الشعر العربى الكلاسيكي

الكاتب : أميرة ياسر
21 نوفمبر 2024
عدد المشاهدات : 72
منذ 3 أسابيع
الشعر العربى الكلاسيكي
عناصر الموضوع
1- ماهو الشعر الكلاسيكي وماهي خصائصه؟
2- الشعر الكلاسيكي القديم (الجاهلي)
تميز الشعر في العصر الجاهلي بعدة خصائص منها:
وكان الشعراء في العصر الجاهلى يتمتعون بنفس شعرى صاف ومنهم:
3- قصص فى الشعر العربى الجاهلي
أ- قصة الغول فى شعر العرب
ب- قصص في شعر امرئ القيس
امرؤ القيس وقنص النساء
ج- قصص قصيرة في شعر عمر بن أبى ربيعة
ولا أستطيع ألا أذكر قصيدته الجميلة التي تصف حدث من أهم أحداث الدولة العباسية:
4- الشعر الكلاسيكي الحديث
5- أهم الشعراء الكلاسيكيين في العصر الحديث
أ-حافظ إبراهيم
ب- أحمد شوقى

عناصر الموضوع

1- ماهو الشعر الكلاسيكي وماهي خصائصه؟

2- الشعر العربي الكلاسيكي القديم

3- قصص من الشعر العربي الجاهلي

4- الشعر الكلاسيكي في القرن العشرين

5- أهم الشعراء الكلاسيكيين في العصر الحديث

الشعر العربى الكلاسيكى… للتعبير عن المشاعر وسائل عدّة ومن أبرز هذه الوسائل كتابة الشعر فهو من أقدم الفنون الأدبية التي طرأت منذ بداية اللغة العربية، والشعر العربي الكلاسيكي يعتبر أقدم ألوان الشعر.

1- ماهو الشعر الكلاسيكي وماهي خصائصه؟

أُخذ اسم “الكلاسيكية” من كلمة “classic”، وهي كلمة ذات أصل لاتيني. في البداية، كانت تعني القطعة الواحدة من الأسطول، ثم أصبحت تدل على الوحدة من أي شيء. لاحقاً، استخدمت الكلمة للإشارة إلى “الفصل” المدرسي الذي يضم مجموعة من الطلاب، كما أصبحت تعبر عن المنزلة الاجتماعية الرفيعة، الأناقة، الامتياز، والتفوق. وأخيراً، استعيرت الكلمة لتدل على الأدب الرفيع الذي يدرسه الطلاب في المدارس.

الشعر العربى الكلاسيكي ظهر نتيجة اهتمام العلماء الأوروبيين بإحياء الأدبين الإغريقي واللاتيني. هذه الحركة دفعت أوروبا إلى البحث عن الإرث الأدبي القديم لتثبت تفوقها العلمي على باقي الشعوب. في ذلك السياق، اعتمد الأوروبيون على الأدبين اليوناني والروماني لأنهم وجدوا فيهما نموذجاً رفيعاً للأدب. وعلى نفس النهج، سار الشعر العربي الكلاسيكي؛ ففي بداية النهضة الأدبية، نشأ تيار عربي يقدس القديم ويرفض الحديث. هذا التيار جمع بين الكلاسيكية الغربية والكلاسيكية العربية في أسلوبهما وتوجهاتهما.

وسبق الشعر العربى الكلاسيكي كل المدارس اللاحقة واعتبرها النقاد الأساس الذي بنيت عليه المدارس الأخرى، ومن الخصائص العامة لهذه المدرسة:

  • تمجيد كلا من الأدب اليوناني والروماني وتطبيق قواعد أرسطو الأدبية.
  • الاهتمام بالطبقات الراقية في المجتمع وعدم الاهتمام بالطبقة الشعبية.
  • فصاحة اللغة، وأناقة التعبير والعناية الشديدة بالأسلوب.
  • الاهتمام بالأدب التمثيلي خاصة والتراجيديا(المأساة) بصفة أدق.
  • جودة الصياغة اللغوية وفصاحة العبارة دون تكلف أو زخرفة لفظية.
  • الاهتمام بالمجتمع بشكل عام، والانصراف عن الفرد الواحد.
  • الاتساق والتوازن والحفاظ على العادات والتقاليد. [1]

2- الشعر الكلاسيكي القديم (الجاهلي)

ظهر الشعر الجاهلي قبل الإسلام بحوالي 150 سنة، ونشأ في الجزيرة العربية قبل الإسلام بقرون طويلة. في ذلك الوقت، كان الشعر يمثل بالنسبة للعرب وسيلة للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وتجاربهم. علاوة على ذلك، تنوعت أغراض الشعر الجاهلي لتشمل المدح والفخر والرثاء والغزل والهجاء والوصف والسخرية. ومن ثم، كان للشعر مكانة رفيعة وسط قومهم، حيث كان لكل قبيلة شاعرها الخاص.

تميز الشعر في العصر الجاهلي بعدة خصائص منها:

  • افتتاح القصيدة بالبكاء على الأطلال وخطاب الآثار أو الأصدقاء، وجودة الصياغة اللغوية والفصاحة، وكانوا يهتمون بالطبقات العليا.
  • الحكمة حيث يعبر الشاعر عن خبرته وتجربته في الحياة.
  • وحدة القصيدة حيث يتحقق الجرس الموسيقى في كافة أبيات القصيدة، ودل ذلك على المقدرة اللغوية العالية للشاعر في هذا الوقت.
  • التعبير عن جمال البيئة والطبيعة والربط بين جمال المرأة ومزج جمالها بجمال الطبيعة.
  • الانتقال بسلاسة من موضوع إلى آخر في القصيدة، وترتبط القصيدة مع بعضها من خلال وحدة الوزن والقافية.

وكان الشعراء في العصر الجاهلى يتمتعون بنفس شعرى صاف ومنهم:

الشعر العربى الكلاسيكى قصص وحكايات

  • زهير بن أبى سلمة: كان من أشهر شعراء الحكمة وكان ذا خلق حسن وسيرة طيبة وهو من شعراء المعلقات وعرف بأنه لم يمدح أحدا إلا صدقا، وتوفى قبل ظهور الإسلام والبعثة النبوية.
  • طرفة بن العبد: من شعراء الطبقة الراقية، وعاش بداية حياته في اللهو والمجون؛ بسبب وفاة والده وإساءة أعمامه تربيته وسلبوا أمه حقوقها فنشأ نشأة بائسة ولم يكن له قصائد وفيرة لأنه عاش حياة قصيرة وكان من شعراء المعلقات.
  • امرؤ القيس: اشتهر بقصائد الفخر والغزل والوصف وكان ملكا على قومه، ومات مسموما على يد قيصر الروم.
  • الخنساء: شاعرة عربية من قبيلة اسمها سليم، واشتهرت بقصائد الرثاء و الحزن على موت أخوها، ودخلت الإسلام وشجعت ولديها على الجهاد في سبيل الله.
  • النابغة الذبيانى: من قبيلة ذبيان وكان مشتهرا بالمدح وكان شعره جميلا ومعبرا عن مواقفه ومشاعره وكان فارسا بارعا ومن قصائده قصيدة الرثاء على ولده الذى مات في معركة القادسية.
  • المتنبي: اسمه أية الطيب أحمد بن الحسين الكندى، من قبيلة كندة، وكان شاعرا فصيحا ومتفوقا على شعراء عصره وله شعر في المدح والهجاء والفخر والغزل والحكمة وكان شعره قويا ومتنوعا ومعبرا عن ذكائه ومن أشهر قصائده(الخيل و الليل والبيداء تعرفني). [2]

3- قصص فى الشعر العربى الجاهلي

الشعر العربي الجاهلي هو نافذة مشرقة على حياة العرب قبل الإسلام، يعكس بيئتهم وثقافتهم وعاداتهم. تميزت القصائد الجاهلية بقصصها المؤثرة التي جمعت بين الفخر، الحب، الشجاعة، والحكمة. لتصبح سجلاً حياً يوثق أحداثاً وشخصيات خلدها الزمن.

أ- قصة الغول فى شعر العرب

اشتهرت خرافة الغول فى عقول الجاهليين، ومن ذلك قول طارقة الشاعرة الجاهلية، حين تزوج زوجها من امرأة أخرى، إنه قد اتخذ بدلا منها هوجاء كشبه الغول، وأيضا قول امرؤ القيس تهكما بغريم كان يهدده بالقتل:

أيقتلني والمشرفي مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب غول

ووصف زهير بن أبى سلمة ناقته فقال:

تبادر أغوال العشي، وتتقي علالة ملوي من القد محصد

ب- قصص في شعر امرئ القيس

هي قصة من قصص القنص واللهو، حيث يقع الأرنب البري فريسة، ويطارده كائن ما وبعد انتهاء المطاردة بنجاح، تنتهي القصيدة بالحديث عن تناول الأرنب للطعام:

كأن غُلامي إذ علا حال متنِه على ظهرِ بازٍ في السماء محلِّق

رأى أرنبًا فانقضَّ يهوي أمامه إليها وجلَّاها بطَرف مُلَقلق

فقلتُ له: صوِّبْ ولا تجهَدَنَّه فيذرك مِن أعلى القطاة فتزلق

فأدبرنَ كالجزع المفصَّل بينه بجِيدِ الغلام ذي القميص المطوَّق

وأدركهن ثانيًا مِن عِنانه كغيثِ العشيِّ الأقهب المتودّق

فصاد لنا عَيرًا وثورًا وخاضبًا عِداءً، ولم ينضح بماءٍ فيعرَق

وظل غلامي يُضجِع الرمح حوله لكلِّ مَهاةٍ أو لأحقَبَ سَهْوق

وقام طوال الشخص إذ يخضبونه قيامَ العزيزِ الفارسيِّ المنطق

فقلنا: ألا قد كان صيدٌ لقانص فخبوا علينا كلَّ ثوبٍ مزوَّق

وظلَّ صِحابي يشتَوُون بنَعمةٍ يصفُّون غارًا باللكيك الموشَّق

امرؤ القيس وقنص النساء

ولدي أمرؤ القيس قصة شعرية أخرى وهى تعتبر من قصص القنص أيضا ولكن قنص من نوع أخر، قنص المرأة لا قنص الحيوان فيروى بعض مغامراته مع النساء حيث يظهر أنه شخصا فاجرا عابثا ويتباهى بما يفعله من اعتداء على الحرمات والأعراض، ويصف حبيباته وصفا عجيبا تعيد لنا المنظر كأنه يحدث أمامنا، وكان قادر على تقمص تلك النساء في ما يصدر عنهن من كلام فكأن امرأة هي التي تتكلم أمامنا لا أننا نقرأ شعرا:

و يومَ دخلتُ الخِدرَ خِدر عنيزة فقالت: لك الويلاتُ إنك مُرْجلي

تقول وقد مال الغبيطُ بنا معًا: عقرتَ بعيري يا امرأَ القيس فانزِل

فقلتُ لها: سيري وأرخي زمامه ولا تُبْعديني مِن جَناك المعلَّل

فمثلِك حُبلى قد طرقتُ ومرضعٍ فألهيتُها عن ذي تمائمَ محوَلِ

إذا ما بكى مِن خلفها انصرفَتْ له بشِقٍّ، وتحتي شِقُّها لم يُحوَّل

ويومًا على ظهرِ الكثيبِ تعذَّرَتْ عليَّ، وآلَتْ حَلفةً لم تحَلَّلِ

أفاطمُ، مهلًا بعضَ هذا التدلُّلِ، وإن كنتِ قد أزمعتِ صرمي فأجمِلي

وإن تكُ قد ساءَتْك مني خليقةٌ فسُلِّي ثيابي مِن ثيابِك تنسُلِ

أغرَّكِ مني أن حُبَّكِ قاتلي، وأنكِ مهما تأمُرِي القلبَ يفعَلِ؟

وما ذرفَتْ عيناكِ إلا لتضرِبي بسهمَيْك في أعشارِ قلبٍ مُقتَّلِ

وبيضةِ خدرٍ لا يُرامُ خباؤُها تمتَّعْتُ مِن لهوٍ بها غيرَ مُعْجَلِ

تجاوزتُ أحراسًا إليها ومعشرًا عليَّ حِراصًا لو يُسرُّونَ مقتلي

إذا ما الثُّريا في السماءِ تعرَّضَتْ تعرُّضَ أثناءِ الوشاحِ المُفصَّلِ

فجئتُ وقد نضَّتْ لنومٍ ثيابَها لدى السِّترِ إلا لِبسةَ المتفضِّلِ

فقالت: يمينَ اللهِ ما لك حيلةٌ، وما إن أرى عنكَ الغَوايةَ تَنْجلي

خرَجْتُ بها أمشي تجرُّ وراءَنا على أثرَيْنا ذيلَ مِرطٍ مُرَحَّلِ

فلما أجَزْنا ساحةَ الحيِّ، وانتحى بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ

هصَرْتُ بفَوْدَيْ رأسِها فتمايلَتْ علَيَّ هضيمَ الكَشْحِ ريَّا المُخَلْخَلِ

مُهَفْهَفةٌ بيضاءُ غيرُ مفاضةٍ ترائبُها مصقولةٌ كالسَّجَنْجَلِ

كبِكرِ المقاناةِ البياضِ بصفرةٍ غذَاها نميرُ الماءِ غيرِ المُحلَّلِ

تصدُّ وتُبدي عن أسيلٍ، وتتَّقي بناظرةٍ مِن وَحْشِ وَجْرةَ مُطْفِلِ

وجيدٍ كجيدِ الرِّئْمِ ليس بفاحشٍ إذا هي نصَّتْه ولا بمُعطَّلِ

وفرعٍ يُغشِّي المتنَ أسودَ فاحمٍ أثيتٍ كقِنْوِ النخلةِ المُتَعَثْكِلِ

غدائرُه مُسْتَشْزَراتٌ إلى العُلى تضلُّ المداري في مُثنًّى ومُرْسَلِ

وكَشْحٍ لطيفٍ كالجَديلِ مُخصَّرٍ وساقٍ كأنبوبِ السَّقيِ المُذلَّلِ

وتعطو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنه أساريعُ ظَبْيٍ أو مساويكُ إِسْحَلِ

تُضيءُ الظلامَ بالعِشاءِ كأنها منارةُ مُمسى راهبٍ مُتبَتِّلِ

وتُضْحي فتيتُ المِسكِ فوق فراشِها نَؤُومُ الضُّحى لم تنتطِقْ عن تفضُّلِ

إلى مِثلِها يرنو الحليمُ صبابةً إذا ما اسبكَرَّتْ بين دِرعٍ ومِجْوَلِ

تسلَّتْ عَماياتُ الرِّجالِ عن الصِّبا وليس صِبايَ عن هواها بمُنْسَلِ

ألا رُبَّ خَصْمٍ فيكِ ألوى رددتُه نصيحٍ على تَعْذالِه غير مُؤْتَلِ

ج- قصص قصيرة في شعر عمر بن أبى ربيعة

يقال أن عمر حين تقدم في السن أقسم انه لو قال بيتا من الشعر أيا كان سيطلق جارية من جواريه، وكان قد انقطع عن الشعر لفترة، وفى يوم وجد حبيبين معا فسألهما: لما لا تتزوجان؟ فقال الشاب:أن والد الفتاة يطلب منه مهرا كبيرا، فأخذه عمر إلى والدها ودفع مهر الفتاة وتزوج الحبيبان، وأحس عمر برغبة في إلقاء الشعر، وكانت إحدى جواريه شاهدة في ذلك الموقف، فقال:

تقول وَليدَتي لمَّا رأتْني طرِبتُ وكنتُ قد أقْصرتُ حينَا

أراك اليوم قد أحدثتَ شوقًا، وهاجَ لك الهوى داءً دفينَا

وكنتَ زعمْتَ أنك ذُو عزاءٍ إذا ما شِئتَ فارقتَ القَرينَا

بربِّكَ هل أتاكَ لها رسولٌ فشَاقكَ أم لقيتَ لها خَدينَا؟

فقلت: شَكا إليَّ أخٌ مُحِبٌّ كبَعضِ زمانِنا إذ تَعلمينَا

فقصَّ عليَّ ما يَلقى بهندٍ فذكَّر بعضَ ما كُنَّا نَسينَا

وذو الشوق القديم، وإن تَعزَّى مَشوقٌ حين يلقى ألعاشقينا

وكمْ مِن خلَّةٍ أعرضتُ عنها لغَير قِلًي وكنتُ بها ضَنينَا

أردتُ فِراقَها وصبرتُ عنها ولو جُنَّ الفؤادُ بها جُنونَا

ولا أستطيع ألا أذكر قصيدته الجميلة التي تصف حدث من أهم أحداث الدولة العباسية:

ليتَ هندًا أنجزَتْنا ما تَعِدْ، وشفَتْ أنفُسنا ممَّا تجِدْ

واستبدَّتْ مرَّةً واحدةً إنَّما العاجِزُ مَن لا يَستبِدْ

زَعَمُوها سألتْ جارَاتِها، وتعرَّتْ ذات يومٍ تَبترِدْ

أكما يَنعتُني تُبصِرْنَني عَمرَكنَّ الله أم لا يقتصدْ؟

فتضاحَكَنْ وقد قُلنَ لها حسَنٌ في كلِّ عَينٍ من تَوَدْ

حَسَدٌ حُمِّلنَهُ مِن شأنِها وقديمًا كان في الناسِ الحَسَدْ

ولقد أذكُرُ إذ قلتُ لها ودُموعي فوقَ خدِّي تَطَّرِدْ

قلتُ مَن أنتِ فقالتْ أنا مَن شفَّهُ الوَجْدُ وأبلاه الكَمَدْ

نحنُ أهلُ الخِيفِ مِن أهلِ مِنَى ما لمَقتولٍ قَتلناهُ قَوَدْ

قلتُ أهلًا أنتمُ بُغيَتُنا فتَسمَّينَ فقالتْ أنا هِندْ

كلَّما قلتُ متى مِيعادُنا ضحِكتْ هند وقالتْ بعْدَ غدو بالنظر في هذه الأبيات فإنها تحولا مجموعة قصص، قصة الغيرة بين الفتيات وقصة الحب، ونلاحظ أنه يذكر أشياء تحدث في حياتنا العادية حين يحاول الفتى التقرب من فتاة فيخلق صلات بين أهله وأهلها ويقول لها أنهما شيء واحد ويذكر الشاعر أن حبيبته تستعين عليه بالسحر، وهو سعيد بذلك لكن وفى البيت الأخير يشبه قصة صاحب المطعم بقصة هند، فكلما قال لها متى ميعادنا؟ ضحكت وقالت: بعد غد. [3]

4- الشعر الكلاسيكي الحديث

بعض الشعراء كسروا البناء الكلاسيكي للقصيدة وكتبوا ما يسمى الشعر الحر (أي المنفلت) من الأوزان والقوافي، ومع ذلك حافظ الكثير من شعراء القرن العشرين على رونق الشعر التقليدي كما هو، وأضافوا إليه إبداعهم وروحهم.

من أشهر الشعراء الذين حافظوا على الشعر العربي الكلاسيكي محمود سامي البارودي، وهو رائد المدرسة الكلاسيكية في القرن العشرين، فبالرغم من أنه ولد في أواسط القرن التاسع عشر، وتوفى في أول القرن العشرين إلا أنه له فضل كبير في الحفاظ على الشعر الكلاسيكي من الاختفاء، وهو مؤسس مدرسة الإحياء والبعث، ومن أبرز تلامذة هذه المدرسة أحمد شوقى وحافظ إبراهيم.

وتشابهت خصائص الشعر في مدرسة الإحياء والبعث مع الشعر العربي الكلاسيكي في عدة أمور، وأضافوا إليها، ومن خصائص تلك المدرسة:

  • الإقلال من الموضوعات المتعلقة بالتفاخر الشخصي والاهتمام بالعامة من الناس.
  • اعتمد بشكل كبير على الكلمة ودورها في تقدم الشعوب فزادت الموضوعات التي تتعلق بآمال وطموحات الإنسان العربي، وكذلك موضوعات ذات طابع إنساني مثل الثقة بالنفس.
  • الاعتماد بشكل كبير على الخيال.
  • عدم الالتزام بالقافية الموحدة.
  • ظهور سمة جديدة وهي الاعتماد على الرمز.
  • أصبح وسيلة للتعبير بدقة عن المشاعر والأفكار، وتنوعت ألوانه وأغراضه. [4]

5- أهم الشعراء الكلاسيكيين في العصر الحديث

أ-حافظ إبراهيم

هو واحد من أهم شعراء الشعر الكلاسيكي في القرن العشرينن لقب بشاعر النيل، ولد فى مصر، وهو من أعضاء مدرسة الاحياء والبعث، نشأ يتيما وعاس حياة يملؤها القلق بسبب وضعه المعيشى السئ فأضطر أن يعمل وهو صغير، رٌفض من صحيفة الأهرام، وكان ملازما للشيخ محمد عبده، وفى عام 1911 تم تعيينه في دار الكتب المصرية ،وأدى ذلك إلى تطوير نظمه للشعر.

تميز شاعر النيل بذاكرة قوية أعانته على حفظ الكثير من القصائد كما كانت له بشهادة أصدقائه قدرة خارقة على القراءة السريعة، وكتب في الموضوعات السياسية والاجتماعية ومن أشهر قصائده قصيدة كتبها متحدثا بلسان حال اللغة العربية مدافعا عنها ضد الاتهامات التي نسبت إليهاو برع الشاعر في الرثاء.

ب- أحمد شوقى

من أهم وأشهر الشعراء الكلاسيكيين في القرن العشرين حصل على لقب أمير الشعراء بعد مبايعة زملائه له، تميز بكتابة الأشعار الوطنية والدينية، وأيضا الشعر المسرحى، وكانت له صلة بالخديوي إسماعيل وكان يكتب فيه قصائد مدح.

كان ثائرا على الاحتلال ونفى إلى إسبانيا عام1914وهناك أطلع على الأدب الأندلسي وأشاد به فى شعره، وكتب قصائد عن الحنين إلى الوطن فقد أمضى أربع سنوات منفيا عن مصر.خلف شوقى ديوان الشوقيات الصادر في أربعة أجزاء وهو أثمن ما خلفه شوقى.وقد أبدع فى كتابة المسرحيات الشعرية وكان أشهرها مصرع كليوباترا، مجنون ليلى، عنترة. [5]

وفى الختام، في موضوعنا الشعر العربى الكلاسيكي. فالشعر كان منذ زمن بعيد المتنفس الذي يلجـ إليه محبى الكتابة؛ للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وآرائهم السياسية أو الاجتماعية، وكما سبق فقد امتلأ العالم العربى منذ قديم الأزل بالعديد من الشعراء النوابغ التي مازالت قصائدهم عالقة في الأذهان.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة