قصة سيدنا لوط مع قومه ودعوة الطهر والخلاص

الكاتب : آية زيدان
28 يونيو 2025
عدد المشاهدات : 25
منذ 8 ساعات
قصة سيدنا لوط
ماهي قصة سيدنا لوط عليه السلام؟
لماذا أحرقت الملائكة زوجة سيدنا لوط؟
من هو الملك الذي دمر قوم لوط؟
ماهي قصة سيدنا لوط وزوجته؟
تابع: ماهي قصة سيدنا لوط وزوجته؟

قصة سيدنا لوط عليه السلام من القصص القرآنية التي تحمل في طياتها عبرًا عظيمة، إذ بعثه الله إلى قوم انحرفوا عن الفطرة، وارتكبوا فاحشة لم يسبقهم بها أحد من العالمين.

ماهي قصة سيدنا لوط عليه السلام؟

قصة سيدنا لوط

 

قصة سيدنا لوط عليه السلام هي إحدى القصص القرآنية البارزة التي تحمل في طياتها دروسًا عميقة حول الإيمان، والطاعة، وعواقب المعصية والإعراض عن دعوة الحق. سيدنا لوط هو نبي من أنبياء الله. وهو ابن أخ سيدنا إبراهيم عليهما السلام. أرسله الله تعالى إلى قوم سدوم وعمورة، الذين اشتهروا بارتكاب فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، وهي إتيان الرجال شهوة من دون النساء، بالإضافة إلى ممارستهم للمنكرات في أنديتهم وقطعهم السبيل.

وفي قصة قوم لوط مختصرة. هاجر سيدنا لوط مع عمه سيدنا إبراهيم عليهما السلام من أرض بابل إلى الشام، ثم استقر في منطقة سدوم بأمر من الله تعالى ليدعو أهلها إلى عبادة الله وحده وترك ما هم عليه من فواحش ومنكرات. بدأ سيدنا لوط دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة. مذكرًا قومه بنعم الله عليهم، ومحذرًا إياهم من مغبة أفعالهم الشنيعة التي تخالف الفطرة السوية وتجلب سخط الله. دعاهم إلى الطهارة والعفاف والعودة إلى الطريق المستقيم، وأن يأتوا النساء اللاتي خلقهن الله لهم. لكن قومه لم يستجيبوا لدعوته، بل استكبروا وأصروا على فجورهم، وسخروا منه وهددوه بالطرد من قريتهم هو ومن آمن معه، قائلين: “أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ” (النمل: 56). لقد عميت بصائرهم عن الحق، وألفوا المنكر حتى أصبح جزءًا من حياتهم اليومية.

لم يكتف قوم لوط برفض دعوة نبيهم، بل تمادوا في غيهم وتحديهم. كانوا يجاهرون بالمعصية ولا يستحيون من أحد، وكانوا يأتون المنكر في نواديهم العامة. وحينما كان سيدنا لوط ينصحهم ويذكرهم بعذاب الله، كانوا يردون عليه باستهزاء وتهكم، ويطالبونه بأن يأتيهم بعذاب الله إن كان من الصادقين. هذا الموقف المتعنت يعكس مدى الانحراف الذي وصلوا إليه، وكيف أن قلوبهم قد قست وأصبحت لا تتأثر بموعظة أو تذكير. استمر سيدنا لوط في دعوته صابرًا محتسبًا، ولكن لم يؤمن معه إلا نفر قليل من أهل بيته، باستثناء امرأته التي كانت من الهالكين. [1]

تعرف أيضًا على: قصة أصحاب الأخدود للأطفال حكاية الإيمان والتضحية

لماذا أحرقت الملائكة زوجة سيدنا لوط؟

قصة سيدنا لوط

 

تُشكل قصة سيدنا لوط عليه السلام، وخاصة ما يتعلق بزوجته، جزءًا بالغ الأهمية ومؤلمًا في سيرته، فهي لم تؤمن بزوجها ولا برسالته ودعوته، بل اتبعت دين قومها وتعصبت لهم في ضلالهم. عقابها لم يكن حرقًا ناريًا مباشرًا من قبل الملائكة كعقاب فردي، بل كان هلاكها ضمن العذاب الشامل الذي حل بقوم لوط أجمعين، والذي شمل تدمير قراهم وتقليبها رأسًا على عقب، وإمطارهم بحجارة من طين متصلب.

لم تؤمن زوجة لوط برسالته، بل مالت إلى قومها ووافقتهم على أفعالهم الشنيعة، وكانت عينًا لهم على زوجها، تنقل لهم أخباره وتعطيهم معلومات عن ضيوفه، فعندما أتى الملائكة إلى لوط في صورة شباب حسان. سارعت زوجته بإعلام قومها بوجودهم، مما أدى إلى تجمعهم حول بيت لوط يطلبون منه تسليمهم الضيوف لارتكاب الفاحشة بهم. هذا الموقف يظهر خيانتها لزوجها ولوحيه، ولرسالة التوحيد والطهارة التي كان يحملها. لقد فضلت الدنيا وزينتها، واختارت البقاء مع قومها الضالين على النجاة مع زوجها المؤمن.

حين أمر الله لوطًا بالخروج من القرية ليلًا هو وأهله المؤمنين، وألا يلتفت منهم أحد، كانت زوجته ضمن من أمروا بالخروج. ولكنها، وفقًا للتفاسير، إما أنها لم تخرج معهم أصلًا وفضلت البقاء مع قومها، أو أنها خرجت ثم التفتت ورائها، إما أسفًا على قومها أو شوقًا إليهم، فحل بها ما حل بهم من العذاب. يذكر القرآن الكريم مصيرها بوضوح “فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ” (الأعراف: 83)، وفي آية أخرى: “إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ” (الحجر: 59-60).: “الغابرين” تعني الهالكين في العذاب. لم تستحق النجاة بسبب كفرها وموالاتها للظالمين، فكان مصيرها الهلاك معهم كجزاء عادل لاختيارها. [2]

تعرف أيضًا على: قصة عبد الرحمن بن عوف: من التجارة إلى الجنة

من هو الملك الذي دمر قوم لوط؟

قصة سيدنا لوط

يتساءل البعض من هو الملك الذي دمر قوم لوط؟. إن تدمير قوم لوط لم يكن بفعل ملك واحد بالمعنى البشري المتعارف عليه كحاكم أو قائد عسكري. بل كان بأمر مباشر من الله سبحانه وتعالى. ونفذته ملائكة مكرمون أرسلهم الله لهذه المهمة. هؤلاء الملائكة هم جنود من جنود الله. لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

بدأت قصة سيدنا لوط مع الملائكة، عندما أرسل الله تعالى ملائكة كرامًا، على رأسهم جبريل عليه السلام، ومعه ملائكة آخرون، لتنفيذ العذاب على قوم لوط. هؤلاء الملائكة ظهروا لسيدنا لوط أولًا في هيئة بشرية، كضيوف، مما أثار قلقه وخوفه عليهم من بطش قومه. لكنهم سرعان ما كشفوا عن هويتهم الحقيقية وطمأنوه بأنهم رسل من ربه وأن قومه لن يصلوا إليه بسوء. قال تعالى: “وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ” (العنكبوت: 33-34).

بأمر من الله، قامت الملائكة بتنفيذ العذاب على قوم لوط عند مطلع الفجر. كان العذاب شديدًا ومدمرًا، حيث ذكر القرآن الكريم أنهم جعلوا عالي القرية سافلها، أي قلبوها رأسًا على عقب، ثم أمطروهم بحجارة من سجيل منضود، مسومة عند ربك للمسرفين. قال تعالى: “فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ” (هود: 82-83). ويقال إن جبريل عليه السلام اقتلع قراهم بطرف جناحه ورفعها إلى السماء ثم قلبها. فالقوة التي دمرت قوم لوط كانت قوة إلهية مباشرة نفذتها الملائكة بأمر الله، ولم تكن قوة ملك بشري. مسؤول عن ذلك الدمار، بل كانت عدالة الله تتحقق في واحدة من أعظم دروس العبرة في قصة سيدنا لوط.

تعرف أيضًا على: قصة قوم لوط: المعصية والعذاب كما ورد في القرآن

ماهي قصة سيدنا لوط وزوجته؟

قصة سيدنا لوط

قصة زوجة سيدنا لوط عليه السلام مثال حي على زواج لم يكتب له النجاح بسبب تضارب المعتقدات والقيم. فبينما كان لوط. عليه السلام. رسولاً يدعو إلى التوحيد والنقاء. كانت زوجته تميل إلى قومها الكافرين. وتساندهم في رفض دعوة زوجها، بل وتعينه ضده في بعض الأحيان. هذه القصة توضح أن العلاقات الأسرية، مهما بلغت قوتها. لن تشفع لصاحبها يوم الحساب إذا كان على طريق الضلال والكفر.

تابع: ماهي قصة سيدنا لوط وزوجته؟

وفي قصة قوم لوط مختصرة عاش النبي لوط، عليه السلام، مع زوجته سنين طويلة، وكان يدعوها للإيمان بالله وترك ما كان عليه قومها من فواحش، لكنها لم تستجب له. كانت تعتبر ما يفعله قومها أمراً عادياً، ولم تر فيه أي خطأ يستوجب التغيير أو التوبة. هذا التباين الجوهري في المعتقدات والقيم جعل الحياة بينهما صعبة، وجعلها تقف في صف قومها ضد زوجها. لقد ضرب الله بها مثلاً للذين كفروا، كما في قوله تعالى. كما قال تعالى: “ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ” (التحريم: 10). توضح هذه الآية أن صلاح لوط كنبي لم ينفع زوجته لأنها اختارت طريق الكفر والخيانة. والخيانة هنا ليست بالضرورة خيانة جسدية، بل هي خيانة للدعوة والإيمان، وكانت نهاية زوجة لوط مأساوية، حيث هلكت مع قومها ولم تنج مع زوجها وبناتها المؤمنات.

قصة يوسف عليه السلام من أجمل القصص التي وردت في القرآن الكريم، فهي تحكي عن الصبر والإيمان رغم المحن. تبدأ القصة برؤيا رآها يوسف في صغره، وتتوالى الأحداث بين الغدر من إخوته والبيع في السوق، ثم السجن، وصولًا إلى التمكين له في مصر.

تعرف أيضًا على: قصة هاروت وماروت سحر بابل وتحذير من الفتنة

وهكذا تنتهي قصة سيدنا لوط بما تحمله من عِظة. حيث كانت قصة قوم لوط مختصرة درسًا في العاقبة التي تلحق بمن يبتعد عن طريق الحق. ونتذكر دومًا قصة زوجة سيدنا لوط عليه السلام التي خالفت الحق فهلكت مع قومها.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة