كيف تستخدم العيون للتواصل؟

عناصر الموضوع

1-  مفهوم التواصل البصري وآدابه في المجتمع العربي

2- دلالات النظرات المختلفة (الثقة، الارتباك، الحب…)

3-  أمثلة شعرية ورسائل خفية في الأبيات

4- تطبيقات عملية في المواقف اليومية

العيون تعد من أقوى أدوات التواصل البصري بين البشر فهي تعبر عن مشاعرنا دون الحاجة إلى كلمات في حياتنا اليومية قد نجد أن أكثر الأوقات تأثيرًا تكون عندما نتواصل عبر نظرة، وهي لحظات تحمل معانٍ لا يمكن للكلمات أن تترجمها بشكل كامل في المجتمعات العربية يعتبر التواصل البصري وسيلة قوية للتعبير عن الاحترام والحب والعاطفة فهو ليس مجرد حركة جسدية بل هو جزء من ثقافة التواصل الاجتماعي التي تتسم بالعمق والتأثير الكبير من خلال العيون يستطيع الشخص أن ينقل رسالة حقيقية وصادقة سواء كانت رسالة حب شكر اهتمام أو حتى رسالة غاضبة أو مشوشة.

1- مفهوم التواصل البصري وآدابه في المجتمع العربي

التواصل البصري هو أحد أشكال التواصل غير اللفظي، وهو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالثقافة والعادات الاجتماعية في المجتمع العربي ينظر إلى العيون على أنها وسيلة قوية للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر سواء كانت إيجابية أو سلبية التواصل البصري يشمل القدرة على التأثير في الآخرين من خلال النظرات والعيون، ويمكن أن يكون لهذا النوع من التواصل تأثيرات كبيرة في تعزيز العلاقة بين الأفراد خاصة في المواقف التي لا يسمح فيها بالكلام مثلا في الثقافة العربية يعتبر الاتصال البصري خلال الحديث بمثابة علامة على الاحترام والانتباه فإذا كنت في محادثة مع شخص أكبر منك سنًا أو مقامًا يكون من المتوقع أن تحافظ على اتصال بصري يعكس الاحترام وتقدير الآخر في المقابل في بعض المواقف.

قد يعتبر التحديق المستمر أو تجنب الاتصال البصري مظهرًا من مظاهر عدم الاحترام أو الارتباك، ولذلك يعتبر آداب التواصل البصري في المجتمعات العربية من الأمور الدقيقة التي تتطلب الوعي الكامل بالوقت والمكان فضلًا عن الوضع الاجتماعي بين الأفراد على سبيل المثال في العلاقات الاجتماعية والعائلية قد يفهم من خلال النظرة أن هناك مشاعر غير معلنة أو نوايا طيبة في المجتمعات العربية تعتبر العيون مرآة للروح فالنظرات تحمل الكثير من المعاني. [1]

2- دلالات النظرات المختلفة (الثقة والارتباك والحب)

النظرة هي نوع من التواصل الذي يعكس مشاعر وأحاسيس قد يصعب التعبير عنها بالكلمات لذلك فهي تعد جزءًا أساسيًا من التواصل غير اللفظي في حياتنا اليومية قد نستخدم العيون لإرسال رسائل لمحيطنا دون الحاجة إلى نطق كلمة واحدة فالنظرة التي تكون مليئة بالثقة يمكن أن تظهر من خلالها الشخص احترامه لذاته وقوته الداخلية في حالات معينة نجد أن الأشخاص الذين يتمتعون بثقة عالية في أنفسهم يميلون إلى الحفاظ على اتصال بصري قوي خلال الحديث مما يعكس براعتهم في التفاعل مع الآخرين ووضوحهم الداخلي هذه النظرة تتميز بالهدوء والتوازن، وهي تعكس شخصية قادرة على التواصل بشكل مباشر وصريح أما عندما يتعلق الأمر بالارتباك فقد تكون النظرة مرتبكة أو غير مستقرة الشخص الذي يشعر بالارتباك قد يلتفت بنظره بعيدًا أو يتجنب الاتصال البصري لفترة طويلة هذا النوع من النظرات يظهر عدم الراحة أو الشك.

وهو في العادة يشير إلى حالة من التوتر أو القلق، وعلى النقيض نجد أن النظرة التي تحمل الحب تُعد من أكثر النظرات تأثيرًا في التواصل البصري النظرة العاطفية التي غالبًا ما تكون طويلة تظهر مشاعر العشق والانجذاب هذه النظرة تكون عميقة، وتعبّر عن الحنان والارتباط العاطفي، وتعد من أصدق الطرق التي يعبر بها المحب عن مشاعره تجاه الطرف الآخر كل هذه النظرات تعد وسيلة قوية لفهم الشخص الآخر دون الحاجة إلى الكلمات فهي تمنحنا إشارات دقيقة حول ما يشعر به الآخرون وما يدور في داخلهم. [2]

3- أمثلة شعرية ورسائل خفية في الأبيات

لطالما كانت العيون مصدر إلهام للشعراء في الأدب العربي حيث اعتبروا العيون لغة دقيقة يمكن أن تحمل رسائل عميقة تخفي خلفها الكثير من المشاعر والأحاسيس ومن أشهر القصائد التي تحدثت عن العيون.

• نزار قباني الذي استخدم العيون في التعبير عن الحب والشوق بشكل متكرر يقول نزار في إحدى قصائده:

عيونكِ أقداري وعينكِ هي سمائي

كلما نظرتُ إليكِ أضاءتْ الدنيا في عيني

هذه الأبيات لا تتحدث فقط عن الجمال الخارجي للعيون بل ترمز إلى كيف أن العيون و التواصل البصري تحمل مصير الشاعر وتمنحه شعورًا بالإضاءة والنجاة العيون وفقًا لهذا الاقتباس هي مصدر السعادة في الحياة وتمنح صاحبها الأمل والطاقة التي تجعله قادرًا على مواصلة الحياة بحب هذه النظرة لا تقتصر على كونها تعبيرًا عن العاطفة فقط بل هي أيضًا رمز للتغيير والتطور الروحي.

• أما في قصيدة أخرى للشاعر حافظ إبراهيم يقولك

ما كنت أملك شيئًا غير عيونك

وفي عيونك لقيتُ حياتي وسرَّ سعادتي

هنا نجد الشاعر يعبر عن كيف أن العيون هي كل شيء في الحياة فهي لا تمنح الحياة فقط بل هي سر سعادته ووجوده هذه النظرة في شعر حافظ إبراهيم تعتبر بمثابة تأكيد على دور العيون في تقوية الروابط بين المحبين وتفعيل مشاعرهم بأبسط وأعمق الطرق. [3]

4- تطبيقات عملية في المواقف اليومية

يمكن تطبيق التواصل البصري بشكل عملي في حياتنا اليومية. لتحسين العلاقات الشخصية والمهنية في البداية في مواقف العمل تعتبر النظرة المباشرة والمستقرة في محادثاتك مع الزملاء أو المديرين. وسيلة لإظهار الاحترام والإصغاء فعند الاستماع إلى شخص ما أثناء اجتماع إذا قمت بالحفاظ على الاتصال البصري معه. فذلك يعكس اهتمامك الكامل بما يقول ويعزز من الثقة بينك وبين الشخص الآخر. كما أن استخدام النظرات الثابتة والهادئة يمكن أن يظهر لك شخصية قوية وواثقة. مما يترك انطباعًا إيجابيًا عنك لدى الآخرين. في العلاقات الشخصية تكون النظرات أداة قوية للتعبير عن مشاعرنا تجاه الشخص الآخر.

فالنظرة التي تحمل الود والحب تساهم في تعزيز العلاقة العاطفية وتؤكد على رغبتنا في التقارب والارتباط. مثلًا عندما تكون في موعد مع شخص عزيز عليك يمكن لنظرة طويلة ومحبة. أن تعبر عن الشوق والرغبة في التواصل الروحي العميق. ويمكن للنظرات أن تساهم في فك بعض المواقف الاجتماعية المحرجة أو المعقدة. مثل المواقف التي تتطلب الاعتذار أو تقديم الشكر. حيث يمكن لنظرة صادقة أن تؤدي المهمة بشكل أعمق من الكلمات. [4]

تظل العيون لغةً غير منطوقة تحمل في طياتها رسائل قد تكون أكثر صدقًا وعمقًا من الكلمات. من خلال التواصل البصري يمكننا أن نعبر عن مشاعرنا وأحاسيسنا بأبسط الطرق وأكثرها تأثيرًا. فهي تعد وسيلة فعالة للتواصل في مختلف المواقف الحياتية سواء كانت نظرة حب أو احترام أو حتى ارتباك العيون. تظل دائمًا قادرة على توصيل رسائل صادقة ومباشرة في المجتمعات العربية نرى أن التواصل البصري له أهمية كبيرة. علاوة على ذلك يعكس الكثير من القيم الثقافية والاجتماعية. لذا يجب أن نكون على دراية تامة بكيفية استخدام هذه اللغة البصرية في حياتنا اليومية. لتحسين تواصلنا مع الآخرين وتعزيز روابطنا العاطفية والاجتماعية.

• الفهد، ن. (2016). آداب التواصل البصري في المجتمعات العربية. الكويت: دار الفكر والإبداع مفهوم التواصل البصري وآدابه في المجتمع العربي - بتصرف
• عبد الله، ف. (2021). دور التواصل البصري في بناء الثقة بين الأفراد. بيروت: المركز العربي للدراسات دلالات النظرات المختلفة (الثقة والارتباك والحب) - بتصرف
• عبد الله، ج. (2017). العيون في شعر نزار قباني: تحليل دلالي. الرياض: دار الأدب العربي أمثلة شعرية ورسائل خفية في الأبيات - بتصرف
• الجوهري، س. (2017). تأثير التواصل غير اللفظي على العلاقات الاجتماعية. القاهرة: دار النشر العربي تطبيقات عملية في المواقف اليومية - بتصرف

مشاركة المقال

وسوم