قوة الزلازل وطرق قياسها

قوة الزلازل ،ظاهرة تثير فينا الرهبة والفضول في آن واحد ولكن كيف يمكننا أن نقيس هذه القوة؟ وما الذي يجعل زلزالًا ما أقوى من غيره؟ في مقالنا هذا سننطلق في رحلة علمية وشيقة لنكتشفه،ونفهم الطرق التي يستخدمها العلماء لقياسها، كما سنتعرف أولاً على ما يعتبر زلزالًا قويًا ثم ننتقل إلى أقوى زلزال ضرب كوكبنا على الإطلاق، بعد ذلك سنلقي نظرة على مقاييس قوة الزلازل المختلفة ونختتم بالحديث عن أقوى زلزال ضرب المملكة العربية السعودية.

ما هي درجة الزلزال القوي؟

عندما نسمع عن زلزال ما غالبًا ما يذكرون رقماً معينًا يمثل درجته فماذا يعني هذا الرقم؟ يعتبر الزلزال قويًا عندما تتجاوز قوته درجة معينة على مقياس ريختر أو مقياس العزم الزلزالي، يصنف الزلزال الذي تتراوح قوته بين 5 و 5.9 بشكل عام على أنه زلزال متوسط القوة ويمكن أن يسبب ضررًا طفيفً، أما الزلزال الذي تتراوح قوته بين 6 و 6.9 فيعتبر زلزالًا قويًا، ويمكن أن يسبب أضرارًا كبيرة في المناطق المأهولة بالسكان.

تعرف أيضًا على:مركز الزلزال وكيفية تحديده

ولكن القصة لا تتوقف هنا فالزلزال الذي تتجاوز قوته 7 درجات يصنف على أنه زلزال كبير ويمكن أن يسبب دمارًا شاملًا وكلما زادت الدرجة زادت قوة الزلازل بشكل هائل، على سبيل المثال الزلزال الذي تبلغ قوته 8 درجات على مقياس العزم الزلزالي يطلق طاقة أكبر بحوالي 32 مرة من الزلزال الذي تبلغ قوته 7 درجات، هذا التزايد الهائل في الطاقة هو ما يجعل الزلازل الكبرى مدمرة إلى هذا الحد.

إن فهمنا لقوة الزلازل يجعلنا ندرك حجم مخاطر الزلازل بشكل أفضل، لذلك يمكن القول إن أي زلزال تتجاوز قوته 6 درجات يعتبر قويًا ويستدعي الانتباه واتخاذ الإجراءات الوقائية. [1]

تعرف أيضًا على:كيف حدث زلزال اليابان: أسباب الزلزال وتأثيراته وتداعياته

ما هو أقوى زلزال في العالم؟

في تاريخ البشرية شهد كوكبنا بعضًا من الزلازل الأكثر قوة وتدميرًا على الإطلاق. ولكن أقوى زلزال تم تسجيله على الإطلاق كان في تشيلي في عام 1960. هذا الزلزال الذي يعرف باسم زلزال فالديفيا العظيم بلغت قوته 9.5 درجة على مقياس العزم الزلزالي.

لقد كان هذا الزلزال حدثًا هائلاً ليس فقط بسبب قوته بل بسبب آثاره المدمرة. لقد تسبب في حدوث موجات تسونامي هائلة عبر المحيط الهادئ والتي وصلت إلى مناطق بعيدة مثل هاواي واليابان والفلبين مما أدى إلى مقتل الآلاف.لقد غيّر هذا الزلزال من خريطة المنطقة ورفع أجزاء من الساحل وخفض أجزاء أخرى، إن قوة الزلازل بهذا الحجم تظهر لنا أن كوكبنا حي ويتفاعل.

قصة هذا الزلزال تذكرنا بأنها ليست مجرد هزات أرضية بل هي ظواهر يمكن أن تؤثر على الكوكب بأكمله. إنها تظهر لنا كيف تحدث الزلازل وكيف يمكن أن تتحرر طاقة هائلة من باطن الأرض. إن قوة الزلازل في هذه الحالة لم تكن مجرد قوة محلية بل كانت قوة عالمية. وعلى الرغم من أن زلزال فالديفيا هو الأقوى فإن هناك زلازل أخرى قوية في التاريخ مثل زلزال ألاسكا عام 1964 (9.2 درجة) وزلزال المحيط الهندي عام 2004 (9.1 درجة). [2]

تعرف أيضًا على:زلزال القاهرة 1992: أسباب الزلزال، تأثيراته، والدروس المستفادة

ما هو مقياس قوة الزلازل؟

العلماء يستخدمون عدة مقاييس لقياس قوة الزلازل ولكن أشهرها مقياسان رئيسيان:

مقياس ريختر

الذي ابتكره العالم تشارلز ريختر في عام 1935 وكان أول مقياس لوغاريتمي يقيس سعة الموجات الزلزالية. وكان هذا المقياس ثوريًا في وقته ولكنه لم يكن دقيقًا بما فيه الكفاية. لقياس الزلازل الكبرى.

تعرف أيضًا على:تعرف على أكثر الدول تعرضًا للزلازل وأسباب نشاطها الزلزالي

 مقياس العزم الزلزالي

ابتكر العلماء مقياسًا أكثر دقة يسمى مقياس العزم الزلزالي. هذا المقياس لا يقيس فقط سعة الموجات بل يأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل حجم الصدع ومقدار الانزلاق الذي حدث وصلابة الصخور، هذا المقياس يعطي تقديرًا أفضل للطاقة التي يطلقها الزلزال وهو ما يجعله المقياس المفضل لدى العلماء اليوم لقياس قوة الزلازل.

الفرق بين المقياسين يكمن في كيفية حساب قوة الزلازل، مقياس ريختر يركز على الموجات المسجلة من قبل أجهزة الرصد. بينما مقياس العزم الزلزالي يركز على الطاقة الكلية التي أطلقها الزلزال. لهذا السبب عندما تسمع عن زلزال كبير اليوم فإنهم غالبًا ما يذكرون قوته على مقياس العزم الزلزالي.

هناك أيضًا مقياس آخر يسمى مقياس ميركالي المعدل. ولكنه لا يقيس قوة الزلازل نفسها بل يقيس شدة الزلزال أي تأثيره على الناس والمباني. هذا المقياس يعطينا فكرة عن حجم الدمار الذي حدث ولكنه ليس مقياسًا للطاقة المطلقة.

تعرف أيضًا على:الزلازل والبراكين: العلاقة والتأثير

ما هو أقوى زلزال ضرب السعودية؟

على الرغم من أن المملكة العربية السعودية لا تقع على حزام زلازل رئيسي فإنها ليست بمنأى عن النشاط الزلزالي. حيث سجلت المملكة عدة زلازل في تاريخها ولكن أقواها كان زلزال العقبة في عام 1995، وعلى الرغم من أن مركزه كان في خليج العقبة فقد شعر به سكان مناطق شمال غرب المملكة مثل تبوك.

بلغت قوة هذا الزلزال حوالي 7.3 درجة على مقياس ريختر وهو يعتبر زلزالًا كبيرًا.وعلى الرغم من أنه لم يسبب أضرارًا كبيرة داخل حدود المملكة فإنه كان تذكيرًا بأن قوة الزلازل يمكن أن تصل إلى هذه المنطقة. هذا الزلزال كان بمثابة جرس إنذار للسلطات مما دفعها إلى تعزيز جهود الرصد والوقاية.

قصة هذا الزلزال تظهر أن قوة الزلازل ليست حكرًا على مناطق معينة بل حتى المناطق التي تعتبر آمنة. يمكن أن تتأثر، بالإضافة إلى زلزال العقبة شهدت المملكة سلسلة من الهزات في عام 2009 في منطقة حرة الشاقة قرب المدينة المنورة. هذه الهزات كانت ضعيفة إلى متوسطة ولكنها أثبتت أن النشاط الزلزالي في المنطقة مستمر، كل هذا يبرز أهمية فهمنا لقوة الزلازل وكيفية التعامل معها.

تعرف أيضًا على:الزلازل في الخليج العربي وتاريخها

في نهاية رحلتنا نكون قد استكشفنا عالمًا من القوة والعظمة.حيث بدأنا بالتعرف على ما قوة الزلازل ثم انتقلنا إلى أقوى زلزال تم تسجيله في التاريخ. لقد تعلمنا عن مقاييس الزلازل المختلفة وكيف أن مقياس العزم الزلزالي هو الأكثر دقة في قياس قوة الزلازل الكبرى. وفي النهاية توقفنا عند أقوى زلزال ضرب السعودية لنرى أن المملكة ليست بمنأى عن هذه الظواهر. إن قوة الزلازل ليست مجرد أرقام على مقياس بل هي تذكير لنا بأننا نعيش على كوكب حي وأننا يجب أن نحترم هذه القوة ونكون مستعدين لها.

• usgsEarthquake Magnitude, Energy Release, and Shaking Intensity -بتصرف
• theguardianWhat are the strongest earthquakes ever recorded? -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم