ما هو تاريخ يوم الشجرة العالمي؟

يوم الشجرة العالمي هو أكثر من مجرد مناسبة بيئية عابرة. بل يمثل تذكيرًا سنويًا بأهمية الطبيعة ودورها في الحفاظ على توازن الحياة. وفي ظل التغيرات المناخية المتسارعة، تبرز أهمية الغطاء النباتي وإعادة التشجير كحلول فاعلة تعزز من صحة كوكبنا وتعيد له خضرته. لعل هذا اليوم يكون دافعًا لنا جميعًا لمدّ يد العطاء إلى الأرض، بزرع شجرة تحفظ لنا الأمل والمستقبل.
فكرة يوم الشجرة
يوم الشجرة العالمي ولد من رحم الحاجة. حين انتقل ستيرلينج مورتون وزوجته كارولين جوي فرنش عام 1854 من ميشيغان إلى منطقة نبراسكا التي كانت تفتقر إلى الغابات والأشجار. فبادرا بزراعة الأشجار لتحسين البيئة وتجميل الطبيعة. مما ساهم في جذب المستوطنين إلى الإقليم، الذي أصبح لاحقًا ولاية في عام 1867. وفي 10 نيسان 1872، خصص يوم لزراعة الأشجار. وتم خلاله غرس مليون شجرة، ليصبح ذلك الحدث نواة لما يعرف اليوم بـ عيد الشجرة.
وفي عام 1885، تم اعتماد يوم ميلاد مورتون، 22 نيسان، ليكون كلمة بمناسبة عيد الشجرة عالميًا. ومنذ ذلك الحين، انتقل هذا التقليد إلى باقي الولايات الأمريكية، وامتد ليشمل دولًا كثيرة تحتفي به في تواريخ مختلفة بحسب طبيعة مواسم الزراعة، مثل بعض الدول العربية التي تعتمد 21 مارس عيد الشجرة كتقليد بيئي سنوي يشجّع على الاهتمام بالأشجار كرمز للاستدامة والحياة. [1]
تعرف أيضًا على: عيد الأضحى يوافق كام هذا العام؟ التاريخ الرسمي

كيف بدأ يوم الشجرة العالمي؟
يرجع أصل يوم الشجرة العالمي إلى القرن التاسع عشر، وتحديدًا في أوائل سبعينياته في ولاية نبراسكا الأمريكية. حين انتقل الصحفي يوليوس ستيرلينج مورتون مع زوجته كارولين إلى الولاية عام 1870م. لم يكن انتقالًا عاديًا، بل تبعه شغف بزراعة الأرض بالأشجار والشجيرات، وتحول هذا الاهتمام لاحقًا إلى حركة مجتمعية ملهمة.
وبحكم توليه رئاسة تحرير أول صحيفة في الولاية، استثمر مورتون منصته لنشر الوعي بأهمية الأشجار. مقدمًا ما يشبه كلمة بمناسبة عيد الشجرة لكل قرّائه، يدعوهم فيها لحماية الطبيعة والتفكير البيئي. وقد لاقت رسالته تفاعلًا كبيرًا، خاصةً عندما اقترح بتاريخ 7 يناير 1872م تخصيص يوم لتشجيع سكان نبراسكا على زراعة الأشجار. ورغم أن الاسم المقترح كان “يوم سيلفان”، إلا أن مورتون أصرّ على أن يكون شاملًا لكل الأشجار، فسُمّي في النهاية بـ “يوم الشجرة”.
وفي 10 أبريل 1872م، أقيم أول احتفال رسمي، وشارك فيه الآلاف، مع زراعة نحو مليون شجرة، مما أرسى تقليدًا بيئيًا عالميًا. وقد شجعت الحكومة على المشاركة بمنح جوائز، وبدأ الطلاب أيضًا في التفاعل مع هذه المناسبة. كما ظهر لاحقًا في بعض الأنشطة مثل حوار بين شخصين حول الهدف من الاحتفال بعيد الشجرة في المدارس.
بحلول عام 1885م، تم إعلان يوم الشجرة عطلة رسمية في نبراسكا، وتم اختيار 22 أبريل – الموافق لميلاد مورتون – يومًا للاحتفال. ومع مرور الزمن، بدأ الاحتفاء بهذا اليوم في مختلف الدول. حيث يختلف تاريخه حسب أفضل وقت للزراعة، ففي بعض البلدان، يُحتفل به في 21 مارس عيد الشجرة ليواكب بداية فصل الربيع.
واليوم، ومع التغيرات المناخية التي تهدد العالم. يمثل هذا اليوم دعوة عالمية للتفكير الجماعي في حماية الطبيعة وزراعة الأمل للأجيال القادمة. [2]
تعرف أيضًا على: كيف تستمتع بإجازة العيد بأفضل طريقة؟
فوائد الأشجار
في سياق الاحتفاء بـ يوم الشجرة العالمي، يتجدد الحديث عن الفوائد العظيمة التي تقدّمها الأشجار للإنسان والكائنات الحيّة والبيئة. فليست مجرد كائنات خضراء تزين المكان، بل تمثّل عنصرًا حيويًا في توازن الطبيعة. حيث تساهم في تنقية الهواء، وتوفير الظل، والحدّ من التلوث، فضلًا عن كونها موطنًا طبيعيًا للعديد من الكائنات. كما تعد الأشجار عنصرًا رئيسيًا في مقاومة التصحر والاحتباس الحراري.
- الوقاية من الأمراض.
- تعزيز صحة الجهاز التنفسيّ.
- تحسين الصحة العقلية والنفسيّة.
- صدّ الرياح.
- تلطيف الجوّ.
- تحسين جودة الهواء.
- الحدّ من جريان الأمطار.
- توفير المسكن للحياة البرية.
- توفير الغذاء.
- توفير الحماية.
- خلق مجتمعات أقوى وأحياءً حضريّة.
- زيادة التفاعل بين الناس.
تعرف أيضًا على: تعرّف على أشهر الحج وأهميتها في الإسلام
طريقة الإحتفال بيوم الشجرة
في يوم الشجرة العالمي، تتنوع أساليب المشاركة والاحتفال، لكن الهدف واحد: تعزيز الوعي البيئي والحفاظ على الطبيعة. ومن أبرز الطرق التي يمكن أن يعبَّر بها عن كلمة بمناسبة عيد الشجرة ما يلي:
- إعادة تدوير المنتجات الورقية: فمثلًا، إذا أعاد كل شخص أمريكي تدوير صحيفة واحدة من كل 10 صحف. يمكن إنقاذ ما يصل إلى 25 مليون شجرة. وهكذا يتحوّل الاحتفال إلى سلوك عملي يحافظ على الحياة الخضراء.
- الانضمام إلى الفعاليات المحلية: في مختلف الدول، بما في ذلك يوم الشجرة في السعودية. تقام فعاليات توعوية وزراعية، ويشجَّع الأفراد على تنظيم أنشطة خاصة مثل دعوة الأصدقاء والأطفال لغرس الأشجار والمشاركة المجتمعية.
- تنظيف البيئة: بيئة نظيفة تعني نموًا أفضل للأشجار. فجمع القمامة من المناطق المفتوحة أو المساحات الخضراء في الحي يسهم في خلق ظروف صحية تشجّع الأشجار على الازدهار.
- زراعة الأشجار: هذه من أشهر وأبسط الممارسات المرتبطة بـ 21 مارس عيد الشجرة في الدول العربية. حيث تعد الزراعة رمزًا حيًا للالتزام تجاه كوكب الأرض ومستقبل الأجيال القادمة.
تعرف أيضًا على: أفكار للمشاركة في الأعمال الخيرية خلال العيد
تاريخ الاحتفال بيوم الشجرة حول العالم
يمثل يوم الشجرة العالمي مناسبة بيئية توحد دول العالم رغم اختلاف الثقافات والمناخات. حيث تحتفل كل دولة في موعد يتناسب مع موسم الزراعة فيها. ففي أوروبا، يحتفل الألمان بعيد الشجرة في 24 أبريل. بينما تبدأ بلغاريا الاحتفال خلال الأسبوع الأول من أبريل. أما هولندا، فقد بدأت الاحتفال عام 2006، وتخصص 22 مارس لمهرجانها الوطني للأشجار. في حين تحتفل إسبانيا في 26 مارس، ومالطا في 15 يناير من كل عام. وفي بريطانيا، يحتفى به في نوفمبر مع موسم الغرس، ويُخصص ديسمبر لتزيين الأشجار.
في الدول العربية والآسيوية، يبرز الاحتفال أيضًا، فـ يوم الشجرة في السعودية يأتي بالتزامن مع 21 مارس عيد الشجرة. كما في عدة دول عربية، نظرًا لتوافقه مع بداية الربيع. تحتفل الصين بعيد الأشجار رسميًا في 12 مارس، واليابان في أواخر أبريل، والأردن ومالطا في 15 يناير. أما كوريا، فتخصص أسبوعًا في بداية أبريل، وتحتفل اليمن حسب أنسب توقيت للزراعة.
أما في الأمريكيتين وأستراليا، فالتواريخ تتوزع بين يونيو وسبتمبر؛ حيث تحتفل البرازيل في 21 سبتمبر، وأستراليا خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة من يوليو. بينما ترتبط نيوزيلندا بعيد الشجرة بيوم البيئة العالمي في 5 يونيو، وتخصص الفلبين 25 يونيو لذلك. وتقام فعاليات أسبوع الشجرة في جنوب أفريقيا بين 1 إلى 7 سبتمبر.
هذا التنوع في المواعيد يعبّر عن مرونة هذه المناسبة. ويعزز أهمية غرس مفهوم التشجير في مختلف البيئات والبلدان، ليصبح جزءًا من الوعي البيئي العالمي.
في الختام، فإن يوم الشجرة العالمي ليس مجرد شعار يردد. بل دعوة حقيقية للعودة إلى أحضان الطبيعة، والاعتراف بدور الأشجار في منحنا حياة صحية ومتوازنة. من خلال دعم مبادرات الغطاء النباتي والمشاركة في جهود إعادة التشجير. نستطيع معًا بناء مستقبل أخضر يليق بالأجيال القادمة.
أسئلة قد تهمك
فيما يلي مجموعة من الأسئلة الشائعة التي تساعدك على فهم موضوع يوم الشجرة العالمي بشكل أوضح:
متى يصادف يوم الشجرة العالمي؟
يختلف موعده من بلد لآخر، لكن عالميًا يحتفل به في آخر جمعة من شهر أبريل. بينما تحتفل بعض الدول مثل السعودية بـ 21 مارس.
تعرف أيضًا على: التكبيرات في الحج متى تقال وما هي صيغتها الصحيحة؟
ما هو يوم الشجرة العالمي؟
هو مناسبة بيئية عالمية تهدف إلى التوعية بأهمية الأشجار وتشجيع الأفراد والمجتمعات على زراعتها والمحافظة عليها.
ما هو تاريخ الشجرة؟
بدأ الاحتفال بيوم الشجرة في 10 أبريل 1872 في ولاية نبراسكا الأمريكية على يد الصحفي ستيرلينج مورتون، حيث زرع نحو مليون شجرة.
ما هو يوم الشجرة؟
هو يوم مخصص لغرس الأشجار والاهتمام بالبيئة، تحتفل به دول عديدة لتعزيز أهمية الغطاء النباتي في مواجهة التغير المناخي.
المراجع
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

أنواع الشخصيات

أفضل العادات والتقاليد في اليابان

كيف يحتفل المسلمون بـ عيد الفطر في أوروبا؟

المسابقات الترفيهية الثقافية

أغرب العادات والتقاليد

أهم العادات و التقاليد في لبنان

فوائد التضامن الإجتماعي

ما هي أبرز العادات الاجتماعية القديمة وتأثيرها اليوم؟

عبارات جميلة لصديقتي في المناسبات

أحدث موديلات ملابس العيد للرجال والنساء والأطفال

أهمية العادات والتقاليد

مهرجان مدل بيست 2024: أحدث عروض الأزياء والفعاليات

دعاء مستجاب في ليلة العيد لجلب الخير والبركة

حكم زكاة الفطر وقيمتها وطريقة إخراجها
