عبدالعزيز بوتفليقة: رئيس الجزائر

الكاتب : سهام أحمد
29 سبتمبر 2025
عدد المشاهدات : 12
منذ 3 ساعات
عبدالعزيز بوتفليقة
كم لغة يتكلم عبد العزيز بوتفليقة؟
ماذا فعل بوتفليقة للجزائر؟
تأسيس مجلس الأمة
تعديل الدستور
المشاريع التنموية
من أين أصل عبد العزيز؟
ما هو الاسم الحقيقي لعبد العزيز بوتفليقة؟
سعيد بوتفليقة النفوذ العائلي والتحكم في شؤون البلاد

عبدالعزيز بوتفليقة ليس مجرد رئيس سابق للجزائر. بل هو شخصية سياسية محورية شكلت ملامح البلاد لأكثر من عقدين من الزمان. فما بين كونه أحد مهندسي المصالحة الوطنية التي أنهت العشرية السوداء، وبين الاتهامات التي وجهت لحكمه بالفساد والاستبداد، تظل سيرته حافلة بالجدل. لقد قاد الجزائر من فوضى داخلية إلى استقرار نسبي، لكنه في سنواته الأخيرة أثار غضب الشارع بسبب تمسكه بالسلطة، رغم مرضه مما أدى في النهاية إلى انتفاضة شعبية أزالت حكمه.

كم لغة يتكلم عبد العزيز بوتفليقة؟

عبدالعزيز بوتفليقة

يعرف عن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إتقانه لعدة لغات. وهو ما كان له دور كبير في مسيرته السياسية والدبلوماسية. اللغة العربية كانت لغته الأم. وقد كان يتحدثها بفصاحة، وكانت خطاباته باللغة العربية دائماً ما تحمل طابعاً وطنياً مؤثراً.  لكن إلى جانب العربية كان يتقن اللغة الفرنسية بطلاقة. وهي اللغة التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من النسيج الثقافي والسياسي في الجزائر، بحكم الاستعمار الفرنسي الطويل.

تعرف أيضًا على: الملك عبدالعزيز: مؤسس المملكة العربية السعودية

بالتالي هذه الثنائية اللغوية جعلته قادراً على التواصل مع شرائح واسعة من الشعب الجزائري. وأيضاً على التعامل مع القوى الغربية. إلى جانب العربية والفرنسية. يقال إن عبدالعزيز بوتفليقة كان يمتلك معرفة جيدة باللغة الإسبانية ،وذلك بحكم نشأته في وجدة المغربية القريبة من الحدود الإسبانية.

علاوة علي ذلك هذه المعرفة باللغات سمحت له بأن يكون دبلوماسياً محنكاً في بداية مسيرته السياسية. حيث شغل منصب وزير الخارجية في سن مبكرة. فقد كان قادراً على التفاوض والتواصل مع الأطراف الدولية المختلفة. مما أكسبه احتراماً عالمياً. إن مهاراته اللغوية لم تكن مجرد ميزة شخصية، بل كانت أداة سياسية ساهمت في نجاحه. فلقد استطاع عبدالعزيز بوتفليقة أن يستغل هذه المهارات في تقوية مكانة الجزائر على الساحة الدولية. والقيام بالكثير من الاتفاقيات التي كانت تخدم مصالح البلاد. ورغم أن نهاية حكمه كانت حزينة، فإن إرثه الدبلوماسي لا يمكن تجاهله، وقد كان إتقانه للغات الأجنبية جزءاً من هذا الإرث.[1]

تعرف أيضًا على: الرئيس جمال عبد الناصر: رئيس مصر وزعيم التيار القومي العربي

ماذا فعل بوتفليقة للجزائر؟

عبدالعزيز بوتفليقة

عند الحديث عن إنجازات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. لا يمكن إغفال دوره المحوري في إنهاء “العشرية السوداء”، وهي فترة من العنف والحرب الأهلية التي عصفت بالجزائر في التسعينيات. في عام 1999 أطلق مبادرة “المصالحة الوطنية” التي كانت تهدف إلى إنهاء العنف، وعودة الأمن والاستقرار إلى البلاد. هذه المبادرة التي تم إقرارها باستفتاء شعبي. سمحت للعناصر المسلحة بالتوبة والعودة إلى الحياة المدنية، مما أدى إلى انخفاض كبير في معدلات العنف.

بالتالي إلى جانب المصالحة شهدت فترة حكم عبدالعزيز بوتفليقة إصلاحات اقتصادية كبيرة. منها خصخصة بعض المؤسسات المملوكة للدولة، وتطوير البنية التحتية. مثل بناء الطرق السريعة والمطارات.  لقد عمل بوتفليقة على استغلال عائدات النفط والغاز في مشاريع تنموية. مما أدى إلى تحسن نسبي في مستوى معيشة الشعب. ولكن في المقابل واجه حكمه اتهامات بالفساد واختفاء الأموال العامة.

علاوة علي ذلك ومن أهم الإنجازات التي قام بها بوتفليقة أيضاً، هي استعادة هيبة الدولة وإعادة الجزائر إلى الساحة الدبلوماسية الدولية. فبعد سنوات من العزلة، أصبحت الجزائر تلعب دور محوري في القضايا الإقليمية والدولية. ورغم أن زوجة عبد العزيز بوتفليقة السيدة أمل تريكا لم تظهر في الإعلام، وكان الرئيس متكتم بشأن حياته الشخصية. وأيضاً أبناءً عبد العزيز بوتفليقة. لم يظهر لهم وجود ،فإن هذا لم يمنع من أن يكون حكمه محط اهتمام العالم،و من أهم ما قام به:

عبدالعزيز بوتفليقة

  • تأسيس مجلس الأمة

هو الغرفة الثانية للبرلمان الجزائري، وساهم في تعزيز النظام السياسي.

  • تعديل الدستور

كذلك  قام بتعديل الدستور عدة مرات، أهمها تعديل عام 2008 الذي سمح له بالترشح لأكثر من فترتين رئاسيتين، وهو ما كان سبب في الأزمة التي أدت إلى سقوطه.

  • المشاريع التنموية

أطلق مشاريع كبرى في مجال البنية التحتية والإسكان.[2]

تعرف أيضًا على: فرانسوا هولاند: رئيس فرنسا

من أين أصل عبد العزيز؟

يعود اصل عائلة بوتفليقة إلى مدينة تلمسان الجزائرية وهي مدينة عريقة تقع في غرب البلاد. ورغم أن العائلة تحمل الجنسية الجزائرية، إلا أن أصولها العائلية تعود إلى المغرب.  لقد ولد عبدالعزيز بوتفليقة. في مدينة وجدة المغربية وهي مدينة حدودية قريبة جداً من الجزائر، وذلك في عام 1937. فكان والده أحمد بن أحمد قد انتقل من تلمسان إلى وجدة للاستقرار والعمل فيها. مما جعل العائلة تعيش في بيئة مختلطة بين الثقافتين الجزائرية والمغربية.

بالتالي كان والد عبد العزيز بوتفليقة من التجار الميسورين ،وقد حرص على تعليم أبنائه تعليماً جيداً. وهو ما كان له دور كبير في تكوين شخصية عبد العزيز السياسية.  لم تكن الأسرة مجرد أسرة عادية، بل كانت أسرة مرتبطة بالواقع السياسي في الجزائر.  فمع بداية الثورة الجزائرية في عام 1954 انضم عبدالعزيز إليها. وهو في سن الشباب وشكل هذا الانضمام بداية مسيرته السياسية.

إن أصول عائلة عبدالعزيز بوتفليقة التي تجمع بين الجزائر والمغرب. كانت سبباً في بعض الحساسيات السياسية ،ولكنها في نفس الوقت أعطت له بعداً ثقافياً وفكرياً أوسع. لقد كان بوتفليقة يرى نفسه جزائرياً حتى النخاع، وقد كرس حياته لخدمة بلاده لكن أصوله المغربية بقيت جزءاً من هويته التي لم ينكرها أبداً.

تعرف أيضًا على: الملك سيهانوك: الزعيم الملكي الذي شكّل تاريخ كمبوديا الحديث

ما هو الاسم الحقيقي لعبد العزيز بوتفليقة؟

عبدالعزيز بوتفليقة

الاسم الحقيقي للرئيس الجزائري السابق هو عبدالعزيز بوتفليقة. وهو الاسم الذي عرف به طوال حياته السياسية والدبلوماسية. لقد ولد عبد العزيز بوتفليقة تاريخ ومكان الميلاد. في 2 مارس 1937 في مدينة وجدة المغربية. لم يكن له اسم آخر ،بل إن اسم “بوتفليقة” هو اسم عائلته الذي ورثه عن والده أحمد. في الواقع يكمن الجانب المثير للاهتمام في هوية بوتفليقة ليس في اسمه ،بل في خلفيته العائلية وتركيبة أسرته التي لعبت دور مهم في مسيرته.

بالتالي فنشأته في وجدة المدينة الحدودية ،أعطته وعي مبكر بضرورة إتقان اللغات، والتكيف مع الثقافات المختلفة. وهو ما مهد له الطريق ليكون دبلوماسياً بارعاً في سنوات شبابه، وقادراً على التعامل مع تعقيدات السياسة الدولية والإقليمية بمرونة عالية.  هذه الخلفية العائلية القوية والمترابطة، كانت تمثل نقطة انطلاق له في مسيرته، وشكلت جزء من شخصيته التي ظلت غامضة إلى حد كبير بالنسبة للعامة.

كانت عائلة بوتفليقة كبيرة ومترابطة ،وقد كان لعبد العزيز عبد العزيز بوتفليقة الأشقاء والشقيقات، الذين شاركوه في الكثير من جوانب حياته، وكان بعضهم يلعب دور مهم خلف الكواليس.  فشقيقه الأكبر عبد الغني ،كان من الشخصيات القريبة منه في بداية مسيرته، لكن الأشهر في حياته السياسية، كان شقيقاه سعيد وناصر.

تعرف أيضًا على: إيتو هيروبومي: من الساموراي إلى السياسي الذي غيّر اليابان

سعيد بوتفليقة النفوذ العائلي والتحكم في شؤون البلاد

عبدالعزيز بوتفليقة

في سنوات حكمه الأخيرة وبعد تدهور صحته ،أصبح سعيد بوتفليقة هو المتحكم الفعلي في شؤون البلاد، وكان ينظر إليه كـ”الظل” الذي يدير كل شيء من خلف الستار.  هذا النفوذ الذي اكتسبه الأشقاء، أثار انتقادات واسعة من المعارضة التي اتهمتهم بالاستحواذ على السلطة ،واستغلال نفوذهم العائلي في إدارة شؤون الدولة ،مما خلق حالة من الجدل السياسي في البلاد.

هذه السيطرة العائلية في نهاية حكم عبدالعزيز بوتفليقة. كانت إحدى النقاط التي أثارت غضب الحركة الشعبية في عام 2019. كان الجزائريون يطالبون بالتغيير الشامل، ورفضوا استمرار حكم العائلة الذي كان يمثله الأشقاء. فقد كان سعيد بوتفليقة خاصة يتدخل في تعيين كبار المسؤولين، واتخاذ القرارات المصيرية مما أفرغ منصب الرئاسة من محتواه الفعلي. هذا التركيز للسلطة في أيدي عائلة الرئيس، كان أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى خروج الملايين من الجزائريين في مظاهرات حاشدة ،تطالب بإنهاء حكم عبدالعزيز بوتفليقة. وكل من يحيط به.  إن قصة اسم بوتفليقة ليست مجرد معلومة شخصية ،بل هي جزء من قصة أعم وأوسع عن السلطة والنفوذ والأسرة، في تاريخ الجزائر الحديث.

تعرف أيضًا على: الملك سلمان بن عبدالعزيز: ملك السعودية

في الختام كانت شخصية عبدالعزيز بوتفليقة. وحكمه فصل معقد في تاريخ الجزائر الحديث، فقد كان له دور كبير في تحقيق السلام والاستقرار ،بعد سنوات من العنف.  لكن حكمه الطويل أدى إلى جمود سياسي وفساد ،مما أضعف شعبيته في النهاية. ورغم كل ما يقال عنه ،يظل بوتفليقة أحد أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ الجزائر، وإرثه يثير الجدل والنقاش حتى يومنا هذا، كونه يمثل مرحلة كاملة من تاريخ البلاد.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة