الشعر العربي الكلاسيكي

الكاتب : أميرة ياسر
18 مايو 2025
عدد المشاهدات : 1185
منذ أسبوعين
الشعر العربى الكلاسيكي
ماهو الشعر الكلاسيكي وماهي خصائصه؟
الشعر الكلاسيكي القديم (الجاهلي)
تميز الشعر في العصر الجاهلي بعدة خصائص منها:
وكان الشعراء في العصر الجاهلى يتمتعون بنفس شعرى صاف ومنهم:
قصص فى الشعر العربي الجاهلي
قصة الغول فى شعر العرب
قصص قصيرة في شعر عمر بن أبى ربيعة
الشعر الكلاسيكي الحديث
أهم الشعراء الكلاسيكيين في العصر الحديث
حافظ إبراهيم
أحمد شوقى

الشعر العربي الكلاسيكي يُعد انعكاسًا فنيًا لتراث عريق صاغته القرون، إذ يحمل في طياته أسس التعبير البلاغي والوزن الصارم، وقد شكّل هذا النوع من الشعر قاعدة للعديد من المدارس الأدبية لاحقًا. عند التعمق في ما هو الشعر الكلاسيكي؟، ندرك أنه أكثر من مجرد التزام بالشكل؛ إنه التزام بالفكر والأسلوب والتقاليد. لذلك، لفهم مفهوم الكلاسيكية في الأدب العربي، لا بد من العودة إلى تلك المرحلة التي مثّلت التوازن بين الإبداع والانضباط.

ماهو الشعر الكلاسيكي وماهي خصائصه؟

الشعر العربي الكلاسيكي لم يكن مجرد استلهام من التراث، بل امتداد لتيار أدبي يرى في القديم نموذجًا للكمال. أخذ اسم “الكلاسيكية” من كلمة “classic”، وهي كلمة ذات أصل لاتيني، مرت بمراحل دلالية متعددة حتى أصبحت ترمز إلى الأدب الراقي. وفي بداية النهضة العربية الحديثة، ظهر تيار أدبي يعكس هذا المفهوم؛ تيارٌ يؤمن بأن التفوق الأدبي يكمن في الالتزام بالأنماط الراسخة والابتعاد عن التجريب، وهو ما عُرف لاحقًا بـ المدرسة الكلاسيكية في الشعر العربي. فـ خصائص الشعر الكلاسيكي تتجلى في التوازن، الانضباط، والوضوح، بينما يكمن خلف نشأته سؤال جوهري: ما هو مفهوم الكلاسيكية في الأدب العربي؟ ومن هنا، أصبح التساؤل حول أسباب ظهور المدرسة الكلاسيكية في الأدب ضروريًا لفهم دوافع ذلك الحنين إلى التراث وتقديس القديم.

الشعر العربى الكلاسيكي

وسبق الشعر العربي الكلاسيكي كل المدارس اللاحقة واعتبرها النقاد الأساس الذي بنيت عليه المدارس الأخرى، ومن الخصائص العامة لهذه المدرسة:

  • تمجيد كلا من الأدب اليوناني والروماني وتطبيق قواعد أرسطو الأدبية.
  • الاهتمام بالطبقات الراقية في المجتمع وعدم الاهتمام بالطبقة الشعبية.
  • فصاحة اللغة، وأناقة التعبير والعناية الشديدة بالأسلوب.
  • الاهتمام بالأدب التمثيلي خاصة والتراجيديا (المأساة) بصفة أدق.
  • جودة الصياغة اللغوية وفصاحة العبارة دون تكلف أو زخرفة لفظية.
  • الاهتمام بالمجتمع بشكل عام، والانصراف عن الفرد الواحد.
  • الاتساق والتوازن والحفاظ على العادات والتقاليد. [1]

تعرف أيضًا على: أجمل القصائد الشعرية القصيرة

الشعر العربى الكلاسيكي

الشعر الكلاسيكي القديم (الجاهلي)

الشعر العربي الكلاسيكي يُعد امتدادًا طبيعيًا لما بدأه العرب في العصر الجاهلي، حيث ظهر الشعر قبل الإسلام بحوالي 150 سنة، ونشأ في الجزيرة العربية منذ قرون. في ذلك الحين، كان الشعر الكلاسيكي يعبر عن مشاعر العرب وتجاربهم، ويُعد وسيلة رفيعة لنقل قيمهم وتاريخهم. وقد تنوعت أغراض الشعر لتشمل المدح، الفخر، الرثاء، الغزل، الهجاء، والوصف، مما يعكس بعضًا من خصائص الشعر الكلاسيكي التي استمرت لاحقًا. ومع بروز أسماء لامعة بين شعراء تلك المرحلة، بدأ التساؤل عن من هم الشعراء الكلاسيكيون؟ الذين أسسوا لهذا النهج، وماذا يقصد بالمدرسة الكلاسيكية في الشعر العربي؟ التي حفظت لهذا الفن مكانته بين العرب؟ فقد كانت لكل قبيلة شاعر يُمثلها، ينطق بلسانها ويدافع عنها بالكلمة.

تميز الشعر في العصر الجاهلي بعدة خصائص منها:

  • افتتاح القصيدة بالبكاء على الأطلال وخطاب الآثار أو الأصدقاء، وجودة الصياغة اللغوية والفصاحة، وكانوا يهتمون بالطبقات العليا.
  • الحكمة حيث يعبر الشاعر عن خبرته وتجربته في الحياة.
  • وحدة القصيدة حيث يتحقق الجرس الموسيقى في كافة أبيات القصيدة، ودل ذلك على المقدرة اللغوية العالية للشاعر في هذا الوقت.
  • التعبير عن جمال البيئة والطبيعة والربط بين جمال المرأة ومزج جمالها بجمال الطبيعة.
  • الانتقال بسلاسة من موضوع إلى آخر في القصيدة، وترتبط القصيدة مع بعضها من خلال وحدة الوزن والقافية.

تعرف أيضًا على: أبيات شعر عن الحكمة القوية

وكان الشعراء في العصر الجاهلى يتمتعون بنفس شعرى صاف ومنهم:

الشعر العربى الكلاسيكى قصص وحكايات

  • زهير بن أبى سلمة: كان من أشهر شعراء الحكمة وكان ذا خلق حسن وسيرة طيبة وهو من شعراء المعلقات وعرف بأنه لم يمدح أحدا إلا صدقا، وتوفى قبل ظهور الإسلام والبعثة النبوية.
  • طرفة بن العبد: من شعراء الطبقة الراقية، وعاش بداية حياته في اللهو والمجون؛ بسبب وفاة والده وإساءة أعمامه تربيته وسلبوا أمه حقوقها فنشأ نشأة بائسة ولم يكن له قصائد وفيرة لأنه عاش حياة قصيرة وكان من شعراء المعلقات.
  • امرؤ القيس: اشتهر بقصائد الفخر والغزل والوصف وكان ملكا على قومه، ومات مسمومًا على يد قيصر الروم.
  • الخنساء: شاعرة عربية من قبيلة اسمها سليم، واشتهرت بقصائد الرثاء و الحزن على موت أخوها، ودخلت الإسلام وشجعت ولديها على الجهاد في سبيل الله.
  • النابغة الذبيانى: من قبيلة ذبيان وكان مشتهرًا بالمدح وكان شعره جميلًا ومعبرًا عن مواقفه ومشاعره وكان فارسا بارعًا ومن قصائده قصيدة الرثاء على ولده الذي مات في معركة القادسية.
  • المتنبي: اسمه أية الطيب أحمد بن الحسين الكندى، من قبيلة كندة، وكان شاعرا فصيحا ومتفوقًا على شعراء عصره وله شعر في المدح والهجاء والفخر والغزل والحكمة وكان شعره قويا ومتنوعًا ومعبرًا عن ذكائه ومن أشهر قصائده(الخيل و الليل والبيداء تعرفني).

تعرف أيضًا على: أجمل أبيات شعر عن العمل

الشعر العربى الكلاسيكي

قصص فى الشعر العربي الجاهلي

الشعر العربي الكلاسيكي هو امتداد لجذور ضاربة في عمق التاريخ، تبدأ مع الشعر العربي الجاهلي الذي كان نافذة مشرقة على حياة العرب قبل الإسلام، يعكس بيئتهم وثقافتهم وعاداتهم. وقد تميز هذا اللون الشعري، الذي يشكل أصلًا من أصول الشعر الكلاسيكي، بقصصه المؤثرة التي جمعت بين الفخر، الحب، الشجاعة، والحكمة، مما يفتح باب التساؤل: ما هو الشعر الكلاسيكي؟ وما الذي يميّزه عن غيره من المدارس الشعرية؟ إننا نلمح في تلك القصائد المبكرة بعضًا من خصائص الشعر الكلاسيكي التي تطورت لاحقًا على يد نخبة من الأدباء، فـمن هم الشعراء الكلاسيكيون الذين حافظوا على هذا التراث وأعادوا صياغته بما يليق بعصرهم؟

قصة الغول فى شعر العرب

اشتهرت خرافة الغول فى عقول الجاهليين، ومن ذلك قول طارقة الشاعرة الجاهلية، حين تزوج زوجها من امرأة أخرى، إنه قد اتخذ بدلا منها هوجاء كشبه الغول، وأيضا قول امرؤ القيس تهكما بغريم كان يهدده بالقتل:

أيقتلني والمشرفي مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب غول

ووصف زهير بن أبى سلمة ناقته فقال:

تبادر أغوال العشي، وتتقي علالة ملوي من القد محصد

قصص قصيرة في شعر عمر بن أبى ربيعة

يقال أن عمر حين تقدم في السن أقسم انه لو قال بيتا من الشعر أيا كان سيطلق جارية من جواريه، وكان قد انقطع عن الشعر لفترة، وفى يوم وجد حبيبين معا فسألهما: لما لا تتزوجان؟ فقال الشاب:أن والد الفتاة يطلب منه مهرا كبيرًا، فأخذه عمر إلى والدها ودفع مهر الفتاة وتزوج الحبيبان، وأحس عمر برغبة في إلقاء الشعر، وكانت إحدى جواريه شاهدة في ذلك الموقف، فقال:

تقول وَليدَتي لمَّا رأتْني طرِبتُ وكنتُ قد أقْصرتُ حينَا

أراك اليوم قد أحدثتَ شوقًا، وهاجَ لك الهوى داءً دفينَا

وكنتَ زعمْتَ أنك ذُو عزاءٍ إذا ما شِئتَ فارقتَ القَرينَا

بربِّكَ هل أتاكَ لها رسولٌ فشَاقكَ أم لقيتَ لها خَدينَا؟

فقلت: شَكا إليَّ أخٌ مُحِبٌّ كبَعضِ زمانِنا إذ تَعلمينَا

فقصَّ عليَّ ما يَلقى بهندٍ فذكَّر بعضَ ما كُنَّا نَسينَا

وذو الشوق القديم، وإن تَعزَّى مَشوقٌ حين يلقى ألعاشقينا

وكمْ مِن خلَّةٍ أعرضتُ عنها لغَير قِلًي وكنتُ بها ضَنينَا

أردتُ فِراقَها وصبرتُ عنها ولو جُنَّ الفؤادُ بها جُنونَا

تعرف أيضًا على: شعر المتنبي في الحكمة: أروع الأبيات التي تلهم العقول

الشعر العربى الكلاسيكي

الشعر الكلاسيكي الحديث

رغم أن بعض الشعراء في العصر الحديث اتجهوا إلى كسر قواعد الوزن والقافية فيما يُعرف بالشعر الحر، فإن الشعر العربي الكلاسيكي ظل حاضرًا بقوة في وجدان الأدب العربي، محتفظًا بجمالياته وبنيته الأصيلة. فقد تمسّك العديد من شعراء القرن العشرين بأسس المدرسة الكلاسيكية في الشعر العربي، وحرصوا على إحياء روحها بأساليب معاصرة تعكس رؤاهم وشخصياتهم. ويُعزى هذا الوفاء للشكل التقليدي إلى تأثير مؤسس المدرسة الكلاسيكية في الأدب العربي، الذي أسّس لهذا الاتجاه وأرسى دعائمه بين الأجيال.

من أشهر الشعراء الذين حافظوا على الشعر العربي الكلاسيكي محمود سامي البارودي، وهو رائد المدرسة الكلاسيكية في القرن العشرين، فبالرغم من أنه ولد في أواسط القرن التاسع عشر، وتوفى في أول القرن العشرين إلا أنه له فضل كبير في الحفاظ على الشعر الكلاسيكي من الاختفاء، وهو مؤسس مدرسة الإحياء والبعث، ومن أبرز تلامذة هذه المدرسة أحمد شوقى وحافظ إبراهيم.

وتشابهت خصائص الشعر في مدرسة الإحياء والبعث مع الشعر العربي الكلاسيكي في عدة أمور، وأضافوا إليها، ومن خصائص تلك المدرسة:

  • الإقلال من الموضوعات المتعلقة بالتفاخر الشخصي والاهتمام بالعامة من الناس.
  • اعتمد بشكل كبير على الكلمة ودورها في تقدم الشعوب فزادت الموضوعات التي تتعلق بآمال وطموحات الإنسان العربي، وكذلك موضوعات ذات طابع إنساني مثل الثقة بالنفس.
  • الاعتماد بشكل كبير على الخيال.
  • عدم الالتزام بالقافية الموحدة.
  • ظهور سمة جديدة وهي الاعتماد على الرمز.
  • أصبح وسيلة للتعبير بدقة عن المشاعر والأفكار، وتنوعت ألوانه وأغراضه. [2]

تعرف أيضًا على: العيون في الشعر الجاهلي

الشعر العربى الكلاسيكي

أهم الشعراء الكلاسيكيين في العصر الحديث

برز في العصر الحديث عدد من الأعلام الذين أعادوا إحياء روح الشعر العربي الكلاسيكي، محافظين على أصول الشعر الكلاسيكي في الأسلوب والموضوع، ومجددين فيه بما يواكب قضايا زمانهم. وعند التساؤل: من هم الشعراء الكلاسيكيون؟ الذين تركوا بصمة واضحة في هذا المجال؟ نجد في طليعتهم أسماء حملت لواء الأصالة والبلاغة معًا.

حافظ إبراهيم

يُعد هذا الشاعر من أبرز رموز الشعر العربي الكلاسيكي في القرن العشرين، وقد لُقّب بـ”شاعر النيل” نظرًا لعمق تأثيره وثراء تجربته الشعرية. وُلد في مصر ونشأ يتيمًا في بيئة مضطربة اقتصاديًا، مما دفعه إلى العمل في سن مبكرة. وعلى الرغم من رفضه من صحيفة الأهرام، إلا أنه ظل وفيًا لمدرسة الإحياء والبعث، التي تنتمي إلى تيار الشعر الكلاسيكي. وتُظهر مسيرته ملامح واضحة من خصائص الشعر الكلاسيكي، مثل الالتزام بالوزن والقافية، والتعبير عن القضايا الوطنية والاجتماعية. ولا شك أن قربه من الشيخ محمد عبده، وتعيينه لاحقًا في دار الكتب المصرية عام 1911، قد عمّق فهمه للأدب وساعده على النضج الفني. وإذا كنا نتساءل اليوم: من هم الشعراء الكلاسيكيون الذين حافظوا على روح الأصالة؟ فإن “شاعر النيل” يُعد مثالًا حيًا يُجسّد ما أسسه رواد الاتجاه التقليدي وعلى رأسهم مؤسس المدرسة الكلاسيكية في الأدب العربي.

أحمد شوقى

يُعد أمير الشعراء أحد أعلام الشعر العربي الكلاسيكي في العصر الحديث، وقد نال هذا اللقب بعد أن بايعه زملاؤه تقديرًا لمكانته الأدبية الرفيعة. جمع بين الشعر الوطني والديني والمسرحي، وامتازت أعماله بقوة البيان وجزالة الألفاظ، وهي من أبرز خصائص الشعر الكلاسيكي التي حافظ عليها رغم التغيرات الثقافية والسياسية في عصره. ارتبط بالخديوي إسماعيل، ومدحه في قصائد عدة، كما كان من أبرز من واجهوا الاحتلال البريطاني بشعر ثوري. نُفي إلى إسبانيا عام 1914، وهناك تأثر بالأدب الأندلسي، فظهر ذلك جليًا في ديوانه الشهير “الشوقيات”. وإن تساءلنا من هم الشعراء الكلاسيكيون الذين تركوا أثرًا خالدًا، فإن اسمه يبرز في المقدمة كرمز من رموز الشعر الكلاسيكي في القرن العشرين.

تعرف أيضًا على: مقابلات مع شعراء عن مصدر إلهامهم من العيون

في الختام، يمكن القول إن الشعر العربي الكلاسيكي لم يكن مجرد لون من ألوان التعبير الفني، بل شكل من أشكال الهوية الثقافية العربية. فقد التزم الشعراء الكلاسيكيون بمبادئ واضحة، انطلقت من مفهوم الكلاسيكية في الأدب العربي، وظهرت بجلاء في خصائص الشعر الكلاسيكي كالبساطة والاتزان والانضباط في الأسلوب. لقد ساهم مؤسس المدرسة الكلاسيكية في الأدب العربي وغيره من الشعراء في ترسيخ هذا النهج، الذي ظهر استجابةً لتحولات فكرية وثقافية متعددة. إن فهم ما هو الشعر الكلاسيكي؟ أو أسباب ظهور المدرسة الكلاسيكية في الأدب لا يُغني عن تذوق هذه القصائد التي لا تزال تنبض بالحكمة والجمال.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة