مفهوم التعاون
عناصر الموضوع
1- مفهوم التعاون
2- أنواع التعاون
3- أهمية التعاون في الحياة وفوائد التعاون
4- أهمية التعاون في أوقات الشدة والكوارث
5- آثار التعاون على الفرد والمجتمع
التعاون هو مهارة حياتية رئيسة يحتاج إليها الفرد في حياته اليومية، يدل التعاون على العمل المشترك بين الأفراد لتنفيذ هدف أو إنجاز مهمة موحدة، ويحتوي على التفاعل الإيجابي مع الآخرين والمشاركة والتواصل الفعال، ويعد إحدى المحاور الأساسية في بناء العلاقات الجيدة والنجاح في العمل الجماعي.
1- مفهوم التعاون
التعاون دلالة على العمل المشترك بين الأفراد لتحقيق هدف مشترك أو عمل مهمة مشتركة، ويعد من الركائز الحياتية الأساسية التي لا بدَّ أن يمتلكها الفرد، لذلك يحتاج التعاون إلى التواصل المناسب والمشاركة الفعالة والتفاعل الإيجابي مع الآخرين. ويسهم في النجاح في العمل الجماعي وبناء العلاقات السوية، بالإضافة إلى ذلك، فهو يؤدي دورًا حاسمًا في تحقيق الأهداف وتحسين التفاهم.
بالاستمرار في تعزيز مهارات التعاون، يمكن للأفراد الاستفادة من الكثير من الفوائد في حياتهم الشخصية والمهنية. يمكن إنجاز ذلك عن طريق الاستماع الفعال للآخرين والتعاطف والتفاهم معهم، وكذلك عن طريق تقديم المساعدة والدعم المستمر للفريق. يعد التواصل الفعال جزءًا مهمًا من التعاون الناجح، حيث يعاون على بناء الثقة وتحسين التنسيق والتفاعل بين الأفراد. [1]
2- أنواع مفهوم التعاون
هناك عدة أشكال وأنواع للتعاون، ومن المحتمل أن يكون التعاون مباشراً أو غير مباشر، شخصي أو غير شخصي، يقوم على أساس واقع مألوف بين المتعاونين، كذلك في النقابات أو أهداف مشتركة مثل الأعمال التطوعية، يضم قلة من المتعاونين، أو يولد بين شعوبٍ ومجتمعات، وألا يتطلب أن تجمعها صفات متشابهة.
- التعاون المباشر وغير المباشر
التعاون المباشر
هذا النوع من التعاون يعتقد بأنه شخصي، ويوجد في المجموعات الصغيرة مثل الأسرة والمدرسة وشركاء العمل ومجموعات الترفيه، ومن أمثلة التعاون المباشر تنظيم الحفلات أو التفاعل المدرسي بين الطلاب لتنظيف المدرسة في يوم الإجازة أو الأحداث أو عمل صفوف التقوية المجانية للطلاب المتأخرين دراسياً.
التعاون غير المباشر
وهو يعد تعاوناً غير مباشر وغير شخصي، يوجد هذا النوع في المنظمات الكبيرة والحكومية والصناعية ونقابات العمال، وهو تفاعل المنتج والمستهلك، مثال النجارين والسباكين والبنائين الذين يتشاركون معاً لبناء منزل، إذ يقوم هذا النوع على توزيع المهام وتقسيم العمل، ويقوم كل شخص بعمل متنوع لتحقيق الهدف المشترك.
- التعاون الأولي والتعاون الثانوي
التعاون الأولي
يتوفر هذا النوع في الأسرة، ويحتوي على تحقيق مصالح المجموعة عن طريق تحقيق مصالح الفرد.
التعاون الثانوي
يكون في قطاعات الصناعة والحكومة والنقابات وغيرها، ويعمل الأشخاص بالاشتراك مع الآخرين من أجل والترقية الرواتب والأرباح، ولكن في المصالح تفاوت في هذا النوع من التعاون.
التعاون الثلاثي
يعد هذا النوع من التعاون هو أصل التفاعل بين المجموعات الكبيرة والصغيرة للوصول إلى هدف معين أو مواجهة موقف ما، مثل قد يندمج حزبان لهما خطط عمل متنوعة ضد حزب واحد منافس.
- نوع التعاون حسب نطاق المشاركين فيه
التعاون الفردي
وهو التعاون الذي يوجد بين الأفراد على تنوع العلاقة التي تربطهم، كالتعاون بين الزوجين للقيام باحتياجات الأسرة، أو التعاون بين زملاء العمل أو الأصدقاء، وقد يكون هذا التعاون محدود، وله قواعد ضابطة، ومن المحتمل أن يكون نوعاً من التعاون العفوي غير المشروط.
التعاون الجماعي
وهو نوع التعاون الذي يظهر بين مجموعة من الأفراد لهم اهتمامات أو أهداف مشتركة، كتعاون مشجعي فريق كرة القدم لمساندة فريقهم وتشجيعه خلال المباراة.
التعاون المجتمعي
يهدف التعاون الاجتماعي إلى تحسين المجتمع، حيث يحدث التوافق بين مجموعة من الأفراد أو الجماعات لتنفيذ أهداف اجتماعية كالتوعية بالآفات الاجتماعية ومكافحتها أو مساندة الفئات الاجتماعية غير القادرة من فقراء وأيتام، وقد يتحول هذا التعاون إلى أسلوب ضغط على الحكومات بتلبية متطلبات المجتمع في المجالات المتنوعة مثل التعليم وحقوق فئات المجتمع المقهورة والخدمات الصحية.
التعاون العالمي
وهو التعاون الذي يتولد بين الدول في مجالات متنوعة من الدفاع والتبادل الثقافي والعلمي والاقتصاد وغيرها، من المحتمل أن يكون هذا التعاون الدولي قائماً على اتفاقيات بين الدول،
أو كنوع من النجدة لشعوب الدول الفقيرة أو إتاحة المساعدة لدول تعرضت لكوارث اقتصادية أو طبيعية أو تشهد نزاعاتٍ مسلحة،
إذ سنجد أن التعاون الدولي يكون في بعض الحالات مقيداً بشرط المعاملة بالمثل، وفي حالات أخرى يكون غير مقيد كجزء من واجبات شعوب العالم نحو بعضها.
- بعض أنواع التعاون حسب موضوع التعاون
التعاون لتحقيق منفعة متبادلة
ومن المحتمل ما يكون هذا النوع من التعاون متعلقاً بمصلحة مشتركة ومقيداً بتحقيق هذه المصلحة للطرفين المتعاونين، وإذ لم تكن هذه المصلحة واضحة وضوحاً تاماً، يعرض بين طلاب المدارس في تبادل الخبرات ومساندة بعضهم بحل الواجبات أو الحفاظ على نظافة المدرسة،
ويطلق عليه التعاون المدرسي، ويتبين بين زملاء العمل، ويعد من أنماط التعاون الاجتماعي، وبين الدول يطلق عليه التعاون الدولي.
التعاون غير المادي
وهو التعاون بين الأفراد بتوفير الدعم المعنوي غير المادي، ومن المحتمل أن يكون هذا التعاون مباشراً بين أشخاص لا يعرفون بعضهم، أو يأتي على شكل مساندة قضية طائفة أو شخص دون وجود معرفة مباشرة معه.
التعاون المالي
هناك عدة من أشكال التعاون المادي في المجتمع العربي، منها النقوط للمواليد الجديد أو في الأفراح، والجمعيات المالية التي يتساند فيها الأقارب أو الزملاء للادخار،
والمساعدات التي يجمعها الأفراد من بعضهم لمعاونة شخص يمر بمحنة.
التعاون المهني
ويتجسد التعاون المهني بين أفراد المهنة الواحدة، عن طريق الاتحادات والنقابات التي تجمعهم، وتشمل خلق نوع من الترابط بين أفرادها والتعاون بصور متنوعة،
مثل إجبارهم لضمان حقوقهم في المجتمع، وإنشاء صناديق التقاعد والرعاية الصحية وتعويضات الوفاء وغيرها.
التعاون الإغاثي
ويتبين في الأعمال التطوعية على الأخص، بحيث يعمل أفراد من المجتمع بجمع أنفسهم في نطاق تنظيمي، يسهم في معونة الأفراد الأكثر تضرراً من الكوارث الاقتصادية أو الطبيعية أو الحروب،
وتحتوي الإغاثة على تأمين الاحتياجات الأساسية من العلاج والطعام والتدفئة، أضف إلى ذلك الجانب التنموي المرتبط بتأهيل الأفراد لدخول سوق العمل، وتمكين المرأة. [2]
3- أهميةمفهوم التعاون في الحياة وفوائد التعاون
التعاون هو ركيزة الحياة الاجتماعية، حيث يستوجب منذ البداية استمرار الجنس البشري كالتعاون بين الذكور والإناث للإنجاب، وفيما بعد التضامن بين الأهل للتربية،
ومن ثم التعاون مع المدرسة لنمو الجيل المتعلم، والتعاون الاجتماعي لتأمين مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
تعزيز التماسك بين الأفراد في بيئتهم
يعمل التعاون على زيادة الترابط وتحسين متانته بين الأفراد في البيئات المتنوعة، كما يطور التعاون من الأداء الفردي والجماعي، بناء على ذلك يزيد من الحصيلة العملية والالتزام السلوكي،
وينفذ أفضل المخرجات في البيئات المتنوعة.
التخلص من الصفات الشخصية السيئة
يقوم التعاون بدوراً مميزاً في الإقلال من الصفات السلبية للأفراد كالأنانية، حيث تسئ مثل هذه الصفات بالشخص،
ويصبح غير قادر على طلب المساعدة أو يرفض تقديم العون للناس بدافع المصلحة الشخصية وحب الذات،
فيما يستوجب منطق التعاون على أفراد المجتمع المعاملة بالمثل، فيلجئ إلى التخلص من صفاته السلبية أو منعها عن الآخرين على الأقل للاستفادة من المنافع المشتركة.
زيادة ترابط المجتمع الواحد
عن طريق التعاون تظهر أهمية المجتمع بالنسبة إلى الفرد وأهمية الفرد بالنسبة إلى المجتمع، والعمل على تأدية أهداف المجتمع،
وتعجيل الوصول إلى النتائج، والزيادة في ترابط وتماسك المجتمع، بناء على ذلك يصبح أكثر قدرة على مقاومة الأخطار والظروف الطارئة.
يعكس التعاون الرضا لدى الفرد
حيث يحس الشخص بالسعادة الداخلية عندما تظهر النتائج التعاونية لدى الأشخاص الآخرين أيضاً.
التقليل من المشكلات الاجتماعية
كالفقر والبطالة، حيث يساند التعاون على الارتقاء بالأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة وتوفير الفرص والمتطلبات، التي تجعلهم يشعرون بالانتماء،
ويسمح لهم بالانضمام في مجتمعاتهم من جديد.
ضمان الحقوق الاجتماعية
يكفل التعاون المساواة بين الأفراد، عن طريق مشاركة كل أفراد المجتمع في رد الحقوق لأصحابها ورفع الظلم.
التعاون ضرورة نفسية
بحيث لا يقدر الإنسان أن يعيش وحيداً منعزلاً وبعيداً عن بقية البشر، وتبقى المتطلبات العقلية والجسدية والروحية غير كافية إذا لم يتعاون مع الآخرين.
التعاون ينهض بالمجتمع
حيث يسهم في تطور وتقدم المجتمع، عن طريق التعاون والعمل المترابط في مجالات العلوم والتكنولوجيا والصناعة والزراعة والكثير من القطاعات الأخرى.
التقارب بين الأمم
يشكل التعاون أحدي سبل التلاقي بين الشعوب والأمم عن طريق المساعدة في تهدئة النزاعات والمشاكلات بين الدول وتقديم المساندات للشعوب المتضررة،
علاوة على ذلك التعاون الثقافي عن طريق التبادل في المنتجات الثقافية والبعثات الدراسية وغيرها. [3]
4- أهمية مفهوم التعاون في أوقات الشدة والكوارث
التعاون عملية الاتصال والعمل معاً ومساندة بعضنا البعض لإحراز هدف أو أهداف مشتركة، ليس من الضروري أن يكون الهدف مباشراً، فقد ينفذ الهدف بعد عدة سنوات،
أو يكون الهدف في المضمون، وتظهر أهداف التعاون واضحة في حالات الطوارئ، والكوارث الطبيعية والبيئية،
حيث يوقن التعاون في مثل هذه الحالات فرصاً أكبر لمنع الأخطار أو إنقاذ الأرواح مثل:
- البحث عن الناجين في حالات الفيضانات والزلازل.
- المساندة في إخماد الحرائق الكبيرة.
- المساعدة في البحث عن المفقودين.
- التضامن في حالات الحروب وظروف الحياة الصعبة مثل الجفاف والمجاعات وحالات الانهيار الاقتصادي.
- المساعدة خلال تفشي الأمراض والأوبئة. [4]
5- آثار مفهوم التعاون على الفرد والمجتمع
التعاون هو مفتاح التنمية
حيث يسهم في نجاح المشاريع المجتمعية والخطط، وتكاملها مع الخطط الفردية والمشاريع،
أيضا زيادة فرص نجاح التنمية وفتح الآفاق أمام تحسين وتنمية هذه الخطط،
بما يضمن تعزيز المجتمع ليعود بالفائدة على أفراده، مثل أهداف تمكين المرأة ومنع العنف ضدها أو القضاء على الأمية وخطط القضاء على الفقر.
استخدام الموارد على نحو أفضل
حيث يقوم التعاون على استغلال الموارد المادية والبشرية بطريقة مناسبة ومدروسة للمتطلبات والأهداف، كاستغلال الظروف الطبيعية لتنفيذ زراعة مستدامة.
تحقيق الاستدامة
يقوم التعاون على تطوير المشاريع التنموية، وتحسينها ووضع الخطوات والأفكار لضمان استمرارها، وضمان فرص العمل،
والعوائد المادية والمنتجات التي تسهم في استمرار المجتمع وتطوير جودة الحياة فيه.
يعزز المساواة
حيث يتم علاج قضايا الإقصاء والتهميش، عن طريق العمل معا، ويقوم بتوزيع الموارد على نحو منصف بما يضمن حقوق الأفراد
ويشجعهم على التمسك بالحقوق والالتزام بواجباتهم التي تساند بقاء القيم المجتمعية، وتزيد من درجة الأخلاق والقيم العامة،
التي تشمل المساواة على الرغم من عدم وجود قوانين صارمة. [5]
في الختام، يرجع كل تقدم البشرية إلى وجود التعاون في جميع المجالات، والتعاون وجد منذ الولادة حتى الممات،
حيث يبدأ من الفرد للأسرة ثم إلى المجتمع، التعاون هو ركيزة حياتنا الاجتماعية، وهو مهم للتقدم والاستمرارية.
المراجع
- تطوير الذات والمهارات الاحترافيةمفهوم التعاون - بتصرف
- الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربيةأنواع التعاون - بتصرف
- حلوهاأهمية التعاون في الحياة وفوائد التعاون - بتصرف
- مجموعة البنك الدوليأهمية التعاون في أوقات الشدة والكوارث - بتصرف
- عمونآثار التعاون على الفرد والمجتمع - بتصرف