علم المغرب: معاني ألوانه والنجمة الخماسية وتاريخه الوطني

يعَدّ علم المغرب رمزًا وطنيًا يحمل في طياته عبق التاريخ وأصالة الهوية المغربية. بلونه الأحمر ونجمته الخضراء الخماسية، يجسد هذا العلم معاني القوة والوحدة والانتماء. ومنذ اعتماده رسميًا، أصبح علم المغرب حاضرًا في المناسبات الوطنية والدولية، معبرًا عن فخر شعبه وتمسكه بجذوره. في هذا المقال، سنستعرض دلالات هذا العلم وتطوره عبر الزمن، ونتأمل في رمزيته العميقة التي توحد المغاربة تحت راية واحدة.

لماذا علم المغرب أحمر وأخضر؟

اختيار اللونين الأحمر والأخضر في علم المغرب لم يكن عبثًا. بل يعكس تاريخًا طويلًا من الرموز والمعاني العميقة. اللون الأحمر هو الأقدم والأكثر حضورًا، ويرتبط بالشجاعة، والتضحية، والنضال. وهو لون استخدم منذ عصور الدولة العلوية وما قبلها، مما يجعله جزءًا من هوية علم المغرب القديم. الأحمر كان دائمًا حاضرًا في الرايات المغربية للدلالة على الانتماء للسلالة النبوية، التي ينتسب إليها ملوك المغرب.

أما اللون الأخضر، فيشير إلى الإسلام والسلام والأمل. ويعزز البعد الروحي للمملكة، وقد أضيف إلى العلم بشكل واضح من خلال النجمة الخماسية الخضراء التي تتوسطه. الجمع بين اللونين لم يكن مجرد تنسيق بصري، بل انعكاس لتاريخ طويل من الصراع والثبات والاستقلال.

البعض يقارن هذه الألوان بألوان أعلام مجاورة، مثل علم الجزائر الذي يتقاطع في استخدام اللونين الأخضر والأبيض، لكن دلالاته مختلفة تمامًا. في الحالة المغربية، الأحمر يظل الأساس، والأخضر يظهر في رمز النجمة فقط، ما يمنح العلم طابعًا مميزًا وغير تقليدي بين أعلام الدول الإسلامية والعربية.

علم المغرب إذًا ليس مجرد تصميم جمالي، بل نتاج قرون من التقاليد السياسية والدينية. حيث اجتمعت الألوان لتعبر عن هوية وطن لا ينفصل فيه الماضي عن الحاضر.[1]

التعرف ايضًا على: ألوان أعلام الدول الإفريقية: الرموز والمعاني الثقافية والسياسية وراء الألوان

ماذا تعني النجمة الخضراء؟

النجمة الخماسية الخضراء التي تتوسط علم المغرب ليست مجرد شكل هندسي جميل. بل رمز روحي وفلسفي عميق. هذه النجمة تمثل أركان الإسلام الخمسة. وتدل على ارتباط الدولة المغربية بالإسلام كعقيدة وهوية حضارية. اللون الأخضر المستخدم في النجمة يرمز أيضًا إلى النماء والسلام والبركة، وهو لون له قدسية خاصة في الثقافة الإسلامية.

لكن النجمة ليست موجودة منذ بداية تاريخ العلم، بل أضيفت رسميًا في أوائل القرن العشرين، عندما تم اعتماد علم المغرب الجديد بشكله الحديث في عهد السلطان يوسف عام 1915. ليصبح العلم رمزًا موحّدًا للمملكة داخليًا وخارجيًا. الشكل الخماسي أيضًا يعكس التوازن، والانسجام، والحكمة. وهو ما أراد المغاربة أن يعبّر عنه في رمز دولتهم.

وعند مقارنته بأعلام أخرى، مثل علم تركيا الذي يحتوي على الهلال والنجمة. نلاحظ فرقًا كبيرًا في المعنى والدلالة. فبينما يرمز الهلال في العلم التركي إلى الهوية العثمانية. فإن النجمة في العلم المغربي تحافظ على خصوصيتها الدينية والوطنية دون الانتماء إلى نموذج سياسي خارجي.

لهذا تظل النجمة الخضراء في علم المغرب محمّلة بكل ما هو مقدّس ومغربي. وتعبّر عن روح البلاد، وعن قيمها التي تمزج بين الإيمان، والكرامة، والانتماء لتاريخ طويل من العزة. [2]

التعرف ايضًا على: علم أسكتلندا ودلالاته التاريخية والثقافية: ماذا يرمز إليه الصليب الأبيض على الخلفية الزرقاء؟

ما اسم المغرب قديماً؟

قبل أن يعرف باسم “المغرب”، كانت هذه الأرض تعرف بأسماء متعددة تعكس تنوعها الجغرافي والسياسي والثقافي. من بين أقدم الأسماء التي أُطلقت على البلاد كان اسم “موريطانيا“ في العصور الرومانية، و”المغرب الأقصى” في العصور الإسلامية، نظرًا لموقعها الجغرافي البعيد غرب العالم الإسلامي. وقد ارتبطت هذه التسميات بالتوسع العربي الإسلامي حين كانت فاس ومراكش مراكز إشعاع علمي وثقافي.

مع مرور الوقت وتغير الكيانات السياسية، بدأت الهوية المغربية تتبلور، خاصة في ظل الحكم الموحدي والمريني، ثم الدولة العلوية. كل مرحلة كان لها علمها الخاص، ومع ذلك لم يتم توحيد الراية بشكل رسمي إلا في عصور متأخرة، حيث بدأ يظهر ما يعرف بـ علم المغرب القديم بلونه الأحمر دون رموز، ثم تطور لاحقًا ليأخذ شكله المعتمد اليوم.

التعرف ايضًا على: علم الكويت: معاني الألوان وتاريخ العلم الوطني الكويتي منذ الاستقلال حتى اليوم

ومن المثير للاهتمام أن بعض الجهات السياسية في العقود الأخيرة حاولت الترويج لما يعرف بـ علم المغرب الغير معترف به، كجزء من صراعات رمزية حول الشرعية والتمثيل، خصوصًا في مناطق النزاع أو في سياقات المعارضة السياسية. لكن رغم هذه المحاولات، لم يستطع أي علم بديل أن يرسّخ مكانته فعليًا، وظل العلم الرسمي هو المعتمد شعبيًا ودوليًا.

المسمّيات القديمة للمغرب ليست مجرد مصطلحات تاريخية، بل هي مرآة لحضارة ضاربة في الجذور، تنقلت عبر قرون من التغير، إلى أن استقر اسم “المغرب” ككيان سياسي موحد يحمل راية ذات رمزية واضحة ومعترف بها في الداخل والخارج.

التعرف ايضًا على: علم بريطانيا تاريخه. رموزه. ومعاني تصميمه المميز

ما هو شعار دولة المغرب؟

شعار دولة المغرب لا يقل أهمية عن العلم، فهو واجهة الدولة في المحافل الرسمية. ويحمل في طياته رموزًا تمزج بين التاريخ، والدين، والسيادة. يتمثل الشعار في درع تتوسطه شمس تشرق من خلف جبل. تعلوه نجمة خماسية خضراء كتلك التي تتوسط علم المغرب. ويحمل على الجانبين أسدان واقفان يرمزان إلى القوة والكرامة.

الشمس ترمز إلى الأمل والمستقبل المشرق، أما الجبل فيعتقد أنه يرمز إلى الأطلس. وهو السلسلة الجبلية الشهيرة في المغرب. والتي تمثل عمق الأرض وصلابة الشعب. استخدام اللونين الأحمر والأخضر في الشعار يكمّل رمزية العلم، ليشكّلا معًا هوية بصرية متكاملة تعبّر عن الدولة.

التعرف ايضًا على: ما هو أكبر علم في العالم؟ حقائق مذهلة

الشعار الملكي الحالي استُخدم منذ سنة 1957 بعد استقلال المغرب. ليتماشى مع تطور الهوية الوطنية، ويعتبر جزءًا من علم المغرب الجديد بشكل غير مباشر. كونه يوضع على الوثائق الرسمية، وجوازات السفر، والمباني الحكومية، ويرتبط بالسلطة والسيادة. وعند المقارنة مع شعارات دول أخرى. مثل شعار علم تركيا أو شعارات أخرى في المنطقة. نجد أن المغرب يتميز بجمالية فريدة تجمع بين الأصالة المغربية والرؤية الحديثة، من دون أن يفقد رموزه العريقة.

بهذا يصبح الشعار بمثابة صوت صامت للدولة، يتحدث في كل المحافل عن تاريخها. قيمها، ومكانتها بين الأمم، تمامًا كما يفعل العلم فوق الساريات، وكلاهما يظلان رمزين لا ينفصلان عن هوية المملكة المغربية.

التعرف ايضًا على: تاريخ أعلام الدول العربية الرموز والمعاني والتطور عبر الزمن

في الختام يبقى علم المغرب أكثر من مجرد راية، فهو خلاصة تاريخ طويل وهوية متجذرة في أعماق الشعب. من زمن علم المغرب القديم إلى الشكل الحالي، ظل العلم شاهدًا على تحوّلات المملكة وتطورها. ورغم تشابه بعض الأعلام مثل علم الجزائر في الألوان أو الشكل، فإن لكل علم خصوصيته التي تعكس تاريخه وثقافته. في النهاية، الراية المغربية تظل رمزًا للوحدة، والانتماء، والاعتزاز بالوطن.

• moroccomwtoursWhy is the Moroccan flag red and green? _بتصرف
• ew.gbca.org.auWhat does the green star mean? _بتصرف

مشاركة المقال

وسوم