قصة ذبح إبراهيم لإبنه إسماعيل

الكاتب : أميرة ياسر
22 نوفمبر 2024
منذ 10 ساعات
قصة ذبح إبراهيم لإبنه إسماعيل
عناصر الموضوع
1- هجرة إبراهيم إلى الشام ثم إلى مكة
2- مولد إسماعيل عليه السلام
3- بر إسماعيل بوالده
إبراهيم عليه السلام ودعاؤه المبارك وحكمته في بناء البيت العتيق
4- ذبح إبراهيم لإبنه إسماعيل
5- الدروس المستفادة من قصة إبراهيم وولده
وأيضًا من الدروس المستفادة:

عناصر الموضوع

1- هجرة إبراهيم إلى الشام ثم إلى مكة

2- مولد إسماعيل عليه السلام

3- بر إسماعيل بوالده

4- ذبح إبراهيم لإبنه إسماعيل

5- الدروس المستفادة من القصة

قصة ذبح إبراهيم لإبنه إسماعيل من أهم القصص عبرة. بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله، و قد تجلت أسمى معاني البر عندما أطاع إسماعيل والده إبراهيم عليهما السلام عندما أمره الله ببناء الكعبة. فكان خير العون لوالده وكان إسماعيل به من الصفات الحميدة والإيمان الخالص لله. فكان نعم العبد ونعم الابن وكان إبراهيم عليه السلام يحبه حبا شديدًا لدرجة أن تعلق قلبه به. فأراد الله أن يمتحن إبراهيم فكانت الرؤيا بأن رأى أنه يذبح ابنه إسماعيل ومعلوم أن رؤيا الأنبياء حق. فهمّ إبراهيم بذبح ولده واستجاب الولد لأمر الله وبدأ إبراهيم في ذبحه لكن أبطل الله وظيفة السكين وتحقق المراد من الاختبار. وفداه الله بكبش عظيم وصار هذا اليوم عيدا للمسلمين”

1- هجرة إبراهيم إلى الشام ثم إلى مكة

خرج إبراهيم مع هاجر من مصر إلى الشام ونزلا السبع من أرض فلسطين. فبعثه الله نبيا، وولد إسماعيل في فلسطين ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما). يعنى ولادة هاجر؛ لأن هاجر كانت من مصر ولما ولدت السيدة هاجر ابنها إسماعيل اشتدت غيرة سارة منها. وقالت لا تساكنني في بلد وكان هذا موافقًا لأمر الله، فأوحى الله إلى إبراهيم أن تأتى بمكة وكانت يومئذ ليس بها زرع ولا ماء وتركهم في مكان ليس به أنس أو زرع أو ماء. فقالت يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا في واد ليس به أنس أو أي شئ وكررتها له ولكن كان لا يلتفت لها فقالت الله أمرك بهذا، قال:نعم، قالت: إذا لا يضيعنا.

ثم ذهب إبراهيم حتى لقى ثنية لا يرونه فيها واستقبل بوجهته البيت ثم دعا الله فقال: ﴿رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ [سورة إبراهيم: 37]

وجعلت أم إسماعيل ترضع ابنها وتشرب من الماء الذي تملكه حتى نفذ فعطشت وعطش ولدها ونظرت إليه وجدته يتلوى فانطلقت كراهية أن تنظر إليه يتلوى وجعل يدحض الأرض برجليه. وراحت تبحث عن الماء فصعدت الصفا تنظر هل هناك شيئا فلم تجد فنزلت إلى الوادي. حتى أتت المروة فاستشرفت هل ترى شيئا فلم تجد شيئا. وفعلت ذلك سبع مرات ثم ذهبت إلى إسماعيل وهو يدحض الأرض برجليه فنبعت العين. وسميت بعد ذلك زمزم وجعلت تأخذ الماء في سقائها. فشربت وأرضعت ولدها، فال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا. [1]

2- مولد إسماعيل عليه السلام

لما حملت هاجر ارتفعت نفسها وتعاظمت على سيدتها سارة فغارت منها سارة. وشكت ذلك إلى إبراهيم فقال لها: أفعلى بها ما شئت، فخافت هاجر وهربت. ونزلت عند عين فقال لها ملك من الملائكة أرسله الله لها: لا تخافي إن الله جعل هذا الغلام الذي حملت خيرا وأمرها أن ترجع وبشرها أنها ستلد ولدا وتسميه إسماعيل. وسيكون وحش الناس ويده على الجميع ويد الجميع به فشكرت الله عز وجل على هذا.

ولد نبي الله إسماعيل في أرض الشام تحديدًا في فلسطين. وكان عمر إبراهيم عليه السلام وقت رزقه الله بإسماعيل ست وثمانين عاما. [2]

3- بر إسماعيل بوالده

كان إسماعيل ابنًا بارًا فكان خير العون لوالده. ويتجلى ذلك عندما أمر الله إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة ساعده ابنه إسماعيل في إتمام هذه المهمة الشريفة. وقد كانت قواعد البيت الحرام قائمة بالفعل. ولكنها مع مرور الزمن انغمست تحت الأرض فهيأ الله عز وجل لإبراهيم مكان تلك القواعد وعرفها له ليبحث عنها ويبنى فوقها بيت الله الحرام. وقام إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام بجمع الأحجار امتثالًا لأمر الله تعالى بتطهير البيت من كل ما لا يليق به من الأوثان والأرجاس و الأقذار. وجعلا يهيئانه لاستقبال الطائفين به وقاما عليهما السلام بهذا العمل على أكمل وجه ودعوا الله تعالى بأن يحفظ هذا البلد وأن يرزق أهله من كل الثمرات. وأن يتقبل منهم ذلك العمل وأن يجعلهم من المسلمين الموحدين لله وأن يخرج من ذريتهم أمة مسلمة مخلصة موحدة تعبد الله ولا تشرك به. وأن يغفر الله لهم ويتوب عليهم جميعا.

إبراهيم عليه السلام ودعاؤه المبارك وحكمته في بناء البيت العتيق

واستجاب الله لدعائهما وأخرج من ذريتهما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ  وَبِئْسَ الْمَصِيرُ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾

وأمر الله نبيه إبراهيم عليه السلام أن يؤذن فى الناس داعيا لهم إلى الحج. قال تعالى: ﴿ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ [الحج: 27]. وبلغ نداؤه كل من فى الأرحام والأصلاب وجاءه كل شئ سمعه من حجر وشجر ومدر فأجاب كل من فى الأرض:(لبيك اللهم لبيك). ومن كتب الله أنه يحج حتى قيام الساعة. [3]

4- ذبح إبراهيم لإبنه إسماعيل

رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ولده. وهو يعلم أن رؤيا الأنبياء وحى فكان هذا اختبار من الله عز وجل بان يذبح هذا الابن العزيز الذي جاءه بعد أن يأس من الولد وهو وحيده وبكره. لكنه أجاب ربه وانصاع لأمره وسارع نحو طاعته ثم عرض ما رأى على ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون من أن يأخذه قهرا. قال”يا بِنَى إني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى” فبادر إسماعيل عليه السلام هذا الغلام الحليم. فقال:(يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين). وكان جوابه هو غاية الحق والطاعة للوالد والعبودية لله وكان نعم العون لأبيه على أمر الله! فال تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾. وقيل أسلما أي استسلما لأمر ربهم وعزما على التنفيذ.

وقيل معنى (تله للجبين) أي: ألقاه على وجهه وأراد ذلك لئلا يشاهد وجهه في حال ذبحه فيشفق عليه وتمنعه عاطفة الأبوة أن ينصرف عن ذبحه. (وأسلما) أي: فال بسم الله، وتشهد الولد للموت وأمر سكينه على حلق الابن فلم تقطع. وعند هذه اللحظة نادى الله:(أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا) أي قد حدث المراد من الاختبار وسلم إبراهيم أمره إلى ربه وأنصاع إسماعيل كذلك لأمر الله فكانت الهدية بأن أبطل الله فعل أداة الذبح فلم تقطع وأنزل كبش فداء ذبح ولده وعوضا عنه. [4]

5- الدروس المستفادة من قصة إبراهيم وولده

قصة ذبح إبراهيم لإبنه إسماعيل

  • بر الابن بوالديه من أعظم أسباب رضا الله تعالى عنه وتوفيقه وفلاحه في الدنيا والآخرة. كما كان في قصة إسماعيل ووالده عدة مواقف بينت حب الوالد لولده ورضاه عنه.
  • الثقة بالله من أهم أسباب نجاح المؤمن في دنياه وآخرته. فكان نتاج ثقة هاجر بالله بأنه لن يضيعها أن الله أكرمها ونبعت بئر زمزم ودب العمران بالمكان. وأتى الناس من كل مكان فاستأنست بهم.
  • من تمام الإيمان الخالص لله أن تطيع الله وتستسلم لحكمه. فلا يخيفك شئ مهما كان من بشر أو قدر لأن إيمانك بأن أمرك كله بيد الله.
  • عندما يشتد البلاء ثق بأن العطاء سيكون عظيمًا فثق بالله ولا تتعجل. فعندما أغلقت الأبواب أمام نبي الله إبراهيم ولم يجد مفرًا من ذبح ابنه الوحيد. ولكن كافئه الله بأن انزل كبشا فداءًا لإسماعيل عليه السلام. قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 257]
  • إن الله إذا أراد شئ فإنما يقول له كن فيكون. كما حدث مع نبي الله إبراهيم عندما ألقوه في النار. ولكن أمر الله النار بأن تكون بردا وسلامًا. وكذلك عندما شرع إبراهيم يذبح ابنه أبطل الله عمل السكين فلم تقطع. فهكذا أمر الله وفضله أينما حل أدهش.

وأيضًا من الدروس المستفادة:

  • الصبر على البلاء واحتساب الأجر من أسباب انكشاف الغمة وزوال البلاء عن العبد. لأن الرضا بالقدر يرفعه كما فعل إسماعيل. وسلم أمره لبارئه فنال المكافأة لصبره. وأنزل الله كبش الفداء.
  • امتثال إسماعيل لأبيه في أمر ذبحه يدل على أنه تلقى تربية إيمانية كاملة منذ صغره. فهو كان يعلم أن رؤيا الأنبياء وحي من الله.
  • الصداقة التربوية بين الأبُّ والابن كانت قوية. وهو أمر غاية في الأهمية كما كان في العِلاقة بين إبراهيم وابنه عليهما السلام. وهذا أمر يصعب تحقيقه في مرحلة المراهقة. وهذا يدل على أن العَلاقة كانت تجاذب لا تنافر بينهما.
  • أراد الله أن يختبر إبراهيم عندما رأى تعلق قلبه بمحبة ولده والله قد أتخذ إبراهيم خليلًا. فلما أقدم على ذبح ولده، وكانت محبة الله في قلبه أكبر من محبة ولده. وتحقق مراد الله فلم يبق في الذبح مصلحة، ونجح إبراهيم في الاختبار. [5]

وختامًا، يجدر بي أن أقول أنه كلما صعب الابتلاء دل ذلك على اصطفاء الله لك من بين خلقه فلا تحزن. وعلى المؤمن أن يصبر، ويستعن بالله على استمرار الصبر. وأن يعلم يقينا أن الرضا بالبلاء وتقبله مع السعي للإصلاح يؤدي إلى انكشاف الغمة. لأنك بهذا تكون نجحت في الاختبار الإلهي. فيجعلك الله راضيا من الفائزين، وتنال رضا رب العالمين.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة