحته حول “الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية (1830–1912)

تعرف أيضًا على:كيف ساهم الأدب العربي الإسلامي في تشكيل الثقافة؟

ويعد أحد أبرز المفكرين العرب في العصر الحديث. عرف بطرحه الجريء لقضايا الحداثة، التراث، الإيديولوجيا، والتاريخ، وكان له تأثير كبير في النقاش الفكري العربي منذ ستينيات القرن العشرين ومن أبرز مؤلفاته الفكرية (الإيديولوجيا العربية المعاصرة (1970) -أطروحة عبد الله العروي -مفهوم العقل -نقد المفاهيم عبد الله العروي) اما مؤلفاته الروائية (رواية الغربة عبد الله العروي -الفريق -أوراق )

أما حياته المهنية فعمل عبد الله العروي أستاذًا للتاريخ والفكر السياسي في جامعة محمد الخامس في الرباط وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات الفكرية في المغرب والعالم العربي ثم تقاعد من التدريس سنة 2000 وتفرغ للكتابة والتأليف.

ويرتكز مشروع عبد الله العروي الفكري على نقد التراث العربي، والدعوة إلى تبني الحداثة لكن من منظور تاريخي عقلاني، وليس عن طريق التقليد الأعمى للغرب أو التشبث الأعمى بالتراث.

تعرف أيضًا على:كيف يؤثر الأدب على المجتمع ويغير الفكر

أبرز محاور فكر الدكتور عبد الله العروي:

التاريخانية :

يرى العروي أن كل مجتمع لا يمكن أن يفهم نفسه أو ينهض إلا من خلال فهم تاريخه. ودعا إلى تبني “التاريخانية” منهجًا لفهم المجتمع العربي وتطوره.

نقد الإيديولوجيا العربية:

في كتابه الإيديولوجيا العربية المعاصرة، انتقد التيارات الفكرية المختلفة (الإسلامية، القومية، الليبرالية) لكونها غير قادرة على تجاوز العقبات التاريخية للنهضة.

مفاهيم التحديث: في سلسلة “مفاهيم”، عالج قضايا مثل: الحرية، الدولة، العقل، التاريخ، الإيديولوجيا.بطريقة تحليلية عميقة تهدف إلى تفكيك البنى الفكرية التقليدية وإعادة بناء الفكر العربي.

تعرف أيضًا على:الخيال العلمي في الأدب المستقبل كما تخيله الكُتّاب!

الحداثة والغرب:

يعتبر أن الحداثة ليست مرتبطة بالغرب فقط، ولكنها نتيجة لتطور تاريخي داخلي يجب أن يخضع له العرب، عبر تحديث الفكر والدولة والمجتمع.

وقد حصل على جائزة الشيخ زايد للشخصية الثقافية لعام 2017. تقديرًا لإسهاماته الفكرية الكبيرة ونال جائزة كتالونيا الدولية سنة 2000 عن مجمل أعماله الفكرية.

لذلك يعد عبد الله العروي من أكثر المفكرين تأثيرًا في مجال الفكر العربي الحديث.وقد أثار الكثير من الجدل بطرحه الذي يطالب بـ”القطيعة مع التراث” من أجل بناء فكر عقلاني حديث لم يكن منظّرًا أكاديميًا فحسب. بل مثقفًا ملتزمًا بمصير مجتمعه، انشغل بأسئلة النهوض والحرية والهوية والحداثة.[1]

تعرف أيضًا على:الفرق بين الكتابة الأدبية والكتابة العلمية

من هي زوجة عبد الله العروي؟

زوجة الدكتور عبد الله العروي هي الدكتورة لطيفة بنجلون. تنحدر من عائلة بنجلون،وهي قريبة لرجل الأعمال عثمان بنجلون (رئيس ومدير عام البنك المغربي للتجارة الخارجية سابقًا). وهي كاتبة ومثقفة مغربية وتعد ذات ثقافة عالية ومؤسسة فكرية مستقلة. حصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون. وكتبت مؤلفات في موضوع المخطوطات خلال عهد الحركة الوطنية المغربية. ولم يتم ذكر  اي من  أبناء الدكتور عبد الله لأنه كان مشهور بحياته المهنية اكثر من الشخصية. [2]

تعرف أيضًا على:شخصيات سياسية: أشهر الشخصيات السياسية في العالم: قادة صنعوا التاريخ

من أقوال عبد الله العروي؟

اشتهر عبد الله بجرأته الفكرية وعمق تحليلاته. حيث تناول قضايا الهوية والتاريخ والحداثة بلغة نقدية تسعى إلى كشف الخلل في البنية الفكرية والثقافية العربية.تمثل أقوالة مرجعًا فكريًا مهمًا لكل من يسعى إلى فهم مسار الفكر العربي وتحدياته.

من أبرز هذه الاقوال:

“لا حداثة بدون قطيعة، ولا قطيعة بدون وعي تاريخي.”

“المثقف العربي يعيش مأزقًا لأنه لا يعرف إن كان يجب أن يتبع الحداثة أو يحافظ على الهوية.”

“المجتمع العربي لا ينهض إلا إذا عرف كيف يتعامل مع مفاهيم الدولة والعقل والحرية من منظور تاريخي.”

“أنا تاريخاني، لأنني أؤمن أن كل شيء يتحدد بسياقه التاريخي.”

“لا يمكن استيراد الحداثة جاهزة، بل لا بد من المرور بمخاض تاريخي يماثل ما عرفته أوروبا.”

تعرف أيضًا على:أقوال عباس محمود العقاد – فلسفة العقل وعبقرية الكلمة في اقتباسات خالدة

من هو مؤلف كتاب الإيديولوجيا العربية المعاصرة؟

مؤلف الكتاب هو: الدكتور عبد الله العروي وصدر باللغة الفرنسية ثم ترجم إلى العربية لاحقًا من قبل الكاتب نفسه ويتناول فيه العروي أزمة الفكر العربي بعد الاستقلال. محللًا الإيديولوجيات الثلاث(الليبرالية-القومية -لإسلامية). يبيّن كيف أن كل تيار من هذه التيارات يحاول تقديم مشروع نهضوي، لكنه يفتقر إلى الأسس التاريخية والعقلانية الضرورية. وانه لا يمكن تحقيق النهضة العربية إلا عبر تبني الحداثة من منظور تاريخي وليس شعاريًّا أو انتقائيًّا.

بين الفلسفة والتاريخ فكر عبد الله العروي:

عبد الله العروي يقف في ملتقى الفكر الفلسفي والتحليل التاريخي. فهو ليس فيلسوفًا تقليديًا يشتغل بالمجردات،ولا مؤرخًا كلاسيكيًا يهتم فقط بالأحداث.بل مؤرخ فلسفي أو فيلسوف تاريخاني يرى أن الفهم العميق لأي ظاهرة عربية معاصرة يجب أن يمر عبر وعي تاريخي.وأيضا

بين الفلسفة والتاريخ عبدالله العروي الفلسفة عند العروي. ومنهج في التفكير العقلاني أيضًا  أداة لفهم التطور الاجتماعي ونقد للمفاهيم المطلقة. تحليل للسياق الذي نشأت فيه الأفكار ولا نهضة بلا فلسفة نقدية لا وعي بلا وعي تاريخي. مفهوم “الحرية” يجب ألا يفهم كما ورد في التراث أو كما هو عند الغرب، بل بما يناسب سياقنا التاريخي والاجتماعي والسياسي.

تعرف أيضًا على:الكتب التي تفتح لك أبواب الفلسفة بطريقة سهلة

يعد عبد الله العروي من أبرز المفكرين الذين أثروا الفكر العربي الحديث برؤية نقدية جذرية تضع الوعي التاريخي في قلب عملية النهضة. لقد سعى من خلال مشروعه الفكري إلى زحزحة المسلمات الثقافية والسياسية، ودعا إلى تجاوز الجمود الفكري عبر نقد المفاهيم وإعادة بناء العقل العربي وفق أسس عقلانية وتاريخية.و فبرؤيته “التاريخانية”، استطاع أن يقدم بديلاً عن التبعية للغرب أو الانغلاق على التراث، واضعًا بذلك أساسًا نظريًا لفهم واقع الأمة وتحدياتها. وبين الفلسفة والتاريخ، الإيديولوجيا والرواية.

• arabphilosophersProfessor/ Abdallah Laroui _بتصرف
• tandfonlineInterview the life and times of Abdallah Laroui, a Moroccan intellectual _بتصرف

مشاركة المقال

وسوم