قصة نبى الله نوح والطوفان

الكاتب : أميرة ياسر
02 نوفمبر 2024
منذ 3 أسابيع
عناصر الموضوع
1- دعوة نبي الله نوح لقومه
2- موقف قوم نوح من دعوته
3- غرق الكافرين بالطوفان ونجاة المؤمنين
4- حوار نوح مع إبنه
5- موقف إمرأة نوح
6- الدروس المستفادة من قصة سيدنا نوح
7- الحياة بعد الطوفان ونجاة المؤمنين

عناصر الموضوع

1- دعوة نبى الله نوح لقومه

2- موقف قوم نوح من دعوته

3- حوار نوح مع ابنه

4- موقف امرأة نوح من دعوته

5- غرق الكافرين ونجاة المؤمنين

6- الدروس المستفادة من قصة سيدنا نوح

7- ماذا حدث بعد الطوفان؟

” ارسل الله الرسل لهداية الناس إلى طريق الحق والصواب فالرسل هم المصابيح التي ترشد البشر وتأخذ بأيديهم حتى يرضى الله تعالى عنهم وقد أيد الله الرسل بأيات و معجزات حتى تكون دلائل على قدرته وعظمته، وليخوف الذين يكفرون به وينذرهم وقد عاقب الله قوم سيدنا نوح فى الدنيا قبل الآخرة وارسل عليهم الطوفان”.

1- دعوة نبي الله نوح لقومه

ارسل الله نبيه نوح ألى قومه يدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد فقد كانوا يعبدون الأصنام فدعاهم نوح عليه السلام لعبادة الله واستخدم في دعوته شتى الطرق بالترغيب والترهيب ليتركوا عبادة تلك الأصنام ويعبدوا الله وحده، وأخبرهم عليه السلام أنه لا يريد منهم أجر إنما يبتغى الأجر من الله ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء: 164] فهو مبلغ رسالة الله إليهم، وما كان من قومه إلا أنهم لم يستجيبوا لدعوته، ووصفوه بالضلال فقالوا:(إنا لنراك في ضلال مبين) الأعراف60 وأصروا على كفرهم وعنادهم، ﴿وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾ [سورة نوح: 23]

وقد ظل نوح يدعو قومه ألف سنة، ولم يلبوا دعوته ويستجيبوا لندائه حتى أخبره الله تعالى بما سيفعله قومه: ﴿ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾ [سورة نوح: 23] [1]

2- موقف قوم نوح من دعوته

استكبر قوم نوح من دعوته ولم يستجيبوا له بل ظلوا يسخرون منه ويتمادون في طغيانهم وضلالهم، بل وصفوا نبي الله بالضلال(إنا لنراك في ضلال مبين)، وهذا حال الفجار والكفار دائمًا؛ حيث يرون الأبرار والأخيار في ضلالة، قال تعالى:﴿ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هؤلاء لَضَالُّونَ﴾ [المطففين: 32]

نجد أيضا أن هؤلاء القوم الطاغون كانوا يستهزئون من الذين آمنوا مع نوح عليه السلام، ويصفوهم بأحقر الألفاظ، وأرذلها؛ فهذا هو حال الكفار والمستكبرين في كل عصر، يصفون اتباعه الحق بالسوء وأنهم يبغون الفساد في الأرض، ويعكرون صفو الحياة ورونقها وبهجتها، قال تعالى على لسان قوم نوح ﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ﴾وقال تعالى: ﴿ ۞ قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ﴾ [الشعراء: 111]

3- غرق الكافرين بالطوفان ونجاة المؤمنين

استجاب لدعوة نوح ثلاثة من أبنائه، أما الابن الرابع لم يقبل دعوة والده، كحال القوم الرافضين لهذه الدعوة، وبقى في كفره وعصيانه وعندما أوحى الله تعالى إلى نوح، قال تعالى: ﴿ وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ  فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [هود: 36] أمره الله أن يصنع سفينة ويحمل فيها من كل زوجين اثنين، وهى العلامة على مجئ الطوفان بعد ذلك، قال تعالى: ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ۙ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ﴾ [المؤمنون: 27]

أخذ نوح عليه السلام يصنع السفينة فوق رمال الصحراء، وساعده في ذلك كل من آمن معه.وسخر منه قومه قائلين اتصنع سفينة في الصحراء؟ أين الماء؟ أين البحر؟ وكان يصبر نوح عليه السلام على أذاهم وسخريتهم تنفيذا لأمر الله تعالى، وحين أتى أمر الله وفار التنور وبدأت الأمطار تهطل بغزارة من السماء والماء يخرج من كل مكان وبرق البرق ورعد وأصبحت الأرض كلها عيونا، وكل كافر يصرخ و يجرى من الخوف والفزع، وارتفعت السفينة فوق الماء وغرق كل من كفر. [2]

4- حوار نوح مع إبنه

رأى نوح ابنه كنعان يقاوم الغرق فتحركت فيه عاطفة الأبوة هتف بولده يناديه ليركب السفينة مع المؤمنين(ونادى نوح ابنه وكان فى معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين)فكان رد الابن عليه(سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) فرد نوح(قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم) وفى نداء نوح عليه السلام لابنه دلالة على الحنان والرأفة والرحمة والتل طف والتودد وقال له لاتكن مع وليس من للدلالة على أمل سيدنا نوح بأن يكون ابنه من المؤمنين، أما الابن فغير مبال بتأثر الوالد وشفقته فالبنوة العاقة لا تحفل بالأبوة الملهوفة. ولم يستمر الحوار بينهما طويلًا وسرعان ما حال الموج بين الأب وابنه

وكانت هذه الفرصة الأخيرة له، ولكنه لم يكن من المؤمنين وظل مصرا على كفره، وكان من المغرقين(وحال بينهما الموج فكان من المغرقين)هود42 [3]

5- موقف إمرأة نوح

كانت امرأة نوح كافرة فكانت مثالًا على انحراف آلإنسان عن الحق والخير فبالرغم من كونها زوجة نبي الله نوح ومن الطبيعي أن تكون مع زوجها خاصة وأن كل الأدلة تبين أن دعوة نوح هي الحق إلا أنها كذبته وكانت تقول للناس عنه أنه مجنون، وخانت نبي الله في دينه فلم تؤمن به  وذكر الله عز وجل خيانتها لسيدنا نوح عليه السلام فقرنها بامرأة نبي الله لوط التي كانت تخونه في دعوته ودينه أيضا، قال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ منْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾ [التحريم: 10] وبين الله تعالى أنها ستدخل النار جزاء كفرها بالله، كما أن زوجها النبي الصالح لن يفيدها بشئ ولن يمنع عنها العذاب، فكل إنسان مسئول عما يفعل سواء خيرا أو شرا(وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه).[4]

6- الدروس المستفادة من قصة سيدنا نوح

  • تمثل قصص الأنبياء مراكز للتأهيل للدعوة إلى إظهار الحق وإبطال الباطل، وكذلك تعتبر مدارس للتدريب على الصبر والجهاد في الدعوة من أجل صلاح العباد وفلاحهم في الدنيا والآخرة.
  • الثبات على المبدأ خاصة إذا كان صواب وتحمّل الصعاب والمشاق من أجل نشره بين الناس وعدم اليأس مهما كان الأمر صعب في البداية فالله مع الذين آمنوا.
  • الأبوة الفطرية الصادقة التي تمتع بها سيدنا نوح كانت الدافع وراء صبر نوح على ابنه ودعوته مرارا لدين الله حتى أثناء الطوفان لكن ذلك لن يغنى عند الله شيئا عندما يكون الابن عاق ومصر على كفره وقتها يأتي أمر الله الذي لا راد له فيجزى الله أهل الكفر أن يتحلى بالشجاعة أمام أهل الطغيان لأنه على حق
  • الصبر على أداء التكاليف التي أمرنا الله تعالى بها، والصبر على أذى الجهلاء والسفهاء، والصبر في مواجهة أعداء الله، والصبر على صعاب الحياة عامة، فقد مكث نوح يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين.
  • طاعة الله على حساب البشر؛ فقد خالف سيدنا نوح ولده لأنه عاصى لله، ولم يثنيه شئ عن دعوته لله.
  • يجب أن تكون على ثقة بأن الله قادر على كل شئ وبيده الأمر كله، فالله صانع المعجزات وقادر على تغيير كل المعطيات ليأتي بالنتائج بأسباب أو بدون أسباب.
  • أن القرابة لا اعتبار لها في ميزان الشرع وكذلك السلطان والجاه والمال، لكن العبرة أولا وأخرا بالعمل الصالح، والعلاقة الصحيحة مع الله، أما غير ذلك لا يجدى عند الله شيئا.
  • إن الإنسان الحكيم عندما يتلقى شبهات خصمه وأكاذيبه يتلقاها بقلب سليم وعقل رحب يرد عليها بالذي يدحضها من قواعدها.
  • الشجاعة في إبداء الرأي الصواب والغيرة على الحق فالمؤمن يجب أن يتحلى بالشجاعة أمام أهل الطغيان لأنه على حق.
  • النصر في النهاية للمؤمنين المتقين، قال الله تعالى: ﴿ فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ [الشعراء: 119]، أما العدوان فعلى الظالمين: ﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ﴾ [سورة الشعراء: 120]
  • العفاف وعدم النظر إلى ما في أيدى الناس من نعم والاستخفاف بما يمتلكون وإيثار ما عند الله على ما عندهم وكان ذلك واضحًا عندما صارح نوح قومه بأنه لا يريد منهم أجرا على ما يدعوهم إليه وانه يدعوهم إلى ما فيه صلاحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
  • الإنسان العاقل يسدى لغيره النصيحة بأساليب متنوعة مرة بالترهيب ومرة بالترغيب و أحيانا بالتأمل وهكذا، ولا يسأم من إسداء النصح لقومه ويبذل ما في وسعه في نصح أهله ويكون هدفه في ذلك رضا الله تعالى. [5]

7- الحياة بعد الطوفان ونجاة المؤمنين

بعد أن بلعت الأرض ماءها وانقشعت السماء غيومها وأصبح لا يوجد على الأرض سوى المؤمنين وظل نوح عليه السلام بعد الطوفان زمنا يعلم المؤمنين شئون دينهم ودنياهم.

وبعد زمن مات كل المؤمنين بطبيعة الحال ولم يبق إلا أولاد نوح عليه السلام وهم سام وحام ويافث وقد تركوا خلفهم ذريتهم فتفرقوا في الأرض وعمروها، قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ﴾ [الصافات: 77]

ونجد أنه بالرغم من كفر زوجة سيدنا نوح إلا أنه لم يتبعها واتبع الحق ومضى في دعوته لقومه وكذلك لم ينصاع لابنه الذي لم يؤمن معه، وأن استهزاء قوم نوح به لم يثنيه عن دعوته وإنما صبر على الأذى حتى أتى أمر الله، فالحق ينتصر مهما تأخر في البداية.

يواجه أهل الإيمان في رسالتهم السامية التي كلفهم الله بها صعاب من أهل الشرك كما حدث مع سيدنا نوح في دعوته لقومه وتكذيب زوجته له وسخرية القوم منه ولكنه صبر حتى أتى نصر الله بنجاة المؤمنين وغرق الكافرين، فالنصر في النهاية لأصحاب الرسالة النبيلة الأخيار مهما طال بهم الأمد.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة