مهام الإدارة الاستراتيجية وكيفية تنفيذها بفعالية لتحسين الأداء

 مهام الإدارة الاستراتيجية واحدة من الركائز الاساسية التي تساعد على كفاءة المؤسسات وتساعد بشكل كبير في نجاحها، وتتخذ قرارات مدروسة ترتكز على التحليل العميق للبيئة الداخلية والخارجية. إن هذا المقال يعرض بشكل شامل الجوانب الأساسية لمهام الإدارة الاستراتيجية،

ما هي المهام الخمس للإدارة الاستراتيجية؟

تتمثل مهام الإدارة الاستراتيجية في خمس وظائف رئيسية تشكل خارطة طريق لنجاح أي مؤسسة. تبدأ هذه المهام برؤية مستقبلية واضحة، وتنتهي بمراقبة دقيقة للأداء. وتعد أهمية الإدارة الاستراتيجية في هذه المرحلة محورية، إذ تكسب المؤسسة القدرة على الاستباق بدلًا من الاكتفاء بردود الأفعال.

1. صياغة الرؤية والرسالة: تحديد الرؤية (Vision) هو أول المهام، حيث يجب أن تكون طموحة وموجهة للمستقبل. أما الرسالة (Mission) فتركز على ما تقوم به المؤسسة حاليًا.
2. تحليل البيئة الداخلية والخارجية: تستخدم أدوات مثل تحليل SWOT لتحليل نقاط القوة والضعف داخليًا، والفرص والتهديدات خارجيًا.
3. وضع الأهداف الاستراتيجية: تشمل الأهداف طويلة ومتوسطة وقصيرة الأجل، ويجب أن تكون ذكية
4. تنفيذ الاستراتيجية: توزع المهام والموارد ويتم إشراك الإدارات المختلفة لتحقيق الأهداف.
5. متابعة وتقييم الأداء: يتم التحقق من النتائج ومقارنتها بالأهداف، واتخاذ الإجراءات التصحيحية إذا لزم الأمر.

إن هذه المهام لا تمارس بشكل خطي فقط، بل بشكل دوري وتفاعلي، مما يكسب المؤسسات مرونة في التعامل مع المتغيرات. وتبرز أهمية الإدارة الاستراتيجية في هذا السياق باعتبارها الأداة الفعالة لضمان التكيف والتفوق في الأسواق التنافسية.[1]

تعرف أيضًا على: الرئيس جورج واشنطن وترتيب رؤساء أمريكا من البداية حتى اليوم

ما هي عناصر الإدارة الاستراتيجية؟

تبنى مهام الإدارة الاستراتيجية التي يضم الإطار الخاص بعناصر الإدارة الاستراتيجية كل من: الرسالة والأهداف والقيم والموارد والبيئة والاستراتيجيات والسياسات والإجراءات والبرامج، والموازنات.

تمثل رسالة المنظمة غايتها أو الغرض الأساسي لها ووضعها الحالي، أما الرؤية الاستراتيجية أو المستقبلية فتعكس ما تطمح أن تكون عليه المنظمة في المستقبل، وتتفرع عن الرسالة الأهداف الرئيسية أي الأهداف الاستراتيجية، وتترجم هذه الأهداف إلى استراتيجيات، ومن ثم تؤثر صياغة كل من الرسالة والأهداف في صياغة وتنفيذ الاستراتيجيات التي يؤدي تطبيقها إلى بلوغ الأهداف المخططة. وتحدد الرسالة بهذا الشكل الاتجاهات والتوقعات بشأن مجال نشاط الشركة ومنتجاتها والأسواق التي تخدَم، وفلسفة الشركة والتزاماتها تجاه كل من عملائها، وحملة أسهمها، وعامليها.

الأهداف

بعد أن تمسح وتحلل بيئة المنظمة الخارجية والداخلية، تصمم الإدارة العليا رسالة المنظمة، ومنها تشتق الأهداف الاستراتيجية. وتعتبر الأهداف هي عروس التخطيط. ويفترض تصميم أهداف استراتيجية طويلة الأجل تهيئ إطاراً لعمل الإدارة بما يسهم في بلوغ غايتها أو تحقيق رسالتها.

القيم

يتأثر تحديد رسالة المنظمة وتصميم الأهداف المشتقة منها والاستراتيجية الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف، بقيم واتجاهات وتوقعات الإدارة العليا للمنظمة.

الموارد

يشمل هيكل موارد المنظمة الموارد البشرية والمالية والمادية والفنية والسوقية.

البيئة

تقسم بيئة المنظمة إلى بيئة داخلية تتجسد فيها نقاط القوة أو الضعف في أنشطتها، جنباً إلى جنب مع ثقافة المنظمة وطبيعة العلاقات السائدة بين العاملين وبين الإدارة العليا وما يليها من مستويات الإدارة المختلفة. أما البيئة الخارجية فتتمثل في عناصر البيئة المجتمعية المحيطة، ويسفر تحليل البيئة الخارجية للمنظمة عن تحديد الفرص التي تتاح لها والتهديدات التي تتعرض لها أو تحيط بها.

الاستراتيجية

تعد استراتيجية المنظمة خطة عمل تشمل كافة أنشطة المنظمة على المدى الطويل، وتحدد أسلوب تنفيذ الأنشطة لبلوغ هدف طويل الأجل أو أكثر في سوق أو أسواق معينة باستخدام موارد محددة، في بيئة متغيرة. ومن ثم توضح كيف تحقق المنظمة رسالتها.

الاستراتيجية والتكتيك

تصاغ الاستراتيجية سواء كانت شاملة على مستوى المنظمة ككل أو على مستوى كل وظيفة من وظائف المنظمة. أما التكتيكات فتعد أنشطة قصيرة المدى تستخدم لتنفيذ الاستراتيجية، وهي أكثر تحديداً من الاستراتيجية، وتهيئ إرشادات للتنفيذ الفعلي للعمليات. وترتبط الرسالة والأهداف والاستراتيجية والتكتيكات والعمليات بعلاقة تسلسلية.

السياسات

توضع السياسة كمجموعة مفاهيم مرشدة من قِبل الإدارة لتشكل دليلاً مرشداً للرؤساء وهم يفكرون في صنع القرارات، وكذلك للمرؤوسين – كمنفذين – في مختلف المستويات والوحدات التنظيمية. وترتبط السياسة بصياغة الاستراتيجية وتنفيذها.

البرامج

يعتبر البرنامج هيكلًا مركبًا من الأنشطة أو المراحل اللازمة لتنفيذ خطة معينة. وهو أداة تستخدم لتحويل الاستراتيجية إلى واقع.

الموازنات

بعد أن يصمم أو يختار البرنامج الذي سيطبق لتنفيذ استراتيجية معينة، يفترض تصميم خطة تنفيذية لتوجيه الأنشطة نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية.

الإجراءات

تعد الإجراءات نظامًا يضم خطوات متتالية تحدد – تفصيلاً – كيف سيؤدى نشاط أو عمل معين، وتحدد الأنشطة المختلفة اللازمة الواجب أداؤها لتنفيذ برنامج أو برامج المنظمة.

تظهر مراحل الإدارة الاستراتيجية من خلال هذه العناصر كيف أن الإدارة ليست مجرد قرارات عليا، بل هي عملية ديناميكية تشمل كل المستويات داخل المؤسسة.[2]

تعرف أيضًا على: الملك مينا وأسرار حكمه وأهم إنجازاته في تاريخ مصر القديمة

ما هي الإدارة الاستراتيجية؟

تعرف مهام الإدارة الاستراتيجية بأنها العمليات التي تعنى بصياغة وتنفيذ ومراقبة الخطط الطويلة الأجل للمؤسسة بما يضمن استدامتها ونموها. والإدارة الاستراتيجية ليست مفهومًا نظريًا فقط، بل هي أداة عملية تساعد المؤسسات على اتخاذ قرارات أكثر دقة وتأثيرًا. في هذا العنصر، نركز على تعريف الإدارة الاستراتيجية وطبيعتها العملية، ونتناول في الوقت نفسه مستويات الإدارة الاستراتيجية.

تعرف أيضًا على: الأمير محمد بن سلمان ودوره في السعودية

تتكون الإدارة الاستراتيجية من ثلاثة مستويات رئيسية

1. المستوى المؤسسي (Corporate Level): يختص هذا المستوى بتحديد التوجه العام للمؤسسة، مثل الدخول في أسواق جديدة أو الاندماجات.
2. المستوى الوظيفي (Business Level): يركز على كيفية المنافسة في السوق وتحقيق ميزة تنافسية في كل وحدة أعمال.
3. المستوى التشغيلي (Operational Level): يهتم بتنفيذ الأنشطة اليومية وفقًا للاستراتيجية الموضوعة.

إن وجود مستويات الإدارة الاستراتيجية يسهم في توزيع المسؤوليات ووضوح الأدوار، ويحقق التكامل بين الرؤية العامة والإجراءات اليومية، ما يجعل المؤسسة تعمل كوحدة متناغمة تسعى نحو أهداف واضحة.

تعرف أيضًا على: ملوك الطوائف وتاريخها وأبرزهم

 ما هي مهام مكتب الإدارة الاستراتيجية؟

يعد مكتب الإدارة الاستراتيجية أحد الأدوات الحديثة الداعمة لتحقيق مهام الإدارة الاستراتيجية بشكل أكثر تنظيمًا واحترافية. وقد برز هذا المفهوم بشكل كبير في المؤسسات الحكومية والخاصة، لا سيما في إطار المشاريع الكبرى مثل مكتب الإدارة الاستراتيجية لرؤية 2030 في المملكة العربية السعودية، الذي يعد نموذجًا رائدًا في هذا المجال. سنتناول هنا مهامه الأساسية، إلى جانب عرض مكونات الإدارة الإستراتيجية بأسلوب مبسط.

يتولى المكتب المهام التالية

• الإشراف على تنفيذ الاستراتيجيات الكبرى للمؤسسة أو الجهة الحكومية.
• المتابعة المستمرة لمؤشرات الأداء وتقديم تقارير دورية.
• التنسيق بين الإدارات والوحدات المختلفة لضمان تكامل الجهود.
• تقديم الدعم الفني في إعداد الخطط الاستراتيجية ومراجعتها.
• ضمان مواءمة المبادرات مع الرؤية الشاملة والأهداف العامة.

تعرف أيضًا على: عبد الله بن الحسين وتاريخه في الأردن

أما بالنسبة إلى مكونات الإدارة الإستراتيجية فيمكن تلخيصها في

• الرؤية والرسالة
• التحليل الداخلي والخارجي
• الاستراتيجية والغايات
• الهيكل التنظيمي
• أنظمة القياس والتقييم
• الموارد البشرية والتقنية

إن دور المكتب في تنظيم هذه المكونات يجعل الاستراتيجية قابلة للتنفيذ والتحقق، ويضمن عدم خروجها عن المسار، مما يحسن من كفاءة الأداء العام للمؤسسة.

تعرف أيضًا على: ملوك مصر القديمة وتاريخهم وتأثيرهم

ختامًا، يتضح لنا من خلال ما سبق أن مهام الإدارة الاستراتيجية تمثل حجر الأساس لأي مؤسسة تسعى نحو تحقيق النجاح والاستدامة. من خلال تناول المهام الخمس الأساسية، وعناصر الإدارة، ومستوياتها، ودور المكتب الاستراتيجي، نكون قد ألقينا الضوء على نموذج متكامل من العمل الإداري الفعّال. إن التكامل بين الفكر الاستراتيجي والتنفيذ العملي هو ما يميز المؤسسات القادرة على مواجهة التحديات وتحقيق رؤاها بفعالية.

• Harvard Business School Online Blog A Manager’s Guide to Successful Strategy Implementation – بتصرف
• Medium (Eric Vanderburg) 5 Essential Tasks of Strategic Management – بتصرف

مشاركة المقال

وسوم