فوائد دراسة علم الاجتماع فى العمل الخيرى والتطوعى
عناصر الموضوع:
1- تحديد الاحتياجات الاجتماعية والمجتمعية
2- تعزيز فعالية البرامج التطوعية
3- تأثير العمل الخيرى على التماسك الاجتماعي
4- استراتيجيات لزيادة مشاركة المجتمع
لا شك أن علم الاجتماع من اقدم العلوم واهمها لما له من دور في خدمة المجتمع. ويتجلى دوره في انه يعرفنا باحتياجاتنا واحتياجات مجتمعاتنا. كما انه يسهم في تعزيز فعالية البرامج التطوعية بما يقدمه من أفكار بناءة ودراسات مجربة. أثبتت فعاليتها فما أهمية علم الاجتماع في خدمة المجتمع؟ في هذا المقال سوف نجد أجابه هذا السؤال.
1- تحديد الاحتياجات الاجتماعية والمجتمعية
ما أهمية علم الاجتماع لتحديد الاحتياجات الاجتماعية والمجتمعية؟
بعد إشباع الحاجات الفسيولوجية والأمان، تأتي الطبقة الثالثة طبقا لهرم ماسلو (عالم الاجتماع) للاحتياجات وهي الاحتياجات الاجتماعية. وتضم العلاقات العاطفية والعلاقات الأسرية و اكتساب الأصدقاء وتأتى أهمية علم الاجتماع في أنه يساعدنا على تحديد احتياجاتنا. فالبشر جميعهم لهم احتياجات مشتركة فهم يشعرون بالحاجة إلى الانتماء والقبول. سواء إلى مجموعة اجتماعية كبيرة (كالنوادي والجماعات الدينية، والمنظمات المهنية، والفرق الرياضية) أو الصلات الاجتماعية الصغيرة (كالأسرة والشركاء الحميمين،
والمعلمين، والزملاء المقربين). وكذلك من أهمية علم الاجتماع أنه يوضح لنا أن الإنسان بحاجة إلى الحب (الجنسي وغير الجنسي) من الآخرين. وفي غياب هذه العناصر يعاني أناس كثيرون من القلق والعزلة الاجتماعية والاكتئاب.
الحاجة للاحترام والتقدير: اهتم الإنسان في هذه المرحلة بالحصول على مكانة اجتماعية مرموقة وأن ينال الاحترام والتقدير من الآخرين. ويحتاج أيضا أن يكون في نظر نفسه شخصاً جديرا بالاحترام متحليا بالصفات النبيلة فيثق في نفسه ويشعر بأنه قوي وان بإمكانه التحسن أكثر.
أن احتياجات المجتمع مرتبطة بشكل عام باحتياجات الأفراد العامة. لأن الأفراد هم النواة الرئيسية المكونة للمجتمعات وهذه الاحتياجات يقوم بدراستها علم الاجتماع مما يبين لنا أهمية هذا العلم.
أما الاحتياجات التي تهم الناس في المجتمع المحلي هي الأمان والسكن والتعليم والصحة ولا داعي لذكر أهمية علم الاجتماع ودوره في خدمة المجتمع لتوضيح هذه الاحتياجات.
كما أن توافر خدمات الصحة العقلية بأسعار مناسبة وفي الوقت المناسب وفي متناول الجميع، والحد من انتشار الأمراض، وتحسين النتائج التعليمية وإنتاجية الموظفين، وزيادة المشاركة المجتمعية، يساهم في بناء مجتمع أكثر ازدهارا. [1]
2- تعزيز فعالية البرامج التطوعية
ما أهمية علم الاجتماع لتعزيز فعالية البرامج التطوعية؟
أولا: أن من أهمية علم الاجتماع أيضا تفعيل مشاركة الطلاب والأبناء في تجارب تطوعية عن طريق إدراج ساعات تطوعية إلزامية ضمن المناهج الدراسية: يمكن للمدارس والجامعات فرض عدد محدد من الساعات التطوعية كجزء من متطلبات التخرج، فذلك يعمل على اكتساب كل طالب خبرة في العمل التطوعي قبل تخرجه. مما يؤكد أهمية علم الاجتماع ودوره في خدمة المجتمع كما يتم تنظيم رحلات ميدانية للطلاب للمشاركة في أنشطة تطوعية وتكريم الطلاب المتميزين في العمل التطوعي وإبراز إنجازاتهم
ثانيًا: جعل دور المؤسسات التطوعية والخيرية أكثر مركزية إضافة إلى ذلك إنشاء منصة إلكترونية واحدة تضم جميع الفرص التطوعية الممكنة
تحديث إجراءات التسجيل والمشاركة في الأعمال التطوعية: يمكن استخدام التكنولوجيا لإتمام عملية التسجيل وللتحقق من طبيعة الراغبين في المشاركة
يجب توفير التدريب اللازم للمتطوعين حتى يضمن كفاءة أدائهم: هذا يضمن أن المتطوعين يتميزون بالمهارات والمعرفة اللازمة لأداء مهامهم بفعالية، مما يزيد من رضاهم عن تجربتهم التطوعية كما يحسن من جودة الخدمات المقدمة
ثالثًا: الاهتمام بالبرامج التوعوية الخاصة بالعمل التطوعي مميزاته
القيام بإنتاج محتوى إعلامي جذاب وبسيط اعتمادا على أهمية علم الاجتماع ودوره في خدمة المجتمع يقوم بتسليط الضوء على أثر العمل التطوعي في المجتمع، هذا المحتوى يمكن نشره عبر وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي وتشجيع الكثير من الأشخاص على المشاركة. [2]
3- تأثير العمل الخيرى على التماسك الاجتماعي
مما لاشك فيه أن العمل الخيرى يسهم في تماسك المجتمع وبطريقة أخرى يمكننا قول أن من أهمية علم الاجتماع أن دراسته قد أتاحت لنا معرفة تأثير العمل الخيرى على التماسك الاجتماعي بين أفراده فما أهمية علم الاجتماع في ذلك؟
الإجابة في الآتي:
1- الثقة بالنفس فالعمل التطوعي يعزز من شعور الفرد بأهميته ورضاه عن ذاته فإذا شعر كل فرد بتحقيق ذاته فلا شك أن هذا الشعور سيساعده على خلو قلبه من الحقد والضغينة تجاه أخوانه في المجتمع مما يساعد على التماسك بين أبناء المجتمع الواحد.
2- تعزيز وتقوية مهارات التشبيك Networking Skills يُسهم العمل التطوعي في تعزيز مهارات التشبيك لدى الفرد وبناء علاقاته الاجتماعية وذلك يظهر بشدة أهمية علم الاجتماع ودوره في خدمة المجتمع، وذلك من خلال عمله مع الآخرين وهذا هو التماسك المجتمعي.
3- تطوير المهارات القيادية يجعل العمل التطوعي من الفرد شخصية مما يعود بالنفع على المجتمع مرة أخرى.
4- التخلص من الاكتئاب والمشاعر السلبية فضلاً عن تأثيره الإيجابي على سلامه الداخلي والروحي والنفسي من خلال الأجواء الإيجابية مما يساعد على التماسك الاجتماعي بين أبناء المجتمع.
5- فرصة للتخلي عن العادات السلبية تعتبر الأعمال التطوعية بكافة أشكالها واحدة من أهمّ العادات الإيجابية و التي توضح أهمية علم الاجتماع ودوره في خدمة المجتمع، فيقتدي الشخص بالعادات الجيدة للأفراد الذين يشاركونة العمل التطوعي ممّا يعزز عنده الشعور بتغيير ذاته للأفضل والإقلاع عن عادته السلبية.
6- ومن أهمية علم الاجتماع الدعوة لتقديم المساعدة للأشخاص بلا مقابل، لذلك فإن العمل التطوعي وسيلة لكسب مرضاة الله عز وجل لأن ذلك العمل يدخل ضمن الأعمال التي يتقرب بها الشخص إلى الله من خلال إعمار مجتمعه.
7- زيادة خبرة الفرد وإثراء تجاربه المشاركة في العمل التطوعي هو الطريق الذي يساعد الفرد على تحقيق أهدافه المستقبلية ويبين لنا أهمية علم الاجتماع في خدمة المجتمع، كما أن معظم العاملين في وظائف رسمية كانوا في البداية متطوعين ولكنهم أثبتوا أنفسهم بجدارة فحصلوا على عقد العمل الدائم في وظائفهم. [3]
4- استراتيجيات لزيادة مشاركة المجتمع
فمن أهمية دراسة علم الاجتماع أن هذا العلم يعرفنا بالاستراتيجيات التي إذا اتبعناها تساعد على زيادة مشاركة المجتمع. فما أهميته في ذلك الهدف؟
الشفافية: تعد الشفافية في العمليات عنصرًا هاما في تعزيز الثقة. يجب على المؤسسات أن تتحلى بالصراحة بشأن سياساتها وأعمالها، مما يساعد على بناء علاقة قوية مع المجتمع. الإفصاح عن المعلومات يعزز من شعور المجتمع بالطمأنينة والثقة في المؤسسة. مثال على ذلك هو شركة “تيسلا” التي تقوم بمشاركة معلومات حول ممارساتها في الإنتاج وتأثيرها على البيئة.
المشاركة المجتمعية: تعني الاندماج في المجتمع عن طريق المشاركة في الفعاليات المحلية أو دعم القضايا الاجتماعية مما يعمل على تقوية وتحسين صورة المؤسسة. ولذلك يتوقع المجتمع قيام المؤسسات بدورً كبيرا في حل القضايا التي تخصه، مما يعزز من سمعة هذه المؤسسات. فمثلا من المؤسسات السابق ذكرها “ستاربكس” المشاركة في دعم المجتمعات المحلية عن طريق برامج المنح بالإضافة للمبادرات التطوعية.
الاستدامة: اعتماد ممارسات صديقة للبيئة يساعد على تحسين صورة المؤسسة وزيادة ولاء العملاء. يمكن أن تتضمن هذه الممارسات استعمال الموارد المتجددة والحد من النفايات. فالاستثمار في مشاريع الاستدامة يظهر التزام المؤسسة بالحفاظ على سلامة البيئة والمجتمع. وتعتبر“Unilever” التي تهدف إلى تقليل البصمة البيئية لمنتجاتها من خلال برامج الاستدامة مثالا على هذه المؤسسات.
تعاون المؤسسات مع منظمات ليس هدفها الربح أو مؤسسات حكومية يقوى من تأثيرها فالشراكات الإستراتيجية تساعد على تحقيق الأهداف الكبيرة. كما تعزز من مدى شفافية المؤسسة في المجتمع فمثلا وجديرا بالذكر أن “جوجل” قد تعاونت مع منظمة “أوكسفام” لدعم المبادرات التي تحارب الفقر فضلا عن أنها تسعى للقضاء عليه.
التقييم والمراجعة: تعد عملية تقييم الجهود بشكل منتظم هامة لضمان فعالية المبادرات. كما يجب على المؤسسات العمل بالملاحظات لتحسين أهدافها. مما يوضح جهودها للالتزام بالتطور والتكيف مع احتياجات المجتمع. فضلا على أنه من الإمكان أن تستند عملية التقييم إلى مؤشرات أداء مخصصة للمساعدة في قياس الأثر الاجتماعي والبيئي. [4]
المراجع
- ويكيبيديا هرم ماسلو للاحتياجات الانسانيه-بتصرف
- Greater Green Bay Community Foundation التأثير المجتمعي احتياجات المجتمع-بتصرف
- موقع جمعية نافع للاعمال التطوعيةإليك 3 مقترحات لزيادة تفعيل العمل التطوعي-بتصرف
- جمعية التنمية الأهلية بأبهافوائد عمل التطوع-بتصرف