خصائص شعر الخنساء: كيف عبرت عن الحزن في أروع قصائدها؟

الكاتب : نورا سمير
07 أبريل 2025
عدد المشاهدات : 24
منذ 21 ساعة
سمات شعر الخنساء: الرثاء والتعبير عن العاطفة
1- نبذة عن حياة الخنساء وعائلتها
نسبها:
اللقب
بيئتها
2- الرثاء كمحور أساسي في شعرها
أنواع الرثاء لدى الخنساء
3- الأساليب التعبيرية واللغوية
الأساليب التعبيرية
4- تصوير العاطفة والحزن
5- مكانتها بين شعراء عصرها
6- تأثيرها في الشعر اللاحق
التأثير في الشعر العربي
لتأثير في الأدب العربي

عناصر الموضوع

1- نبذة عن حياة الخنساء وعائلتها

2- الرثاء كمحور أساسي في شعرها

3- الأساليب التعبيرية واللغوية

4- تصوير العاطفة والحزن

5- مكانتها بين شعراء عصرها

6- تأثيرها في الشعر اللاحق

كان لتأثير الخنساء في الشعر اللاحق أثرٌ كبير، إذ ساهمت في تطوير الشعر العربي واللغة والأدب. تأثرت الخنساء بالشعر الجاهلي والإسلامي والعباسي، وقد تركت هذه التأثيرات بصمتها على الشعراء العرب الذين جاءوا بعدها.

1- نبذة عن حياة الخنساء وعائلتها

تعَدُّ تُمَاضِر بنت عمرو بن الحارث السلمية، المعروفة بلقب الخنساء (575م – 24 هـ / 645م)، واحدة من الصحابيات والشاعرات البارزات. عاصرت فترتي الجاهلية والإسلام وأسلمت، واشتهرت برثائها لأخويها صخر ومعاوية اللذين قُتلا في الجاهلية. وقد أُطلق عليها لقب “الخنساء” بسبب ارتفاع أرنبتي أنفها.

نسبها:

تعرف بأم عمرو تُمَاضِر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، وهو عمرو بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. تنتمي إلى آل الشريد، الذين كانوا من سادات وأشراف العرب وملوك قبيلة بني سليم في الجاهلية.

كما كان النبي محمد ﷺ يعتز بالانتساب إلى بني سليم، حيث كان يقول: “أنا ابن الفواطم من قريش، والعواتك من سليم، وفي سليم شرف كثير”. وكان آل الشريد من سادة بني سليم.

كان عمرو بن الحارث، والد تُمَاضِر، من وفود العرب إلى كسرى، وكان يأخذ بيدي ابنيه معاوية وصخر في المواسم، وعندما يتوسط الجمع كان ينادي بأعلى صوته: “أنا أبو خيري مضر، فمن أنكر فليغير”، فلا يجرؤ أحد على إنكاره. وكان يقول: “من أتى بمثلهما أخوين من قبل فله حكمه”، مما أكسبه احترام العرب وتقديرهم.

اللقب

لقبت بالخنساء بسبب قصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. وقد ذكر الحُصري في كتابه “زهر الأدب”: “لقبت بالخنساء كناية عن الظبية، كما أن الذلفاء تشير إلى قصر الأنف، وهو أيضًا من صفات الظباء”.

بيئتها

تشكل البيئة، بما تتضمنه من زمان ومكان وطبيعة وأشخاص، عنصراً أساسياً في تشكيل شخصية الفرد وتأثيرها على أبنائه. تتجلى شخصية الإنسان بوضوح من خلال بيئته، خاصةً أولئك الذين طواهم التاريخ ولم يتبقَ لنا عنهم سوى بعض المظاهر في سلوكهم أو أقوالهم. والخنساء هي واحدة من هؤلاء، حيث وُلدت قبل الإسلام وعاشت بعده، لكن لم يُعرف عنها الكثير، ولم تُذكر أوصافها إلا عندما تقدم “دريد بن الصمة” لطلب يدها، وعندها فقط أدركنا أنها كانت جميلة، فقد أسر جمالها فارسٌ كان قد أسر قلوب الفرسان.

عندما انتشر الإسلام، رافقت أبناءها وبني عمها من بني سليم في وفد إلى رسول الله ليعلنوا دخولهم في الدين الجديد.

أسلمت في عام 8 هـ – 630 م، وكانت في بداية شيخوختها، حيث كانت تبلغ من العمر ما بين الخمسين والستين، عندما قدمت إلى النبي مع قومها بني سليم وأعلنت إسلامها وإيمانها.

توفيت الخنساء في سنة 24 هـ/645 م، وقد عاشت حتى شهدت نصر الإسلام العظيم.

وتوفيت عن عمر يناهز الحادي والسبعين، وذاع صيتها في الآفاق، سواء بسبب بكائها على سادات مضر أو لاستشهاد أبنائها الأربعة. توفيت ومعها شاهد يثبت تاريخ وفاتها، دون الاعتماد على الروايات. [1]

2- الرثاء كمحور أساسي في شعرها

يعتبر الرثاء من أبرز الأغراض الشعرية في الشعر العربي القديم، حيث يشبه المدح، لكن هناك دلائل تشير إلى أنه يتعلق بالميت أو القتيل. بعبارة أخرى، يعد الرثاء مجالًا للتعبير عن العواطف الحزينة، حيث يصف الشاعر الجاهلي المرثي بجميع الصفات التي يُمدح بها الأحياء.

يعرّف الرثاء لغويًا بأنه البكاء على الميت، مع ذكر مناقبه ومآثره واستذكاره ومدحه. يقال “رثى فلان فلانا رثاءً”، وتسمى القصيدة التي تكتب في هذا السياق “مرثية”، مما يعني أن الشاعر يعبر عن حزنه بعد وفاة الشخص، ويُبرز محاسنه في شعره.

أما في الاصطلاح، فيقول قدامة بن جعفر: “ليس بين المَراثي والنعت فرق إلا أن يذكر في اللفظ ما يدل على أنه لشخص هالك، مثل: ‘كان’ و’تولى’ و’قضى’ وما شابه ذلك”.

أنواع الرثاء لدى الخنساء

أنواع الرثاء لدى الخنساء

يمكن تصنيف هذا التراث إلى ثلاثة أشكال رئيسية: الندب، التأبين، والعزاء.

  • أما الندب، فهو يتمثل في بكاء النفس عند لحظة الاحتضار، بالإضافة إلى بكاء الأهل والأقارب وكل من يحمل مكانة النفس والأهل من الأحباء وأخوة الفكر والمعتقد.
  • أما العزاء، فيعتبر مرتبة عقلية تتجاوز التأبين، حيث يتجاوز إلى ما وراء ظاهرة الموت وانتقال الراحل، ويعكس تأملاً فكرياً في جوهر الحياة والموت. إنه تأمل ينفتح على آفاق فلسفية عميقة تتناول معاني الوجود والعدم والخلود.

إن التراث الذي وصل إلينا من المراثي يعد ثريًا للغاية، ويعكس تنوع العصور الأدبية واختلاف الاتجاهات الفكرية. ومن بين أقدم هذه المراثي التي أبدعها الشعراء في العصر الجاهلي، نجد أنها وصلت إلينا في حالة ناضجة ومتقنة، حيث تجاوزت مراحلها الأولى وتجاربها البدائية، وأصبحت تتمتع بقوالب وصيغ محددة، إلى جانب أساليب وصور معروفة. [2]

3- الأساليب التعبيرية واللغوية

الخنساء تعتبر واحدة من أبرز الشاعرات العربيات في العصر الجاهلي، حيث تتميز قصائدها بالعمق العاطفي وجمال اللغة. فيما يلي بعض الأساليب التعبيرية واللغوية التي تعتمدها الخنساء في شعرها:

الأساليب التعبيرية

أ- الاستعارة: تعتمد الخنساء على الاستعارة لتجسيد مشاعرها وتعبيرها عنها في قصائدها.

ب- المجاز: تلجأ الخنساء إلى المجاز لتقديم وصف غير مباشر للأشياء والمشاعر.

ج- التشبيه: تستخدم الخنساء التشبيه للمقارنة بين الأشياء والمشاعر في أشعارها.

د- الاستفهام: تستعمل الخنساء الاستفهام كوسيلة للتعبير عن مشاعرها وتجسيدها في قصائدها.  الأساليب اللغوية

و- اللغة الفصيحة: تعتمد الخنساء في أشعارها على اللغة الفصيحة، مما يمنحها جمالاً وعمقاً خاصين.

  • التراكيب اللغوية: تتسم تراكيب الخنساء اللغوية بالتعقيد والتنوع، مما يضفي مزيداً من الجمال والعمق على قصائدها.
  • تنوع القوافي: تتميز الخنساء باستخدامها المتنوع والمبتكر للقوافي، مما يعزز من جمالية وعمق أشعارها.
  • تنوع الصور البلاغية: توظف الخنساء الصور البلاغية بطرق مبتكرة ومتنوعة، مما يضيف لمسة جمالية وعمقاً لأعمالها الشعرية. [3]

4- تصوير العاطفة والحزن

استخدمت الخنساء الصور البلاغية والتشبيهات لتجسيد مشاعرها، حيث شبهت أخاها بالشمس التي غابت، مما يعكس تأثير غيابه العميق على حياتها. لم تكن هذه الصور البلاغية مجرد زخرفة لغوية، بل كانت وسيلة فعالة للتعبير عن مشاعرها بطريقة تجعل القارئ يتفاعل معها بعمق.

قال ابن قتيبة إن الخنساء كانت شاعرة في العصر الجاهلي، حيث كانت تكتب الشعر في زمن النابغة الذبياني، ويوافقه في ذلك ابن سلام. في بداية حياتها الشعرية، كانت تكتفي بكتابة بيتين أو ثلاثة، لكن بعد مقتل أخويها، معاوية وصخر، لم تتوقف عن البكاء عليهما حتى عهد الخليفة عمر، وخاصة على أخيها صخر، الذي أحبته حباً عميقاً. وقد رثته برثاء حزين بالغت فيه حتى اعتبرت من أعظم شعراء الرثاء.

على الرغم من أنها كانت شاعرة بارعة ولها العديد من القصائد، إلا أن شهرة الخنساء انتشرت بشكل واسع من خلال مراثيها لأخيها صخر، التي تداولها الناس في الجاهلية. خلال معركة بدر، قُتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهما، وتصف مصيبتها بأنها أعظم مصيبة في العرب. وقد طلبت أن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ. وعندما جاء ذلك اليوم، سألتها الخنساء: من أنتِ يا أختاه؟ فأجابت: أنا هند بنت عتبة، أعظم العرب مصيبة.

أبكي عميد الأبطحين كليهما

ومانعها من كل باغ يريدهـا

أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي

وشيبة والحامي الذمار وليدها

أولئك آل المجد من آل غالب

وفي العز منها حين ينمي عديدها. [4]

5- مكانتها بين شعراء عصرها

“كأنّه علم في رأسه نار”، هو جزء من بيت شعر للشاعرة العربية الشهيرة “الخنساء”، يستخدم كتشبيه لمن يتمتع بشهرة واضحة لا يمكن تجاهلها. ورد هذا الشطر في قصيدة رثاء لأخيها صخر، حيث قالت: “وإن صخراً لتأتمّ الهداة به. كأنه علم في رأسه نار”، في إشارة إلى الجبل الشامخ.

ورغم بلاغتها وإسهامها الكبير في إثراء الشعر العربي، مما جعلها رمزاً ثقافياً يحتذى به، لا يمكن اختزال شخصيتها الفريدة في هذه الميزة فقط. فهي امرأة قوية ومستقلة. ناضلت من أجل حق اختيار الزوج، وهو أمر لم يكن شائعاً في زمنها، كما تجلت قوتها وصبرها وإخلاصها لدينها ووطنها. وهنا تظهر مفارقة مثيرة، فبينما كانت الخنساء تبكي صخراً في قصائدها خلال الجاهلية، كانت أيضاً تلك المرأة التي رضيت بقضاء الله واستسلمت لإرادته بعد استشهاد أبنائها الأربعة في سبيل الدفاع عن الإسلام.

تتجلى ميزة أخرى في شخصيتها رضي الله عنها، فالشاعرة الخنساء هي نفسها المرأة القوية التي تنتمي لوطنها وتحب دينها وتخلص له. وقد دفعت بأبنائها إلى الجهاد والقتال. بعد أن رسخ الإسلام في قلبها، وتمكنت عقيدة التوحيد من روحها، وجرت في عروقها، مما زاد من إيمانها.

كما اجتمعت في الخنساء صفات نبيلة لا يمكن أن تتوفر في أي رجل أو امرأة آخرين. فقد اتسمت بالمروءة والفروسية والبطولة والولاء والإخلاص. وكانت تتمتع بالحكمة والحزم، مما جعل أحدًا لا يجرؤ على مهاجمتها. لذلك، لم يتحدث عنها أحد، ولم يجرؤ شاعر على قول شيء يمكن أن يثار حولها. [5]

6- تأثيرها في الشعر اللاحق

التأثير في الشعر العربي

  • تأثيرها في الشعر الجاهلي: تأثرت الخنساء بالشعر الجاهلي، كما تأثر به شعراء آخرون من تلك الفترة.
  • تأثيرها في الشعر الإسلامي: تأثرت الخنساء بالإسلام، وأثر ذلك في شعراء آخرين من العصر الإسلامي.
  • تأثيرها في الشعر العباسي: تأثرت الخنساء بالشعر العباسي، مما كان له تأثير على شعراء آخرين في تلك الحقبة.

لتأثير في الأدب العربي

  • تأثيرها في تطور الشعر العربي: لعبت الخنساء دورًا مهمًا في تطوير الشعر العربي، وكان لها تأثير واضح على الأدب العربي الذي تلاها.
  • تأثيرها في تطور اللغة العربية: ساهمت الخنساء في إثراء اللغة العربية، وكان لها تأثير ملحوظ على الأدب العربي اللاحق.
  • تأثيرها في تطور الأدب العربي: أسهمت الخنساء في تطوير الأدب العربي، وكان لها تأثير بارز على الأعمال الأدبية التي جاءت بعدها.

في ختام الحديث، يمكن القول إن تأثير الخنساء على الشعر الذي تلاها كان عميقًا، إذ لعبت دورًا بارزًا في تطوير الشعر العربي واللغة والأدب. لقد تأثرت الخنساء بالشعر الجاهلي والإسلامي والعباسي، مما أثر بدوره في الشعراء العرب الذين جاءوا بعدها.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة