علم الاجتماع وفهم العلاقات المجتمعية

عناصر الموضوع

1- توصيف أشكال العلاقات الرسمية وغير الرسمية

2- دور الانتماء الجماعي في تشكيل الهوية

3- قياس التماسك والترابط في المجتمع

4- دراسة آليات حل النزاعات على مستوى الجيرة والعمل

5- تعزيز المسؤولية المشتركة لبناء بيئة ودية

 في البداية وقبل الحديث عن علم الاجتماع وفهم العلاقات المجتمعية، علم الاجتماع هو فرع من فروع العلوم الاجتماعية يدرس التفاعل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات والمؤسسات في المجتمع، ويسعى علم الاجتماع إلى فهم كيفية تأثير العوامل الاجتماعية مثل الهوية والثقافة والطبقة الاجتماعية والطبقة الاجتماعية والجنس والدين والتعليم والبيئة والسياسة على سلوك الأفراد ومعتقداتهم وتفاعلاتهم مع المجتمع، ويعتمد علم الاجتماع على البحث العلمي والتحليل النقدي لفهم التفاعلات الاجتماعية وتطوير نظريات لتفسير هذه التفاعلات.

1- توصيف أشكال العلاقات الرسمية وغير الرسمية

العلاقات بين الأشخاص هي الوحدة الرئيسية التي يقوم عليها المجتمع وتتمثل في السلوك المشترك بين طرفين أو أكثر بالاتفاق، وقد تكون هذه العلاقة رسمية أو غير رسمية من حيث الشكل.كذلك الحديث  علم الاجتماع وفهم العلاقات المجتمعية

لم يصل العمال إلى مرحلة النضج والفصل بين العلاقات الرسمية وغير الرسمية في مكان العمل، مما أدى إلى أزمة عقلانية في الإدارة منذ عقود طويلة، كما إن فعالية المؤسسات وعقلانية إدارتها ترتبط حتمًا بطبيعة الفرد وروابط العلاقة التي تحكمه وتنتقل من خارج المؤسسة إلى داخلها حتى.

بالإضافة إلى ذلك فإن العلاقات الرسمية وغير الرسمية نوعان من العلاقات التي تتشكل داخل المؤسسة وتؤثر على ديناميكيات العمل والتواصل بين الأفراد.

أ- العلاقات الرسمية: وهي العلاقات التي تنشأ من الهياكل التنظيمية والقواعد المعتمدة التي تحدد الأدوار والمسؤوليات والمسارات التي يجب اتباعها لتحقيق أهداف المؤسسة، وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من التواصل الرسمي:

أنواع الاتصالات داخل المؤسسات وأثرها على الأداء التنظيمي

• الاتصالات من أعلى إلى أسفل

يهدف هذا النوع من الاتصالات إلى إبقاء الموظفين على علم بالسياسات والإجراءات والتعليمات المتعلقة بعمل الشركة التي ينتمون إليها، وتشمل الوسائل المستخدمة في هذا النوع من الاتصالات المذكرات والاجتماعات الرسمية ونشرات الشركة التي تُنشر بانتظام ولوحات الإعلانات.

• الاتصالات من أسفل إلى أعلى

ويتضمن هذا النوع التواصل من المرؤوسين إلى مدير المشروع، والذي يتضمن نتائج تنفيذ الأنشطة والفعاليات وفقًا للخطة، وشرح أي عقبات أو صعوبات تمت مواجهتها أثناء عملية التنفيذ وتقديم التوصيات والملاحظات لمدير المشروع أو المشرف عليه.

• الاتصالات الأفقية

يكون التواصل في هذه الحالة بين الأفراد أو المجموعات التي تعمل على نفس المستوى الإداري، وهذا النوع من التواصل مهم جدًا في صناعة الإنشاءات وهو عملية تنسيق مباشرة بين جميع الوحدات الإدارية داخل الشركة لزيادة فعالية الأداء وتنفيذ العمل في الوقت المحدد وبأقل تكلفة وأعلى جودة ينفذ.

ب- العلاقات غير الرسمية: وهي العلاقات التي تنشأ بشكل طبيعي نتيجة للتفاعلات الشخصية والاجتماعية بين الأفراد داخل المؤسسة، وتتشكل هذه العلاقات على أساس المصالح المشتركة والصداقات وتلعب دورًا مهمًا في تعزيز معنويات الموظفين وتماسكهم، وهي واحدة من أهم وظائف التنظيم الغير رسمية.[1]

2- دور الانتماء الجماعي في تشكيل الهوية

يعد الشعور بالانتماء أحد ركائز الهوية الإنسانية، وهو الخيط الذي يربط الفرد بمجتمعه وثقافته وأصوله، والارتباط العميق بجماعة ما، كالعائلة أو القبيلة أو البلد، ويعد الشعور بالانتماء أحد أهم العوامل التي تساهم في تشكيل الهوية وتحقيق الرفاهية والرضا النفسي؛ فعندما يشعر الناس بالانتماء، يشعرون بالأمان والقوة ويكونون أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة.

وعلى الرغم من أهمية الشعور بالانتماء، إلا أننا نواجه العديد من التحديات والعقبات في عالم اليوم؛ فقد جعلت العولمة والتغير الاجتماعي السريع من الصعب الحفاظ على الهوية الثقافية وتسببت في حدوث صراعات بين هويات الانتماء المختلفة.

وسواء كان الأمر يتعلق بعائلتنا أو بتراثنا الثقافي أو بمجتمع من الأفراد ذوي الأفكار المتشابهة، فإن الهوية الاجتماعية تعمل كدليل يساعدنا على التنقل في مجموعة متنوعة من العلاقات الإنسانية.[2]

3- قياس التماسك والترابط في المجتمع

يعرّف التماسك الاجتماعي بأنه الروابط التي تجمع أفراد الجماعة. واستعداد كل فرد لمساعدة الآخرين. كما يشير المصطلح إلى درجة الترابط والتقارب في الأهداف والقيم والاتجاهات بين الأفراد، ومدى انجذاب الأعضاء لبعضهم البعض. واستعداد كل فرد لدعم ومساندة الآخرين. بمعنى آخر، يعكس هذا المفهوم مدى شعور الأفراد بالولاء والانتماء والتكاتف داخل الجماعة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إن التماسك والترابط الاجتماعي هو شعور الأفراد بالانتماء إلى الجماعة والولاء لها، حيث يتجلى ذلك في التفاعل والتعاون بينهم، مما يعزز من شعورهم بالعضوية والمعايير المشتركة، كما يتحدث الأفراد عن أنفسهم كجزء من كيان جماعي يسعى لتحقيق أهداف مشتركة، ويكونون مستعدين لتحمل مسؤوليات العمل الجماعي والدفاع عنه. كما يتضمن تماسك الجماعة التقارب بين أعضائها، مما يعزز الروح المعنوية، ويقوي الاتحاد، ويعزز العمل الجماعي بروح الفريق. ويعكس التكامل وجاذبية الجماعة ككل.

علاوة على ذلك، يساعد قياس التماسك الاجتماعي على تحديد نقاط القوة والضعف في المجتمع ويمكّن صانعي القرار من وضع سياسات وبرامج تعزز التماسك الاجتماعي وتقلل من التحديات المحتملة. كما يسهم في فهم الديناميات الاجتماعية ويوجه الجهود نحو تعزيز الثقة والتعاون بين أفراد المجتمع. ويعد استخدام المقاييس متعددة الأبعاد لقياس التماسك الاجتماعي أداة فعالة لتقييم صحة المجتمع وتوجيه السياسة الاجتماعية نحو تعزيز الترابط والتضامن بين الأفراد. والحديث أيضًا علم الاجتماع وفهم العلاقات المجتمعية. [3]

4- دراسة آليات حل النزاعات على مستوى الجيرة والعمل

تعد النزاعات في مكان العمل والجيرة من التحديات الشائعة التي تؤثر على جودة الحياة والإنتاجية. ويمكن أن يساعد فهم كيفية حل هذه النزاعات في تعزيز العلاقات الجيدة والبيئة الصحية. وفيما يلي آليات حل النزاعات في بيئة العمل:

أ- الاستماع الفعال

الاستماع هو الخطوة الأولى في عملية حل النزاعات. قد تبدو هذه الخطوة بسيطة، ولكنها الأصعب بالنسبة للكثيرين في التوصل إلى حلول فعالة. خاصة بالنسبة للمعنيين الذين يحاولون تجاوز المشاكل بسرعة من خلال تجنب المواجهة أو البحث عن حلول دون التعمق في الموضوع.

ب- التعاطف

يجب عليك أن تسعى لفهم ما يعيشه هؤلاء الأفراد. وهذا لا يعني بالضرورة الموافقة على تقييمهم للموقف. بغض النظر عن آرائهم حول الوضع. من الضروري أن تعترف بأهمية المشاعر التي عاشوها. فقد لا تتمكن من فهم الأسباب التي دفعتهم للشعور بهذه الطريقة. لكن يمكنك التعاطف مع مشاعر الحزن أو الغضب أو الخوف. لذا، من المهم أن تركز جهدك على المشاعر العميقة بدلًا من الانشغال بموضوع الخلاف.

ج- إقرار واعتذار

يسمي بعض الأفراد هذه الخطوة “التأمل” أو “إعادة الصياغة”، الفكرة هنا تكمن في الاعتراف بمشاعر الآخرين تجاه الموقف والتحقق من صحتها. وهذا لا يعني أنه يجب عليك الموافقة على آرائهم أو وجهات نظرهم حول الوضع. بل يكفي أن تمنحهم الفرصة ليشعروا بأن أصواتهم قد سمعَت. من خلال استخدام عبارات مثل “أفهم مدى غضبك” أو “يبدو أن هذا مخيف”.

د- التوصل إلى حل

من المهم ضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى في المستقبل. أكد على أنك لست موجودًا للاستماع فقط، بل شريكًا وحليفًا في التعامل مع الموقف. وحاول أن تقترح حلًا وترى ما إذا كان ذلك سيحل المشكلة.

آليات حل النزاعات على مستوى الجيرة:

أ- التواصل المباشر

إجراء محادثات ودية مع الجيران المعنيين لمناقشة المشكلة والسعي لإيجاد حل لها.

ب- الوساطة

الاستعانة بشخص ثالث محايد، مثل قائد مجتمع محلي أو وسيط محترف. للمساعدة في تسوية النزاع.

ج- التحكيم

اللجوء إلى الجهات المختصة أو السلطات المحلية للفصل في النزاع وتقديم الحلول المناسبة.

د- التسوية الودية

الوصول إلى اتفاقيات ترضي جميع الأطراف من خلال تقديم تنازلات متبادلة.

ه- الاحترام المتبادل

الحفاظ على الاحترام والتفاهم بين الجيران. مما يساعد في تجنب تصاعد النزاعات.[4]

5- تعزيز المسؤولية المشتركة لبناء بيئة ودية

إن تهيئة بيئة عمل تعاونية أمر ضروري لتعزيز الكفاءة التنظيمية والعمل الجماعي لبناء بيئة ودية. بالإضافة إلى ذلك تحتاج المؤسسات إلى تهيئة الظروف المناسبة وتنفيذ استراتيجيات تشجع على التعاون بين الموظفين. والحديث أيضًا عن علم الاجتماع وفهم العلاقات المجتمعية.

يعد تعزيز بيئة العمل التعاونية ركيزة أساسية لزيادة الكفاءة وتحسين الأداء. حيث إنها تعزز العمل الجماعي وتساهم بفعالية في تحقيق الأهداف المؤسسية. يتطلب تحقيق مثل هذه البيئة التعاونية التركيز على عدة جوانب مترابطة ومتكاملة:

أ- التواصل الفعّال وتحديد أهداف الفريق

يعد التواصل الواضح والمباشر وتحديد أهداف الفريق بدقة وواقعية من العوامل الأساسية لنجاح أي عمل جماعي. فعندما يكون الجميع على علم بالهدف المشترك وسبل تحقيقه، يصبح التعاون أكثر كفاءة وإنتاجية.

ب- تحديد نقاط القوة والمساهمات الفردية

يعتبر التعرف على نقاط القوة لدى كل عضو في الفريق وتقدير مساهماته الفردية عاملًا مهمًا في تعزيز معنويات الفريق وزيادة حماسه، فعندما يشعر الأفراد بأن مهاراتهم وقدراتهم مقدّرة وتُستخدم بشكل فعّال. فإنهم يسعون جاهدين لتحقيق النجاح الجماعي.

ج- الاحتفاء بالإنجازات الجماعية ومكافأتها

يعتبر الاحتفاء بالإنجازات الجماعية وتقديرها، سواء من خلال مكافآت مادية أو معنوية. وسيلة فعّالة لتعزيز قيمة التعاون وتحفيز الفريق على بذل المزيد من الجهود، فعندما يشعر الأفراد بأن جهودهم مقدّرة ومكافَأة. يزداد انتماؤهم للفريق ورغبتهم في تحقيق المزيد من النجاحات.

من خلال تطبيق هذه الممارسات، يمكن خلق بيئة عمل تعاونية تزيد من الكفاءة وتعزز العمل الجماعي وتحقق الأهداف المؤسسية بنجاح.[5]

وفي الختام، وبعد الحديث عن علم الاجتماع وفهم العلاقات المجتمعية، يرتبط علم الاجتماع ارتباطًا وثيقًا بدراسة جميع أشكال العلاقات الاجتماعية. سواء كانت رسمية داخل المنظمات أو غير رسمية نتيجة للعلاقات الإنسانية. كما إن فهم ديناميكيات الانتماء للجماعة، وقياس التماسك الاجتماعي. وفهم آليات حل النزاعات وتعزيز المسؤولية المشتركة هي أمور ضرورية لبناء مجتمعات ومنظمات سليمة وفعالة.

• دراسة آليات حل النزاعات على مستوى الجيرة والعملالتنظيمات الرسمية وغير الرسمية. - أحمد السيد كردي -بتصرف
• portalعمق الانتماء ودوره في تشكيل الهوية-بتصرف
• iraqoajالتماسك الاجتماعي ماهيته ، أبعاده ، مقوماته -بتصرف
• ajnetإليك 4 خطوات بسيطة لحل النزاعات في العمل -بتصرف
• linkedinHow to Foster a Collaborative Work Environment for Greater Efficiency -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم