شعر رومانسي لجلال الدين الرومي: أجمل ما كتب في العشق الصوفي

الكاتب : بسمة وليد
09 مارس 2025
عدد المشاهدات : 18
منذ 11 ساعة
شعر رومانسي لجلال الدين الرومي: أجمل ما كتب في العشق الصوفي
عناصر الموضوع
1- نبذة عن حياة الرومي ومذهبه الصوفي
2- مفهوم العشق في أشعار الرومي
3- أبرز الدواوين والقصائد
عادة ما تصنف أعمال الرومي إلى عدة فئات، تشمل:
شعره
4- الرموز الصوفية واللغوية
5- تأثير شمس التبريزي في شعره
6- عمق رسالته الإنسانية

عناصر الموضوع

1- نبذة عن حياة الرومي ومذهبه الصوفي

2- مفهوم العشق في أشعاره

3- أبرز الدواوين والقصائد

4- الرموز الصوفية واللغوية

5- تأثير شمس التبريزي في شعره

6- عمق رسالته الإنسانية

شعر رومانسي لجلال الدين الرومي: أجمل ما كتب في العشق الصوفي, الصوفية أو التصوف تعتبر مذهبا إسلاميا، ولكن من منظور الصوفية، لا ينظر إليها كمذهب بل كأحد مراتب الدين الثلاثة: الإسلام، الإيمان، والإحسان. فكما أن الفقه يركز على تعاليم الشريعة الإسلامية، ويعنى علم العقيدة بالإيمان، فإن التصوف يركز على تحقيق مقام الإحسان، الذي يتضمن التربية والسلوك، وتطهير النفس والقلب من الرذائل وزيادتهما بالفضائل. وهذا يعتبر المرتبة الثالثة في الدين الإسلامي الكامل بعد الإسلام والإيمان ومن خلال هذا المقال ستتعرف علي الشعر الرومانسي لجلال الدين الرومي وأجمل ما كتبفي العشق الصوفي.

1- نبذة عن حياة الرومي ومذهبه الصوفي

جلال الدين الرومي هو عالم وشاعر صوفي بارز. يعرف بلقب مولانا وسلطان العارفين. ولد من أصل فارسي. لكنه عاش في تركيا. ويعتبر واحدا من أبرز الشخصيات وأكثرها تأثيراً في مجال التصوف الفلسفي عبر التاريخ الإسلامي. تميز الرومي بمهارته في كتابة الشعر الصوفي. بالإضافة إلى إسهاماته في الفلسفة والفقه الإسلامي ومجالات علمية أخرى. يُنظر إلى الرومي عالمياً على أنه صاحب رؤية عميقة. تعكس رسالة فلسفية شاملة. وتعد مصدر إلهام يتحدث إلى جميع حضارات العالم.[1]

درس الرومي العلوم الشرعية على يد والده. ثم تتلمذ على يد برهان الدين المحقق الترمذي. بعد وفاة والده في عام 628 هجرياً. تولى الرومي مهمة التدريس في مدارس قونية. وكان لصديقه الشاعر الصوفي فريد الدين العطار دور كبير في تعميق حبه للشعر. بينما أهداه ديوانه المعروف (أسرار نامه).

في عام 630 هجرياً. سافر الرومي إلى الشام طلبا للعلم. حيث درس على يد عدد من الشيوخ في العلوم الشرعية والعقلية. وفي دمشق. تعلم مبادئ علم التصوف من الفيلسوف الصوفي الشهير. الشيخ محيي الدين بن عربي. بعد عودته إلى قونية. انخرط في الفتوى والتدريس. وقد أقر له شيوخه بموهبته الرفيعة وثقافته الواسعة في العربية والفارسية. مما أكسبه لقب “سلطان العارفين”.

أنجب الرومي من زوجته الأولى جوهر ولدان. هما سلطان ولد وعلاء الدين شلبي. وبعد وفاة زوجته جوهر. تزوج الرومي مرة أخرى. وأنجب ولداً وبنتاً. هما أمير العلم الشلبي وملكة خاتون.

تخلى الرومي عن التدريس في عام 642 هجرياً. واتجه نحو الصوفية. وهي إحدى الحركات الدينية الإسلامية التي ظهرت في القرن الثالث الهجري. وتدعو إلى الزهد والتفرغ للعبادة. مع ميل نحو الفلسفة و الفكر. وقد انشغل بممارسة الرياضة. والاستماع إلى الموسيقى. بالإضافة إلى نظم الأشعار والإنشاد الصوفي.[2]

2- مفهوم العشق في أشعار الرومي

يعتبر الرومي من أبرز الشخصيات التي عاشت تجربة العشق. بينما كان حديثه عن هذا الموضوع مستندا إلى تجربته الفريدة. وقد تجلى ذلك في قوله: «عدا العشق، عدا العشق ليس لنا عمل آخر»، مما يدل على أن العشق كان محور منظومته.

يعد العشق قضية محورية في التصوف، تتجاوز أي اهتمام بها في مجالات فكرية أخرى مثل الأدب والفلسفة. بينما فالعشق يعتبر أحد العناصر الأساسية للرؤية، وهو جوهر العرفان ذاته. ومع ذلك، ورغم أهميته، أظهر العرفاء عجزهم عن تحديد معناه بدقة، حيث اعتبروا أن العشق لا يدرك بالعقل، بل يحس بالذوق، ولا يصل إليه بالفكر، وإنما يختبر بالتجربة.

يرتبط مفهوم العشق عند المتصوفة بمفهوم المحبة المذكور في القرآن الكريم. بينما يعتبر العشق تجسيدا مفرطا للمحبة. وقد تم الإشارة إلى ذلك في القرآن من خلال تعبيرات تدل على شدة الحب، مثل قوله: {والذين آمنوا أشد حبا لله}، وأيضا في قوله: {قد شغفها حبا}، حيث يعبر عن الحب العميق الذي يكنه يوسف في قلبها.

العشق يفهم أيضا على أنه بذل ما لديك وتحمل ما عليك، ويعتبر آخر درجات المحبة، بينما تعد المحبة هي المرحلة الأولى من العشق. [3]

3- أبرز الدواوين والقصائد

عادة ما تصنف أعمال الرومي إلى عدة فئات، تشمل:

  • الرباعيات
  • ديوان الغزل
  • المجلدات الستة من المثنوي
  • المجالس السبعة
  • ورسائل المنبر

شعره

  • تعتبر مثنويه المعاني من أبرز أعماله. بينما تتضمن قصائد باللغة الفارسية، ويطلق عليها بعض المتصوفة لقب “الكتاب المقدس الفارسي”. يُعتبر هذا العمل من أهم الكتب الصوفية الشعرية، ويشير حسين علي محفوظ إلى أن الرومي قد نظم أيضا بعض قصائده بالعربية. بينما
  • يمتلك مخطوطة قيمة للنسخة العربية.
  • أما الديوان الكبير أو ديوان شمس التبريزي، فقد كتبه الرومي تخليداً لذكرى صديقه العزيز وملهمه في مسيرته الصوفية والشعرية، ويتضمن أكثر من أربعين بيت شعر وخمسين قصيدة نثرية.
  • بالنسبة للرباعيات، فقد قام العالم الإيراني المعاصر بديع الزمان فوزانفر بجمعها، حيث أظهرت الطبعة الصادرة من إستانبول أنها تحتوي على 1659 رباعية، أي ما يعادل 3318 بيتاً.

4- الرموز الصوفية واللغوية

تتميز أشعار الرومي في “ديوان شمس التبريزي” و”المثنوي” بمعانيها العميقة وكتاباتها الرقيقة ورمزيتها المبهرة، بالإضافة إلى إيقاعها الذي يعكس ألحان الناي الحزينة التي تثير الشوق والحنين. ومن أبرز الرموز التي استخدمها الرومي هو رمز الشمس، وهو أمر منطقي نظرًا لأن معشوقه الأول والأصيل كان شمس الدين. وفي الختام، يعتبر جلال الدين الرومي رائد الطريقة المولوية في التصوف، حيث جسد هذا النموذج من الفكر والممارسة بشكل متميز، مما جعله واحدا من أبرز أعلام التصوف في العصور الوسطى وما بعدها وحتى يومنا هذا.[4]

5- تأثير شمس التبريزي في شعره

توطدت أواصر صداقة قوية بين جلال الدين الرومي والشيخ و الشاعر الفارسي المعروف شمس الدين التبريزي في عام 642 هـ (1244 مـ) في قونية. كان لقاؤهما بمثابة نقطة تحول في حياة الرومي. بينما أعاد تشكيل أفكاره ومساراته الروحية. بفضل شمس، انضم الرومي إلى صفوف المتصوفة وبدأ في نظم الشعر الصوفي، مبتعدًا عن الناس ومجالس أهل العلوم الظاهرة، متجهًا نحو العلوم الباطنية. أثارت علاقة الرومي بشمس مشاعر الكراهية لدى المتعصبين، مما أدى إلى اغتيال التبريزي دون معرفة القاتل. شعر الرومي بحزن عميق لفقدانه، ونظم له ديوان شعر يُعرف بديوان التبريزي أو الديوان الكبير.

“إن شمس الدين التبريزي هو الذي أراني طريق الحقيقة، وهو الذي أُدين له بإيماني ويقيني”. – الرومي

6- عمق رسالته الإنسانية

اتبَع الرومي تعاليم الإسلام السمحة، وتميّز بالتساهل والتسامح في العديد من المسائل والأحكام الدينية المعقدة. بفضل براعته وبلاغته ومرونته في التعامل، استطاع جذب العديد من الأشخاص من مذاهب مختلفة. نظم الرومي الشعر والأناشيد والموسيقى كوسيلة للتقرب إلى الله والدعوة إلى العشق الإلهي. كما أسس الطريقة المولوية وابتكر رقصة الدراويش الصوفية الرمزية، التي أصبحت إحدى الطقوس الصوفية المعروفة.

وفي نهاية مقال شعر رومانسي لجلال الدين الرومي: أجمل ما كتب في العشق الصوفي, يعتبر الرومي موضوع العشق ضرورة وجودية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بين الموجودات وموجدها، دون استثناء. فالعشق لا يقتصر على البشر فحسب، بل يمتد ليشمل جميع المخلوقات. وهذا يضفي بعدًا جديدًا على القضية، إذ أن فعل الخلق والإيجاد ينبع من المحبة، مما يجعل استمرار الموجودات في عالم الإيجاد يتطلب هذا التعلق العشقي.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة