مجالات الذكاء الاصطناعي

عناصر الموضوع

1- ماهو الذكاء الاصطناعي؟

2- تاريخ الذكاء الاصطناعي

3- أنواع الذكاء الاصطناعي

4- مجالات الذكاء الاصطناعي

5- مجالات أخرى للذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي، المعروف أيضًا بالذكاء الصناعي (بالإنجليزية: Artificial Intelligence)، هو مجموعة من السلوكيات والخصائص التي تتميز بها البرامج الحاسوبية، مما يمكّنها من محاكاة القدرات العقلية البشرية وأنماط عملها. كذلك من أبرز هذه الخصائص القدرة على التعلم والاستنتاج والتفاعل مع مواقف لم يتم برمجتها مسبقًا.  حيث يعتبر هذا المصطلح مثيرًا للجدل نظرًا لعدم وجود تعريف دقيق للذكاء. يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه الذكاء الذي تظهره الآلات والبرامج، والذي يحاكي القدرات العقلية البشرية وأنماط عملها، مثل التعلم والاستنتاج والتفاعل مع مواقف غير مبرمجة، مما يتيح تطوير حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوكيات مشابهة للبشر.

1- ماهو الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي هو أحد فروع علم الحاسوب. يعرفه العديد من المؤلفين بأنه “دراسة وتصميم الأنظمة الذكية”، حيث يعتبر النظام الذكي هو ذلك الذي يستطيع فهم بيئته واتخاذ القرارات التي تعزز فرص نجاحه في تحقيق أهدافه أو أهداف فريقه.

هذا التعريف، من حيث الأهداف والسلوكيات والتصورات والبيئة، يعود إلى Russell & Norvig (2003)، ويشمل أيضًا تعريفات أخرى تأخذ في الاعتبار المعرفة والتعلم كمعايير إضافية. وقد صاغ عالم الحاسوب جون مكارثي هذا المصطلح في عام 1956، حيث عرّفه بأنه “علم وهندسة بناء الآلات الذكية“. كما يعرّف أندرياس كابلان ومايكل هاينلين الذكاء الاصطناعي بأنه “قدرة النظام على تحليل البيانات الخارجية بدقة، والتعلم منها، واستخدام تلك المعرفة لتحقيق أهداف ومهام محددة من خلال التكيف المرن”.

تعتبر أبحاث الذكاء الاصطناعي من المجالات عالية التخصص والتقنية، مما دفع بعض النقاد إلى الإشارة إلى “تفكك” هذا المجال. علاوة على ذلك تركز المجالات الفرعية للذكاء الاصطناعي على مشكلات محددة، وتطبيق أدوات خاصة، بالإضافة إلى اختلافات نظرية قديمة في الآراء. تشمل المشكلات الرئيسية في الذكاء الاصطناعي قدرات مثل التفكير المنطقي، والمعرفة، والتخطيط، والتعلم، والتواصل، والإدراك، والقدرة على تحريك وتغيير الأشياء. ولا يزال الذكاء العام (أو “الذكاء الاصطناعي القوي”) هدفًا بعيد المدى لبعض الأبحاث في هذا المجال. [1]

2- تاريخ الذكاء الاصطناعي

في منتصف القرن العشرين، بدأ عدد من العلماء في استكشاف أساليب جديدة لتطوير آلات ذكية، مستندين إلى الاكتشافات الحديثة في علم الأعصاب، ونظريات رياضية جديدة حول المعلومات، وتقدم علم التحكم الآلي. وقبل كل ذلك، حيث جاء اختراع الحاسوب الرقمي، الذي أتاح إنشاء آلة قادرة على محاكاة عمليات التفكير الحسابي البشري.

بالإضافة إلى ذلك تأسس المجال الحديث لبحوث الذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر عقد في حرم كلية دارتموث في صيف عام 1956. أصبح المشاركون في هذا المؤتمر روادًا في بحوث الذكاء الاصطناعي لعقود عديدة، ومن بينهم جون مكارثي، مارفن مينسكي، ألين نويل، وهربرت سيمون، الذين أسسوا مختبرات للذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة كارنيغي ميلون (CMU) وجامعة ستانفورد. حيث قام هؤلاء الباحثون وتلاميذهم بتطوير برامج أدهشت الكثيرين، حيث تمكنت الحواسيب من حل مسائل في الجبر، وإثبات نظريات منطقية، والتحدث باللغة الإنجليزية. بحلول منتصف الستينيات، حصلت هذه الأبحاث على تمويل سخي من وزارة الدفاع الأمريكية. وقد قام هؤلاء الباحثون بتقديم التوقعات التالية:

كذلك في عام 1965، صرح هـ. أ. سيمون بأن “الآلات ستكون قادرة خلال عشرين عامًا على أداء أي عمل يمكن للإنسان القيام به”. وفي عام 1967، قال مارفن مينسكي: “خلال جيل واحد، ستُحل مشكلة تطوير ‘الذكاء الاصطناعي’ بشكل كبير”. ومع ذلك، لم يدركوا التحديات الكبيرة التي كانت تواجههم. في عام 1974، وبسبب انتقادات السير جيمس لايتيل والضغط المستمر من الكونغرس لتمويل مشاريع أكثر فعالية، قررت الحكومتان الأمريكية والبريطانية وقف تمويل الأبحاث الاستكشافية غير الموجهة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما شكل أول انتكاسة في هذا المجال.

3- أنواع الذكاء الاصطناعي

يمكن تصنيف الذكاء الاصطناعي إلى الأنواع التالية:

الذكاء الاصطناعي الضيق

هذا النوع من الذكاء الاصطناعي يركز على مجال محدد، مثل الأنظمة التي تستطيع هزيمة بطل العالم في لعبة الشطرنج، حيث تقتصر مهامها على هذا المجال فقط.

• الذكاء الاصطناعي العام

أيضًا يشير هذا النوع إلى الحواسيب التي تمتلك مستوى ذكاء يعادل ذكاء الإنسان في جميع المجالات، مما يمكنها من أداء أي مهمة فكرية يمكن للإنسان القيام بها. تطوير هذا النوع من الذكاء يعد أكثر تعقيدًا بكثير من النوع السابق، ولم نصل بعد إلى هذا المستوى.

• الذكاء الاصطناعي الفائق

حيث يصف الفيلسوف نيك بوستروم من جامعة أكسفورد الذكاء الفائق بأنه “فكر يتجاوز بكثير أفضل العقول البشرية في جميع المجالات تقريبًا، بما في ذلك الإبداع العلمي والحكمة العامة والمهارات الاجتماعية”. وبسبب هذه الخصائص، يعتبر الذكاء الاصطناعي مجالًا مثيرًا للاهتمام للتعمق فيه. [2]

4- مجالات الذكاء الاصطناعي

حيث يمتلك الذكاء الاصطناعي، الذي يُعرَف بأنه الذكاء الذي تظهره الآلات، تطبيقات متعددة في المجتمع الحديث. يعرف الذكاء الاصطناعي الضعيف بشكل خاص بأنه نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يطوِّر برامج لأداء مهام معينة، ويستخدم في مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل التشخيص الطبي، ومنصات التداول الإلكترونية، والتحكم في الروبوتات، والاستشعار عن بُعد. لقد ساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير العديد من المجالات والصناعات وتعزيزها، بما في ذلك مجالات التمويل، والرعاية الصحية، والتعليم، والنقل، وغيرها.

الإعلانات المستهدفة وزيادة تفاعل المستخدمين على الإنترنت

كذلك يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لاستهداف إعلانات الويب للأشخاص الذين من المحتمل أن يتفاعلوا معها أو ينقروا عليها. كما يستخدم لزيادة الوقت الذي يقضيه الزوار على المواقع من خلال اختيار محتوى جذاب يناسب اهتماماتهم. كذلك يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بسلوك العملاء بناءً على آثارهم الرقمية. كل من جوجل أدسنس وفيسبوك يعتمد على الذكاء الاصطناعي في استراتيجيات الإعلان. كما تستفيد شركات المقامرة عبر الإنترنت من الذكاء الاصطناعي لتحسين استهداف عملائها.

المساعدون الافتراضيون

تستخدم المساعدات الشخصية الذكية الذكاء الاصطناعي لفهم مجموعة متنوعة من طلبات اللغة الطبيعية بطرق تتجاوز الأوامر البسيطة. من الأمثلة الشائعة على ذلك سيري من أبل، وأليكسا من أمازون، وشات جي بي تي الأحدث من أوبن أيه آي.

محركات البحث

يستخدم محرك البحث بينج تقنية الذكاء الاصطناعي من خلال شات الذكاء الاصطناعي كجزء من خدماته.

تصفية الرسائل غير المرغوب فيها

بالإضافة إلى ذلك يمكن الاستفادة من التعلم الآلي في مكافحة الرسائل غير المرغوب فيها والاحتيال والتصيد الاحتيالي. حيث يقوم بفحص محتويات الهجمات المتعلقة بالرسائل غير المرغوب فيها والتصيد الاحتيالي بهدف تحديد العناصر الضارة. تتمتع بعض النماذج التي تم تطويرها باستخدام خوارزميات التعلم الآلي بدقة تتجاوز 90% في التمييز بين الرسائل غير المرغوب فيها والبريد الإلكتروني الشرعي. يمكن تحسين هذه النماذج من خلال البيانات الجديدة وتكتيكات الرسائل غير المرغوب فيها المتطورة. كما يقوم التعلم الآلي بتحليل سمات مثل سلوك المرسل، ومعلومات رأس البريد الإلكتروني، وأنواع المرفقات.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الترجمة والألعاب والتحديات الاجتماعية

ترجمة اللغات

تسعى تقنية ترجمة الكلام إلى تحويل الكلمات المنطوقة من لغة معينة إلى لغة أخرى. يساهم ذلك في تقليل الحواجز اللغوية في مجالات التجارة العالمية والتبادل الثقافي، مما يتيح للمتحدثين بلغات مختلفة التواصل بفعالية.

لا ينقل المعنى من خلال النصوص فقط، بل أيضًا من خلال الاستخدام والسياق (انظر الدلالات وعلم التركيب). وبالتالي، فإن النهجين الرئيسيين في تصنيف الترجمات الآلية هما الترجمة الآلية الإحصائية والترجمة الآلية العصبية (NMT). كانت الطريقة التقليدية للترجمة تعتمد على منهجية الترجمة الآلية الإحصائية (SMT) التي تتنبأ بأفضل نتيجة محتملة باستخدام خوارزميات محددة. ومع ذلك، تعتمد الترجمات الآلية العصبية على خوارزميات ديناميكية لتحقيق ترجمات أفضل بناءً على السياق

الألعاب

تُعتبر الألعاب من التطبيقات الرئيسية لقدرات الذكاء الاصطناعي منذ الخمسينيات. في القرن الحادي والعشرين، تمكنت أنظمة الذكاء الاصطناعي من التفوق على اللاعبين البشر في العديد من الألعاب، مثل الشطرنج (ديب بلو)، والمحك! (واتسون)، وغو (ألفا غو)، والبوكر (بلوربوس وسافياس)، بالإضافة إلى الرياضات الإلكترونية مثل ستار كرافت، ومجالات الألعاب بشكل عام مثل ألفازيرو وموزيرو.

استبدل الذكاء الاصطناعي الخوارزميات المكتوبة يدويًا في معظم برامج الشطرنج. وعلى عكس الشطرنج أو غو، تُعتبر لعبة البوكر لعبة ذات معلومات غير كاملة، مما يعني أن البرنامج الذي يلعب البوكر يجب أن يتعامل مع عدم اليقين. يعمل اللاعبون في الألعاب بشكل عام باستخدام التعليقات من نظام اللعبة، دون معرفة القواعد بشكل كامل.

التحديات الاقتصادية والاجتماعية

يُعتبر برنامج الذكاء الاصطناعي للخير مبادرة من الاتحاد الدولي للاتصالات تهدف إلى دعم المؤسسات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمعالجة بعض من أكبر التحديات الاقتصادية والاجتماعية في العالم. على سبيل المثال، أطلقت جامعة جنوب كاليفورنيا مركز الذكاء الاصطناعي في المجتمع، الذي يهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق تأثير إيجابي في المجتمع.[3]

5- مجالات أخرى للذكاء الاصطناعي

الزراعة

تشير التطورات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى تحسينات ملحوظة في إنتاجية المحاصيل وزيادة البحث والتطوير في الزراعة. يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بمدة نضوج المحاصيل مثل الطماطم، مما يعزز كفاءة الزراعة. تشمل هذه الابتكارات أيضًا مراقبة المحاصيل والتربة، واستخدام الروبوتات الزراعية، والتحليلات التنبؤية. كما يتم تصنيف استجابة الخنازير في المزارع، وأتمتة البيوت الزجاجية، والكشف عن الأمراض والآفات، بالإضافة إلى تحسين إدارة المياه.

الزراعة الدقيقة

يساهم الذكاء الاصطناعي في تحقيق مفهوم الزراعة الدقيقة، الذي يعتمد على استخدام خوارزميات لتحليل البيانات المستمدة من الصور الساتلية وأجهزة الاستشعار الميدانية. يتيح ذلك تحسين استخدام الموارد ويساعد في اتخاذ قرارات سليمة بشأن العناصر الغذائية والمياه والمبيدات.

دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني

الأمن السيبراني

تستخدم شركات الأمن السيبراني تقنيات الشبكات العصبية، التعلم الآلي، ومعالجة اللغة الطبيعية لتعزيز أنظمتها.

تشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني ما يلي:

• حماية الشبكة يسهم التعلم الآلي في تحسين أنظمة اكتشاف التطفل من خلال توسيع نطاق البحث ليشمل التهديدات غير المعروفة سابقًا.
• حماية نقطة النهاية يمكن التصدي للهجمات مثل هجمات طلب الفدية من خلال تحليل سلوكيات البرمجيات الضارة الشائعة. تختلف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني من حيث الفائدة والتعقيد. توفر ميزات الأمان مثل تنسيق الأمان والأتمتة والاستجابة (SOAR) والكشف الموسع عن نقاط النهاية والاستجابة (XDR) فوائد كبيرة للشركات، لكنها تتطلب جهودًا كبيرة في التكامل والتكيف.
• أمان التطبيقات يمكن أن تساعد هذه التقنيات في التصدي لهجمات مثل تزوير طلبات جانب الخادم، حقن SQL، التنصت عبر المواقع، وهجمات الحرمان من الخدمات. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز أمان الأنظمة وحماية الخصوصية. اقترح راندرياناسولو (2012) نظام أمان يعتمد على الذكاء الاصطناعي قادر على التعرف على التطفلات والتكيف لتحسين الأداء. [4]

التعليم

يُعتبر الذكاء الاصطناعي في التعليم مصطلحًا شاملًا يُغطي مجموعة متنوعة من المجالات المترابطة، بما في ذلك التجسيد البشري، والذكاء الاصطناعي التوليدي، واتخاذ القرارات المعتمدة على البيانات، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والمراقبة الصفية، وخصوصية البيانات، ومهارات الذكاء الاصطناعي. مجالات الذكاء الاصطناعي لا عدد لها حيث يُمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في كل مجالات العمل مهما.

في الختام، يعد الذكاء الاصطناعي مجالًا متطورًا يمتد ليشمل العديد من التطبيقات التي تؤثر بشكل عميق في حياتنا اليومية. من الرعاية الصحية والتعليم إلى الصناعات التحليلية والروبوتات، تُظهر مجالات الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة لتحسين الكفاءة وتعزيز الابتكار. ومع تقدم الأبحاث وتطور التكنولوجيا، يتوقع أن يواصل الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبلنا، مما يفتح أبوابًا جديدة لتحسين حياة الإنسان. ومن المهم أن نواصل التفاعل مع هذه التقنيات بشكل مسؤول، مع مراعاة الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الثورة التقنية.

• ويكيبيدياذكاء اصطناعي-بتصرف
• الجزيرة نتاستخدامات الذكاء الاصطناعي-بتصرف
• أمازونالذكاء الاصطناعي-بتصرف
• منيوز بياستخدام الذكاء الصناعي في التعليم-بتصرف

مشاركة المقال

وسوم