قيام الليل والدعاء المستجاب في الثلث الأخير

الكاتب : آية زيدان
24 فبراير 2025
عدد المشاهدات : 13
منذ 6 ساعات
قيام الليل والدعاء المستجاب في الثلث الأخير
عناصر الموضوع
1- ركعات التهجد بالتفصيل وكيفية أدائها
2- الثلث الأخير من الليل وخصوصيته
3- أهمية الإلحاح بالدعاء في هذا الوقت
4- نماذج من أدعية قيام الليل المستجابة
الأدعية المستمدة من القرآن الكريم
الأدعية المذكورة في السنة النبوية

عناصر الموضوع

1- ركعات التهجد بالتفصيل وكيفية أدائها

2- الثلث الأخير من الليل وخصوصيته

3- أهمية الإلحاح بالدعاء في هذا الوقت

4- نماذج من أدعية قيام الليل المستجابة

إن قيام الليل هو من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، إنه وقت مخصوص يفتح فيه الله أبواب رحمته، ويستجيب فيه لدعوات عباده. وتعتبر الصلاة في الثلث الأخير من الليل من أكثر الأعمال التي يحبها الله، فإضافة إلى الأجر الكبير الذي يعود على المسلم من أداء هذه العبادة، فإنه يتيح له الفرصة للدعاء والتضرع إلى الله في وقتٍ يكون فيه الله أقرب إلى عباده.

1- ركعات التهجد بالتفصيل وكيفية أدائها

صلاة التهجد في شهر رمضان تعد من أفضل النوافل التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ومن أفضل الأوقات للتقرب إلى الخالق هو الثلث الأخير من الليل، حيث تؤدى فيه صلاة التهجد.

تبدأ صلاة التهجد بأداء ركعتين، ويستحب اتباع ما كان يفعله سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – حيث كان يقرأ سورة الكافرون بعد الفاتحة في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص بعد الفاتحة في الركعة الثانية. ويمكن للمصلي أن يؤدي العدد الذي يرغب فيه من الركعات، فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي حتى ثلاث عشرة ركعة.

وفي نهاية صلاة التهجد، اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم، يستحب أداء ركعة واحدة تعرف بصلاة الوتر، والتي تصلى قبل صلاة الفجر. في هذه الركعة، يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يشاء، مثل طلب الرزق لشخص ما، أو الشفاء لمريض، أو مغفرة الذنوب والخطايا؛  فالله سبحانه وتعالى يسمع دعاء عباده المؤمنين ويستجيب لهم.

تؤدى صلاة التهجد كما تؤدى الصلاة المفروضة، حيث يبدأ المسلم بالوضوء الجيد، ويفضل أن يصليها جهرًا لتفادي النعاس. ومع ذلك، لا مانع من أدائها سرًا في حال كان ذلك أفضل له. ثم يبدأ المسلم بالنية وتكبيرة الإحرام، يليها قراءة سورة الفاتحة ثم سورة قصيرة، ثم يقوم بالركوع والسجدتين. في الركعة الثانية، يبدأ أيضًا بسورة الفاتحة تليها سورة قصيرة، ثم يركع ويسجد مرتين. بعد الانتهاء، يقرأ التشهد والصلاة الإبراهيمية ثم يسلم.[1]

2- الثلث الأخير من الليل وخصوصيته

الثلث الأخير من الليل يعتبر وقتًا مباركًا وفرصة عظيمة من الله سبحانه وتعالى لعباده، وينبغي استغلاله. ففي هذا الوقت، يتجلى الله عز وجل في السماء الدنيا ليجيب دعوات العباد، لذا يجب على المؤمن أن يستفيد من هذه اللحظات المباركة، ويدعو الله بما يتمنى، مع الأمل في استجابته.

في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له)، وأفضل الصلاة بعد الفرض؛ صلاة قيام الليل كما بيّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك فقال: (أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ).

قيام الثلث الأخير من الليل يمكن أن يتم بعدة طرق، مثل الصلاة والدعاء والذكر وقراءة القرآن وغيرها من العبادات المستحبة، ويعتبر قيام الليل من علامات المتقين، حيث أثنى الله -تعالى- عليهم في عدة آيات من القرآن الكريم، كما في قوله في سورة الذاريات: “إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”.[2]

3- أهمية الإلحاح بالدعاء في هذا الوقت

يعتبر الثلث الأخير من الليل من أفضل الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، حيث ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا في هذا الوقت، ويقول: “من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟.” لذا، يستحب الإلحاح في الدعاء خلال صلاة التهجد في هذا الوقت. حيث يظهر العبد صدق التوجه إلى الله ورغبته في الاستجابة.

كما يستحب الإكثار من الدعاء في السجود، حيث يعتبر من أقرب الأوقات التي يكون فيها العبد من ربه. ويستجاب فيها الدعاء.

لهذا السبب، ينصح المسلم بالإلحاح في الدعاء خلال صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل. مع الإكثار من السجود، لزيادة فرص استجابة الله لدعواته.[3]

4- نماذج من أدعية قيام الليل المستجابة

وكما ذكرنا أعلاه، صلاة التهجد تكون في الثلث الأخير من الليل ويدعو فيها المسلم بكل شيء بما في ذلك التوبة والمغفرة.

نماذج من أدعية قيام الليل المستجابة

الأدعية المستمدة من القرآن الكريم

لا يوجد دعاء محدد وثابت لصلاة التهجد. ولكن يمكن الاستعانة ببعض الأدعية المستمدة من القرآن الكريم:

  • ربَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
  • رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
  • رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا
  • رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ
  • وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
  • وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا
  • رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
  • رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ
  • رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
  • رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.

الأدعية المذكورة في السنة النبوية

كما يمكن الدعاء في صلاة التهجد بعدد من الأدعية المذكورة في السنة النبوية. ومن هذه الأدعية على سبيل المثال:

  • اللهم أصلِحْ لي دِيني الذي هو عصمة أمري. وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي. وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادةً لي في كل خيرٍ. واجعل الموتَ راحةً لي من كل شر
  • اللهم مصرِّف القلوب، صرِّف قلوبنا على طاعتك
  • اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدِني، وعافِني وارزقني
  • اللهم إني أعوذ بك من شرِّ ما عملتُ، ومن شر ما لم أعمل
  • اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، واجعل لي نورًا.
  • اللهمَّ إنِّي أسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ ، وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ . اللهمَّ إنِّي أسألُك من خيرِ ما سألَك به عبدُك ونبيُّك ، وأعوذُ بك من شرِّ ما عاذ به عبدُك ونبيُّك . اللهمَّ إنِّي أسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ ، وأعوذُ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ ، وأسألُك أنْ تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا.[4]

في ختام هذا المقال، نجد أن قيام الليل هو من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه. وخاصة في الثلث الأخير من الليل الذي يعتبر من أوقات الإجابة. إن الإلحاح في الدعاء خلال هذا الوقت يعكس صدق التوجه إلى الله ورغبة المؤمن في استجابة دعواته. صلاة التهجد، بما تحتويه من ركعات ودعوات، تمثل فرصة ثمينة للمؤمن للتقرب إلى الله. والتضرع إليه من أجل مغفرة الذنوب. والشفاء والرزق. يجب على المسلم أن يستغل هذه اللحظات المباركة بالدعاء والإلحاح. وأن يكون على يقين بأن الله قريب ويستجيب لمن دعاه.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة