تأثير جمال العيون على الشعر الصوفي

الكاتب : ياسمين جمال
26 يناير 2025
عدد المشاهدات : 18
منذ يوم واحد
عناصر الموضوع
1- مفهوم الرمز في الشعر الصوفي
2- العيون كنافذة للروح والاتصال الإلهي
3- أمثلة من أعمال كبار المتصوفة في وصف العيون
الشعر الصوفي للحلاج:
ابن سكرة
سمنون
4- الربط بين حب العيون والحب الإلهي في القصائد
ومن أشعار رابعة العدوية في الحب الإلهي:
أبيات شعر لأبن الفارض في العشق الإلهي:

عناصر الموضوع

1- مفهوم الرمز في الشعر الصوفي

2- العيون كنافذة للروح والاتصال الإلهي

3- أمثلة من أعمال كبار المتصوفة في وصف العيون

4- الربط بين حب العيون والحب الإلهي في القصائد

تعرف على البعد الروحاني لوصف العيون في الشعر الصوفي. علاوة على ذلك اكتشف كيف أصبحت العيون رمزًا للإشارة إلى الله والحب الإلهي في نصوص المتصوفة.

1- مفهوم الرمز في الشعر الصوفي

  • الرمز من أبرز القضايا النقدية التعبيرية في الشعر الصوفي. حيث شيد هذا النثر على الرمز. بسبب خجل وخوف الصوفيين من عرض أفكارهم فتباح دماؤهم، وقد يصبح الرمز الصوفي رمزاً للشيء ومقابله معاً. فالموت مثلاً رمزٌ للحياة لأنّ المدلول الصوفي للموت هو أنّه حياة أخرى، ولذلك يلقي الصوفيون في الحزن فرحاً، وفي الشقاء سعادةً، وفي التعب راحة.
  • ومن أبرز الرموز الصوفية المرأة، والطير، والماء، والنور، والخمر، والمعراج. علاوة على ذلك  فالمرأة لدى الصوفيين هي أجمل تجسدات الوجود، وهي دلالة النفس الكليّة، وإشارة إلى الرحم الكونية، وبوساطة رمز المرأة دمج الصوفيون بين المادي والروحي.
  • وأمّا الطير فهو دلالة بحثِ الصوفي عن العلم، وعلامة الخلاص من غربته الطينية، وأمّا الماء بأسمائه المتنوعة محيط وبحر ونهر، فهو دلالة لامتداد المعرفة والعلم الإلهيين.
  • ويعدّ النور رمز العلم والخلاص والحقيقة المحمدية بينما تدل الخمر على علم الذات الإلهية التي يثمل الصوفي بها.
  • أمّا رمز المعراج فقد استوحاه الصوفيون من إسراء النبي فجرّدوه من صفة التأريخ. علاوة على ذلك وعرضوه عرضا فنيّاً جمالياً ليعمل بوظائف دينية ومعرفية وفنية جمالية، فالمعراج الصوفي معراج معنوي روحي ونفسي وعقلي.علاوة على ذلك يدعو الصوفي بوساطته إلى الله سبحانه، وإلى شريعة محمد، كما يصدر معرفة صوفية في نزعةٍ تعليمية واضحة، فضلاً عن عرض نوعٍ أدبي حديث. [1]

2- العيون كنافذة للروح والاتصال الإلهي

  • تعد العيون في الشعر الصوفي نافذة إلى الروح، حيث تتعدين كونها مجرد عضو جسدي لتصير رمزًا للعمق الروحي والاتصال الإلهي.
  • في الأدب الصوفي، تعد العيون طريقة لإظهار الحب الإلهي والشوق إلى الائتلاف مع المطلق، هذا الاستعمال الرمزي للعيون يظهر الفهم الصوفي للعالم. حيث يطلع إلى الجمال الخارجي كمرآة للجمال الداخلي والروحي.
  • تُستخدم العيون كوسيلة للتأمل والتفكر في الجمال الإلهي. حيث تصير محورًا للكثير من القصائد الصوفية.
  • العيون في الشعر الصوفي ليست مجرد أداة للرؤية، ولكن هي وسيلة للاتصال مع العالم الروحي، يظن أن العيون تظهر الحالة الروحية للشخص، وتوضح ما لا تستطع للكلمات التعبير عنه.
  • الكثير من القصائد الصوفية. علاوة على ذلك توصف العيون بأنها تولى أسرار الروح. بالإضافة إلى ذلك وتظهر الحقائق الخفية، هذا الاستعمال للعيون كرمز للروحانية يظهر الإيمان الصوفي بأن الجمال الفعلي يكمن في الداخل، وأن العيون هي الأداة التي تستطع عن طريقها البلوغ إلى هذا الجمال.
  • تعد العيون في الشعر الصوفي دلالة للحب الإلهي. بالإضافة إلى ذلك يستعمل هذا الرمز لتجسيد الشوق إلى الاتحاد مع الله، وتعد العيون وسيلة للاتصال مع الحبيب الإلهي، في هذا المضمون، تعد العيون طريقة لتبين الحب والشوق، وتستعمل لإيضاح العلاقة الحميمة بين العاشق والمعشوق، هذا الاستخدام للعيون كعلامة للحب يظهر المفهوم الصوفي للعلاقة بين الإنسان والله، حيث يطلع إلى الحب كطريقة للبلوغ إلى الاتحاد الروحي.
  • تعد العيون في الشعر الصوفي دلالة للجمال الإلهي. بالإضافة إلى ذلك يستعمل هذا الرمز لتبين الجمال الذي يتعدي العالم المادي، ويعد أداة للتأمل في الجمال الإلهي.
  • تستعمل العيون كأداة لتوضيح الجمال الذي لا نستطع رؤيته بالعين المجردة. ولكن يدركه القلب والروح. بالإضافة إلى ذلك هذا الاستعمال للعيون كدلالة للجمال يظهر الفهم الصوفي للجمال كطريقة للبلوغ إلى الحقيقة الإلهية. [2]

3- أمثلة من أعمال كبار المتصوفة في وصف العيون

  • الشعر الصوفي للحلاج:

“العَيْـنُ تُبـْـصِرُ مَن تَهْوَى وتَفقده.

ونَاظِرُ القَلْبِ لا يَخْلُو مِـــن النَّظَر.

إن كَانَ لَيْسَ معي فَالذَّكَرُ مِنهُ مَعْي.

يَرَاهُ قلبي وإنّ غَابَ عَنْ بَصَرِي.

الوَجْدُ يُطربُ مَن فِي الوَجْدِ راحته.

والوَجْدُ عِنْدَ وُجُودِ الحَقِّ مَفْقُود

قَدْ كَانَ يُوحِشُني وَجدْي ويُؤنِسُني

لِرُؤيةِ وَجْدِ مَن فِي الوَجْدِ موجود” [3]

  • ابن سكرة

مستهامٌ ضاق مذهبهُ

في هوى من عز مطلبه

كل أمري في الهوى عجبُ

وخلاصي منه أعجبهُ

لي حبيبٌ كله حسنٌ

فعيون الناس تنهبه

صيغ من ماءٍ ولي نظرٌ

ليس يروي حين يشربه

ضاع من عيني فمقلتها

في بحار الدمع تطلبه

منعتني من مقبلهِ

حين أدنو منه عقربه

واستدارت فهي تحرسه

من فمي بخلاً وترقبه [4]

  • سمنون

بكيت ودمع العين للنفس راحة

ولكن دمع الشوق ينكل به القلبُ.

وذكرى لما ألقاه ليس بنافعي

ولكنه شيء يهيج به الكرب

فلو قيل لي من أنت قلت معذباً.

بنار مواجيد يضرمها العتب

بليت بمن لا أستطيع عتابه.

ويعتبني حتى يُقال لي الذنب. [5]

4- الربط بين حب العيون والحب الإلهي في القصائد

  • قال الطوسي في الشعر الصوفي :

بأنها هي حال ” لعبد نظر بعينه إلى ما أنعم الله به عليه، ونظر بقلبه إلى قرب الله تعالى منه وعنايته به، وحفظه وكلاءاته له، فنظر بإيمانه وحقيقة يقينه إلى ما سبق له من الله تعالى من العناية والهداية وقديم حب الله له، فأحب الله عزّ وجلّ ”.

  • ومن أشعار رابعة العدوية في الحب الإلهي:

عرفت الهوى مذ عرفت هواك

وأغلقت قلبي عمن سواك

وكنت أناجيك يا من ترى

خفايا القلوب ولسنا نراك

أحبك حبين حب الهوى

وحبا لأنك أهل لذاك

فأما الذي هو حب الهوى

فشغلي بذكرك عمن سواك

وأما الذي أنت أهل له

فكشفك للحجب حتى أراك

فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي.

ولكن لك الحمد في ذا وذاك.

أحبك حبين حب الهوى

وحبا لأنك أهل لذاك

وأشتاق شوقين. شوق النوى

وشوقا لقرب الخطى من حماك

فأما الذي هو شوق النوى

فمسري الدموع لطول نواك

وأما اشتياقي لقرب الحمى

فنار حياة خبت في ضياك

ولست على الشجو أشكو الهوى

رضيت بما شئت لي فـي هداكا

يا سروري ومنيتي وعمادي

وأنيسي وعدتي ومرادي

 روح الفؤاد أنت رجائي

أنت لي مؤنس وشوقك زادي

وأنت لولاك يا حياتي وأنسي

مـا تشتت في فسـيح البلاد

كم بدت منةٌ، وكم لك عندي.

من عطاء ونعمة وأيادي

حبك الآن بغيتي ونعيمي

وجلاء لعين قلبي الصادي

إن تكن راضياً عني فإنني

يا منى القلب قد بدا إسعادي

  • أبيات شعر لأبن الفارض في العشق الإلهي:

ولقد خلوت مع الحبيب وبيننا

سر أرق من النسيم إذا سرى.

وأباح طرفي نظرة أملتها

فغدوت معروفا وكنت منكرا

فدهشت بين جماله وجلاله

وغدا لسان الحال مني مجهرا [6]

في الختام، تُعد العيون في الشعر الصوفي دلالة قوية للروحانية والحب والجمال. بالإضافة إلى ذلك تستعمل العيون كأداة لتوضيح الشوق إلى الجمع مع الله، وكأداة للتأمل في الجمال الإلهي. علاوة على ذلك هذا الاستعمال الرمزي للعيون يظهر الفهم الصوفي للعالم، حيث يطلع إلى الجمال الخارجي كمرآة للجمال الداخلي والروحي.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة