ماذا يفعل السمندر؟
عناصر الموضوع
1- وصف السمندر
2- أين يعيش السمندر؟
3- تغذية السمندر
4- التكاثر عند السمندر
5- أنواع السمندر
السَّمَنْدَر أو السَّلَمَنْدَر هو كائن برمائي يتبع فصيلة ذوات الذيل. تشتهر هذه الكائنات بجسمها الطويل الرشيق وذيلها الطويل، مما يجعلها تشبه السحالي في المظهر.
ارتبط السمندر بالنار في العديد من الحضارات القديمة. كانت هناك اعتقادات بأن السمندر يولد من النار، ويمكنه العيش فيها دون أن يحترق. هذا الاعتقاد ربما نشأ من رؤية السمندر يخرج من جذوع الأشجار المحترقة، حيث كان يختبئ خلال النهار.
1- وصف السمندر
السمندر، هذا الكائن البرمائي الساحر، هو شاهداً حياً على تطور الحياة على كوكبنا. يعود تاريخه إلى ملايين السنين، ويحمل في طياته أسراراً وألغازاً لا تزال تثير فضول العلماء والباحثين. بجسمه النحيل وذيله الطويل وألوانه المتنوعة، يعتبر السمندر من أقدم الفقاريات الحية، ويمثل حلقة وصل مهمة بين الحياة المائية والحياة البرية.
يتميز السمندر بجسمه الأسطواني الطويل وذيله الطويل الذي يشبه السوط. يختلف طوله بشكل كبير بين الأنواع، فبعضها لا يتجاوز بضعة سنتيمترات، بينما يصل طول بعض الأنواع العملاقة إلى متر ونصف. يغطي جسمه جلد رطب زلق، غني بالغدد التي تفرز مادة مخاطية تحميه من الجفاف وتساعده على التنفس من خلال الجلد.
تبدأ حياة السمندر كيرقة تعيش في الماء وتتنفس بواسطة الخياشيم. مع نموها، تخضع لعملية تحول تدريجية تعرف بالأنماط، حيث تفقد الخياشيم وتنمو رئتان تمكنها من التنفس الهواء. ومع ذلك، يستمر بعض الأنواع في الاحتفاظ بخياشيمها طوال حياتها.
يوجد أكثر من 550 نوعاً من السمندر، تنتشر في جميع أنحاء العالم، باستثناء القارة القطبية الجنوبية. تعيش هذه الأنواع في بيئات متنوعة، من الغابات المطيرة إلى الجبال العالية، ومن البحيرات إلى الأنهار. تختلف ألوان وأحجام السمندر بشكل كبير بين الأنواع، مما يعكس التنوع البيولوجي الهائل لهذه المجموعة من البرمائيات.
2- أين يعيش السمندر؟
التاريخ التطوري والانتشار الجغرافي المبكر:
يعود أصل السمندر إلى العصر البرمي الأوسط والأواخر، حيث انفصل عن باقي البرمائيات وتطور بشكل مستقل. تشير الحفريات المكتشفة في الصين وكازخستان إلى أن السمندر كان موجوداً منذ العصر الجوراسي الأوسط، أي قبل حوالي 164 مليون سنة. تشابه السمندر مع السحالي يعود إلى أصل تطورى مشترك، حيث ورثا عن سلف مشترك جسمًا بدائيًا رباعي الأرجل.
الانتشار الجغرافي الحالي:
يقتصر انتشار السمندر حاليًا على القارة الشمالية والإقليم المداري الجديد. لا يتجاوز انتشاره جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط والهيمالايا وحوض الأمازون في أمريكا الجنوبية. في المناطق القطبية الشمالية، يقتصر وجود السمندر على المناطق الجنوبية من خط الشجر، حيث تتواجد أنواع مثل السمندر السيبيري والسمندر البقع الزرقاء والنيوط خشن الجلد.
التوزيع الجغرافي القديم:
يشير التوزيع الجغرافي الحالي للسمندر إلى أنه كان ينتشر قديماً في قارة لوراسيا. ومع ذلك، تمكن بعض الأنواع، مثل سمندر اللسان المشروم، من غزو أمريكا الجنوبية قادماً من أمريكا الوسطى في بداية العصر الميوسيني. كما وجدت أحافير لسمندر في جزر الكاريبي تعود إلى العصر الميوسيني المبكر.
التنوع والانتشار في أمريكا الشمالية:
تضم أمريكا الشمالية أكبر تنوع لأنواع السمندر، حيث يتركز ثلث الأنواع المعروفة في العالم في هذه القارة. جبال الأبالاش تعتبر مركزًا للتنوع البيولوجي للسمندر، حيث يُعتقد أن سمندر عديم الرئة قد نشأ في جداولها الجبلية.
التكيف والتوزيع:
تتميز بعض أنواع السمندر بقدرة أكبر على التكيف مع البيئات المختلفة والانتشار إلى مناطق واسعة، مثل السمندر الشحمي الشمالي. بينما تفضل أنواع أخرى بيئات أكثر تخصصية، مثل السمندر الخدود البنية الجنوبي الذي يقتصر على المناطق الرطبة والباردة.
يعد سمندر أندرسون استثناءً، حيث إنه واحد من الأنواع القليلة جدًا التي تستطيع العيش في المياه المالحة أو المياه المسوسة.
توزيع السمندر الجغرافي والتاريخي يسلط الضوء على تاريخ تطوره وتكيفه مع البيئات المختلفة. على الرغم من أن السمندر كان ينتشر قديماً في مناطق واسعة، إلا أن توزيعه الحالي يقتصر على مناطق محددة. يعتبر فهم هذا التوزيع أمرًا حيويًا للحفاظ على هذه الكائنات الفريدة. [1]
3- تغذية السمندر
نظام غذائي وتكيفات فموية لدى السمندر
التنوع الغذائي:
السمندر حيوان مفترس انتهازي يتميز بتنوع غذائي واسع. يتغذى على مجموعة واسعة من الكائنات الحية، بدءًا من الحشرات الصغيرة وحتى الثدييات الصغيرة في بعض الأنواع الكبيرة مثل السمندر العملاق الياباني. يعتمد النظام الغذائي للسمندر بشكل كبير على البيئة المتاحة والأنواع المتوفرة من الفرائس.
تكيفات فموية:
تطورت لدى السمندر مجموعة من التكيفات الفموية التي تمكنه من اصطياد فرائسه بفعالية:
- الأسنان: تمتلك معظم أنواع السمندر، بما في ذلك اليرقات، أسنانًا صغيرة في الفكين العلوي والسفلي. تختلف وظيفة الأسنان باختلاف عمر السمندر، حيث تكون أسنان اليرقات مدببة الشكل، بينما تكون أسنان البالغين أكثر تكيفًا للإمساك بالفريسة. تتميز أسنان السمندر البالغة بمرونة تسمح لها بالانحناء إلى الداخل، مما يمنع الفريسة من الهروب.
- اللسان: يلعب اللسان دورًا حاسمًا في عملية الصيد لدى السمندر. يتميز اللسان بكونه لزجًا وقادرًا على الانطلاق بسرعة لالتقاط الفريسة. تختلف آلية عمل اللسان باختلاف الأنواع، فبعض الأنواع ترتبط ألسنتها بقاع الفم، بينما تكون ثابتة على عظمة اللامي في أنواع أخرى.
- العضلات: تمتلك السمندر عضلات متخصصة تساعدها على إطلاق اللسان بسرعة وسحبه مرة أخرى. تلعب هذه العضلات دورًا مهمًا في زيادة كفاءة عملية الصيد.
آلية الصيد:
تتميز عملية الصيد لدى السمندر بالسرعة والدقة. يبدأ السمندر بتحديد موقع فريسته، ثم ينطلق لسانها اللزج بسرعة لالتقاطها. تساعد الأسنان الحادة على تثبيت الفريسة داخل الفم، وتمنعها من الهروب.
- السمندر عديم الرئة: يمتلك السمندر عديم الرئة نظام تغذية متطورًا، حيث يستخدم عضلاته اللامية لإطلاق لسانه بقوة وسرعة أكبر.
- صفاريات: تتغذى بعض أنواع السمندر، مثل صفاريات، على النباتات والطحالب، مما يجعلها استثناءً بين البرمائيات.
يعتبر السمندر مثالًا رائعًا على التكيفات التي تطورت لدى الحيوانات لتلبية احتياجاتها الغذائية. من خلال مجموعة متنوعة من التكيفات الفموية، تمكن السمندر من تطوير نظام غذائي مرن وفعال، مما ساعده على البقاء والتكاثر في بيئات مختلفة.
4- التكاثر عند السمندر
تكاثر السمندر عملية مثيرة للاهتمام تتضمن تحولات مذهلة. تختلف تفاصيل هذه العملية باختلاف الأنواع، ولكن بشكل عام، يمكن تقسيمها إلى المراحل التالية:
التزاوج:
- الطقوس: يسبق التزاوج عادة طقوس تزاوج معقدة تختلف باختلاف الأنواع. قد تشمل هذه الطقوس إصدار أصوات معينة، أو إطلاق مواد كيميائية (فيرمونات) لجذب الشريك، أو رقصات تعبيرية.
- الإخصاب: يمكن أن يكون الإخصاب داخليًا أو خارجيًا. في الإخصاب الداخلي، يودع الذكر الحيوانات المنوية داخل جسم الأنثى، بينما في الإخصاب الخارجي تضع الأنثى البيض في الماء، ويقوم الذكر بتلقيحها.
وضع البيض:
- الموقع: تضع معظم أنواع السمندر بيضها في الماء، عادةً في أماكن محمية مثل جذوع الأشجار المتساقطة أو تحت الصخور.
- الحماية: قد تقوم بعض الأنثى بحماية البيض حتى يفقس، بينما تتركها أنواع أخرى لتعتمد على التمويه أو المواد السامة لحمايتها من الأعداء.
اليرقات:
- الفقس: بعد فترة حضانة تتراوح من عدة أسابيع إلى عدة أشهر، تفقس البيوض عن يرقات صغيرة تشبه الأسماك.
- التغذية: تتغذى اليرقات على الحشرات الصغيرة والقشريات.
- النمو والتحول: تنمو اليرقات تدريجيًا وتمر بمرحلة تحول حيث تفقد الخياشيم وتنمو رئتان، وتتحول إلى شكلها البالغ.
البلوغ:
- الاستقلال: بعد اكتمال التحول، تصبح السمندرات بالغة وقادرة على العيش بشكل مستقل.
- التكاثر: تصل السمندرات إلى مرحلة النضج الجنسي بعد عدة سنوات، وتبدأ دورة التكاثر من جديد.
عوامل تؤثر على التكاثر:
- الظروف البيئية: تؤثر درجة الحرارة، وكمية الأمطار، وتوفر الغذاء، وجودة المياه على نجاح عملية التكاثر.
- التلوث: يؤثر التلوث البيئي سلبًا على قدرة السمندر على التكاثر، حيث يتسبب في تشوهات في البيض واليرقات.
- فقدان الموائل: يؤدي فقدان الغابات والأراضي الرطبة إلى تدمير موائل التكاثر للسمندر.
حقائق مثيرة للاهتمام عن تكاثر السمندر:
- بعض أنواع السمندر تعيش لفترات طويلة جدًا، وقد تعيش بعض الأنواع أكثر من 50 عامًا.
- تتميز بعض الأنواع بقدرة على تجديد الأطراف التالفة.
- يعتبر السمندر من الكائنات الحية الهامة للنظام البيئي، حيث يلعب دورًا في الحفاظ على التوازن البيئي. [2]
5- أنواع السمندر
تتميز السمندرات بتنوعها الكبير، حيث توجد مئات الأنواع المنتشرة في مختلف أنحاء العالم، ولكل نوع خصائصه المميزة التي تجعله فريدًا من نوعه. دعونا نستكشف بعضًا من هذه الأنواع الرائعة:
تصنيف السمندر:
قبل أن نتعمق في الأنواع المختلفة، يجدر بنا أن نذكر أن تصنيف السلمندر يتغير باستمرار مع اكتشاف أنواع جديدة وإعادة تصنيف الأنواع القديمة. ومع ذلك، يمكن تقسيم السمندر بشكل عام إلى عائلات رئيسية، منها:
- عائلة السلمندريات الحقيقية (Salamandridae): تضم هذه العائلة العديد من الأنواع المعروفة، مثل السمندر الناري الأوروبي والسمندر المرقط. تتميز هذه الأنواع بألوانها الزاهية وأشكالها المتنوعة.
- عائلة السلمندريات عديمة الرئة (Plethodontidae): تعتبر أكبر عائلات السمندر، وتضم أكثر من 500 نوع. تتميز هذه السمندرات بغياب الرئتين، وتعتمد على جلدها الرطب لامتصاص الأكسجين.
- عائلة السمندريات المائية (Cryptobranchidae): تضم هذه العائلة أكبر أنواع السمندر، مثل السلمندر العملاق الصيني والياباني. تعيش هذه الأنواع بشكل دائم في الماء.
- نيوت أحمر البقع الشرقي (Notophthalmus viridescens): يمر هذا النوع بمرحلة يرقانية مائية قبل أن يتحول إلى شكل بري بالغ. يتميز بلونه الزاهي في مرحلة اليرقة. [3]
السمندر، هذا الكائن الفريد الذي يجمع بين السحر والواقع، قد حظي باهتمام البشر منذ القدم. فحكايات الأساطير نسجت حوله خيوطًا من الغموض، واعتبر رمزًا للقدرة على التجدد والتحول. أما العلم الحديث، فقد كشف لنا عن أسرار هذا الكائن المذهل، وأكد أهميته في التنوع البيولوجي ودوره في النظام البيئي.