أفضل شعر يصف جمال الورد
عناصر الموضوع
1- الورد في الأدب العربي
2- أجمل الأشعار عن الورد
3- شعر عن الورد لنزار قباني
4- قصيدة صدق الورد للمتنبي
الورود تُعتبر من بين أشهر نباتات الزينة، حيث تُستخدم في تزيين العديد من الأماكن مثل الحدائق والشرفات. تنتمي الورود إلى جنس الورديات في الفصيلة الوردية، وتتميز بتنوع كبير في الأنواع. وتتنوع الورود بين أصناف كثيفة، وتزرع لأسباب مختلفة مثل خشب الثمار والزهور.
1- الورد في الأدب العربي
استخدم الشعراء الورود في وصف الطبيعة، والتعبير عن مشاعرهم تجاه الحياة والموت. وفي العصر الجاهلي بمجالس الخلفاء مع تطور الحضارات وتزايد مظاهر الترف، أصبحت الوردة عنصرًا أساسيًا في مجالس الخلفاء والسلاطين. فقد كانت تزين القصور والحفلات، وتعبر عن الثراء والسلطة. وقبل الإسلام، كانت الوردة تحمل دلالات شعرية وجمالية بحتة، حيث استخدمها الشعراء الجاهليون للتعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم تجاه الحبيبة والطبيعة.[1]
عرف الورد أيضاً بمجالس الخلفاء بعد ظهور الترف فيها، غير أنه كان معروفاً في الجاهلية، فوردة اسم أم صاحب المعلقة طرفة بن العبد وهو القائل:
صِغَرُ الْبْنُونَ وَرَهْطَ وَرْدَةِ غَيْبٍ
مَا يَنْظُرُونَ بِحَقِّ وَرَدَّةٍ فِيكُمْ
واسم ابنة أحد الطائيين، متيمة داود بن سعد التميمي، وله مع النعمان بن المنذر حكاية مثيرة.
حول وردة، «الفرج بعد الشدة» التنوخي، وهو القائل فيها:
مَعَ الْحُبِّ الْمُبَرِّحِ غَيْرَ صَاحٍ
مَعَ الْحَسْنَاءِ وَرَدَّةٍ إِنَّ قَلْبَي
أَقَارِعَ نَجْمِ وَرَدَّةٍ بِالْقَدَّاحِ
وَدَدْتُ وَكَاتِبَ الْحُسْنَاتِ أَنِّيٌّ
والشاعر الجاهلي عنترة بن شداد قصد الورد بألوانه وبهجته بقوله:
وَمُبَهْرِجٌ وَمُهَرِّجٌ وَجَلَلْ
وَالْوَرْدَ بْن مُبْهِجُ ومفوح
كَالْزَّعْفَرَانِ وَأَبْيَضِ كالسنجل
يَزْهُو بِأحْمَرِ كَالْعَقِيقِ وَأَصْفَرِ
كما قصده الشاعر الجاهلي مقري الوحش بقوله:
نَارٌ عَلَى مَاءِ الْحَيَاةِ لَمْ تُجَمِّدْ
وَالْوَرْدَ يَحْكِي بِالْغُصُونِ مجامراً
ومما قيل في الورد من الشعر قول العماد الأصفهاني:
قُلْتُ لِلْوَرْدِ مَا لِشَوْكُكَ يُدْمِي
كُلُّ مَا قَدْ سَوَّتْهُ مِنْ جَرَّاحٍ
قَالٌ لِي هَذِهِ الرَّيَاحِينُ جُنْدٌ
أَنَا سُلْطَانُهَا وَشَوْكِيُّ سِلَاَحِيُّ
وكان أبو دلف صادقاً في تشبيهه تقلب الورد بموسمية الورد:
وَلَا خَيْرٌ فَيَمَنٌ لَا يَدُومُ لَهُ عَهْدٌ
أَرَى وَدَّكُمْ كَالْوَرْدِ لَيْسَ بِدَائِمٍ
لَهُ زَهْرَةٌ تَبْقَى إِذَا فَنِىَ الْوَرْدَ
وَحُبِّيٌّ لَكُمْ كَالْآسِ حُسْنًا وَنَضِرَةً
يقول أبو تمام في قصيدته الشهيرة التي مطلعها:
نَقَلَ فُؤَادُكَ حَيْثُ شِئْتُ مِنَ الْهَوَى
مَا الْحُبِّ إِلَّا لِلْحَبيبَ الْأَوَّلَ
ويقول البحتري في قصيدته المعروفة التي مطلعها:
أَتَاكَ الرَّبِيعُ الطَّلْقُ يَخْتَالُ ضَاحِكَا
مِنَ الْحُسْنِ حَتَّى كَادَ أَْنْ يَتَكَلَّمَا
وَقَدْ نَبَّهَ النيوروز فِي غَسَقِ الدُّجَى
أوَائِلَ وَرْدِ كَنَّ بِالْأَمْسِ نَوْمًا
يُفَتِّقُهَا بِرَدِّ النَّدَى فَكَأَنَّمَا يَبُثُّ
حَديثًا كَانَ قِبَلُهُ مُكَتِّمًا
ويقول أبو فراس الحمداني في قصيدة “الورد في وجنتيه”
الْوَرْدُ فِي وجنتيه وَالسَّحَرَ فِي مقلتيه
وَإِنَّ عَصَاَهُ لِسَانِيٌّ فَالْقَلْبُ طَوْعَ يَدِيِّهِ
يَا ظَالِمًا لَسْتَ أَدُرَرِيَّ أَدْعُو لَهُ أَمْ عَلَيْهِ
أَنَا إِلَى اللهِ مِمَّا دَفَعَتْ مِنْهُ إِلَيْهِ
واتفاق البشر على جمال الورد وروعته، لم يمنع ابن الرومي من هجائه بقوله:
يَا مَادِحُ الْوَرْدِ لَا تَنْفِكَ عَنْ غَلَطٍ
أَلَسْتَ تَنَظُّرُهُ فِي كَفِّ مُلْتَقِطِهِ
كَأَنَّهُ سُرْمُ بَغْلِ حِينَ يُخْرِجُهُ
عِنْدَ الْبِرَازِ وَبَاقِيِّ الرَّوْثِ فِي وَسَطِهِ
فرد عليه ابن المعتز:
غَلِطَتْ وَالْمَرْءَ قَدْ يُؤْتَى عَلَى غَلَطِهِ
يَا هَاجِي الْوَرْدَ لَا حَيَّيَتْ مِنْ رَجُلٍ
إِإِذَا تَحَلَّتْ يُحَاكِي الْوَشْي فِي نَمَطِهِ
هَلْ تُنْبِتُ الْأَرَضُ شَيْئًا مِنْ أَزْهَارِهَا
كانت حدائق الأندلس بمثابة جنة على الأرض، ففيها تتجلى قدرة الخالق وجماله. استلهم الشعراء من هذه الحدائق لوصف الجمال الأنثوي، والحياة، والطبيعة الخلابة.
ويقول المعتضد بالله عباد بن محمد بن عباد
كَأَنَّمَا يَاسَمِينَا الْغَضِّ
كَوَاكِبَ فِي السَّمَاءِ تُبَيِّضُ
وَالطُّرُقَ الْحُمْرَ فِي جَوَانِبِهِ
كَخَدِّ حَسْنَاءِ مَسِّهِ عَضَّ
2- أجمل الأشعار عن الورد
كثيرة هي الأشعار التي قيلت عن الورد وجماله وربطه بالحب والرقة، وهناك العديد من القصائد الشعرية عن الورد والتي نقدم منها الأبيات التالية:
ذَبُلَ الْوَرْدُ عَلَىْ أَغْصَاْنِهِ! *** وَشَكَا الْجَوْرَ إِلِىْ جِيْرَاْنِهِ!
وَبَكَىْ عَفْرَاْءَ؛ لَمَّاْ رَحَلَتْ *** مُعْرِباً بِالدَّمْعِ عَنْ أَحْزَاْنِهِ
فَاسْتَفَزَّ الْوَرْدُ عُصْفُوْراً شَدَاْ *** أَعْذَبَ الشَّدْوِ عَلَىْ أَغْصَاْنِهِ
بَعْدَمَاْ لَحَّنَ لَحْناً مُطْرِباً *** أَضْرَبَ الْعُصْفُوْرُ عَنْ أَلْحَاْنِهِ
وَبَكَىْ عَفراءَ مِثْلِيْ بَعْدَ مَاْ *** هُجِّرَ الْعُصْفُوْرُ مِنْ أَوْطَاْنِهِ!
وَرَأَى الْوَرْدَ حَزِيْناً ذَاْبِلاً *** وَدُمُوْعُ الْحُزْنِ فِيْ أَجْفَاْنِهِ!
فَأَنَاْ؛ وَالْوَرْدُ؛ وَالْعُصْفُوْرُ قَدْ *** جَرَّنَا الْحُزْنُ إِلَىْ غُدْرَاْنِهِ
فَسَكَبْنَا الدَّمْعَ فِيْهَاْ عَنْدَماً يَخْجَلُ الْجُوْرِيُّ مِنْ أَلْوَاْنِهِ!
وَانْتَظَرْنَاْ عَوْدَةَ الأَمْنِ إِلَىْ *** أَخْلَصِ الْعُشَاْقِ فِيْ إِيْمَاْنِهِ
فَإِذَا الْعِشْقُ دُمُوْعٌ؛ وَأَنَاْ وَالْوَرْدُ *** وَالْعُصْفُوْرُ؛ فِيْ مَيْدَاْنِهِ
نَسْكُبُ الدَّمْعَ عَلَىْ شَطِّ الْهَوَىْ *** حَسْرَةً مِنَّاْ عَلَىْ غِزْلاْنِهِ
إِنَّمَا الْعُصْفُوْرُ يَشْقَىْ لَحْظَةً *** وَكَذَا الْوَرْدُ عَلَىْ أَفْنَاْنِهِ [2]
3- شعر عن الورد لنزار قباني
نزار قباني هو واحد من أبرز الشعراء الذين تناولوا موضوع الورد في شعرهم، إذ يرمز الورد في قصائده إلى الحب والجمال والعواطف. في قصيدته “وردة”، يمكن أن نجد تلميحات عن المشاعر الدفينة والتوق للحنان، حيث يستخدم الورد كاستعارة للتعبير عن الحب والرغبة. والتي جاءت كما يلي:
أَقَبِلَتْ خَادِمُهَا تَهْمِسُ لِي هَذِهِ الْوَرْدَةُ مِنْ سَيِّدَتِي!!
وَرَدَّةٌ..
لَمْ يَشْعُرِ الْفَجْرُ بِهَا لَا وَلَا أُذْنُ الرَّوَابِي وَعَتْ
هِي فِي صَدْرِيٍّ..
سِرٌّ أَحُمُرٌ مَا دُرْتُ بِالسِّرِّ حَتَّى حُلْمَتِي..
إِنَّ لِي عُذْرِيُّ إِذَا خَبَّأَتْهَا خَوْفُ عُذَّالِكُمَا فِي صَدْرَتِي
ثُمَّ دَسْتُ يَدِهَا فِي صَدْرِهَا فَدَمِيِّ سَكْرَانِ فِي أَوْرِدَتِي
أَفَرَجَتْ رَاحَتُهَا، وَاِنْدَفَعَتْ حَلْقَاتُ الطَّيِّبِ فِي صَوْمَعَتِي
أَهِي مِنْهَا..
بَعْدَ تَشْرِيدِ النَّوَى سَلَّمَ اللهُ الأصابيع الَّتِي..
وَرَدَّةٌ..
سَيِّدَةُ الْوَرْدِ..
أَلَا قِبَلُي عَنِيُّ يَدِيُّ مُلْهَمَتِي
فِي إِنَاءِ الْوَرْدِ..
لَنْ أَجَعَلَهَا إِنَّنِي غَارِسُهَا فِي رِئَتِي
لَيْلَةٌ سَاهَرَنِي الْعِطْرُ بِهَا وَاِسْتَحَمَّتْ بِالنَّدَى أَغْطِيَتَي
وَتَلَمَّسَتْ سَرِيرِيٌّ..
فَإِذَا كُلُّ شَيْءٍ..
عَاشِقٌ فِي حَجَرَتِي
لَوْ أَحَالَ اللهِ قَلْبِي..
وَرَدَّةً لَا أَرَدَّ الْفَضْلَ يَا سَيِّدَتِي
4- قصيدة صدق الورد للمتنبي
المتنبي هو واحد من أعظم شعراء العرب، وُلد في الكوفة عام 915 ميلادي. اشتهر بقصائده التي تمزج بين الفخر والحكمة، وقد تركت آثارًا عميقة في الأدب العربي.
قصيدة “صدق الورد” تعكس قدرته الفائقة على تصوير المشاعر والأحاسيس، حيث يستخدم الرموز الطبيعية مثل الورد للتعبير عن الأفكار العميقة. في هذه القصيدة، يتناول موضوعات مثل الحب والفراق والجمال.[3]
واليكم جزء من أبيات قصيدة “صدق الورد”
قَد صَدَقَ الوَرْدُ في الذي زَعَمَا أنّكَ صَيّرْتَ نَثْرَهُ دِيَمَا
كأنّمَا مائِجُ الهَوَاءِ بِهِ بَحْرٌ حَوَى مِثلَ مائِهِ عَنَمَا
نَاثِرُهُ النّاثِرُ السّيُوفَ دَمَا وَكُلَّ قَوْلٍ يَقُولُهُ حِكَمَا
وَالخَيْلَ قَد فَصّلَ الضّياعَ بهَا وَالنِّعَمَ السّابِغاتِ وَالنِّقَمَا
فَلْيُرِنَا الوَرْدُ إنْ شَكَا يَدَهُ أحسَنَ منهُ من جُودِها سَلِمَا
فَقُلْ لهُ لَستَ خَيرَ ما نَثَرَتْ وَإنّمَا عَوّذَتْ بكَ الكَرَمَا
خَوْفاً منَ العَينِ أنْ يُصَابَ بهَا أصَابَ عَيْناً بها يُصَابُ عَمَى
في ختام حديثنا عن الورد، نجد أنفسنا أمام لوحة فنية تتجدد ألوانها وعطورها مع كل فصل. فالورد ليس مجرد زهرة بل هو يرمز للحظات الجميلة والأشخاص المقربون لقلوبنا.
المراجع
- الجزيرةالورد في الأدب العربي
- إقرأأجمل الأشعار عن الورد
- الديوانقصيدة صدق الورد للمتنبي