علم الاجتماع وتحليل الشباب

عناصر الموضوع

1- تحديد اهتمامات الفئة الشابة في مجتمعك

2- كيف تفتح مساحات للنقاش حول طموحاتهم

3- رصد المشكلات كالبطالة وتأثيرها على سوقك

4- تشجيع المبادرات الشبابية في ريادة الأعمال

5- قياس فاعلية البرامج التدريبية الموجهة لهم

يعد علم الاجتماع أداة أساسية لتحليل الشباب، حيث يوفر إطارًا نظريًا ومنهجيًا لفهم التفاعلات المعقدة بين هذه الفئة العمرية المهمة والمجتمع، إن تحليل اهتمامات الشباب في علم الاجتماع لا يقتصر على وصف خصائصهم فحسب، بل يتعلق أيضًا بفهم العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي تشكل هويتهم وتؤثر على سلوكهم وتطلعاتهم،في هذا المقال، ننقل لك دور علم الاجتماع في تحليل الشباب.

1- تحديد اهتمامات الفئة الشابة في مجتمعك

يعد علم الاجتماع أداة قوية لفهم وتحديد اهتمامات الشباب في أي مجتمع، ويقدم علم الاجتماع مجموعة من أساليب ومناهج البحث التي تساعد على تحليل العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي تشكل هذه الاهتمامات. ويوضح هذا القسم كيف يساهم علم الاجتماع في هذا التحديد:

أ- علم الاجتماع في تحديد اهتمامات الشباب

يحلل علم الاجتماع كيف تشكل مؤسسات التنشئة الاجتماعية مثل الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ومجموعات الأقران اهتمامات الشباب ومعتقداتهم واهتماماتهم. على سبيل المثال، يمكن دراسة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب لفهم اهتمامهم بالموضة والتكنولوجيا والترفيه، كما يركز علم الاجتماع على دراسة الثقافات الفرعية للشباب، وهي مجموعات من الشباب الذين يتشاركون قيمًا ومعايير وسلوكيات مختلفة عن الثقافة السائدة. ويمكن أن يساعد فهم هذه الثقافات الفرعية في تحديد اهتمام الشباب بالموسيقى والفنون والرياضة والهوايات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يحلل علم الاجتماع تأثير التغير الاجتماعي والاقتصادي على حياة الشباب واهتماماتهم. على سبيل المثال، تساعد دراسة تأثير البطالة على الشباب على فهم اهتمامهم بالعمل والتعليم والتدريب المهني.

ب- أهمية تحديد اهتمامات الشباب

يساعد فهم اهتمامات الشباب على تطوير برامج وسياسات تلبي احتياجاتهم وتساهم في تنميتهم، كما سيساعد على التواصل الفعال معهم واستخدام قنوات التواصل المناسبة، بالإضافة إلي ذلك،  سيساعد فهم اهتمامات الشباب على تمكينهم من المشاركة الفعالة والمساهمة في التنمية الاجتماعية، والتخطيط لمستقبل المجتمع وتلبية احتياجات الجيل القادم.[1]

2- كيف تفتح مساحات للنقاش حول طموحاتهم

لعلم الاجتماع دور حاسم ولا غنى عنه في فتح آفاق مناقشة أعمق لتطلعات الشباب. ويوفر علم الاجتماع أدوات ومنهجيات بحثية تكاملية تمكننا من فهم هذه التطلعات وتحليلها بدقة في سياق اجتماعي وثقافي واقتصادي معقد. بدلًا من مجرد مراقبتها بشكل مكتوف. وينقلنا علم الاجتماع من الفهم السطحي لتطلعات الشباب إلى تحليل متعمق يأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل:

أ- فهم السياق الاجتماعي والثقافي

يمكن أن يساعد علم الاجتماع في فهم قيم ومعايير المجتمع التي تؤثر على تطلعات الشباب. على سبيل المثال. هل يشجع المجتمع على ريادة الأعمال أو الوظائف الحكومية، هل يشجع المجتمع على التعليم العالي أو المهارات المهنية؟ ، يحلل علم الاجتماع دور المؤسسات الاجتماعية مثل الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام في تشكيل تطلعات الشباب، وكيف تساهم هذه المؤسسات في توجيه الشباب نحو مسارات معينة؟ ، بالإضافة إلى ذلك، يساعد علم الاجتماع على فهم التغير الاجتماعي المستمر وتأثيره على تطلعات الشباب. على سبيل المثال، كيف تؤثر التكنولوجيا والعولمة على تطلعات الشباب في مجالات العمل والتعليم؟

ب- فتح مساحات للنقاش

يساهم علم الاجتماع في فتح باب النقاش حول تطلعات الشباب من خلال: توفير بيانات موثوقة عن تطلعات الشباب لتوجيه المناقشات واتخاذ قرارات مستنيرة. وتحليل وجهات نظر مختلفة حول تطلعات الشباب ويساعد على فهم التحديات التي يواجهها الشباب من وجهات نظر مختلفة بالإضافة إلي  تيسير الحوار بين الأجيال حول تطلعات الشباب والمساعدة في بناء تفاهم متبادل. وأيضًا تحديد القضايا الرئيسية التي تؤثر على تطلعات الشباب، مثل البطالة والتعليم والتمييز، ووضعها على جدول الأعمال العام.[2]

3- رصد المشكلات كالبطالة وتأثيرها على سوقك

يلعب علم الاجتماع دورًا مهمًا في رصد القضايا الاجتماعية مثل البطالة وتأثيرها على سوق العمل والشباب. فهو لا يفسر الظاهرة فحسب، بل يتعمق في أسبابها وجذورها وتأثيرها على مختلف جوانب الحياة.

• فهم أبعاد مشكلة البطالة

ويساعدنا علم الاجتماع على فهم البطالة كظاهرة اجتماعية معقدة، حيث يحلل العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تساهم في حدوث البطالة. مثل التغيرات في الهيكل الاقتصادي والتطورات التكنولوجية والسياسات الحكومية والأزمة الاقتصادية العالمية، كما يدرس العوامل المتعلقة بالأفراد أنفسهم والتي تؤثر على فرصهم في العثور على عمل. مثل التعليم والمهارات والخبرة والانتماءات الاجتماعية بالإضافة أيضًا إلى تحليل الآثار الاجتماعية للبطالة على الأفراد والمجتمع، مثل الفقر والجريمة والتفكك الأسري والمشاكل النفسية.

• تحليل تأثير البطالة على سوق العمل

يساهم علم الاجتماع بشكل كبير في فهم الآثار المعقدة للبطالة على سوق العمل. ويتجاوز تحليله مجرد رصد أرقام البطالة بل يحلل ديناميكيات السوق والتفاعلات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر عليها. يساعدنا علم الاجتماع على فهم كيفية تأثير البطالة على التوازن الدقيق بين العرض والطلب على العمالة. فارتفاع البطالة يزيد من عرض العمالة القابلة للتوظيف. بينما ينخفض الطلب على العمالة من قبل الشركات والمؤسسات، مما يخل بهذا التوازن، كما يحلل علم الاجتماع أيضًا كيفية تأثير البطالة على مستويات الأجور وظروف العمل، فمع ارتفاع البطالة. يزيد الخوف من فقدان الوظائف القليلة المتاحة من الضغط على القوى العاملة المتاحة لقبول الأجور المنخفضة وظروف العمل السيئة. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تدهور مستويات الأجور وظروف العمل بشكل عام. مما يؤدي إلى ممارسات استغلالية من قبل بعض أصحاب العمل.[3]

4- تشجيع المبادرات الشبابية في ريادة الأعمال

يعد تشجيع ريادة الأعمال لدى الشباب استثمارًا مهمًا في المستقبل لأي مجتمع، فالشباب لديهم طاقة إبداعية وابتكار ورغبة في التغيير، وهم القوة الدافعة وراء التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

أ- أهمية تشجيع المبادرات الشبابية في ريادة الأعمال

تخلق المشاريع التي يقودها الشباب فرص عمل جديدة لهم ولغيرهم. مما يساهم في القضاء على البطالة وتحسين الاقتصاد، يتميز الشباب بروح عفوية ومبتكرة تولد أفكارًا جديدة وحلولًا إبداعية للمشاكل القائمة وتشكل قوة دافعة للتنمية في مختلف القطاعات،بالإضافة إلى ذلك. تساهم الشركات الناشئة التي ينشئها الشباب في النمو الاقتصادي من خلال زيادة الإنتاجية وتنشيط السوق. كما تعمل على تطوير مهارات الشباب من خلال الانخراط في ريادة الأعمال، يكتسب الشباب مهارات قيّمة في الإدارة والتسويق والتخطيط وحل المشاكل. مما يعود عليهم بالنفع على الصعيدين الشخصي والمهني.

ب- كيفية تشجيع المبادرات الشبابية في ريادة الأعمال

تبسيط الإجراءات القانونية والإدارية وتسهيل إجراءات تأسيس الشركات والحصول على التصاريح والتراخيص اللازمة. وتوفير التمويل المناسب من خلال القروض الميسرة وبرامج تمويل ملائمة للشباب لتشجيع الاستثمار في الشركات الناشئة. بالإضافة إلى توفير مساحات عمل مشتركة وخدمات استشارية وتدريبية لمساعدة الشباب على تطوير مشاريعهم. وبرامج تطوير ريادة الأعمال وبرامج تدريبية متخصصة في الإدارة والتسويق والتمويل والتخطيط وإدارة المشاريع. ولا ننسى تنظيم ورش عمل وندوات من قبل خبراء في مجال ريادة الأعمال لمشاركة خبراتهم ومعارفهم مع الشباب.[4]

5- قياس فاعلية البرامج التدريبية الموجهة لهم

يعد قياس فعالية البرامج التدريبية التي تستهدف الشباب أمرًا بالغ الأهمية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من البرنامج التدريبي وتحديد الأثر على المستفيدين. ويمكن أن يساعد القياس على تحسين جودة البرامج وتطوير برامج تتماشى مع احتياجات الشباب وتطلعاتهم، حيث يساعد القياس على تحديد ما إذا كان البرنامج التدريبي قد حقق الأهداف التي صمم من أجلها، مثل اكتساب مهارات جديدة أو تحسين الأداء في مجالات محددة. ويمكن أن يساعد تحليل نتائج القياس في تحديد نقاط القوة والضعف في برامج التدريب وتطوير البرامج بما يتماشى مع احتياجات المستفيدين، بالإضافة إلى أنه ٌقد يساعد في تحديد العائد على الاستثمار في برامج التدريب من حيث تحسين الأداء وزيادة قابلية المستفيدين للتوظيف. ولا ننسى دوره في تعزيز المساءلة والشفافية في تنفيذ برامج التدريب وإظهار النتائج للمستفيدين والممولين.[5]

في الختام، مما سبق يتضح لنا أن علم الاجتماع أداة أساسية لفهم ديناميكيات الشباب وتحدياتهم وتطلعاتهم. فهو يوفر إطارًا نظريًا ومنهجيًا شاملًا يساعد على تحليل العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي تشكل واقع الشباب وتؤثر على مستقبلهم، هل استفدت اليوم؟

• masaratدور الشباب في المجتمع: كيف نستثمر فيهم لبناء المستقبل؟ -بتصرف
• addustour«مساحات آمنة للشباب» -بتصرف
• linkedinمشكلة البطالة وآثارها الاجتماعية في المجتمعات المأزومة (المجتمع الفلسطيني نموذج) دراسة تحليلية علاء درويش -بتصرف
• moy.govالمبادرات الشبابية -بتصرف
• mawaredplatformقياس فعالية تدريب الموظفين: دليل عملي - منصة موارد -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم