علم الإجتماع وتحديات التعليم العالي
عناصر الموضوع
1- قياس مدى استعداد الطلاب لسوق العمل
2- تحليل الأسباب التي تدفعهم لاختيار تخصصات معينة
3- هل تقدم الجامعات برامج توجيه مهني فاعلة؟
4- ربط الجامعات بالمؤسسات الصناعية لتنمية المهارات
5- تحسين طرق التدريس بمراعاة الفروق الثقافية
علم الاجتماع يدرس كيف يتعامل الناس مع بعضهم البعض في مجتمعاتهم، ويشمل كل شيء من القيم والعادات حتى العلاقات الاجتماعية. وعند ربط هذا بالتعليم العالي، نجد أن هناك تحديات كثيرة مثل زيادة أعداد الطلاب، اختلاف الثقافات، وتأثير التكنولوجيا. علاوة على ذلك كل هذه التحديات تؤثر على شكل التعليم ومستقبله، وهذا يجعلنا نفكر كيف يمكننا تطوير النظام ليخدم الجميع بشكل أفضل.
1- قياس مدى استعداد الطلاب لسوق العمل
لكي نعلم إذا كان الطلاب مستعدين لسوق العمل أم لا، يجب أن ننظر إلي عدة أشياء:
- هل هم متقنين للمهارات التي يحتاجها تخصصهم، مثل البرمجة أو التصميم أو أي مهارة عملية؟
- هل لديهم مهارات شخصية تمكنهم من الخوض في سوق العمل، مثل التواصل، العمل الجماعي، كيفية التعامل مع المشاكل؟
- هل الطلاب يدركون السوق نفسه، يعلمون ما هي الشركات المتاحة، وما المهارات المطلوبة حاليا؟
- التكيف مع بيئة العمل هام وضروري، هل يستطيع الطلاب التعامل مع الضغط والالتزام؟
كل هذا يمكن قياسه من خلال اختبارات، مشاريع، تدريبات، وأيضا رأي الشركات التي قاموا بالعمل فيها خلال فترة التدريب. [1]
2- تحليل الأسباب التي تدفعهم لاختيار تخصصات معينة
الطلاب يقوموا باختيار تخصصاتهم لأسباب كثيرة، وكل طالب يكون لديه دوافعه الخاصة، منهم من يختار بناء على شغفه وحبه لمجال معين مثل الرسم أو التكنولوجيا. وهناك من يختار بناء على كلام الأهل والمجتمع مثل اعتقاد أن الطب والهندسة هما أفضل وظائف ذات قيمة، وعلم الاجتماع يفسر جميع تلك الأسباب.
إلينا بعض الأسباب التي تدفع الطلاب لاختيار تخصصات معينة:
- الاهتمامات الشخصية والشغف : حيث أن اختيار التخصص يكون بناء على حب المجال أو الرغبة في التعليم فيه.
- تأثير المجتمع والأسرة: ضغط الأسرة على الطالب لتحقيق رغبتهم في رؤيته في مجال معين يتوافق مع أحلامهم وأمانيهم.
- الوضع المادي والاقتصادي: حيث حاليا يسعى جميع الطلاب لاختيار تخصص يضمن ويوفر فرص عمل ذات دخل مادي جيد ومرتفع. نظرا لظروف المعيشة الصعبة التي يمر بها مجتمعنا.
- سوق العمل: الاتجاه نحو التخصصات المطلوبة حاليا مثل التكنولوجيا والبرمجة، وتجنب التخصصات ذات الفرص الوظيفية المحدودة.
- التأثير الإعلامي: الشباب حاليا ينبهروا بالمهن التي تظهر بشكل جذاب في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وكذلك التأثر بالمؤثرين في مجالات معينة. [2]
3- هل تقدم الجامعات برامج توجيه مهني فاعلة؟
هناك جامعات تقوم بتقديم برامج توجيه مهني فعالة، وتساعد الطلاب في إيجاد طريقهم بعد التخرج، أيضا بعض الجامعات تنظم ورش عمل لتعليم الطلاب كيفية كتابة سيرة ذاتية جيدة، والاستعداد لمقابلات العمل. أيضا هناك مكاتب إرشاد مهني تساعدهم في اختيار التخصص أو المجال الذي يناسب قدراتهم واهتماماتهم.
لكن في حقيقة الأمر ليست كل الجامعات تنجح في هذا الأمر،هناك جامعات تنجح في تقديم برامج عامة جدا. مجرد نشاط على ورق، وتكون غير مناسبة لجميع الطلاب. أيضا هناك جامعات ليس لديها شراكات قوية مع الشركات أو سوق العمل، لا تستطيع توفير فرص تدريب جيدة أو حتى توجيه واقعي.
الجامعات الناجحة في التوجيه المهني هي التي تقوم بتوفير تدريب عملي، وتقوم بعمل شراكات مع شركات، وتساعد الطلاب حتى بعد التخرج عند تواجد توازن بين كل هذا، سيجد الطلاب دعم حقيقي يجهزهم لسوق العمل. [3]
4- ربط الجامعات بالمؤسسات الصناعية لتنمية المهارات
الجامعات تقوم بإعطاء فرص تدريب عملية في الشركات ليستطيع الطلاب تطبيق ما تعلموه داخل الكلية. هناك شراكات بين الجامعات والشركات في أبحاث تساعد في تطوير الصناعة. وتعلم الطلاب أشياء جديدة، الجامعات أيضا تقوم بتحديث المناهج لكي تناسب سوق العمل واحتياجات الشركات. في بعض الجامعات الطلاب يقوموا بالعمل في برامج تجمع بين الدراسة والتدريب في الشركات، لكي يكونوا جاهزين لسوق العمل. أيضا الشركات تنظم ورش عمل مع الجامعات لتعليم الطلاب مهارات جديدة، خصوصا في مجالات التكنولوجيا.
بعد التدريب، الشركات توفر فرص توظيف للطلاب الذين كانوا داخل التدريب العملي في الشركة. الطلاب المشاركين في تلك البرامج يكتسبوا مهارات عملية تجعلهم جاهزين للعمل في مجالاتهم. [4]
5- تحسين طرق التدريس بمراعاة الفروق الثقافية
تحسين طرق التدريس مع مراعاة الفروق الثقافية هو شيء ضروري في العصر الحالي، خصوصا إن الفصول أصبحت أكثر تنوعا من أي وقت مضى، فعندما يهتم المعلمون باختلاف الخلفيات الثقافية للطلاب، هذا يخلق بيئة تعليمية أكثر شمولا وفعالية، وهنا تظهر أهمية دور علم الاجتماع في خدمة المجتمع في الربط بين طرق التدريس والفروق الثقافية للطلاب.
لا بدَّ أن يكون المعلم مدرك أن كل طالب يأتي من بيئة وثقافة مختلفة عن الآخر، وهذا يؤثر على طريقة استيعابه، فيجب على كل معلم أن ينوع بين أساليب الشرح مثل النقاش، الفيديوهات،أو الأنشطة الجماعية بدلا من توحيد طريقة الشرح لكل الطلاب، يجب أن يحاول إضافة أمثلة من ثقافات مختلفة، وأفكار متنوعة في الشرح ليشعر كل طالب أنه جزء من الدرس، أيضا تشجيع الطلاب على الحديث عن تجاربهم أو ثقافاتهم.
وهذا يخلق جو عام جيد داخل الفصل ويعزز الفهم بينهم، أيضا يحتاج المعلمون تدريبات تعلمهم كيفية التعامل مع التنوع الثقافي بشكل أفضل، كذلك البعد عن التحيز في التعامل مع الطلاب، والمساواة بينهم جميعا. علاوة على ذلك التفكير في طرق تقييم تكون مرنة وتراعي الاختلاف بين الطلاب سواء في الخلفية الثقافية أو اللغة، أيضا جعل الفصل بيئة آمنة وإيصال هذا الشعور للطلاب أن كلا منهم لن يتم الحكم عليه، بسبب ثقافته. بالإضافة إلى ذلك استخدام أمثلة وقصص من دول مختلفة لكي توسع أفق الطلاب، وتجعلهم يروا العالم بشكل أكبر، كل هذا يقوم على علم الاجتماع وأهميته، ويجعل التعليم أكثر شمولية، ويخلق تجربة مفيدة وممتعة لجميع الطلاب. [5]
وأخيرا في مقال علم الإجتماع وتحديات التعليم العالي. فإن علم الاجتماع يساعد في فهم التحديات التي يواجهها التعليم العالي، مثل الفروق الاجتماعية، ومتطلبات سوق العمل، وإذا ركزت الجامعات على تحقيق المساواة وربط التعليم باحتياجات المجتمع، سنستطيع أن نجعل التعليم العالي أداة حقيقية للتقدم والتغيير.
المراجع
- oktamamقياس مدى استعداد الطلاب لسوق العمل - بتصرف
- ejabaتحليل الأسباب التي تدفعهم لاختيار تخصصات معينة - بتصرف
- shabablakهل تقدم الجامعات برامج توجيه مهني فاعلة - بتصرف
- geldahshanربط الجامعات بالمؤسسات الصناعية لتنمية المهارات - بتصرف
- ejabaتحسين طرق التدريس بمراعاة الفروق الثقافية - بتصرف