صلاة الوتر: متى تبدأ وأهم ركعاتها

الكاتب : نورا سمير
07 أبريل 2025
عدد المشاهدات : 22
منذ 20 ساعة
وقت صلاة الوتر وكيفية تعويض ما فات
1- وقت صلاة الوتر بعد العشاء وحدوده
2- الشفع والوتر وعلاقتهما بقيام الليل
3- حكم القنوت في الوتر وآراء المذاهب
رأي المذاهب الأربعة في القنوت يتلخص كما يلي:
4- أفضل صيغة للدعاء في الوتر وفضله الكبير

عناصر الموضوع

1- وقت صلاة الوتر بعد العشاء وحدوده

2- الشفع والوتر وعلاقتهما بقيام الليل

3- حكم القنوت في الوتر وآراء المذاهب

4- أفضل صيغة للدعاء في الوتر وفضله الكبير

من صلى الليل كله وتعمّد ترك الوتر، فهو محروم بلا شك، وقد فاته خير عظيم رغم ما حصل عليه من خير في صلاته. أما من صلى ركعة واحدة أوتر بها ثم نام، فقد نال خيراً كثيراً، رغم أنه قد فاته الكثير من الخير بسبب تركه لصلاة الليل. وبالنسبة للموازنة بينهما ومعرفة أيهما أكثر أجراً، فإن ذلك يعود إلى الله تعالى. وينبغي لمن فاته الوتر، سواء كان ذلك بتعمد أو بغير تعمد، أن يسعى لتعويض ما فاته.

1- وقت صلاة الوتر بعد العشاء وحدوده

الوتر هو الصلاة التي تؤدى بين صلاة العشاء وطلوع الفجر، كما ورد في حديث خارجة بن حذافة: “إنَّ الله أمدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمْرِ النَّعَم”. حيث يُحدد وقتها من بعد صلاة العشاء وسُنتها الراتبة حتى طلوع الفجر

وقد اتفق العلماء، كما ذكر ابن رشد رحمه الله. على أن وقت الوتر يبدأ بعد صلاة العشاء وينتهي عند طلوع الفجر، وقد وردت أدلة متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد ذلك. ومن الأدلة ما رواه مسلم عن أبي نضرة العوفي، حيث قال إن أبا سعيد أخبرهم أنهم سألوا النبي عن الوتر، فأجاب: “الوتر قبل الصبح”

أما من نسي الوتر أو نام عنه، فقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم حكمه بقوله: “من نام عن الوتر أو نسيه، فليصل إذا أصبح أو ذكر”، كما رواه أبو داود والترمذي.

ويفضل لمن يستطيع أن يؤدي الوتر في آخر الليل. حيث يعتبر هذا الوقت وقت التنزل الإلهي. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلةٍ حين يبقى ثلث الليل الآخر. فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ مَن يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الفجر”. وهذا حديث عظيم يدل على فضل قيام الليل، ويشير إلى أن آخر الليل هو أفضل الأوقات.

هذا النزول يتناسب مع عظمة الله. ولا يشبه صفات خلقه بأي شكل من الأشكال. فاستواءه سبحانه على عرشه، ونزوله، وغضبه، ورضاه، ورحمته، وكلامه، وسمعه، وبصره. كلها صفات تليق بالله عز وجل، ولا تتشابه مع صفات خلقه جل وعلا. [1]

2- الشفع والوتر وعلاقتهما بقيام الليل

قيام الليل يشمل جميع الصلوات التي تؤدى في الليل، بما في ذلك الشفع والوتر، حيث يعتبر الشفع والوتر جزءًا من قيام الليل. فقيام الليل يعني الصلاة في الليل بشكل عام. لذا فإن أي صلاة يؤديها الشخص في الليل تعتبر من قيام الليل

الوتر يشير إلى الركعة الفردية التي تختتم بها صلاة الليل. وقد يقصد به الصلاة التي تختتم بركعة واحدة، سواء كانت تتكون من ثلاث أو خمس أو سبع ركعات. ففي سنن النسائي، روي عن أبي أيوب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الْوِتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِخَمْسٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ.

يمكن أن يطلق مصطلح “الوتر” على ما يصلى من صلاة الليل، حيث يختتم بركعة واحدة متصلة دون سلام بين الركعات. كما ورد في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الليل ثلاث عشرة ركعة، ويوتر بخمس منها، ولا يجلس إلا في الركعة الأخيرة.

أما “الشفع”، فهو ما يخالف الوتر، حيث يعتبر كل ركعتين شفعًا. بعض الفقهاء، مثل المالكية، يطلقون مصطلح الشفع على الركعتين اللتين تصليان قبل ركعة الوتر، حيث يقرأ فيهما بسورتي الأعلى والكافرون. [2]

3- حكم القنوت في الوتر وآراء المذاهب

رأي المذاهب الأربعة في القنوت يتلخص كما يلي:

المذاهب الأربعة

المالكية: يرون أنه لا قنوت إلا في صلاة الفجر، ولا يشرع القنوت في الوتر أو أي صلاة أخرى.

الشافعية: يعتقدون أنه لا قنوت في الوتر إلا في النصف الأخير من رمضان. ولا يشرع في باقي الصلوات، باستثناء صلاة الفجر في جميع الأحوال، وكذلك في الفرائض الأخرى إذا حدثت نازلة للمسلمين.

الحنفية: يرون أنه يشرع القنوت في الوتر، ولا يقنت في غيره من الصلوات إلا في حالات النوازل، حيث يقنت الإمام في الفجر ويؤمن من خلفه. بينما لا يقنت المنفرد.

الحنابلة: يعتقدون أنه يشرع القنوت في الوتر. ولا يقنت في غيره إلا في النوازل وشدائد الدهر. باستثناء الطاعون، حيث يقنت الإمام أو نائبه في الصلوات الخمس ما عدا الجمعة. وقد ذكر الإمام أحمد أنه لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يتعلق بقنوت الوتر سواء قبل الركوع أو بعده.

هذه هي آراء المذاهب الأربعة حول مسألة القنوت. [3]

4- أفضل صيغة للدعاء في الوتر وفضله الكبير

الدعاء الذي ورد في هذا، فقد ثبت في الحديث الصحيح من حديث الحسن بن علي  عن أبيه، أن النبي ﷺ علمه كلمات يقال في قنوت الوتر، وهي: “اللهم اهدني فيمن هديت. وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك. وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت”. وقد أضافت رواية البيهقي: “ولا يُعز من عاديت”.

وفي رواية أخرى، جاء فيها: “اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك”. وقد ورد عن علي  أن النبي ﷺ كان يقول ذلك، مما يعني أنه كان يزيد في دعاء الوتر بهذه الكلمات: “اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك”. وهذا من الأمور المستحبة في قنوت الوتر، سواء كان في أول الليل أو في آخره..

إن ما يقوم به بعض الناس من القنوت في صلاة الفجر قد أشار إليه بعض العلماء، وقد وردت فيه بعض الأحاديث الضعيفة. والصحيح هو أنه لا يستحب القنوت في الفجر، استنادًا إلى حديث سعد بن طارق الأشجعي عن أبيه. حيث سأل ولده سعد: “يا أبتي، لقد صليت خلف رسول الله ﷺ. وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، هل كانوا يقنتون في الفجر؟” فأجابه: “أي بني، محدث”، مما يعني أن القنوت في صلاة الفجر هو أمر محدث وليس من سنة النبي ﷺ ولا من سنة خلفائه الراشدين.

وبالتالي، يتضح أن الأفضل هو ترك القنوت في الفجر، إلا في حالات النوازل. مثلما يحدث عندما يتعرض المسلمون لمحنة أو حصار من أعدائهم في بعض بلاد المسلمين. ففي هذه الحالات يشرع القنوت في الفجر وغيره للدعاء برفع البلاء وهزيمة الأعداء. كما فعل النبي ﷺ في مناسبات عديدة عندما دعا على بعض الأعداء. [4]

في نهاية. مقالي أسأل الله أن أكون قد وفقت في تناول هذه القضية الملحة التي تحمل أهمية كبيرة في مجتمعنا بشكل خاص وفي العالم بشكل عام. فإن كان ما قدمته صواباً، ففضل الله، وإن كان هناك خطأ، فذلك من نفسي ومن الشيطان

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة