قصة بناء الكعبة المشرفة للأطفال مع إبراهيم وإسماعيل

الكاتب : آية زيدان
18 يونيو 2025
عدد المشاهدات : 76
منذ 5 أيام
قصة بناء الكعبة المشرفة
لماذا أمر الله إبراهيم ببناء الكعبة؟
ماهي قصة بناء الكعبة؟
ماهي قصة إعادة بناء الكعبة ووضع الحجر الأسود؟
من الذي مدفون في الكعبة المشرفة؟
بناء الكعبة في عهد الرسول

مرحباً بأحبائي الصغار في مغامرة رائعة، لنتعمق في حكاية بيت من بيوت الرحمن، بيتٌ مهيب شيّده إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل، عليهما السلام، ألا وهو قصة بناء الكعبة المشرفة في هذه السطور، سنكتشف قصة بناء الكعبة والحجر الأسود .

لماذا أمر الله إبراهيم ببناء الكعبة؟

تبدأ قصة بناء الكعبة المشرفة حينما أوحى الرب جل وعلا إلى نبيه إبراهيم، عليه السلام، بتشييد الكعبة، وذلك لحِكم بالغة وأسباب سامية، فالله عز وجل لا يأمر إلا بما فيه الخير والصلاح لعباده. كان المقصد الأسمى من وراء بناء الكعبة هو أن تكون أول بيت أُقيم للبشر لعبادة الله الواحد الأحد، الذي لا شريك له.

والسبب الأول لبناء الكعبة لتكون أول بيت للعبادة، حيث لم يسبق وجود بيت على سطح الأرض مُخصص لعبادة الله وحده قبل الكعبة، وأراد الله تعالى أن يكون هذا البيت المُبارك مركز تجمع للمسلمين من جميع أقطار الأرض، يتجهون إليه في صلواتهم، ويطوفون حوله في حجهم وعمرتهم، ليُقروا بوحدانية الله وإخلاصهم له.

بالإضافة إلى ذلك، لتكون اختباراً لإبراهيم عليه السلام، حيث كان أمر الله لإبراهيم بتشييد الكعبة اختباراً عظيماً لإيمانه وطاعته. فإبراهيم، عليه السلام، كان شيخاً كبيراً، وابنه إسماعيل كان ما يزال صغيراً، والمكان الذي أُمرا بالبناء فيه كان صحراء جرداء. لكن إبراهيم أذعن لأمر ربه دون تردد، وهذا يبرهن على قوة إيمانه ويقينه بالله. [1]

تعرف أيضًا على: قصة الإسراء والمعراج: تفاصيل الرحلة وأهم الدروس

ماهي قصة بناء الكعبة؟

قصة بناء الكعبة المشرفة

قصة مقام إبراهيم: يرتبط مقام إبراهيم عليه السلام بالكعبة المشرفة ارتباطًا وثيقًا، ويُعد من أبرز المعالم الدينية في المسجد الحرام.

قصة بناء الكعبة المشرفة والحجر الأسود مليئة بالصبر والإيمان والإخلاص. بدأت القصة عندما ترك النبي إبراهيم، عليه السلام، زوجته هاجر وطفله الرضيع إسماعيل في وادٍ لا توجد فيه زراعة، وهو الموقع الذي أصبحت فيه مكة المكرمة. بعد أن كبر إسماعيل وأصبح شابًا قويًا، أظهر الله لإبراهيم في المنام أنه يذبح ابنه، وبعد تجاوز هذا الاختبار العظيم، أمره الله ببناء بيته المقدس.

جاء الأمر الإلهي لإبراهيم، عليه السلام، ببناء الكعبة. وجهه الله إلى موقع الكعبة، ويقال إن جبريل، عليه السلام، هو الذي أراه موقعها بالضبط. كانت الأرض في ذلك الوقت صحراء قاحلة، لكن إبراهيم لم يتردد في تنفيذ أمر ربه.

بدأ إبراهيم وابنه إسماعيل، عليهما السلام، في بناء الكعبة بجهد وتفانٍ. كان إبراهيم يرفع الحجارة، وكان إسماعيل يناوله إياها. كانا يعملان بجد واجتهاد، يرددان الدعاء العظيم الذي ذكره الله في القرآن الكريم: “ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم”. كان هذا التعاون الرائع بين الأب والابن درسًا في الطاعة والعمل المشترك لإرضاء الله.

أثناء البناء، جلب جبريل، عليه السلام، الحجر الأسود من الجنة، ووضعه إبراهيم في مكانه المعروف في أحد أركان الكعبة. وعندما ارتفع البناء، وقف إبراهيم على حجر ليتمكن من إكمال البناء، وهذا الحجر هو مقام إبراهيم الذي نصلي عنده اليوم. وهكذا، أكمل إبراهيم وإسماعيل، عليهما السلام، بناء الكعبة، لتكون أول بيت للعبادة خالصًا لله تعالى.

تعرف أيضًا على: قصة إبراهيم وتكسير الأصنام: بداية التوحيد

ماهي قصة إعادة بناء الكعبة ووضع الحجر الأسود؟

قصة بناء الكعبة المشرفة

لم تُشيَّد الكعبة مرة واحدة، بل تجدّدت عِمارتها مرات عديدة عبر الأزمنة، نتيجة عوامل طبيعية كفيضانات، أو نتيجة الحاجة لتجديدها وصيانتها. ومن أبرز ما جاء في قصة بناء الكعبة المشرفة، تلك الوقائع التي ارتبطت بـ بناء الكعبة في عهد الرسول، والتي وقعت قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت مُرتبطة بحدث هام جدًا وهو وضع الحجر الأسود.

قبل رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات، تعرضت مكة لسيول عارمة أحدثت أضرارًا بالغة بالكعبة المشرّفة، حتى تصدعت جدرانها وأصبحت ضعيفة. قررت قبائل قريش، التي كانت تقطن مكة وتعتبر نفسها حامية البيت الحرام، أن تعيد بناء الكعبة، لإعادة عزتها وهيبتها.

بعد أن أنهت قريش بناء جدران الكعبة، وصلوا إلى مرحلة وضع الحجر الأسود في موضعه، وهنا نشب خلاف كبير بين القبائل، فقد رغبت كل قبيلة في الحصول على شرف وضع الحجر الأسود، لأنه كان يُنظر إليه على أنه شرف عظيم، وكاد الخلاف أن يؤدي إلى اقتتال عنيف بين القبائل.

اتفقوا على أن أول من يدخل من باب المسجد الحرام هو الذي سيحكم بينهم في هذا الشأن، وكان أول من دخل هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان معروفًا بصدقه وأمانته وحكمته قبل بعثته، وفرحت قريش بقدومه وقالوا: “هذا الأمين، رضينا به”. طلب النبي صلى الله عليه وسلم ثوبًا، ثم وضع الحجر الأسود في وسطه، وطلب من رؤساء القبائل أن يمسك كل واحد منهم بطرف من الثوب ويرفعوا الحجر معًا. فلما وصلوا به إلى مكانه، أخذه النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ووضعه في مكانه. كانت هذه الحكمة النبوية سببًا في حقن الدماء وتجنب نزاع كبير، وأظهرت منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وقدرته على حل المشكلات بحكمة ورجاحة عقل. [2]

تعرف أيضًا على: قصة يوسف عليه السلام وأحداثها بالتفصيل

من الذي مدفون في الكعبة المشرفة؟

قصة بناء الكعبة المشرفة

يتساءل البعض من هو المدفون داخل الكعبة؟ والحقيقة لا يوجد أحد مدفون داخل الكعبة المشرفة على الإطلاق. الكعبة بيت الله الحرام، مُخصّص للعبادة والطواف، وهو مكان مُطهّر للذكر والصلاة والابتهال، فلم يُدفن فيها نبي أو صحابي أو غيرهم على الإطلاق، وهذا يتماشى مع التعاليم الإسلامية التي تمنع تحويل القبور إلى مساجد، وتؤكد على أن بيوت الله مخصصة للعبادة.

وفي هذا السياق، يجدر بالذكر أن قصة بناء الكعبة المشرفة تُظهر مدى قدسية هذا المكان وخصوصيته كبيتٍ للعبادة منذ زمن النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، مما يعزز الفهم بأن الكعبة لم تكن يومًا موضعًا للدفن.

قد يختلط الأمر على البعض بين الكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، حيث يقع قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبيه الجليلين أبي بكر وعمر رضي الله عنهم. ولكن يجب التفريق: الكعبة في مكة المكرمة، والمسجد النبوي وقبر النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة.

تعرف أيضًا على: قصة مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

بناء الكعبة في عهد الرسول

قصة بناء الكعبة المشرفة

لم يشهد بناء الكعبة في عهد الرسول بعد حادثة الحجر الأسود، فقد قامت قريش بتعميرها قبل مبعثه بخمس سنوات، كما سبق القول. لكن، كان للنبي رغبة في إعادة بناء الكعبة وفق أسس إبراهيم عليه السلام، وذلك لعدة أسباب.

تعود قصة بناء الكعبة المشرفة إلى زمن النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وقد حاول الرسول، صلى الله عليه وسلم، لاحقًا إحياء هذا البناء الأصلي. فعندما أعادت قريش بناء الكعبة قبل الإسلام، قاموا بتصغير مساحتها لقلة المال الحلال. لذا، لم يضموا “الحجر” أو “حجر إسماعيل” ضمن بناء الكعبة، وهو جزء أساسي منها، بل وضعوا حوله جداراً قصيراً. وقد نقل النبي، صلى الله عليه وسلم. عن عائشة رضي الله عنها قوله: “لولا أن قومك حديثو عهد بالجاهلية – أي قريش – لهدمت الكعبة وأعدت بناءها على قواعد إبراهيم”.

أما بالنسبة لأهم تغيير حدث للكعبة في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، هو تطهيرها من الأصنام المحيطة بها. عند فتح مكة، دخل النبي، صلى الله عليه وسلم، الكعبة برفقة الصحابة، وحطموا الأصنام الموجودة بداخلها وحولها. مرددين قوله تعالى: “قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً”. وهكذا، عادت الكعبة إلى طهارتها لتكون بيتًا لله وحده. كما أرادها إبراهيم عليه السلام.

تعرف أيضًا على: قصة أصحاب الفيل: وقعة عام الفيل ومعجزة الله

في الختام، بهذه الطريقة، نكون قد انتهينا من رحلتنا حول قصة بناء الكعبة المشرفة. ذلك البيت الجليل الذي أسسه نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل. عليهما السلام. بأمر من الله عز وجل. وعلمنا أن الله أمر ببناء الكعبة لتكون أول بيت للعبادة ومكاناً للتوحيد، واختباراً لإبراهيم. واستوعبنا حكاية بناء الكعبة بتكاتف إبراهيم وإسماعيل ودعائهما الخاشع.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة