نماذج إدارة التغيير: أدوات عملية لقيادة التحولات المؤسسية بنجاح

 تعد نماذج إدارة التغيير من الأدوات الأساسية التي تساعد المؤسسات على مواجهة التحولات بفاعلية وتنظيم. فهي توفر أطرًا عملية ومنهجية لتطبيق التغيير وضمان تقبله من الأفراد والفرق داخل المؤسسة. تتنوع هذه النماذج بين الأساليب الكلاسيكية مثل نموذج “لوين” ونموذج “ADKAR”، وأخرى حديثة تركز على المرونة والتواصل الفعّال. إن فهم هذه النماذج يساعد القادة والإداريين على اختيار ما يتناسب مع طبيعة مؤسساتهم لتحقيق نتائج ملموسة ومستدامة.

ما هي نماذج إدارة التغيير؟

نماذج إدارة التغيير هي أطر واستراتيجيات مصممة لتوجيه الأفراد والمؤسسات خلال عمليات التغيير، سواء كانت بسيطة أو جذرية. تشمل هذه النماذج خطوات وإجراءات محددة تهدف إلى تسهيل الانتقال من الوضع الحالي إلى وضع جديد أكثر كفاءة وفاعلية.

من أشهر هذه النماذج:

• نموذج كوتر (Kotter’s 8-Step Model)
• نموذج لوين (Lewin’s Change Management Model)
• نموذج أدكار (ADKAR Model)
• نموذج ماكينزي 7S
• نموذج بريجيد (Bridges’ Transition Model)

كل نموذج من هذه النماذج يستخدم حسب طبيعة المؤسسة وسياق التغيير، لكن القاسم المشترك بينها هو التركيز على الأفراد كمحور أساسي للتغيير. في تطبيق نماذج إدارة التغيير داخل المؤسسات، سواء في القطاع الخاص أو عند إدارة التغيير في المؤسسات الحكومية، تتطلب العملية دعمًا إداريًا مستمرًا، وتواصلاً فعالاً، وإشراكًا حقيقيًا للعاملين. ويعد مثال على التغيير التنظيمي تحويل مؤسسة تقليدية إلى نموذج رقمي متكامل باستخدام نموذج كوتر.

تعرف ايضًا على: فن إدارة التغيير: من مقاومة التحول إلى تبني التطوير

ما هي نظرية إدارة التغيير؟

نظرية إدارة التغيير هي الإطار النظري الذي يوضح كيف ولماذا يحدث التغيير داخل المؤسسات. هذه النظرية تستند إلى علوم السلوك التنظيمي، والنفسيات، وإدارة الموارد البشرية، وتهدف لفهم العوامل التي تسهم في نجاح أو فشل عمليات التغيير.

هناك عدة نظريات بارزة منها:

• نظرية لوين للتغيير (Unfreeze – Change – Refreeze)
• نظرية النظم المفتوحة
• نظرية التغيير التطوري والثوري
• نظرية المقاومة للتغيير

تطبيق نماذج إدارة التغيير مبني على هذه النظريات التي تشرح كيفية تحفيز الأفراد لقبول التغيير، وكيفية معالجة مقاومة التغيير المؤسسي، وهو أمر شائع في حالات إدارة التغيير التنظيمي. على سبيل المثال، إذا قررت حكومة رقمية تطوير نظام إدارة الموارد البشرية لديها، فإن الاعتماد على نظرية لوين يمكن أن يساعد في تفكيك النظام القديم، تنفيذ الجديد، ثم ترسيخه.

نظرية إدارة التغيير تعزز من أهمية إشراك جميع الأطراف في رحلة التغيير، مع ضرورة وجود رؤية واضحة ومهارات قيادية لإدارة التحديات المحتملة، سواء في الشركات الخاصة أو ضمن إدارة التغيير في المؤسسات الحكومية.

تعرف ايضًا على: خطوات نحو التغيير كيف تبدأ رحلتك نحو الأفضل؟

وما هي المبادئ الخمس الأساسية حول التغيير؟

تعد المبادئ الخمس الأساسية حول التغيير حجر الزاوية في نجاح نماذج إدارة التغيير، خاصة في بيئات مثل إدارة التغيير التنظيمي وإدارة التغيير في المؤسسات الحكومية.

•  يبدأ التغيير من الأفراد لا من الأنظمة فقط.
•  مقاومة التغيير طبيعية ويجب التعامل معها بذكاء.
• التواصل الواضح والدائم ضروري لتعزيز الفهم.
•  القيادة تلعب دورًا محوريًا في تحفيز التغيير.
•  لا نجاح دون تقييم مستمر وتعزيز التقدم. هذه المبادئ تسهم في نجاح أي مثال على التغيير التنظيمي. بينما تستخدم كمرجعية أساسية في تنفيذ التغيير بشكل فعال داخل المؤسسات.و لفهم التغيير المؤسسي بعمق، لا بد من الوقوف عند المبادئ الخمس الأساسية حول التغيير، والتي تشكل جوهر أي استراتيجية فعالة عند تطبيق نماذج إدارة التغيير:

تعرف ايضًا على: كيف تساعد مصفوفة إدارة التغيير في تخطيط وتنفيذ التحول بنجاح؟

• التغيير يبدأ بالأفراد: لا يمكن أن يحدث أي تحول حقيقي دون إشراك الأفراد في العملية، فهم وقود التغيير.
• مقاومة التغيير طبيعية: يجب توقعها والتعامل معها بذكاء من خلال الحوار والمشاركة.
• التواصل الفعال مفتاح النجاح: كلما زادت الشفافية في توصيل أهداف وخطوات التغيير، زادت فرص القبول.
• القيادة هي المحفز الأساسي: القادة يجب أن يكونوا قدوة في دعم التغيير وتوفير بيئة داعمة.
• النجاح يتطلب تقييمًا ومتابعة: التغيير لا ينجح دون مراجعة مستمرة للتقدم ومعالجة العقبات.

تطبيق هذه المبادئ يثبت فعاليته سواء في حالات إدارة التغيير التنظيمي داخل شركات كبرى، أو في مشاريع التحول الرقمي ضمن إدارة التغيير في المؤسسات الحكومية. كما أنها تتضح جليًا في أي مثال على التغيير التنظيمي مثل دمج شركتين أو إعادة هيكلة كبرى.[1]

تعرف ايضًا على: التعرف على مداخل التغيير التنظيمي لتحقيق تحول مؤسسي ناجح

ما هو نموذج أدكار لإدارة التغيير؟

يعد نموذج أدكار من أبرز نماذج إدارة التغيير. ويستخدم على نطاق واسع في إدارة التغيير التنظيمي وإدارة التغيير في المؤسسات الحكومية. يتكون من خمس مراحل: الوعي بأهمية التغيير (Awareness). الرغبة في دعمه (Desire). المعرفة بكيفية تنفيذه (Knowledge). القدرة على تطبيقه (Ability). وأخيرًا. تعزيز التغيير لضمان استمراريته (Reinforcement). هذا النموذج يركز على الأفراد كعناصر أساسية في التحول. ويعالج مقاومة التغيير بأسلوب علمي. يمكن ملاحظة فعاليته في أي مثال على التغيير التنظيمي. مثل التحول الرقمي في الجهات الحكومية أو تحديث هيكل الموارد البشرية. ويعتبر نموذج أدكار (ADKAR) من أشهر نماذج إدارة التغيير وأكثرها استخدامًا عالميًا. وقد طوّر بواسطة شركة Prosci. يعتمد النموذج على خمس مراحل تمثل خطوات التغيير على مستوى الفرد. وهي:

• Awareness (الوعي): فهم أسباب الحاجة للتغيير.
• Desire (الرغبة): الرغبة الشخصية في دعم التغيير والمشاركة فيه.
• Knowledge (المعرفة): التعرف على كيفية التغيير وما يجب فعله.
• Ability (القدرة): امتلاك المهارات والقدرات المطلوبة لتنفيذ التغيير.
• Reinforcement (التعزيز): الحفاظ على التغيير من خلال الدعم والمكافآت.

من أبرز مزايا نموذج أدكار لإدارة التغيير أنه يركّز على الأفراد. بينما يجعله مناسبًا لحالات إدارة التغيير التنظيمي المعقدة. كما هو الحال عند دمج أنظمة جديدة داخل مؤسسة حكومية. [2]

تعرف ايضًا على: فوائد إدارة التغيير كيف تساهم في نمو ونجاح المؤسسات

في النهاية، يمكن القول إن نماذج إدارة التغيير ليست مجرد نظريات أكاديمية، بل هي استراتيجيات عملية تساعد المؤسسات على الانتقال السلس من مرحلة إلى أخرى. بينما من خلال تطبيق النموذج المناسب، يصبح بالإمكان التغلب على مقاومة التغيير، وضمان مشاركة الموظفين بفاعلية، وتحقيق أهداف التحول بنجاح. إن الاستثمار في دراسة هذه النماذج وتطبيقها يعزز قدرة المؤسسات على التكيف مع التغيرات المتسارعة، ويضمن لها الاستمرارية والتميز في بيئة مليئة بالتحديات.

• alanetWhat are the five basic principles of change? _بتصرف
• iseazyWhat is the ADKAR model of change management? _بتصرف

مشاركة المقال

وسوم