مدن غارقة تحت الماء

الكاتب : آية زيدان
01 ديسمبر 2025
عدد المشاهدات : 27
منذ 12 ساعة
مدن غارقة تحت الماء
المدن الغارقة
أشهر المدن المكتشفة
ومن الأمثلة الأخرى المثيرة
أسباب الغرق
التقنيات الحديثة في الاستكشاف
ومن أبرز هذه التقنيات
الأسئلة الشائعة
س1: ما هي أشهر مدينة غارقة تم اكتشافها قبالة السواحل المصرية؟
س2: ما هو الدور الأساسي الذي تلعبه تقنية السونار متعدد الحزم في استكشاف المدن الغارقة؟
س3: هل غرق مدينة بورت رويال في جامايكا كان تدريجياً أم مفاجئاً؟
س4: ما هو أبرز عامل جيولوجي أدى إلى غرق الكثير من المدن الساحلية القديمة؟
س5: هل توجد حاليًا دول معرضة بشكل كبير للغرق بسبب التغيرات المناخية؟
س6: ما هي فائدة استخدام المركبات الغاطسة التي تعمل بالتحكم عن بعد في علم الآثار البحري؟

فكرة وجود مدن غارقة تحت الماء تبدو وكأنها قصة من قصص الخيال، لكنها في الحقيقة جزء من أسرار التاريخ. التي ما زالت تدهش العلماء حتى اليوم. هناك مدن كاملة اختفت تحت الأمواج بفعل الزلازل أو الفيضانات أو تغيّر مستوى سطح البحر، لتتحول إلى شاهدٍ صامتٍ على حضاراتٍ كانت يوماً ما نابضة بالحياة، وبينما يغطس الغواصون والباحثون لاستكشافها، يكتشفون آثاراً وكنوزاً تحكي عن شعوبٍ قديمة، وأساليب عيشٍ مذهلة سبقت زمانها، إن هذه المدن المغمورة بالماء تذكّرنا بأن البحر ليس فقط مصدراً للجمال والغموض، بل أيضاً حارساً لأسرار التاريخ البشري… تابع القراءة لتتعرف على أشهر المدن الغارقة تحت الماء وقصصها المدهشة.

المدن الغارقة

مدن غارقة تحت الماء

تعرّف المدن الغارقة تحت الماء بأنها أي مستوطنات بشرية، سواء كانت مدناً أو موانئ أو قرى، اختفت تحت سطح البحر أو البحيرات لأسباب جيولوجية أو مناخية.

إن هذه الظاهرة ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي ظاهرة جيولوجية متكررة مرتبطة بالتغيرات في مستوى سطح البحر. وتحركات القشرة الأرضية، وعلى مر العصور كانت المستوطنات القريبة من السواحل عرضة بشكل خاص للغرق، خاصة تلك التي بنيت على دلتا الأنهار أو السهول الساحلية المنخفضة.

وبناءً على ذلك، فإن دراسة المدن الغارقة تحت الماء تختلف عن دراسة المواقع الأثرية البرية. حيث تتطلب جهوداً مضاعفة في البحث والتنقيب، واستخدام معدات متخصصة للتعامل مع بيئة المياه المالحة والتحديات التي تفرضها التيارات البحرية، وتوفر هذه المواقع نظرة فريدة ومحفوظة جيداً على الحياة اليومية للحضارات التي سبقتنا، إذ أن الماء يمنع تلف الكثير من المواد العضوية.

ومن ثم، تتيح لنا هذه المواقع فرصة استثنائية لربط الأساطير والحكايات القديمة بالحقائق العلمية. فكثير من القصص عن القارات المفقودة أو المدن التي ابتلعها البحر تجد جذورها في وقائع الغرق الحقيقية التي حدثت قبل آلاف السنين، وهو ما يضفي بعداً إنسانياً وأسطورياً على البحث.

بالتالي  تمثل المدن الغارقة تحت الماء أرشيفاً طبيعياً ضخماً، يقدم معلومات ثمينة عن تاريخ البشرية. وتفاعلها مع الكوارث الطبيعية على مدى العصور. [1]

تعرف أيضًا على: أغرب اللغات المنقرضة

أشهر المدن المكتشفة

مدن غارقة تحت الماء

شهدت العقود الأخيرة اكتشافات أثرية مذهلة لـ مدن غارقة تحت الماء، كشفت عن كنوز تاريخية لم يكن أحد يتوقع وجودها. إن من أبرز الأمثلة المكتشفة هي مدينة هيراكليون المصرية، أو ثونيس كما عرفها الإغريق، والتي تقع في خليج أبي قير. هذه المدينة المينائية القديمة ظلت مفقودة لأكثر من ألف عام قبل أن يعثر عليها فريق من الغواصين.

وقد كشفت الحفريات عن تماثيل ضخمة ومعابد، ومئات القطع النقدية التي تؤكد أهميتها التجارية والدينية، ولمن يتسائل عن ما هي المدينة التي وجدت تحت الماء؟ فـ هيراكليون هي واحدة من أشهر المدن المكتشفة تحت الماء.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك مدينة بورت رويال في جامايكا، والتي كانت تعرف باسم “أخبث مدينة على وجه الأرض”. بسبب انتشار القراصنة فيها، وقد غرقت هذه المدينة بشكل مفاجئ في عام 1692 بسبب زلزال مروع، مما أدى إلى انزلاق جزء كبير منها تحت الماء، لتصبح “بومبي تحت الماء” والمحفوظة بشكل لافت.

تعرف أيضًا على: الضوء الأزرق في البحر

ومن الأمثلة الأخرى المثيرة

مدن غارقة تحت الماء

  • شيتشن إيتزا (المدينة الصينية): وهي مدينة مكتشفة قبالة سواحل الصين، ويعتقد أنها تعود لألفي عام، وتتميز بمبانيها الحجرية المحفوظة جيداً.
  • بايا (إيطاليا): وهي منتجع روماني قديم غارق بالقرب من نابولي، يضم حمامات ومساكن فاخرة، وقد غرقت نتيجة النشاط البركاني.
  • دواركا (الهند): وهي مدينة أسطورية يذكرها الأدب الهندي، وقد عثر على بقايا بنائية ضخمة قبالة سواحلها يعتقد أنها تعود إليها.

ولمن يسأل عن ما اسم المدينة التي تحت الماء؟ فهناك “أتلانتس اليابانية” أو “يوناغوني جين باتسي” في اليابان. وهي تشكيلات صخرية ضخمة لا تزال تثير الجدل حول ما إذا كانت طبيعية أم من صنع الإنسان. وباختصار، تعد هذه الاكتشافات دليلاً على وجود عدد هائل من مدن غارقة تحت الماء. التي تنتظر الكشف عنها، وكل واحدة تحمل معها فصلاً جديداً من التاريخ البشري.[2]

تعرف أيضًا على: الغابات التي تضيء ليلًا

أسباب الغرق

مدن غارقة تحت الماء

تتنوع أسباب غرق المدن الغارقة تحت الماء ما بين عوامل طبيعية مفاجئة وعوامل بطيئة طويلة الأمد. وجميعها مرتبط بالتغيرات في سطح الأرض والماء. إن السبب الأكثر شيوعاً هو التغيرات الجيولوجية، مثل الزلازل والانزلاقات الأرضية، فعلى سبيل المثال: غرقت مدن مثل بورت رويال في لحظات بسبب زلزال عنيف أدى إلى انزلاق التربة الساحلية بأكملها إلى البحر، وكانت الكارثة مفاجئة ومدمرة.

بالإضافة إلى ذلك، يلعب ارتفاع مستوى سطح البحر دوراً هاماً؛ فبعد نهاية العصر الجليدي الأخير ارتفعت مستويات البحار بشكل كبير. مما أدى إلى غرق المستوطنات المنخفضة التي كانت قائمة على السواحل، ومع استمرار الاحترار العالمي الحالي، يتوقع العلماء أن تنضم المزيد من المدن الساحلية الحديثة إلى قائمة مدن غارقة تحت الماء مستقبلاً.

ومن الأسباب الأخرى البطيئة هو هبوط الأراضي الساحلية (Subsidence)، والذي يحدث نتيجة عوامل طبيعية. مثل ضغط الرواسب أو بسبب تدخل الإنسان، كاستخراج المياه الجوفية. وهذا الهبوط يجعل المدن أكثر عرضة للفيضانات وغرقها التدريجي.

وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: ما هي الدولة التي تغرق تحت الماء؟ على الرغم من أن الدول بكاملها لا تغرق، إلا أن دولاً جزرية منخفضة مثل جزر المالديف تواجه خطر الغرق الكامل بسبب الارتفاع الحالي في مستوى سطح البحر الناتج عن التغير المناخي. وبشكل أوضح. يتضح أن غرق هذه المدن هو نتيجة للتفاعل المعقد بين قوى الطبيعة الهائلة وضعف المنشآت البشرية أمامها.

تعرف أيضًا على: الكهوف الجليدية الزرقاء

التقنيات الحديثة في الاستكشاف

مدن غارقة تحت الماء

لم يكن اكتشاف ودراسة مدن غارقة تحت الماء ممكناً لولا التطور الهائل في التقنيات الحديثة التي سمحت للعلماء بالوصول إلى أعماق لم تكن متاحة من قبل. لقد غيرت هذه التقنيات طريقة عمل علماء الآثار البحرية، حيث اعتمدوا على أدوات متطورة لـ التصوير والاستشعار عن بعد قبل حتى أن يغوص أي إنسان. هذه الأدوات لا تقل أهمية عن الكشف المباشر في الموقع.

ومن أبرز هذه التقنيات

  • السونار متعدد الحزم: يستخدم لإصدار موجات صوتية متعددة لتغطية مساحات واسعة من قاع البحر وإنشاء خرائط مفصلة ثلاثية الأبعاد للتضاريس والبقايا الأثرية المدفونة.
  • المسح بموجات: يعطي صوراً تفصيلية “تشبه الفوتوغرافية” لقاع البحر، مما يساعد في تحديد الأجسام غير الطبيعية التي قد تكون بقايا مبانٍ أو أسوار.
  • مركبات التحكم عن بعد (ROVs) والمركبات المستقلة تحت الماء (AUVs): وهي روبوتات غاطسة غير مأهولة، يتم التحكم فيها عن بعد أو تعمل بشكل مستقل، وتستخدم للتصوير عالي الدقة، جمع العينات، والوصول إلى الأعماق الخطيرة أو الضيقة.
  • المغناطيسية البحرية: تستخدم للكشف عن أي أجسام معدنية مدفونة في قاع البحر. مما يشير إلى وجود سفن غارقة أو أدوات بشرية.
  • النمذجة ثلاثية الأبعاد: تستخدم لإعادة بناء الهياكل الغارقة رقمياً، مما يسمح للعلماء بدراستها وتحليلها دون التأثير على الموقع نفسه.

تعرف أيضًا على: معركة ملاذكرد: بداية الحكم التركي

وفي الختام، تبقى المدن الغارقة تحت الماء. دليلاً على هشاشة الحضارة أمام قوى الطبيعة العظيمة، لكنها في الوقت نفسه تكشف عن عبقرية الإنسان القديم الذي شيّدها بإبداع ودقة؛ فكل مدينة غارقة تحمل في أعماقها قصة مفقودة، وتذكّرنا بأن التاريخ لا يمحى بل يختبئ أحياناً تحت الأمواج في انتظار من يكتشفه. ومع تطور التكنولوجيا ووسائل الغوص الحديثة تتزايد الاكتشافات يوماً بعد يوم. لنكشف المزيد من أسرار الماضي المدفونة في قاع البحار. كما أن تأمل هذه المدن لا يمنحنا فقط نظرة على ما كان، بل يوقظ فينا الرغبة في فهم علاقتنا بالأرض والماء والزمن، وكيف يمكن لحضاراتٍ كاملة أن تختفي، بينما تظل آثارها تروي الحكاية إلى الأبد.

الأسئلة الشائعة

س1: ما هي أشهر مدينة غارقة تم اكتشافها قبالة السواحل المصرية؟

ج: أشهر المدن المكتشفة هي مدينة هيراكليون (أو ثونيس)، وهي مدينة مينائية مصرية قديمة كانت ذات أهمية تجارية ودينية كبيرة.

س2: ما هو الدور الأساسي الذي تلعبه تقنية السونار متعدد الحزم في استكشاف المدن الغارقة؟

ج: الدور الأساسي هو إنشاء خرائط مفصلة وثلاثية الأبعاد لقاع البحر. مما يساعد في تحديد وتصوير البقايا الأثرية والهياكل المدفونة تحت الرواسب.

س3: هل غرق مدينة بورت رويال في جامايكا كان تدريجياً أم مفاجئاً؟

ج: كان غرق مدينة بورت رويال مفاجئاً، حيث حدث نتيجة لزلزال قوي في عام 1692 أدى إلى انزلاق جزء كبير من المدينة إلى البحر.

س4: ما هو أبرز عامل جيولوجي أدى إلى غرق الكثير من المدن الساحلية القديمة؟

ج: أبرز عامل هو ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل طبيعي بعد نهاية العصر الجليدي الأخير. مما غمر المستوطنات المنخفضة.

س5: هل توجد حاليًا دول معرضة بشكل كبير للغرق بسبب التغيرات المناخية؟

ج: نعم، دول جزرية منخفضة مثل جزر المالديف وبعض المناطق الساحلية في بنغلاديش معرضة لخطر الغرق الكلي أو الجزئي بسبب استمرار ارتفاع مستوى سطح البحر.

س6: ما هي فائدة استخدام المركبات الغاطسة التي تعمل بالتحكم عن بعد في علم الآثار البحري؟

ج: فائدتها هي الوصول إلى أعماق كبيرة أو مناطق خطرة لا يمكن للغواصين الوصول إليها. مع القدرة على التصوير عالي الدقة وجمع العينات دون إتلاف الموقع.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة